الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو ناصر ابو حميد من الامعري--- انا مستاء جدا من السلطة

ميساء ابو غنام

2009 / 7 / 16
القضية الفلسطينية


(لجوء من السوافير ومؤبدات لاربع ابناء )

بمعالم وجهه التي تظهر عليها تجاعيد سبعين عاما وعينان فقدتا جزءا من البصر تنظر الى الحياة بيأس عمق ذاته

بمأساة تلحقها مأساة،بعمر اثني عشر سنة بدأ اللجوء مع نكبة فلسطين عام 48 التي كانت بداية لصراع البقاء من

السوافير بالقرب من اسدود الى بيارة ابو زكي ثم الى قرية حتا بالقرب من الفلوجة التي تقع شرق عسقلان ،

ركب سيارة لمدة اربعة ايام، قسوتها المحملة بخوف من المجهول قادته الى معسكر النصيرات

بغزة قتل اغلب من معه فاختار الامعري مهربا له ولزوجته ولابنائه الستة حينها مكانا امنا.

محمد يوسف عبد الرحمن ناجي من مواليد عام 1937 ،يعيش في مخيم الامعري في رام الله ولديه عشر اوالاد

ذكور وابنتان متزوجتان ، استشهد عبد المنعم صاحب الترتيب الثالث بين اولاده على اثر عملية اغتيال

نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة الرام الواقعة شمال القدس في 13-5-1995.اما الاخوة السبعة

الاخرين فهم يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي اربعة منهم بأحكام مؤبدة.

برجفة يديه ودمعة تتساقط بكبرياء وبها خجل مقنع يقف محمد يوسف المعروف بأبو ناصر ابو حميد غير

مذهول بقدومي اليه متطفلة على مأساته التي يبدو انه ما زال قادرا على وصفها والحديث عنها كانة يسرد حكاية

شعب اختاره ممثلا عنهم،


بدأ السؤال اين نجلس؟كان البناء غير مكتملا وهو يحمل بيدية قطعة من الخشب يحاول ازالة بعض الاوساخ

العالقة بها،قال هنا،نظرت من حولي لم اجد شيئا للجلوس علية سوى حفنة من التراب او درج على مدخل

بيت،لمست الخجل في عينيه فاستأذن من احد المحلات في داخل المخيم فكان الترحاب حليفنا بدلا من حرارة

الشمس الساطعة خارجا.

يعمل ابو ناصر بالتجارة بالطحين واللحمة والزيت والارز والسكر ،والتي يشتريها من الوكالة مرة كل ثلاثة

شهور ويحاول الان البحث عن شريك يسانده في عمل فرن حيث يحتاج الى سبعين الف دولار اجهزة لتغطية

مشروعه،وتسانده زوجته التي يناهز عمرها ستون عاما من خلال بيع بعضا من المواد الغذائية وحلويات

الاطفال للجيران من داخل البيت.



يمسح ابو ناصر دموعه من عينيه واضعا يديه على رجليه وهويذكر ابناءه السبعة مازحا(كانت ام ناصر تكر

الاولاد كر........ولد ورا ولد 12 بطن) اكبرهم ناصر 36 سنة غير متزوج،حكم عليه بالسجن عام

1980 بتهمة مقاومة الاحتلال،كانت البداية بعمر 14 سنة على خلفية القاء قنبلة مولوتوف على سيارة عسكرية

،وفي موعد المحكمة توجهت الى القضاء وقلت للقضاة الثلاثة نأسف ان تحاكموا طفل قالوا ان ما عمله خطير

فأجبتهم انه طفل غير مدرك لافعالة فصدر القرار ستة شهور وقف تنفبذ واربعة شهور فعلي امضاهم في

المسكوبية ،وهنا بدأت الضحكة ترتسم على شفتيه واصفا الصورة حينها بعد صدور القرار عندما حمل اهل

المخيم الطبلة وبدأوا بالغناء احتفالا بالحكم المخفف.

ولكن ناصر لم يستسلم وواصل بالمقاومة وحكم 9 مؤبدات على خلفية قتل عملاء،وذلك عام 1980 الا انه خرج

مع دخول السلطة عام 1994 ،وعادت اسرائيل واعتقلته في انتفاضة الاقصى بحكم جديد 7 مؤبدات وخمسين

سنة.

يتحدث ابو ناصر وصمت يعم المكان الا من شاشة تلفاز مضاءة على قناة محلية تعرض اغاني ،يواصل حديثه

قائلا نصر الذي عمره 34 سنة متزوج ولديه ولدان احدهما لم يره الا من خلال الزيارة ،حكم عليه تسع سنوات ونصف

على خلفية محاولة قتل عميل و المقاومة،اخذ محكوميته كاملة واعتقل بالانتفاضة الثانية باجتياح 2002 وحكم

عليه خمس مؤبدات.

يتنهد ابو ناصر ناظرا الى الخارج محاولا اعادة ترتيب افكاره ناطقا شريف 33 عاما ،خاطب وخطيبته من مدينة

القدس يحاول اهلها واعمامها اقناعها بتركه فقد حكم عليه اربعة مؤبدات على خلفية اتهامه بقتل عميل الا انه لم

يقتله،اعتقل من الامن الوقائي في اجتياح بتونيا،سجن سابقا تسع سنوات فعليه.

وصلنا الى ابنه الرابع محمد الشبح،يخرج صاحب المحل الى الصلاة كأنه شعر ان القصة ما زالت طويلة يخرج

ابو ناصر سيجارته مكملا..........26 سنة اتهم بارشاد الاستشهاديين الى الطريق كانوا يعلمون بلون السيارة التي

يركبها ورقمها فاعتقلوه حيث كان مع اخوه شريف بسيارة حمراء،حكم عليه مؤبدين وعشرين سنة. ويستمر

بالحديث دون ملل وكأنها البداية ،باسل 28 سنة يبتسم قليلا يخرج في شهر شباط 2008 لقد اقترب حكمه من

النفاذ اربع سنوات واربع شهورمع دفع غرامة بقيمة 10000شيكل.











وهنا اضاف وهويمسح العرق عن جبينه لم يبقى الا اسلام وجهاد ،الاول وعمره 21 سنة حكم عليه خمس سنين

ونصف بتهمة اطلاق نار على دوريات اسرائيلية دون اصابات وباقي من محكوميته سنتان ونصف،اما جهاد

17 سنة لم يحكم بعد وله تسعة شهور بالسجن .يصمت قليلا ويقول انا مستاء جدا من السلطة هدموا بيتي مرتين

ووعود من المسؤولين،هدم البيت الاول وقدمت لي الوكالة ارضا ساعدني اخي بعشرة الاف دينار فبنيت البيت

فعادت اسرائيل وهدمته والان احاول اعادة بنائه.

وهنا يخرج ابو ناصرمن جيبه بعض الاموال منتظرا اللحظة التي تأتي بها سيارة الطحين ليعود الى المهنة التي

من انتاجها سيعيد بناء البيت غير عابئ بالوعودات لبناء البيت وزرع قرنيته التي فقدت،مؤكدا على انه يفقد نظره

يوما بعد يوم الا ان ابناءه السبعة سيراهم بقلبه واحساسه بالتأكيد،لانه ولاسباب امنية ممنوع من زيارتهم.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمر محزن جدا
محمد الفاتح العتيبي ( 2009 / 7 / 16 - 12:41 )
أمر محزن جدا
كان الله في أبو ناصر وفي عوننا


2 - اسفين له ولغيره
عبدالله مشختى ( 2009 / 7 / 16 - 15:55 )
حقا انها لقصة حزينة ومؤثرة فمن كان يتحما مثل هذا العبأ لولا ارادة وصمود هذا الاب الذى غدر به الزمن وظلم العدو .وانك السيدة ميساء اود لو كنت قادرة على ان تجمعى كل القصص التى تشابه هذا النوع من المأساة وانها قد تكون بالالاف وتجعلينها مهمة خاصة لك فيكون هناك مكتبة مليئة بهذه القصص التى ينبغى ان لا تنسى وتوثق . سلمت يداك واستمرى فيها زمع تحياتى


3 - الى خالي ابو ناصر
ابن عائشه ابراهيم عبدالرحمن ناجي ( 2012 / 2 / 20 - 04:32 )
اصبر يا خالي العزيز فنحن فداك هذا تلفوني للتواصل 00968/99071477في سلطنه عمان انا ابن بنت عمك عائشه

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف