الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قرار إعفاء رئيس تحرير جريدة (الصباح)

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2009 / 10 / 12
الصحافة والاعلام


النقابة الغائبة .. إلى متى؟
انتظرت عدة أيام علّي أقف على (رأي) لنقابتنا العتيدة، نقابة الصحفيين العراقيين، حول موضوع إعفاء الزميل فلاح المشعل رئيس تحرير جريدة (الصباح) بقرار من هيئة أمناء شبكة الإعلام العراقي التي يفترض أنها تضم إعلاميين مهنيين!! والطريقة التي تم بها، ولكن يبدو أن الانتظار سيطول وأن النقابة ستغيب عن الحدث كما غابت قبله عن أحداث التضامن مع زميله أحمد عبدالحسين يوم كتب مقالته الشهيرة عن البطانيات الانتخابية وتضامن معه صحفيو العراق في مسيرة شارع المتنبي الشهيرة. وسواء كان القرار الخاص بالزميل المشعل (إعفاء أو إقصاء) فإنه يعيدنا إلى المربع الأول في أسلوب التعامل مع الصحفي في العراق.
أنا لا أريد هنا أن أدخل في تفاصيل شخصية أثيرت حول الرجل بمواقع إلكترونية عديدة لأني أجدها تقع في (إطار الثأر) الذي يعاني منه العقل السياسي والثقافي في العراق، ولكني أجدها مناسبة للحديث عن حالة عاشتها الصحافة العراقية منذ عقود جعلت العمل الصحفي فيها يخضع لمزاج هذه (الحكومة) أو هذا (الحزب)!! (يعين) حين يشاؤون و( يبعد) حين يقررون دون أن يكون لهذا الصحفي عقد عمل حضاري مضمون في نقابته يمكنه من متابعة أسباب وعوامل إبعاده بشكل قانوني. في الثمانينات حاولنا في اللجنة المهنية - التي كنت مسؤولا عنها في النقابة .... الشهيد شهاب التميمي والشهيد ضرغام هاشم والزملاء عبدالرحمن عناد ورعد اليوسف ومريم السناطي مدّ الله في أعمارهم - أن نضع حدا لهذا رغم معرفتنا المسبقة بأن النظام السياسي قد ابتلع العمل النقابي والمهني، وأن محاولتنا (هواء في شبك)، ولكن الدافع المهني جعلنا نكمل المحاولة. قدمنا لمجلس النقابة مسودة (عقد عمل) ينظم العلاقة بين الصحفي والمؤسسة التي يعمل فيها من ناحية الحقوق والضمانات، بحيث تكون النقابة وكيلا للصحفي في حالة (إبعاده) عن عمله المهني، وهي حالات تكررت مع رموز صحفية كبيرة واستفدنا في تلك المسودة من بعض جوانب (مشروع ممارسة المهنة الصحفية) الذي أعده الزملاء الرواد، سجاد الغازي وفائق بطي وضياء حسن إبان التحالف الذي سمي بالجبهة الوطنية والقومية التقدمية، ثم ركن على رفوف النقابة. وحين أنجزنا مسودتنا الجديدة عرضناها على السياسي الديمقراطي الراحل حسين جميل الذي كان يتواجد في مقر جريدة (الاتحاد) بشكل أسبوعي تقريبا، وكانت له مساهماته في الجريدة. وناقشنا الراحل الكبير في التفاصيل وأضاف على المسودة جوانب قانونية كانت خافية علينا بحكم أن الخصم في حالة الخلاف سيكون الدولة، لأن الصحافة كلها حكومية آنذاك، وحضر المناقشة يومها عدد من الزملاء الرواد، ولكن مسودة مشروعنا لم تكن أحسن حظا من مسودة مشروع ممارسة المهنة الصحفية فنامت على الرفوف ونامت معها مسودة مشروع قدمته شخصيا حول الحوافز المهنية للصحفي، كان الهدف منه التمييز بين صحفي مبدع وآخرموظف جاء به موقعه الحزبي إلى الصحافة ولايتقن أكثر من التوقيع في دفتر الحضور والانصراف ويعامل كصحفي محترف في جدول الرواتب والاجور. اليوم وفي أجواء الحديث عن (الديمقراطية) و(التعددية) يتم إبعاد وتعيين الصحفيين بنفس الأسلوب رغم أن النقيب المظلوم الراحل شهاب التميمي كان قد شرع فعلا في إعداد مشروع عقد تضمنه النقابة، ولكن يبدو أن كل شيء تبخر باغتياله وإبعاده عن ساحة العمل المهني. فالنقابة مازالت (آخر من يعلم) كما يبدو، وإن القائمين عليها يحرصون على علاقتهم بالسلطة أكثر من حرصهم على العمل المهني.
....أكتب هذا، وقد قرأت منذ يومين على موقع إلكتروني يتبع أحد الأحزاب الكردية بأن عزل المشعل تم لعدم التزامه المهنيةَ في عمله الصحفي، ويبدو أن هناك من يحدد المهنية في عراق اليوم بعيدا عن النقابة. أشار الخبر أيضا الخبر إلى (أن عزل المشعل جاء بسبب توجهاته الشوفينية المعارضة للديمقراطية لأنها لا تتوافق مع دستور العراق الجديد). ولا أدري إن كانت طريقة عزله وإبعاده تتوافق مع هذا الدستور أو مع أية تقاليد مهنية صحفية في العالم ...
ترى هل سنعيش حتى نرى عملا نقابيا حقيقيا في العراق يعيدنا إلى أيام نقابة الراحل عبدالعزيز بركات الذي رفض إجراء الانتخابات في إحدى الدورات لأن الزميل حسام الصفار كان معتقلا في مديرية الأمن العام، وكان مرشحا على القائمة التي تنافس النقيب الراحل، فخشي أن يفسر احتجاز الزميل كشكل من أشكال دعم السلطة له ضد منافسيه ... فارسل النقيب زميلا كان من اقرب الناس له الراحل غازي العياش عشية الانتخابات ليكفل خروج الصفار من معتقله ويشارك في الانتخابات ، ومازلت شخصيا احتفظ بصورة رسالة بتوقيع النقيب (ابو سعود) تخصني شخصيا ساتحدث عنها في مناسبة لاحقة .. متى نرى نقابة تقف موقف الند للند من السلطة دفاعا عن الحقوق المهنية للصحفي ايا كان اتجاهه السياسي؟
• رئيس تحرير جريدة ( البلاد) كندا
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤل مر
خالد صبيح ( 2009 / 10 / 12 - 10:43 )
تساؤلك في اخر المقال مؤلم ومحير فنحن نتراجع ونتخلف وصار معيارنا، على عكس سنة الحياة وبقية البشر، الماضي وليس المستقبل. اقصد ان ماضينا سيكون دائما افضل من حاضرنا وهذا دمار حقيقي.
لااعتقد ان نقابة بهذا الجهاز الاداري وهذا النقيب ستقدم وجها مقبولا للصحافة والعمل الصحفي ناهيك عن قدرتها على تصحيح اوضار) الماضي المقرف)
اتمنى ان تكون الصورة الحقيقية، بكل الاحوال، اقل تشاؤما مما تبدو عليه الان.
تحياتي


2 - ملكية جريدة الصباح
حسن مشكور ( 2009 / 10 / 12 - 18:10 )
جريدة الصباح وقناة العراقية جاءتا ضمن هذا الذي ندينه صبحا ومساءا وهو - الاحتلال - وجاء الاحتلال بهما كمشروع حضاري استنسخوه من تجارب بلادهم وهذا لايزال الكثيرين من العاملين في الحقل الاعلامي او الصحفي لايستوعبونه بوجود منبر اعلامي مستقل تعود ملكيتة الى الدولة االتي من المفروض ان تعود ملكيتها الى القطاع العام لا ان تعود ملكية الدولة الى الحزب الذي يفوز في الانتخابات والمشكلة التي عليها العراق الحالي هو هذا البناء الفوقي المشوه بكونه قائم على فراغ وهذا مانلاحظه في عبثية وهمجية الحالة السياسية في العراق
جئ بجريدة الصباح وقناة العراقية لتعود ملكيتها الى دولة غير موجودة القائم هو العشيرة والدين ويتارجح بينهما مايسمى بالاحزاب ولذا عمليا جريدة الصباج وقناة العراقية ملكيتهما تعود الى الائتلاف الديني/ العشائري الذي يقود العراق الان لذا تراهم يقيلون من يشاءون ومتى يشاءون وهذا ينطبق حتي على الاجهزة الامنية وتظل قضية احمد عبد الحسين مسوول الصفحة الثقافية سابقا في جريدة الصباح والذي فر بجلده خير مثال على ذلك- ثم جاء دور رئيس التحرير فلاح المشعل ولازال اعلام المجلس الاسلامي وجامع براثا يذف باقذع الالفاظ ضد احمد عبد الحسين وفلاح المشعل
وجامع براثا اصبح في الواقع هو وزارة الثقافة لابل تجاو


3 - حكاية النائب الفاشل
سمية المندلي ( 2011 / 5 / 10 - 18:26 )
استبشرت الناس خيرابأنبثاق برلمانها الجديد وهي تتطلع صوب قبته بعين ملؤها التفاؤل متمنية لمن يجلس تحتهاان يكون بمستوى عالي وحقيقي من الشعور بالمسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية تجاه بلده وجمهور ناخبيه لكن مجريات الواقع والاحداثاثبتت العكس واليكم الحكاية النائب عن كتلة شهيد المحراب البرلمانية حبيب الطرفي يمارس منذعام كامل ويزيد لعبة الكذب والاحتيال والضحك على ذقون الناس التي لمتجني منه سوى الوعود الفارغة فهولايقوى على انجاز ابسط الاعمال في اصغر الدوائر واقلها اهمية وليس لديه برنامج عمل واضح وتفكيره محصور براتبه وامتيازاته وقضايا عائلته وشيخ عشيرته وبعض المنتفعين من معارفه الذين يتقاضون منه مرتبات كاملة وهم جالسون في بيوتهم لا لعمل معين يقومون به سوى انهم يوهمونه بأنهم يعملون على تهيئة الارضية الانتخابيةالمقبلة لاخير في رجل يعثر بذات الحجر مرتين اضافة الى ذلك ليس لديه مكتب رسمي يستقبل فيه المواطنين وينجز معاملاتهم وهو ماهر جدا في التملص من بعض مواعيد العمل ولم يعمل لحد اللحظةاي شئ ينطوي على مصلحة عامةويهرب من المواجهة اذا اشتدت الخطوب

اخر الافلام

.. أمجد فريد :-الحرب في السودان تجري بين طرفين يتفاوتان في السو


.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال




.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟


.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال




.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا