الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الاسلام و ظواهر المجتمع ( 2 )
مصطفى العوزي
2009 / 8 / 27العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتبر امتهان البغاء من أقدم الحرف الإنسانية و التي تعود إلى زمن غابر ، فقد كانت الديانات القديمة توليه اهتماما و احتراما خاصا قبل أن يصبح العمل مدنسا و محتقرا ، فقد كان هناك ما يسمى بالبغاء المقدس إذ كانت إماء معابد" أرمينيا" "وكورنت" و"الهند" يمارسنا البغاء نيابة كل نساء المجتمع ، كما كان يقام حفل خاص لفض بكارة عذراء حيث تمنح فيه الفتاة جسمها لمن منح من السماء و من الإله تحديدا قوة و قدسية الإخصاب و الجنس و بعد ذالك يكون لها الحق في الزواج من أي شخص تشاء . و مع مجيء الإسلام أصبحت هناك ضرورة مليحة للإقلاع عن الكثير من هذه العادات السيئة التي تشيء المرأة و تحد من كرامتها و تجعلها سلعة رخيصة تباع و تشترى في الأسواق ، و أيضا لتحدث قطيعة مع حياة المجون و الترف و العبث بالنساء التي ميزت تاريخ الجاهلية و قبائل شبه الجزيرة العربية حيث مهد الرسالة المحمدية ، فوردت النصوص القرآنية صريحة في تحريم الزنا بكل أشكاله و منها قوله تعالى " وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [الإسراء:32]. ، فوصف الله عز و جل قبح و شر الزنا بالفاحشة ، و ذالك لما لها من نتائج وخيمة على المجتمع من بينها ، الاعتداء على كرامة المرأة و تبخسها ، اختلاط الأنساب ، و أيضا لما يفرزه البغاء من أطفال الشوارع الذين لا يعرفون أبائهم و لا أمهاتهم ، و فرض الإسلام عقوبات زجرية لكل مرتكب للزنا و متعاطي للبغاء من كلا الجنسين ، و ذلك من خلال قوله عز و جل " {ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِى فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مّنْهُمَا مِاْئَةَ جَلْدَةٍ} [النور:2]. ، و هو من أبراز الحدود في الإسلام إضافة إلى حدي السرقة و القذف . و في مقابل ذلك حثت الشريعة الإسلامية على تقوى الله و الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يدفع الفرد إلى ارتكاب الفواحش ، و إدراكا منه لما يمكن أن يقع فيه الشباب من زيغ جراء إتباع الأهواء و الغرائز البشرية فان الرسول صلى الله عليه و سلم حث الشباب على الزواج حالما يستطعون إلى ذالك سبيلا فقد قال عليه الصلاة و السلام " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ، و ذلك لما يصحب عملية الصيام من إمساك عن شهوتي البطن والفرج و غض للبصر ، و علة مر تاريخ الدولة الإسلامية كانت الزكاة تعطى أحيانا لشباب مقبلين على مرحلة الزواج مساعدة لهم و حفاظا على استقامة سلوكهم بما يضمن لهم تقوى الله عز و جل . و في مقابل هذا يرى الباحث السوسيولوجي المغربي الدكتور عبد الصمد الديالمي صاحب اتجاه الجنسانية، أن عدم دمقرطة الجنس في المجتمعات التي تعاني فئاتها من الكبت _ المجتمعات العربية خاصة _ يؤدي إلى إنتاج ظاهرة اجتماعية مرضية تتجسد في الرجل الإرهابي ، و من تم فان الباحث يحمل دعوة إلى إحداث ديمقراطية جنسية ن و جعل ممارسة الجنس مهنة وفق ضوابط و قوانين و شروط معمول بها ن و عليه يصبح الجنس في متناول جل فئات المجتمع ، و قد بنى الباحث هذا الطرح على أساس نظرية التحليل النفسي عند فرويد _ عالم النفس النمساوي _ الذي يرى أن الطفل أبو الرجل ، حيث تساهم المكبوتات في بناء شخصية الفرد و توجيه سلوكاته . غير أن ما أغفله الباحث الديالمي هنا ، هو أن دمقرطة الجنس بهذا المعنى ستترتب عنها نتائج جد وخيمة ، اولها تكريس الصورة الدونية للمرأة ، و كذا الحط من كرامتها و شرفها ن إذ انه ستصبح هنا مجرد آلة لتلبية رغبة جنسية ، خالية من كل معاني الحب و الشعور العاطفي المتبادل ، كما أن هذا الوضع المتسم بالميوع سيدفع الشباب نحو العزوف عن الزواج و اعتناق حياة الحرية و الطلاق و المجون ، مما ينتج عنه انتشار أزمات نفسية في أوسط شباب الأسر المحافظة خصوصا فئة البنات ، اللواتي يرفضن حياة العنوسة ، و قد أمرنا الرسول صلى الله عليه و سلم بالزواج و التناسل حفاظا على النوع البشري ، يقول عليه الصلاة و السلام " تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة " ، هذا علاوة على أن أي ممارسة جنسية خارج أي إطار شرعي تجعل الكائن البشري شبيه بالكائن الحيواني الذي لا يميز بين هذه و تلك ، المهم إشباع رغباته الجنسية و البيولوجية بتحكيم ضميره الغريزي ، و الإنسان أسمى و أرقى عن تلك الممارسات و عن هته الحياة ن يقول الله عز و جل " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " ( سورة التين 4 ) .
و عموما فقد حاول الإسلام علاج ظاهرة البغاء من جوانب عدة أولها تحريم تجارة اللحوم البشرية و فرض عقوبات لمن يعمل في ذلك ، إضافة إلى تيسير الطريق أمام الشباب المسلم للزواج و حثهم على ذلك لأن في الأمر حفاظ لكرامة المسلم و المسلمة أولا و قبل كل شيء .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - congraduation
issa
(
2009 / 8 / 26 - 20:39
)
So you whan to become a new islamic site
2 - الهوى وآلشباب
مصلح المعمار
(
2009 / 8 / 26 - 21:47
)
بعد التحيه وآلأحترام ، اسمح لي يا استاذ مصطفى ان اعطي بعض ملاحظاتي حول ما جاء في مقالتك ، ان تحريم الزنا لم يكن مكرمه قرأنيه جديده ، فآلواح النبي موسى الخاصة بآلوصايا العشرة تضمنت وصية لا تزني قبل مجيئ الأسلام بآلاف السنين ، وبخصوص عقوبة مائة جلدة ، فيجب ان يسبقها شهادة اربعة شهود يشاهدون العمليه الجنسيه بأكاملها من طأطأ الى سلام عليكم ، وهذا شيئ قد يكون من المستحيلات ، وعليه ارى ان اله القرآن لم يكن جادا بتحريم الزنا لأنه عاد وحلل الوطئ مع ملكات اليمين اوالسبايا حتى المتزوجات منهم ، وقصة وطئ محمد لجاريته ماريه القبطيه على فراش حفصه تشير بوضوح الى عدم الجدية بتحريم الزنى في الأسلام ، اما الزنا الذي يتم بموافقة الطرفين ، فبرأي عقوبتهما تترك لخالقهما وليس بآلجلد المحمدي المقرف المتخلف وآلمنسوب الى الله ظلما ، ارجو ان تتقبل ملاحظاتي برحابة الصدر ولك مني خالص تحياتي
3 - زنا
حمورابي
(
2009 / 8 / 27 - 08:29
)
الاخ الكاتب......زواجات المسيار والعرفي والمصياف والمتعة والوناسة وزواج بنية الطلاق والفريند والويك اند وغيرها اليست زنا اسلامي؟
4 - الى الكاتب
سارة
(
2009 / 8 / 27 - 11:50
)
هل فعلا تؤمن بان الرسول قال
تناكحوا تناسلوا فاني مباهي بكم الامم؟
بالله عليك هل نحن نستحق هذا الشرف هل نحن امة سيتباهى بنا الرسول يوم القيامة امام باقي الامم؟
الا تعي ما تكتبه للناس؟
انا لا اعني الايمان فالعقيدة السليمة لا يعلمها الا الله تعالى مثلي انا
مسلمة بالوراثة اؤمن بان الكتب السماوية جائت لتنظم حياة البشرية وتبعدهم
عن الهمجية والحيونة
فاين نحن من كل الصفات التي جاءت في الكتب السماوية ونفسي اعرف
من الكاتب هل معقول ان الرسول سيتباهى بنا لمجرد العدد ؟
هل انت كاتب وانسان واعي ومثقف تجلس امام جهاز النت لتكتب لنا هذا الحديث المفترى على الرسول
انت تزيد في تجهيل الجهلة
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو