الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربية ... اللغة و العصر

مصطفى العوزي

2009 / 7 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


كتب أحد المفكرين الألمان عن اللغة العربية يقول ، " اللغة العربية لغة ظلت متخلفة لا تواكب تطورات العصر و ذلك راجع لكونها لغة مرتبطة أشد الارتباط بالمقدس تنبع منه و تعود إليه ، و لعل هذا ما جعل المواطن العربي يظل قابعا في قفص التقليد و التراث دون السعي إلى اقتباس قيم و رموز الحداثة كما هي عليه لدى الغرب " ، ترى هل كان هذا القول نابعا عن حقيقة تاريخية علمية متيقن منها ؟ أم أن الأمر و ما فيه ليس إلا ارتساما عاما قد يقول به أي كاتب أو قائل عابر في النص و المعنى ؟ .
تطرح هذه الفكرة أزمة اللغة العربية في العصر الحالي ، أزمة تتداخل في إنتاجها عوامل متعددة ، يبقى من أبرازها عاملا إضعاف الهوية الوطنية من طرف المستعمر ، و إهمال المثقف العربي للإنتاج الفكري بلغته الأم ، بالنسبة للعامل الأول ، يمكن رصده مع دخول المستعمر للدول العربية – شمال إفريقيا ، الخليج العربي ، الهلال الخصيب - و توقيع عهود الحماية أو الانتداب من طرف الدول الامبريالية الكبرى – بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا و اسبانيا ، ايطاليا ...– ، حيث حاولت هذه الدول نزع الهوية الوطنية و ذلك بضرب مكوناتها الأساسية المتمثلة في اللغة و الدين و العادات و التقاليد و كذا الأعراف و الطقوس المعمول بها ، مستعملة حينا مبدأ العنف المادي ( قمع بعض رموز النخبة المثقفة و العلمية ذات التكوين العربي بجامعة القرويين ، و قمع الزوايا و رجال الدين في المغرب مثلا ) ، و مبدأ العنف الرمزي حينا آخر، من خلال محاولة إنتاج نخبة مغربية مفرنسة أو فرانكفونية تضمن إدخال و استمرار الثقافة الفرنسية ، و كذا جعل اللغة الفرنسية مفتاح العمل بالإدارة الاستعمارية و هو ما سيظل قائما حتى بعد خروج المستعمر ، ثم جعل التعليم بالمغرب مفرنسا و إعطاء أولويات التشغيل لأولائك ذوي التكوين الفرنسي من خلال إنشاء مدارس ثانوية فرنسية لازال بعضها قائما إلى يومنا هذا ( ثانوية ليوطي بالدار البيضاء ، و ديكارت بالرباط ).
أما العامل الثاني فيترأى في حجم و نوع الإصدارات الفكرية و كذا عدد الكتب و المفكرين العرب الذين يكتبون و يتحدثون اللغة الأجنبية ، في المغرب مثلا يوجد العديد من الباحثين و المفكرين و الأدباء ممن يفضلون الكتابة و التعبير بغير لغتهم العربية ، مما يساهم في إضعاف اللغة العربية ، و كذا عدم إحداث نهضة فكرية تنويرية تمتح من قيم العروبة و الإسلام ، على غرار النهضة الاروبية التي اعتمدا فيها الرواد المحدثون لها على لغاتهم الأم دون التطاول على لغات الآخرين ، و هنا تحضروني حادثة عشتها و أنا احضر إحدى الندوات الفكرية للسوسيولوجي عبد الصمد الديالمي قدم فيها إحدى كتبه ، حيث سأله احد الحاضرين عن السبب في تأليف الكتاب باللغلة الفرنسية هل السبب يعود لكون أن اللغة العربية لا تستطيع التعبير عن الظاهرة التي قام الباحث بدراستها ؟ فكانت إجابة الديالمي بسيطة و هي أن السبب في الآمر ليس إلا حضور المنطق النفعي و الربحي ، حيث صرح الباحث علنا " على العكس اللغة العربية قادرا على التعبير بشكل جيد لكني كتبت بالفرنسية لأضمن مكاني في السوق الفرنسية ليس إلا " ، بعد هذا الاعتراف هل يحتاج الآمر إلى تعليق ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في