الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام و ظواهر المجتمع ( 1 )

مصطفى العوزي

2009 / 8 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قام الإسلام من جملة ما قام عليه على إعطاء الاهتمام و العناية اللازمتين لكل ما يخص حياة الفرد المسلم داخل المجتمع ، و ذلك من خلال جملة من النصوص الشرعية التي جاءت في القران الكريم أو في السنة النبوية ، و ما اجمع عليه العلماء المسلمون ، و المتعلقة بالكثير من قضايا و هموم المجتمع الإسلامي و البشري عامة ، و قد جاءت هذه النصوص لتوضيح و تفسير عمق أسباب و مسببات بعض هذه الظواهر الاجتماعية ، و مقدمة الكثير من الحلول التي يصلح تطبيقها في أزمنة و أمكنة متعددة ، و لعل ظاهرة البطالة هي واحدة من ابرز هذه القضايا التي تناولتها الشريعة الإسلامية ، فجاء تشخيصها مفسرا بمجموعة من الأسباب من أهمها ، أنماط التعامل الاقتصادي التي كانت سائدة ابن فترة الجاهلية ، و التي تميزت باقتصاد الربا و احتكار التجارة و المبادلات من طرف قلة من أصحاب النفوذ ، ، ثم توظيف أموال كثيرة في حروب قبلية غير مجدية ، إضافة إلى نوبة من الخمول و الكسل و التي تصيب الكثير من الناس في كل المجتمعات و تصور لهم العمل كممارسة شاقة و مضنية لا تعود عليهم بالخير الكثير . و من تم جاءت معالجة الإسلام لظاهرة البطالة متمركزة و متمحورة حول هذه المسببات المرضية ، مقدمة الحلول الكفيلة للقضاء عليها ، فحرم الإسلام أي معاملة تجارية تقوم على الربا إذ أن توظيف الأموال في تجارة الربا يقلل من فرص تداول المال و كذا تشغيل اليد العاملة من أبناء المجتمع و جاء التحريم صريحا في قوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسِّ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" [ البقرة : 275 ] . ، و نهى الإسلام أيضا عن الاحتكار في البيع لأن ذلك من شأنه أن يقلل فرص الشغل حيث يفضل التاجر وقت انقضاء السلع من الأسواق حتى ينزل بسلعه و بأثمان باهظة ، و من تم فانه قد يستغني عن عماله أيام توفر السلع في الأسواق و لن يحتاج إليهم إلا حينما تنقضي هذه الأخيرة و تزداد حاجة الناس إليها ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " من احتكر طعاما أربعين يوما فقد برئ من الله و برئ الله منه و أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله تعالى " .
و مما هو معلوم لدى كافة الأمم أن الحروب و الاقتتال بين الدول و الطوائف و الملل تكلف خزائن الدول و الحكومات أموال باهظة ، و لا أدل على ذلك من حجم الأموال المقدمة في صفقات شراء الأسلحة التي تتم بين الدول ، علاوة على أن ميزانية الحروب في بعض الدول تفوق ميزانيات قطاعات كالصحة و التعليم و التشغيل مجتمعة ، و من تم كانت دعوة الإسلام إلى إمعان العقل و استنفاد كل الحلول السلمية أثناء النزاعات بين الناس قبل خوض غمار الحرب ، و التي تكون آخر أخر الحلول أثناء الصراعات ، و من تم جاء قوله تعالى " و الصلح خير " (سورة النساء 128 ) .
و عن الكسل الذي يحط على الأفراد و يدفع بهم نحو التقاعس عن العمل و طلب الرزق ، كان الرسول صلى الله عليه و سلم يحث الناس على السعي وراء طلب الرزق و عمل أي كان و مهما كانت درجة بساطته المهم أن يذر على الفرد قوت يومه ، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لأن يأخذ أحدكم حباله فيحتطب و يبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه " .
و عموما فقد حاول الإسلام تقديم أنجع الحلول و أبلغ السبل الكفيلة بالقضاء و الحد من مثل هذه الظواهر الاجتماعية المرضية ، وتأتي الزكاة كمستجيب للكثير من هذه الظواهر و الأزمات حيث تحول بعض من أموال أغنياء الأمة إلى فقرائها فتكون بذلك جزءا من سياسة عامة و شاملة أمر بها الإسلام لتحقيق العدالة الاجتماعية و الدفع في اتجاه صون كرامة الأفراد و الجماعات .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام وظواهر المجتمع
محمد الخليفة ( 2009 / 8 / 26 - 12:25 )
ولكن الذي نعرفة أن الحروب كانت هي الوسيلة الوحيدة للتكسب زمن الرسول ومن جاء بعده، فكيف يكون الصلح خير

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل