الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد كارثة حريق آفاق عربية: حرائق بغداد.. تلتهم ادلة الفساد

أيمن الهاشمي

2009 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بالامس القريب تم احراق جزء كبير من وزارة الصحة العراقية، وتحديدا الطوابق التي تضم عقود استيراد الادوية والمعدات الطبية والتي تشوبها روائح الفساد، وقبلها كانت حرائق مبنى وزارة النفط، وبالامس فقط اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية ان نتائج الكشف الفني الجنائي على حريق وزارة الصحة اثبت انه تم بفعل فاعل اي حريقا متعمدا وليس ناتجا عن تماس كهربائي كما حاولت بعض الاوساط في حكومة المالكي ان تشيعه لابعاد شبهة الحريق العمد المرتبط بعقود الفساد.

واليوم جاءنا الخبر من بغداد عن حريق ضخم يلتهم بناية اكبر دار نشر عراقية حيث التهمت النيران جميع محتويات مطابع دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد المعروفة باسم (آفاق عربية) بالوزيرية، والتي تعد من أهم الصروح الثقافية في العراق، يأتي ذلك في مسلسل حرائق تعرضت لها العاصمة بغداد في أهم مراكزها الثقافية والعلمية، والتجارية في أوقات سابقة. وقد ذكرت مصادر مطلعة من داخل دائرة الشؤون الثقافية، ان الحريق أتى على كل شيء، وان الأضرار أخرجت هذه المطابع من الخدمة، مما سيؤدي الى توقف مجلات الأقلام والتراث الشعبي والثقافة الأجنبية والمورد عن الصدور، كما ستتوقف عملية طبع القصص والروايات والدواوين الشعرية والكتب النقدية، وكذلك أدى الحريق الى فقدان عدد من مخطوطات الكتب التي هي تحت الطبع. ويرى المتابعون ان تعتيما إعلاميا جرى بخصوص الحريق إذ لم تتحدث عنه وسائل الإعلام برغم خطورته وفداحته كما لم يُفتح أي تحقيق في الموضوع في حين أشيع بأن الحريق نجم عن تماس كهربائي، وهو العذر الجاهز لكل الحرائق التي حصلت في بغداد .

هذا الحريق يضاف الى سلسلة الحرائق المتعددة التي التهمت وزارات ودوائر كثيرة منها وزارات الداخلية والنفط وآخرها حريق وزارة الصحة من دون الإعلان عن من يقف وراء تلك الحرائق. وكانت هذه الحرائق السابقة تلتهم عادة الطوابق التي تحتوي ملفات لها علاقة بالمال والمشتريات وعقود الاستيراد، التي أصبحت علامة بارزة على الفساد الأداري، إلا أن هذه المرة التهم الحريق الجانب الثقافي ، ولا يستبعد أن يكون ضمن مسلسل الفساد الأداري أيضاً.

عيون الناس في بغداد تتطلع بأسى ومرارة نحو المباني التي تحترق والتي تذكرنا بحرق الوزارات عقب الاحتلال الامريكي للعراق 2003، فزادهم ذلك غماً على غمّ الاحتلال وفقدان الامن والنظام والخدمات واكفهرار جو بغداد بالتراب الذي بات سمة من سمات جو العراق الكئيب منذ بضع سنين، ويسارع العراقيون بعفويتهم الى اعتبار هذا الحريق (مفتعلا!) وحتى قبل سماع بيان الحكومة، او قبل ظهور نتائج التحقيق! معتبرين الحريق المزعوم، صورة أخرى من صور الفساد التي تطال أغلب الوزارات والمؤسسات العراقية اليوم، ناهيك أن التجارب علمتهم عدم وجود أي تحقيق شفاف يمكن أن يقود إلى الفاعل الحقيقي، فهذا الحريق ليس الأول من نوعه، ناهيك عن حرائق أخرى طالت عدداً من المراكز الحكومية والأسواق مثل أسواق الشورجة وجميلة الشهيرين ببغداد، دون أن تعلن الحكومة حتى اليوم عن الفاعل الحقيقي، إذ تذهب كل الجرائم والحوادث مقيّدة ضد (مجهول) في سجلات الحكومة!.



حريق متعمد مع سبق الإصرار والترصد في مبنى دار الشؤون الثقافية من قبل عصابات الجريمة المنظمة الحكومية لغرض أخفاء جرائمهم بالسرقة والاختلاسات، وقد اعلن رئيس لجنة النزاهة النيابية الشيخ صباح الساعدي: أنه طالما حذّر مما وصفه بمسلسل الحرائق في عدد من الوزارات والمباني الحكومية، وطالب هذه الوزارات بحفظ الملفات المتعلقة بالعقود والوثائق في أماكن أمينة ومحكمة. كما اعلن عن تخوّفه من حصول حريق آخر في مبنى وزارة النفط ووزارات اخرى، ودعا الساعدي الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين وزارة النفط،

مسلسل حرائق الوزارات في بغداد، جعل الناس يفقدون ثقتهم في اجراءات حكومة المالكي، لكشف الفساد المالي المستشري في الوزارات العراقية منذ الاحتلال، وبلغ مداه في عهد نوري المالكي. فوزارات الصحة في كل دول العالم، تكون دوما في خدمة المواطن، مهما كان انتماؤه ووضعه، إلا أن تاريخ وزارة الصحة في ظل الحكومات الطائفية كان غير ذلك، فقد تحولت الوزارة الى (معتقل) و (مسلخ بشري) و(مستودع لبيع الجثث)، وكانت تدار من قبل الميليشيات وعصابات العنف والتهجير، والتي عمدت الى استخدام المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية مصائد لقتل وتصفية المواطنين العراقيين على الهوية، وعلى اسرّة المرضى تم اغتيال الآلاف تحت سمع وبصر حكومة إبراهيم الجعفري والوزير السابق علي الشمري، وصارت وزارة الصحة تنافس وزارات الداخلية والدفاع والاجهزة الامنية والسجون، وتزاحمهم باعمالهم في الاعتقال والتعذيب والتصفية، وتحولت المراكز الصحية الى معتقلات ومصائد للتصفية والتعذيب، والشواهد على هذه الاعمال الاجرامية كثيرة لاتعد ولا تحصى.

بالامس القريب حاول المالكي حماية وزير التجارة المتهم بالفساد وهو من المحسوبين على كتلته وحزبه (الدعوة) ومن حملة الجنسية البريطانية، بعد ان كان اوعز اليه بتقديم استقالته تهربا من سحب الثقة البرلمانية منه، وان تستر المالكي على وزير التجارة يثير غضبا وشكوكا في جدية مواقفه المعلنة عن محاربة الفساد، وهاهو اليوم يعرقل مساعي البرلمان لاستجواب الوزراء المشتبه بفسادهم!!

لقد سبق ان قلنا ان حرائق وزارتي النفط والصحة وغيرها، سوف تتكرر في الايام والاسابيع القادمة في كل وزارة دبّ فيها الفساد، واستحكمت حلقاته، فالوقت ليس طويلا على انتهاء مهلة الوزراء الحاليين مع إنتخابات نهاية العام، والكل متهم بالفساد بدرجة او اخرى، ولابد للفاسدين ان يتعجلوا قبل الرحيل وقبل ان تتكشف اوراقهم، وحتى لا تقيم المستمسكات الحجة والدليل عليهم، ولكي يسلّم كل وزير وزارته الى خلفه (نظيفة بالتمام والكمال!!)، بلا أوليات ولا وثائق تدل على فساد في الذمة والضمير، فان المسلسل مستمر ولم تنته حلقاته..!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير