الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نواجه مؤامرة التوطين، بطعن الضحية؟

عمر شاهين

2009 / 8 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هنالك حملة منظمة لسلب أكثر من ثلث الشعب الأردني لحقوقه السياسية، بحجة الإصلاح السياسي وعلاقته بحق العودة. من أخرها مقال السيد فهد الخيطان. فكلما اشتدت المطالبة بحق العودة، كلما تفاقمت الحملة لسحب البساط من تحت اللاجئين لتخفيض سقف مطالباتهم.

في السابق كانت تنظم حملات اعتقال أو سحب جوازات السفر للمطالبين بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وبحق العودة ، طالت أبناء الكرك والطفيلة وإربد... قبل أبناء المخيمات، لقمع وإسكات الجماهير. اليوم تهديد مبطن، خاصة بعد التحركات الجماهيرية الأردنية للتضامن مع غزة، والتي أخافت الليبراليين الجدد فقاموا بقمعها، هذا التهديد على لسان كتاب حسبوا على اليسار أو من المعارضة، أمثال السادة ناهض حتر وجواد البشيتي وليث شبيلات...وذلك لإبعاد الشبهة عن الفاعل الحقيقي.

أنصار الحكم المطلق يعلمون أن الشعب الأردني، يستطيع أن يحكم نفسه بنفسه، ولذلك فهم دائما حريصون على إثارة الهواجس والمخاوف لدى مكوناته للإبقاء على الوضع الراهن، والتهرب من الإصلاح الديمقراطي، لضمان سهولة حصولهم على المليارات دون رقابة شعبية، ولتنفيذ السياسات الدولية التي كانت على الأغلب ضد شعوب المنطقة. وهذا دأبهم منذ تأسيس الإمارة.

الأحزاب الأردنية، السابقة والحالية، من أقصى اليمين إلى اليسار نشأت على الوحدة الوطنية. ولم يحصل أن فرطت بها أو أساءت لها، بل هي ضمانتها الأكيدة. وهي لا تستطيع الوصول إلى السلطة بسبب التهميش والتزوير. فلقد جرب أنصار الحكم المطلق الانتخابات الحقيقية وكانت نصف نزيهة وأسفرت عن حكومة النابلسي عام 1956 ، ثم جاء الانقلاب الرجعي بعد ستة أشهر، ولم نشهد من بعدها انتخابات حقيقية.

أما أنصار المحاصصة والإقليمية فهم في غالبيتهم، من رموز وأنصار الحكم المطلق، أو بعض رموز فتح المتناغمة معهم. وهم يتحركون من وقت لآخر وبتناغم واضح، ويبدون بعض التذمر من الأوضاع القائمة، أو من قضية محددة، كثيرا ما كان بيدهم حلها عندما كانوا في الوزارة أو المسؤولية، ولم يفعلوا.

المؤسف هو قيام بعض الذين حسبوا على اليسار بإخافة الناس من الإصلاح، وهم من أجل الحصول على السبق الصحفي يجتمعون مع فلان وعلان من المسؤولين الأمنيين، الذين يسربون معلومات مدروسة ليتم بثها... وجل العملية إيصال المواطن إلى اليأس والضياع، والقبول بالأداء الهابط للسياسيين الرسميين، بل واعتباره من الإنجازات.

نعم هناك "خطة أمريكية للسلام تتجاهل حق العودة وتنص على توطين اللاجئين مقابل التعويض في بلدان الشتات"، وهناك في المقابل" التوافق الرسمي والشعبي حول قضية اللاجئين". ولكن ما علاقة ذلك بمحاولة البحث عن أنواع أخرى من المحاصصة تؤدي إلى سلب الحقوق السياسية للاجئين بحجة محاربة التوطين السياسي. ولذلك فهل من الضروري المناداة بتجاوز" المطلب التقليدي الداعي لإعطاء الدوائر الانتخابية حصة من المقاعد توازي عدد الناخبين لأن تطبيق هذه القاعدة في حالة الأردن يعني التوطين السياسي" ... كما فاجئنا السيد فهد الخيطان.

فهناك مؤامرة كما تقول. فهل نواجهها بالمزيد من الضغط على الضحية - اللاجئين، وسلبهم لحقوقهم السياسية والنقابية، وتجويعهم كما تفعل الوكالة بهم؟ ومن سينظمهم سياسيا ؟ المنظمات غير الأردنية محظورة ، والأردنية ستمنع عنهم. أي تريدون تجريدهم من كل أنواع الأسلحة وتهديدهم بالحرب الأهلية، وناضلوا من أجل حق العودة. ولماذا إخافة الأشقاء من بعضهم. ألا تؤدي سياسة التخويف المنظم إلى الابتزاز ولمصلحة من؟

كل من يحمل رقم وطني هو مواطن أردني الهوية والانتماء، قسم منهم من أصل فلسطيني له حقوق في فلسطين، وعندما يطالبون بها يتم تهديدهم بسحب الحقوق السياسية، المنقوصة أصلا لكافة الأردنيين، ولأبن العقبة قبل ابن المخيم، كما بين إضراب عمال الميناء البواسل الأخير. ويتم ذلك عبر جوقة من الكتاب والناشطين الذين اختارتهم الدولة وحسبتهم على المعارضة أو اليسار.

عندما يصبح حق العودة متاحا فسيتم حل مشكلة الجنسية لمن يرغب بالعودة. أما الحديث عن أن ذلك سيعطل الإصلاح السياسي، فتلك هي حجة قديمة للقوى الرجعية من شتى الأصول، لتحتفظ بسيادتها، ولحماية الأوليغاركية الحاكمة.

وإذ كان لدينا مشاكل ونريد حلها، فمن الضروري أن نستنجد بأوفى صديق نزيه ومحايد لكافة الأردنيين ومن شتى الأصول، ليحكم بينا بالعدل ويطلق الطاقات الخلاقة للشعب، من أجل إتاحة حق العودة، ولحماية الأردن وتقدمه ورخائه، ألا وهي الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بصراحة او بعنصرية
ابو سليمان ( 2009 / 8 / 18 - 09:41 )
بالرغم من صحة كلامك عن الحكم المطلق ورفض الاصلاح السياسي او مايطلق عليه الملكية الدستورية من قبل اصحاب القرار وذلك اسبابه معروفة . فلا يوجد عاقل يتنازل عن سلطته الا اذا اجبر على ذلك
لكني كاردني احب ان اجيبك بصراحة . ان تطبيق الديمقراطية بمفهومها الكلاسيكي سوف تفرز مراكز قوى ونخبا سياسية مجملها من الطبقة الاجتماعية الاولى . ولايخفى عليك ان كل مجتمع ينقسم اجتماعيا الى عدة طبقات واهمها الطبقة القائدة الاولى . وايضا لا يخفى عليك ان الطبقة الاولى في الاردن التي تتشكل من اصحاب الثروات و ارباب المال والاعمال وهؤلاء بنسبتهم الساحقة الماحقة هم من التبعية الفلسطينية او كما يسمون انفسهم اصحاب الحقوق المنقوصة
اي في حال وافقنا على التعددية السياسية فاننا نتنازل عن هوية الدولة ونسلم السكين التي سيذبح بها وطننا بايدينا
ان اخوتنا الفلسطينيون لا يكفون عن تذكيرنا بانهم قد بنوا البلد وهذا امر لا ننكره . لكني اقول بان من بنى عمان لديه امكانية ان يبني في مكان اخر فلم لا يبني في بلده الاصلي بدلا من البناء في وطن الاخرين . ولم لا تشترون الاراضي في الضفة بدلا من شراء اراضي الاردن
وساكون صريحا معك اكثر انني ادعم الديمقراطية الدستورية لكن بشرط ان تكون اردنية بحتة ينحصرالانتخاب والترشح فيها لل


2 - لن تصبح بطلا
د. عمر شاهين ( 2009 / 8 / 18 - 13:54 )
عزيزي أبو سليمان

هكذا أنت تغلب التناقض بين الكادحين على أسس المنشأ، على التناقض مع الطبقة القائدة التي توحدت، بغض النظر عن المنشأ، بينما دعوناكم للتحالف ضدها. فلا تقل لي أنك يساري. ونحن نعرف بعضنا البعض، مهما غيرت اسمك، فأنت الأكثر حماسة من زملائك الخمسة، ولا يوجد غيركم منذ عقدين. وإنني أفتخر بأن رفاقنا من عمان والكرك والسلط والطفيلة قد قادوا نضال الجماهير في نابلس والقدس... وضحى الأردنيون بدمائهم على ثرى فلسطين. هذا الجانب من الشخصية الأردنية لا تعرفه. ولا تعلم بان كافة الأردنيين يعتزون بهويتهم الأردنية، وسيدافعون عنها بدمائهم من الخطر الإسرائيلي.

اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة