الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البصرة.. التلوث باليورانيوم المنضب.... جدل اليورانيوم والسرطان

قاسم علوان

2009 / 7 / 28
الصحافة والاعلام


بعد ان وضعت حرب الخليج الثانية شتاء عام 1991 أوزارها.. والتي سميت أيضا بحرب تحرير الكويت أو عاصفة الصحراء.. وبعد ان انتهت باشهر قليلة تسرب الى وسائل الاعلام العالمية المختلفة في جميع انحاء العالم سرا عسكريا مهما جدا.. إذ افتضح لأول مرة موضوع استخدام اليورانيوم المنضب في صناعة الأسلحة التي استخدمت في تلك الحرب.. بحيث طرحت لأول مرة مشكلة بيئية غاية في الخطورة والأهمية.. أو لنقل هو تلوث بيئي خطير على الأرض التي دارت عليها تلك المعارك بتلك الإشعاعات النووية الخطيرة في جنوب العراق ودولة الكويت، وكذلك ما أشيع عن خطورتها المبكرة على جنود قوات التحالف.. الذين اشتركوا بتلك الحرب واصابتهم بامراض غريبة كما تسرب من معلومات، واحتمال تأثيرها ايضا على المدنيين الذين أقتربوا من مخلفات الحرب بعد ان توقفت، وعلى المنتوجات الزراعية التي تنتجها تلك الأرض التي دارت عليها تلك المعارك أو بقربها وحواليها.. وظلت تلك المشكلة وما رافقها من حيثيات ومستجدات واستنتاجات (علمية) مبكرة، ونشر لأبحاث أو احصاءات جديدة عن تلك الظاهرة وآثارها الميدانية. وكان ذلك بشكل مستمر الى غاية هذه اللحظة..
تكشفت أسرار تلك المشكلة كما قلنا بعد الحرب مباشرة، وهي تدور حول استخدام اليوم باليورانيوم المنضب.. الذي دخل دائرة التداول في الخطاب السياسي والأعلامي لأول مرة بعد ان كان يسمى بـ (النفايات النووية..)
اسلحة باليورانيوم المنضب
النفايات التي دخلت لأول مرة أيضا في صناعة انواع من الأعتدة العسكرية المختلفة التي استخدمتها قوات التحالف الدولي ضد العراق.. لم ينكر القادة العسكرين لقوات التحالف استخدام هذه المادة في صناعة تلك الأعتدة بانواعها.. إذ انها تتمتع بخاصية توليد درجة حرارة عالية جدا عند اصتدامها واختراقها للآليات والدروع الروسية الصنع تحديدا، إذ أن هذه الأخيرة كما يعلم الجميع هي العنصر الأساسي في تسليح الجيش العراقي آنذاك..!! وهذا على حد تعبير أولئك بالحرف الواحد في لقاءات متلفزة معهم ومع أكثر وسائل الأعلام شهرة وانتشارا وخاصة بعد نهاية حرب تحرير الكويت.. كما اكد لنا ذلك عدد من الخبراء المحليين في اختصاص الفيزياء والتلوث الاشعاعي ومنهم خاجاك فيرور وعلي عباس خفيف.
لكن تكشف مثلا فيما بعد أن هذه المادة المشعة ذات الخطر البيئي.. قد دخلت حتى في صناعة العتاد الخفيف الموجه ضد الأفراد..! وهذا ما أفادنا به الخبير عراقي خاجاك وكان قد عثر شخصيا على بعض هذه الأنواع من الأعتدة في احد جولاته الميدانية قرب حي القبلة في ضواحي المدينة الغربية. ويعمل الرجل جاهدا على كشف نسبة التلوث بأشعة اليوارنيوم المنضب في بقايا الأسلحة والعجلات العراقية المدمرة وانتشارها في جميع انحاء البصرة
كذلك حاولنا الإتصال بقادة الجيش البريطاني او بعض من ضباطهم في البصرة قبل انسحابهم منها.. لكن تعذر علينا ذلك ولم نحصل على نتيجة.. كل الذي حصلنا عليه منهم بأن لايوجد معهم في العراق في الوقت الحاضر من هو مسؤول أو مطلع على استخدام الأعتدة التي يدخل اليورانيوم المنضب في صناعتها، وعلينا ان أردنا الإتصال بمن هو على إطلاع بهذا الموضوع فيمكن أن نلتقي به في لندن وسيسهلون علينا تلك المهمة ان أردنا...!! لكننا لم نتمكن من تحقيق ذلك لتعذر إجراء هكذا لقاء في الامكانات المتاحة لنا..
تكشفت تلك الأسرار وأخذ الحديث ينتشر عنها وعن أمراض أخرى جديدة لم يكن للناس عهد بها، وقبل كل ذلك بعد ان عانى بعض من جنود قوات التحالف الدولي كما اشرنا من اعراض مرضية غريبة أطلق عليها في الصحافة الغربية أسم لعنة العراق.. أو محليا في البصرة عندما أشارت بعض المصادر الطبية الى أزدياد ملحوض في الإصابة بالأمراض السرطانية وبشكل خاص عند الأطفال والشباب، وذلك بزيادة عن النسب المعتادة مقارنة بدول العالم كما اكد ذلك د. جواد العلي وكذلك الدكتورة جنان سالم حسن مديرة ردهة امراض الاطفال السرطانية في مستشفى الولادة والاطفال، وكان ذلك بجانب ظهور أعراض لأمراض غريبة بعضها جلدية.. لم يعرفها الناس ولا حتى الأطباء من قبل..
مرض غريب...!!
في صيف 2006 ألتقينا بعائلة ابو عادل.. وهي عائلة فلاحية تسكن بالقرب من منطقة خور الزبير في الضواحي الجنوبية الغربية لمدينة البصرة.. أصيب لديهم طفل بمرض جلدي غريب، حيث ظهرت على وجهه فقط بثور برؤوس سوداء، أخذت تكبر تدريجيا كما تكبر أيضا رؤوسها، ظهرت في احدى عينيه وفي انفه وفي فمه.. عجز الاطباء في البصرة عن تشخيص او علاج حالته بعد ان وصفوا له علاجات مختلفة، ذهبوا به الى بغداد.. وحالة الطفل تتدهور تدريجيا، بدأ الاطباء باستإصال الأجزاء المتورمة والمشوهة في وجهه، فرفعوا احدى عيني الطفل وجزء من شفته العليا وجزء من أنفه..!! اخبرهم احد الاطباء بان علاج هذا المرض متوفر فقط في المانيا..! فحاول ذوي الطفل طرق أبواب المسؤولين في الحكومة لغرض مساعدتهم في الذهاب به الى هناك أو الى أي مكان آخر.. فلم يستجب لهم احد، الى ان توفي الطفل...!! وهاهي نفس الاعراض تظهر على وجه شقيقته الأصغر...!! يقول والد الطفل بانهم انفقوا كل ما حصلوا عليه من حطام الدنيا في تلك الرحلة العلاجية لذلك الطفل.. وعند سؤالنا له.. هل تعرضت المنطقة التي يقيمون فيها لقصف طائرات التحالف..؟ قال.. كانت بقرب منزلهم دبابة عراقية محطمة، كما انهم يسكنون تحت أبراج نقل التيار الكهربائي (الضغط الفائق) ترى ما سبب تلك الاصابة بهذا المرض..؟
نعم بقايا تلك الأسلحة المدمرة والآليات العسكرية وبقايا الأعتدة منتشرة كأكداس سكراب معروضة للبيع أو للتصدير خارج العراق في جميع انحاء المدينة وحتى في مركزها ذي الكثافة السكانية العالية.. والجميع يتحدث عن تلوث تلك الأشلاء المعدنية بالإشعاعات الخطرة.. بعض من تجار هذا النوع من البضاعة خزنها في الساحات المخصصة لوقوف ومبيت السيارات (الكراجات) في مركز المدينة في العشار بجوار فندق حمدان ويدفع عنها مبالغ خيالية كبدل إيجار.. ولكن تخلى عنها في الوقت الحاضر...!! كما افادنا بذلك بعض المواطنين ممن يسكنون في تلك المنطقة قريبا من ذلك السكراب. وهناك مواطنون يعملون كحراس على ذلك الحديد (الخردة) لكن ايضا تخلى اصحاب تلك الأشياء عنها بعد ان حضر تصديرها من قبل الأجهزة الحكومية المختصة..
ماهو اليورانيوم المنضب
اليورانيوم المنضب أو الذي كان يطلق عليه سابقا النفايات النووية كما أشرنا آنفا وهي النفايات التي تتبقى من مختلف الصناعات النووية لدى الدول الصناعية الكبرى سواء الصناعات العسكرية منها أو المدنية بما في ذلك محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية.. وقد كانت تلك النفايات تشكل مشكلة بيئية كبيرة عند تلك الدول الصناعية.. والمشكلة تتلخص في كيفية التخلص منها والتي تعتبر مصدر خطر كبير على بيئاتهم النظيفة نسبيا مقارنة ببيئة دول العالم الثالث التي من المحتمل ان تكون أراضي بعضها مكبا لتلك النفايات.. الجميع قد عرف أو سمع عن الأزمات الدولية والمحلية التي أثيرت في أواسط ثمانينات القرن الماضي تحديدا والتي كان سببها مشكلة كيفية التخلص من النفايات النووية في الدول الصناعية الكبرى أو نقلها من مكان الى آخر عبر البحار.. ومعارضت جماعات الدفاع عن البيئة وما عرف بجماعة السلام الأخضر في الدول الأوربية لذلك التوجه، أو ما أشيع عن رشوة بعض من قادة دول العالم الثالث أو بعض من القادة السياسيين المحليين فيه من ذوي النفوذ أو زعماء الميليشيات، لغرض طمرها في المساحات الشاسعة غير المأهولة من تلك البلدان أو مناطق نفوذهم.. دول من مثل لبنان والصومال مثلا خلال الحروب الأهلية التي مرت بهما..
لكن فجأة وبشكل غير معلن يبدو ان مصنعي الأسلحة في تلك الدول الصناعية المتقدمة قد وجدوا الحل في التخلص من تلك النفايات المشعة الخطرة على البيئة والتي سببت تلك المشاكل العلنية.. فقد دخلت هذه النفايات أو ما عرف فيما بعد باليورانيوم المنضب الذي قد استنفذ طاقته الإشعاعية في صناعة الأسلحة الجديدة والتي تعتبر بنظر بعض الخبراء العسكريين اسلحة تقليدية لكنها حديثة وفاعلة.. وقد استخدمت لأول مرة ضد العراق وعلى ارضه وارض الكويت في حرب عام 1991.. ولتستخدم أيضا فيما بعد في اماكن أخرى من العالم في صربيا مثلا وكذلك افغانستان.. وفي المرة الأخيرة ضد جيش صدام في حرب عام 2003 على أرض العراق مرة أخرى..
الكويت تخلصت في وقت مبكر بعد حرب تحريرها من احتلال صدام حسين في العام 1991 من بقايا الأسلحة العراقية المدمرة والملوثة بتلك الاشعات المخيفة على اراضيها وبطرق علمية صحيحة وبمساعدة خبرات اجنبية.. كما نقلت ذلك وسائل الاعلام في وقتها، على ان تضاف كلفة ذلك التخلص أو الطمر الصحي لتلك المخلفات على مبالغ التعويضات التي سيدفعها العراق مهما اختلفت هوية حكوماته التالية عن النظام السابق المسبب بتلك الحرب لدولة الكويت.. وذلك بحسب ما يتسرب بإصرار من تصريحات سياسية لسياسيّ الصف الأول من مسؤوليها..

اكداس السكراب الملوث على أرض البصرة
لكن بقايا الأسلحة المحطمة والملوثة والتي يعتبرها البعض خطرة جدا والتي تنتشر بشكل واسع كما تقول بذلك بعض المصادر الطبية المسؤولة وكما شاهدنا.. انتشار تلك البقايا على الأرض العراقية وبشكل خاص في جنوب العراق والقريبة من حدود دولة الكويت ظلت مطروحة على الأرض بشكل مباح وبدون أي حضر أو رقابة وتحت تصرف تجار ما يسمى بالسكراب والمواد الخردة.. أو الأطفال والفتيان وعبث العابثين منهم، وهي منتشرة حتى في مراكز المدن والتجمعات السكانية، وكذلك الأراضي الزراعية التي تنج مختلف أصناف المنتجات الزراعية والتي تدخل في غذاء المواطن اليومي، والتي تصدر في اغلب الأحيان الى محافظات أخرى وهي تحيط بمدينة البصرة من جميع اتجاهاتها.. وحتى الحيوانات المنزلية لتلك العوائل تنتقل بين تلك البقايا تبحث عن بقايا الطعام والكلأ الملوث حتما بتلك الأشعة.. يقول الخبير خاجاك.. مرة فحصت بالجهاز جرو صغير يقبع في جوف أحد تلك العجلات العسكرية المعطوبة فإذا به عبارة عن كتلة مشعة متجولة...!!
عندما أثيرت قضية التلوث البيئي في جنوب العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 وعلى انها بتأثير من الأسلحة التي يدخل اليورانيوم المنضب في صناعتها أعتبر البعض من المهتمين بالشأن السياسي ومنهم قادة المعارضة العراقية في الخارج حينذاك.. بان هذا الأمر هو لا أكثر من دعاية سياسية مجانية الى حد ما لنظام صدام حسين.. باعتباره المستفيد الوحيد من إدانة ذلك الشكل من التلوث البيئي كما اشيع عنه وكذلك اسبابه ونتائجه، وبالتالي إدانة للتحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق الذي استخدم ذلك النوع من الأسلحة لأول مرة على أرضه..
اليورانيوم المنضب من جديد
استخدام تلك الأسلحة أو الأعتدة مجددا التي يدخل اليورانيوم المنضب في صناعتها في حرب عام 2003 التي قادتها الولايات المتحدة وحلفائها والتي اسميت أيضا بحرب تحرير العراق.. وقد تكثف استخدام هذا النوع من الأعتدة المصنوعة من بقايا اليورانيوم الصناعي المشع وخاصة في جنوب العراق وتحديدا في مدينة البصرة وضواحيها الحدودية التي تمتد مع أربع من دول الجوار.. دول الجوار التي حاربها ذلك النظام جميعا بلا استثناء.. وبالتالي هي تقريبا ساحة حرب حقيقية لأكثر من عقدين من الزمن.. استخدام تلك الأسلحة والتلوث باليورانيوم المشع صار موضوعا متاحا للجميع ومبسطا جدا للتكلم فيه حتى من عامة الناس من غير ذوي الاختصاص.. وهم كثيرون جدا ممن ألتقينا بهم.. رجل السوق، بائعة الخضار، عاطلين عن العمل، نساء يتبضعن..
قبل كل ذلك شملت تلك الدعاوى قناعات الكثير من الأطباء إذ أخذوا يتحدثون عن انتشار الاصابة بانواع مختلفة من الأمراض السرطانية، سرطان الرئة.. سرطان الدم.. سرطان البنكرياس.. سرطان الجلد.. وسرطان الثدي والرحم لدى النساء.. أورام خبيثة متنوعة وسرطانات من مختلف الأنواع.. وهذا في البصرة فقط.. وهو ما سمعناه من احد الأطباء المعروفين في البصرة في مقابلات تلفزيونية مطولة معه.. وكذلك اطباء آخرين ممن ألتقت بهم بعض المنظمات الدولية ذات الطابع الإنساني عن هذا النوع من التلوث بالاشعاعات وأوفدت بعضهم في سفرات علمية عديدة خارج العراق ليتحدثوا في مؤتمرات ولقاءات معدة لذلك في هذا الشأن..
المنطقة الجنوبية من العراق ومدينة البصرة تحديدا المتضررة دائما بحروب النظام السابق.. حيث المستوى المعاشي المنخفض أصلا لعدد كبير من مواطنيها، بجانب البطالة المتفشية في صفوف الشباب وخاصة بعد تسريح تلك الجيوش الجرارة التي كان صدام يهدد بها دول المنطقة بعد انتهاء حربه مع إيران، وكذلك ازمة السكن المستعصية لسنوات طويلة من عمر ذلك النظام والتي تضخمت على شكل متوالية هندسية في العراق مثل أي مجتمع معاصر، ولكن مع عدم إيجاد أي حل جذري لهذه الأزمة تحت ذريعة الحصار المفروض.. والعقوبات الاقتصادية الأخرى بسبب احتلال الكويت وما تلاها من تداعيات اقتصادية وسياسية.. وانعدام أي شكل للاعمار والبناء فيه عدا القصور الرئاسية، مما دعى الكثير من الناس بعد سقوط ذلك النظام الى الانتقال للسكن في بقايا المعسكرات التي تعرضت للقصف وكذلك قرب الآليات التي تعرضت للتدمير بتلك الأعتدة الملوثة.. أو البناء السكني العشوائي على ارض تلك المعسكرات، بالتوازي مع البطالة المتزايدة بين صفوف الشباب في السنوات الأخيرة من عمر ذلك النظام، وازدهار صنف من العمل الخطر جدا بين اولئك الشباب العاطلين عن العمل.. إلا وهو تجارة السكراب والخردة.. أي بيع وشراء مخلفات الحرب أو البحث بين تلك المخلفات عن أي شيء يصلح لتسويقه في السوق المحلي وربما للتصدير لبعض دول الجوار.. إذ نشطت تلك التجارة نسبيا بعد سقوط النظام مباشرة وما رافق ذلك من تفكيك للبنى التحتية للدولة العراقية وتصدير مكوناتها عبر الحدود.. وكذلك تجارة قطع غيار بعض الآليات والعجلات الروسية المدمرة التي تدخل في عمل بعض الآليات العسكرية القديمة الروسية ايضا التي لاتزال تعمل في شوارع المدينة الى الوقت الحاضر.. وأيضا البحث في أكداس القمامة عن ماهو نافع من قطع رصاص أو نحاس في تلك الأكداس التي تحتوي على بقايا الأسلحة المدمرة والملوثة بتلك الاشعاعات.
ماذا يقول الاطباء...؟
كل هذا بجانب ما نشر من تصريحات نسبت الى جهات دولية تعتبر علمية رصينة.. مثلا هيئة الطاقة البريطانية على احد مواقع شبكة الانترنيت المهتمة بهذا الموضوع.. بان خمسون طنا من الغبار الذري لليورانيوم المنضب الناجمة عن حرب الخليج الأولى يمكن أن تتسبب في إصابة نصف مليون شخص بالسرطان وموتهم لغاية العام 2000 ....!! لكن تبدو هذه الارقام غير متطابقة مع الواقع الذي نعيشه لغاية هذه اللحظة..
الدكتور جنان الصباغ رئيس وحدة أمراض الثدي في مستشفى ابن غزوان.. يقول ان التلوث البيئي هو احد اسباب الإصابة بامراض السرطان ولكنه ليس السبب الرئيسي، قد يكون التلوث المباشر بالأشعاعات سببا رئيسيا للإصابة، لكن التلوث غير المباشر هو كأي تلوث آخر تصاب به البيئة.. اما الإصابة بسرطانات الثدي عند النساء نعم هناك زيادة ملحوظة ولن لانستطيع ان نقول انها خارج المعدل..
طبيب آخر يغرد خارج السرب وهو رئيس قسم الأمراض السرطانية في الوقت الحاضر في المستشفى التعليمي وهو تدريسي في الكلية الطبية هو الدكتور انمار عبد المحسن.. رفض الحديث معنا في بداية الأمر وعلى ان الموضوع غاية في الحساسية ولا يريد ان يختلف أو ان تظهر خلافاته مع الآخرين على مستوى الاعلام، لكننا استطعنا اقناعه بصعوبة وبعد وساطات شخصية استجاب لطلبنا.. فقال لنا.. ان معدلات الإصابة بانواع السرطانات في مدينة البصرة هي مساوية للمعدلات في جميع البلدان المجاورة.. وحتى في العالم أجمع والحديث عن التلوث باشعاعات اليورانيوم وربطها بالسرطان يمكن ان تعتبر (دعاية بعثية...) هذا بحسب تعبيره الدقيق.. واضاف (نعم.. قد يكون التلوث البيئي باشكاله المختلفة أحد اسباب السرطانات.. لكنه ليس السبب الرئيسي للإصابة بذلك المرض، التدخين مثلا هو احد الأسباب المعروفة للإصابة بسرطان الرئة أو الحنجرة...) واضاف ايضا (ان اولئك الأطباء قد استفادوا من تلك الدعاية في زمن النظام السابق والحالي ايضا، وتمتعوا بإيفادات وسفرات مجانية خارج البلاد واخذوا يطلقون التصريحات الساخنة تحت مظلة تلك الدعاوى..)
فعلا هناك ازدياد ملحوظ في عدد الإصابة بهذا النوع من الأمراض وبشكل خاص عند النساء (سرطان الثدي) كما افادنا بذلك احد العاملين في المستشفى وفي ردهة الأمراض السرطانية، وهو المسؤول عن فتح الأضابير للمرضى الجدد.. لكن د. انمار أفادنا بأن هذه الزيادة في اعداد المراجعين هي طبيعية لأن هذا المركز هو الوحيد في المنطقة الجنوبية، ناهيك عن المراجعين من مناطق أخرى عندما تزداد احيانا عند نشاط مظاهر الارهاب والتفجيرات في بغداد وما يجاورها وحتى المناطق البعيدة، بالاضافة الى ان هذه الزيادة هي طبيعية في جميع انحاء العالم.. وقال ايضا ان اليابان التي تعرضت لقصف قنبلتين نوويتين لم يستطع العلماء فيها لغاية هذه اللحظة ان يثبتوا العلاقة المباشرة بين التعرض للمواد الملوثة بالاشعاع والإصابة بالسرطان.. واضاف انه من الممكن ان يكون التعرض المباشر للمواد المشعة سببا مباشرا للإصابة بالسرطان.. نعم هناك زيادة ملحوظة في اعداد المراجعين من بعض مناطق مدينة الناصرية.. البطحة مثلا حيث ردمت هناك بقايا مفاعل تموز بعد ان دمرته الطائرات الإسرائيلية في عام 1982 ..
نحن لسنا مع اليورانيوم المنضب وانتشار المواد الملوثة بإشعاعاته.. ولكن هذا هو الواقع كما تحرينا عنه...!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت