الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية !! الأحلام التي تبصرها الشعوب عند يقظتها

شمخي الجابري

2009 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بما إن الديمقراطية هي نظام ومنظومة أحكام تعتمد على تشكيلة مؤسسات الحكم والآلية لممارسات سلطوية تنشأ في المجتمع حسب الهيكلية الفكرية لشكل وطبيعة السلطة والتي تعتمد الديمقراطية الثقافية كحصيلة أساسية لتبني آلية عمل لتفعيل القيم التي يتحلى فيها الشعب من خلال التوعية الاجتماعية والثقافة العامة الهادفة والتي تحتاج لفترة ممارسة وإيمان بالعملية الديمقراطية كما إن الإشكال الجاهزة وقداسة النصوص تعطي نتيجة عكسية والساحة العراقية ليست المختبر الأول لهذه التجربة . . .

أن واقعية الوضع العراقي واعتقاد الجماهير في تخطي المرحلة الانتقالية وإنهاء مؤثراتها والتوجه في بناء الديمقراطية كتجربة جديدة ذات حيثيات مختلفة منذ تغيير النظام في 9 - 4 - 2003 لكن انهيار الدولة وهيمنة قوى الاحتلال وانتشار الناشطين من أمراء الحروب وصراع المصالح والطوائف وأعمال أتباع النظام الدموي السابق وتفاقم الأزمات المعقدة كلها ساهمت لانتكاسة شرسة وعرقلت نجاح العملية السياسية الهادفة لتبني الديمقراطية رغم طموح الشعب في سمة إنسانية حياتية لممارسات حقيقية وليست سراب من اجل أيجاد مقومات المرحلة الانتقالية من خلال المشروع الوطني الديمقراطي والتوعية الاجتماعية لإيجاد ركائز ومقدمات لمجتمع متحضر في دولة عصرية مدنية ذا نسق دستوري يستند على سلطة المؤسسات ولكن النتيجة أضحت أن الصراع وبأشكاله المختلفة وأطره المتنوعة بين الوجه الإنساني المنادي للعدالة وإقامة دولة حديثة من طرف والتناحر والممارسات الغير منصفة للبشرية والمجتمع من جانب أخر . . وانعكاس لممارسات ونشاط القوى الحاكمة في دول المنطقة وتبعا للمؤثرات الموضوعية والذاتية في البنية السلطوية وما يضمر من مخلفات النهج التكتيكي الذي تحترس فيه قوى السلطة في دول مختلفة كوسيلة للوقاية من القاعدة الجماهيرية التي تبصر الديمقراطية لإنقاذ كل مكونات المجتمع من خلال ثقل الأغلبية في موازين السلطة وقد لعبت الدول المجاورة على محورين كان الأول من خلال التفنن في إيجاد المحن لترسيخ مشاكل العراق وهو سجين الاحتلال من خلال ضخ الأموال إلى قوى سياسية وصولية لتصريفها في ممارسات انتخابية وسهولة اختراق الميدان العراقي لتزييف وتجير الناس في الأموال لتخريب العملية السياسية وكذلك قدوم الإرهابيين من دول الجوار والمتفقهين في فتاوى التكفير بحجة الدفاع عن الشريعة المسلوبة في العراق . والمحور الثاني يتضمن أثقال العراق وعدم دعمه لإنهاء مشاكل المرحلة الانتقالية مما تعثر معالجات الأزمات وبناء المؤسسات كمقدمات للعملية الديمقراطية والتي تخشاها الدول العربية لو استقر العراق على جرف الحرية واحترام لائحة حقوق الإنسان بالوقت الذي أصبحت فيه الحكومات الاستبدادية في المنطقة وتاج الملوك يتمايل من عصف الجماهير وملاحقة الهيئات الدولية للزعامات التي لا تلتزم بالمواثيق والقوانين الدولية والتي لا تحرسها عروشها حين دب الانفتاح الثقافي ونكشف الغطاء عن التضليل لأعمال الإرهاب الذي أخذ منحى أخر في قتل الإنسان وزهق الأرواح والتفاخر في نحر البشر لتطبيق شريعة القاعدة وأحكام أسامة بن لادن من جرائم فاجعة تحملت الشعوب أوزارها في تقديم التضحيات من قوى بشرية ومالية وتدمير البنية التحتية وهذه الأساليب وغيرها فضحت المنظمات المتلبسة في التدين من خلال ارتكاب الجرائم بحق البشر فكانت من الأسباب التي جعلت الجماهير في العراق والمنطقة العربية تعزف عن هذه المنظمات مما اجبرها على التراجع في الانتخابات لبعض دول المنطقة . .

كما أن إنهاء الفترة الانتقالية في العراق مرهون في أيجاد تلاحم بين كل أطراف المشروع الديمقراطي بعد اعتماد القواسم المشتركة للعمل في مواصلة بناء مقومات دولة القانون التي تستند للوحدة الوطنية والإيمان بالتعددية السياسية مع كنسله للفتنة والخلاف بين كل إطراف الطيف الديمقراطي والتوجه لتشكيل الائتلاف الديمقراطي الواسع مع غرس الوئام والمحبة والعمل على : -

* - إن المرحلة المعقدة التي يعاني منهـا المجتمـع العراقي يتطلب من كـل القوى المخلصة اليساريـة والوطنية الديمقراطيـة والشخصيـات الفاعلة لتعي مسؤوليتها وتوحـد صفوفهـا بنية سليمة والتصدي بشجاعة لمواجهة الأوضاع الحالية وان تساهم في عملية تغيير الوضع من خلال بلورة شعارات ومفاهيـم مـلموسة تنسجم مع الوضـع السياسي العـام والتأثير في ميزان القـوى وكيفيـة بنـاء تيار وطني ديمقراطي واحـد تستند فيه كل القوى التي تؤمن بالديمقراطيـة لتعزيز دور التنسيق والتحـالف والخروج بقائمـة انتخابية واحـدة تعيـد الثقـة للإطراف السياسيـة والقوى الشعبيـة وتمهد لانتصار الحق والحقيقة لفتح منافذ التنوير الثقافي والحضاري .
* - الشعب العراقي الذي أدمن على هضم الانتهاكـات ومواجهة الأزمات والمعانـات ومخلفات تغير النظام حتى وصلت الحالة إلى أضيق الحلقات ليلاقي الناس اليوم الانقسامات وتردي الخدمات وإعمال العنف والبدع والأوهام والفساد بكل الإشكال ودب الصراع في كل المكونات لإيجاد المنقذ الوطني الديمقراطي الذي يستطيع أن يوفر الاستقرار والعدل ويهدي المجتمع لنبذ الخرافات والخلافات لبناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية ينعم بالأمن والأمان والسعي بصدق لمشروع من التحالفات لإيجاد البديل الحقيقي لإنهاء الأزمات كما إن الائتلافـات كحـالة انسجام مؤقتـة أو شراكة دائمة من أجـل هدف مشترك يستدعي تجمـع أفراد أو منظمـات تسعى كذلك لإقامة اتفاقات معينـة مع إطراف أخرى ذات مصـالح مشتركـة ،


* - كما إن الخطوات المباركة للإعلان عن مولود جديد ( الائتلاف الديمقراطي ) بارقة خير وأول الغيث للائتلافات الديمقراطية حين دخل الميدان السياسي كي نستبشر خيرا لتجمع كل الطيبين من الطيف الديمقراطي في لافته واحدة لخوض المنافسة الانتخابية رغم الإمكانيات القليلة لكن ستكون له أفعال مؤثرة للاضطلاع بمسؤوليتها الوطنية والديمقراطية عازمين من اجل التغيير والإصلاح والسعي لخدمة المجتمع لتحقيق غاية الجماهير في إطلاق الحريات الديمقراطية . . إن كل القوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني أمام محنة اجتياز الامتحان التاريخي رغم اختلاف مؤسساتها كحركات تنوير وتوعية في مواجهة الاحتقان والضمور والتطرف القبلي والمذهبي والطائفي في المجتمع من خلال التلاقي والتحاور في مساحة وطنية واسعة لتشكيل التيار الموحد المفقود في الساحة العراقية كي تبصر الشعوب أحلام الديمقراطية عند يقظتها .


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله خلال الس


.. عاجل | الجيش الإسرائيلي يحذر: مطار بيروت سيكون هدفا في هذه ا




.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء أحياء في ضاحية بيروت الجنوبي


.. إعلام إسرائيلي: الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت سي




.. النرويج.. مظاهرات تضامنية مع لبنان في أوسلو ضد العمليات الإس