الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معركة حرية التعبير و الصحافة في الأردن مع اعداءها
عاطف الكيلاني
2009 / 10 / 14مقابلات و حوارات
كيلاني 14/10/2009 م
لا شك ان من أولى ملامح ومعايير الديمقراطية الحقيقية في أي بلد من البلدان هو ارتفاع او هبوط سقف الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير وحرية الصحافة , بالأضافة الى باقي حزمة الحريات العامة , مثل حرية الأجتماعات وتأسيس الأحزاب والنقابات ... الخ .اذن , ومن هذه الزاوية , فان حرية التعبير ( بكافة الطرق ) , هي حق يكفله الدستور والقوانين النافذة في بلادنا ... ومفردة التعبير , مفردة واسعة المعاني , اذ انها تشمل الكتابة في الصحف وكل ما يمكن ان يخاطب الجمهور بواسطة أي من الوسائل , مثل التلفزيون والراديو واقامة الندوات والمهرجانات والأحتفالات بالمناسبات المختلفة , وفي السنوات الأخيرة انضمت الصحافة الألكترونية الى وسائل التعبير الهامة وسريعة الأنتشار , وتتسع دائرة التعبير لتشمل حرية الأضراب عن العمل والتظاهر والأعتصام لتحقيق مطالب معيّنة ... وكلنا متفقون ان كل ما سبق يدخل وينضوي تحت عنوان " حرية التعبير " , ... هذه الحرية التي ناضلت اجيال متعاقبة وضحت بالكثير من التضحيات الجسام من اجل الوصول الى سقف اغلى من حرية التعبير , يستحقه بالتأكيد المواطن الأردني ... وعن جدارة .ومع ان الأنفراج الديمقراطي الذي ننعم به قد ابتدأ قبل عشرين عاما ( بعد هبّة نيسان 1989 م ) , الا ان شعبنا ما زال يسمع بين الحين والآخر بعض الأصوات من قوى الشد العكسي في مجتمعنا , تحرّض على الصحافة والصحفيين , بل انها احيانا تتمادى وتطلب علنا من الأجهزة الأمنية ان تبطش وتقمع كل من يمارس النقد من خلال وسائل الأعلام , وكان الدكتور / فهد الفانك , رئيس تحرير جريدة الرأي قد كتب عن هذا الأمر قبل اكثر من عام , ... هؤلاء يعتبرون حرية الصحافة وحرية التعبير بأشكالها المتنوعة نوعا من ( الأنفلات الأعلامي ) , والصحفيين عبارة عن طابور خامس ومخربين واعداء للوطن ... وفي احسن الأحوال مضللين ( بفتح اللام الأولى ) و ( مضحوك عليهم ), لأنهم ... جهلاء , لا يعرفون مصلحتهم ولا مصلحة الوطن ولا مصلحة الشعب ...اذن يجب اعادتهم ( بالقوة والقمع ) الى بيت الطاعة الحكومي , لممارسة الدور المرسوم لهم , والذي لا يتعدى التطبيل والتزمير والرقص والتصفيق لكل الحكومات التي عوّدتنا على ان لا تنجز شيئا ذا قيمة لمصلحة المواطن ... وقوى الشد العكسي المشار اليها , هي عبارة عن طيف واسع من القوى والشخصيات والتجمعات شبه الحزبية , والتي قد تختلف على كل شيء فيما بينها , ولكنها تتفق فقط على العداء المطلق للديمقراطية وللحريات , وما زالت تعتبر شعبنا قاصرا وغير مهيّأ للممارسة الديمقراطية مهما كان نوع هذه الممارسة ....قوى الشد العكسي هذه , هي الخطر الحقيقي على الأردن , هي التي توالت رموزها على الحكم وتشكيل الحكومات , هي التي افقرت شعبنا وجعلتنا نتسوّل القروض من كل بقاع الأرض ومن كل بنوك العالم , هذه القوى هي المسؤولة عما حلّ ببلادنا من خراب اقتصادي واجتماعي وثقافي , وهي المسؤولة عن تراجع الخدمات الصحية والتعليمية , وعن الفقر والجهل والمرض وارتباك الحركة المرورية في العاصمة عمان والمحافظات ... وهي المسؤولة ايضا عن بيع مؤسسات الدولة الأردنية ( الرابحة ) الى شركاء دوليين لا نعرف عنهم شيئا ولشركاء قد يكونون اردنيين من ابناء جلدتنا , ولكن الأجنبي ارحم منهم ... اعداء الأردن ليسوا الصحافيين ولا الصحافة ولا المواقع الألكترونية ... بل ان اعداء الأردن , هم من ورّطوه بالديون ورهنوا مستقبل البلد واطفال شعبه الى البنوك الأجنبية ... الأعداء الحقيقيون هم من باعوا واشتروا وسمسروا وقبضوا ... هم تلك الزمرة القليلة من كبار الرأسماليين اللاوطنيين الذين يفهمون كلمة ( وطن ) على انها فقط ... فندق ... وكلمة ( شعب ) على انها قطيع ... اعداء البلد هم فئة السماسرة ( الكمبرادور ) , ممن ما زالوا يروّجون لفكرة الوطن البديل ... هؤلاء الذين تاجروا ويتاجرون بكل شيء ... حتى باليشر ... اما الصحافة ( الحرة ) , فهي عين المواطن الذي يسلم عينيه للنوم بعد نهار طويل من الشقاء والتعب والعنت وملاحقة لقمة العيش ... الصحافة الحرة في بلادنا لا تعرف النوم ولا الكلل ولا الملل ... انها عين ( صاحية ) و ( مراقبة ) و جريئة في قول كلمة الحق شعورا منها بالمسؤولية العظيمة التي تطوعت لحملها ... والصحافيون الأحرار , هم الجنود المجهولون وراء كل الأنجازات العظيمة للصحافة الحرة ... قدرهم ان يكونوا في طليعة صفوف المتصدّين للفساد والأنحراف عند الطبقة السياسية التي سلطتها الأقدار على بلدنا وشعبنا الطيّب ...هكذا نكون قد فهمنا واستوعبنا المعادلة جيّدا .... مزيد من النضال من جانب الصحافة الحرة والصحافيين الوطنيين الأحرار ... يقابله المزيد من محاولات اعداء الحرية للتنكيل بالصحافة والصحافيين ... نعلم ان المعركة غير متكافئة ... وأن الخصم مدجج بالمال والسلطة والجاه وبتاريخ قمعي , يبدأ ولا ينتهي , ولكننا سنخوض هذه المعركة بكل ما أوتينا من عزم , سنخوضها حتى النهاية , وسننتصر , سينتصر الحق , ستنتصر الكلمة الحرة , ستنتصر الصحافة الوطنية على هذا الخصم الغارق في الوهم ...لأننا ببساطة .... نحن المستقبل
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي