الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاختيار الواعي
سعيد حسين عليوي
2009 / 8 / 8العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من المالوف لديناعندما نعبر شارعا ان نلتف باتجاه السيرحتى لا نتعرض لحالة دهس ولكن الان هذه القاعدة اصبحت قديمة حيث انه يجب عليك ان تلتفت الى كافة الاتجاهات حتى تعبر الى الجهة الاخرى وحتى لو كنت في منطقة العبور -- الترفك لايت-- وحتى وانت على الرصيف فيجب ان تاخذ حذرك فربما تدهسك مركبة شرطة او دراجة او اي مواطن يريد ان يتخلص من الزحمة وكذلك عليك قبل الخروج من المنزل ان تتمعن في هندامك امام المرآة حتى تتاكد ان لبسك وشعرك متلائم مع الموجة السائدة والعرف الجديد تلافيا من المسائلة من ذوي العقول المتحجرة وكذلك يجب عليك ان تتجنب الاماكن المزدحمة والتجمعات قدر المستطاع كي تنجو من احتمال انفجار مركبة او اي عارض ارهابي وحتى في كلامك يجب ان تسال وتختار الكلمات المناسبة لكل منطقة وكانها كلمة مرور --باس وورد--واعطيكم مثل - قبل فترة وان ذاهب مع احد اصحابي الى منطقة لم ازرها منذ فترة طويلة بسبب ظروف الارهاب قال لي صاحبي عندما تصعد الى سيارة قل السلام عليكم وعندما تنزل قل السلام عليم كذلك حيث تعتبر نفسك في مامن ولكن عندما تذهب الى المنطقة الفلانية تغير طريقة التحية وتستعمل كلمات تعتبر تزكية لك وهلم وجرا واصبح كثير من الناس يحمل انواع مختلفة من الهوية الشخصية تتلائم واعراف المنطقة من تغيير الاسم واللقب وما الى ذلك. هنا نستطيع القول ان السيد كارل ماركس لم يخطا عندما قال ان الثقافة السائدة هي ثقافة الطبقة السائدة ويمكن ان نزيد عليهاثقافة الطائفة او الدين او القومية السائدة.ان دخول الفكر الديني المسيس والمؤدلج والمسلفن وفق اجندات محلية او اقليمية او عالمية اضفى على الشارع العراقي ثقافة جديدة لم يعرفها من قبل . صحيح ان مجتمعنا مجتمع اسلامي وثقافته اسلامية ولكن بدون تطرف. ان مجتمعنا تعيش فيه مختلف الطوائف والاديان والقوميات ولكن تسودها المحبة والتسامح والالفة وانا كنت اسمع من امي ووالدي وكبار السن انه كان يعيش معنا في منطقتنا يهود وكانوا لا يختلفون عنا في شيئ ولا احد يبتزهم او يعتدي عليهم وكانوا مسالمين ولهم ذكريات جميلة مع مكونات المجتمع الاخرى من كافة الاديان وكان احدهم كما يذكرون له طريقة عجيبة في علاج الحروق بحيث لا تترك اثرا على جسم المحروق وكذلك لهم باع طويل في الثقافة و الاقتصاد وكذلك كان الكردي معززا مكرما مع العربي وكذلك العربي مع الكردي في مناطقهم وكان الغريب عندما يدخل في منطقة لغرض معين يكون في منزلة الصديق عند الناس بدون ان يحاولو ان يعرفوا ماذا دينه او قوميته او طائفته. وكان الناس متكافلين فيما بينهم واذا حدثت مصيبة لاحدهم يهرع الجميع لنجدته ورعايته و رعايتة اسرته. اذكر اننا كنا عندما يأتي موسم جني ثمار النخيل (الكصاص) يتعاون اهل القرية فيما بينهم لجني المحصول والذي ليس له بستان يأتي للمساعدة وصاحب البستان يخرج له من خيراتها ما يكفيه لموسم من التمور واذكر اننا في شهر رمضان المبارك تتبارى البيوت في توزيع انواع الاطعمة قبل مدفع الافطار وتقام الولائم والدعوات والجلسات الجماعية الرمضانية. اين نكهة رمضان الان اني كنت اشم رائحة رمضان في كل المناطق في العراق فله نكهة خاصة جميلة حتى على الذين لايصومون و الفقير في هذا الشهر تأتيه الهدايا من كل البيوت فشهر رمضان هو احلى الشهور وبعده يأتي العيد والناس تخرج وتتزاور والزعلان يتصالح والعيديات تنزل علينا كالمطر نحن الصغار. اين العيديات هذه الايام. لماذا هذا الوجوم.لماذا هذا التردي. من ادخل علينا هذا البلاء نحن مسلمون واكثر شعب يعرف الاسلام ويعرف الحلال والحرام و الحقوق ولكن ليس هذا الاسلام المسيس الذي لايفكر في مصلحة البلد والشعب ويتكأ على قوة المال و السلاح والمليشيات ومعاداة الافكار. في احد الايام سمعت ان سدنة الشيخ عبد القادر الكيلاني ضيفوا المتظاهرين صباحا والذي اتوا من محافظة اخرى ووزعوا لهم صباحا الفطور والماء والراحة ولم يقولوا لهم انتم علمانيون ونحن متدينون وكذلك في حضرة ابو الجوادين و الامام علي وابو حنيفة رضي الله عنهم جميعا.اين نحن من هذا التراث الجميل عودوا الى طبيعتكم ايها العراقيون ولاتسمحوا للقتلة والمتجلببين بلباس الدين ان يدمروا ما تبقى لنا تكاتفوا على الحب والمودة واختاروا الاشخاص الذين تعرفونهم حق المعرفة بانهم اصحاب التاريخ النزيه والايادي النظيفة وليكونوا من اي اتجاه ولكن شرط ان يهتموا بشؤنكم ويحافظوا على البلد وعلى الدين وعلى الاقتصاد وعلى البناء والحريات والاخلاق ويحفظوا اموال الشعب ويكونوا امناء وحراسا اوفياء للوطن .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تحيه واحترام
علي جواد
(
2009 / 8 / 7 - 21:33
)
احبك كثيراً ايها الصديق الودود
2 - سياتي الربيع وتزهر الأشجار......
اوشهيوض هلشوت
(
2009 / 8 / 7 - 22:18
)
مااسرع الهدم وما اصعب البناء
خلال الفيضان يتغير لون الماء وتختلط به اجسام غريبة لكن فيما بعد يترسب كل شيئ ويعود الماء الى صفائه
تحية لشعب العراق العظيم بكل مكوناته
تحياتي للسيد سعيد حسين
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو