الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يمسك البقرة من قرنيها

ياسر يونس
(Yasser Younes)

2009 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المصريون ينفقون ثلاثة مليارت دولار أي أكثر من خمسة عشر مليار جنيه مصري سنوياً على رحلات الحج والعمرة. وهذا المبلغ أكثر من كل دخل مصر السنوي من السياحة.

هذا الكلام ليس من اختلاقي ولكنه منقول عن موقع إسلامي في هذا الرابط
http://www.islamonline.net/Arabic/news/2000-12/25/article1.shtml

وتحوطاً من أن يحذف الرابط بعد نشر مقالتي هذه أقتبس منه هذا النص:

"القاهرة - محمد جمال عرفة-إسلام أون لاين/24-12-2000
مع اقتراب موسم الحج وتوالي رحلات المصريين إلى الأراضي المباركة لقضاء عمرات رمضان ومن قبلها رجب وشعبان.. أثارت بعض الصحف المصرية والكتاب على استحياء حجم المبالغ الضخمة التي ينفقها المصريون سنويًا على الحج والعمرة، وتأثيرها على الاقتصاد القومي.
وكشفت الأرقام الرسمية المعلنة عن أن المصريين ينفقون سنويًا ثلاثة مليارات دولار على الحج والعمرة، وهو مبلغ يعادل تقريبًا دخل مصر السياحي كله، وأكثر من عائدات قناة السويس، وما يعادل إجمالي قيمة الصادرات المصرية مرة ونصف المرة."

نحن شعب غالبيته لا تجد الطعام النظيف ولا الماء النقي ولا العلاج السليم ولا المسكن اللائق ونرسل عنا كل عام مندوبين إلى الله في رحلات السياحة الدينية كي يغسل عنا ذنوبنا الصغيرة ويعربوا له عن ولائنا الدائم فيكلفنا ذلك هذه المبالغ الطائلة.

لا أظن أن الله في حاجة إلى أن يستدين البشر كي يحجوا إلى الكعبة ولا أنه في حاجة إلى أن ننفق أموالاً يمكن أن تنقذ مرضانا الفقراء وتسد رمق جوعانا وأرى أننا نمارس رفاهية لا نمتلك أدواتها.

وإذا زدنا ما ننفقه على الدجل والشعوذة والتنجيم بأنواعها المختلفة وعلى العلاج ببول البعير والقطرة القرآنية والعسل وندفع فيهم أسعاراً تزيد أضعافاً مضاعفة على قيمتها الفعلية ناهيكم عن مدى خطورة هذه المواد التي نظن أننا نتداوى بها وأن فيها الشفاء من كل داء نكون سائرين في عكس اتجاه العقل والعلم والمنطق ويتبين لنا حجم الكارثة التي نعيشها.


فالمصريون ينفقون عشرة مليارت جنيه سنوياً على هذه الخرافات وقد جاء ذلك في دراسة أشارت إليها جريدة الشرق الأوسط على النحو التالي:

"رياضيون ومثقفون وفنانون ورجال أعمال أكثر زبائن «قراءة الفنجان» و«رقصات الزار»
دراسة تكشف: المصريون ينفقون 10 مليارات جنيه على الدجل والشعوذة بحثا عن الجنس والحب والزواج
القاهرة: جمال العمدة
أدى الشك في الطب الحديث وفي قدرته على علاج مختلف الأمراض بدءاً من نزلات البرد وحتى السرطان الى إيجاد تربة خصبة للدجل والشعوذة، وهذا ما أكدته دراسة غير مسبوقة صادرة عن المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بأن المصريين ينفقون 10 مليارات جنيه سنوياً على الدجالين والمشعوذين الذين يدعون قدرتهم على تسخير الجن لعلاج الأمراض وحل المشاكل الاجتماعية، كما أن هناك حوالي 300 ألف شخص يعملون بالدجل والشعوذة، وأن مليون مصري يعتقدون أنهم ممسوسون بالجن من تحت الأرض، ورسموا عالمهم الخاص، وسنوا قواعد لممارسة المهنة، وصارت حالتك النفسية سلاحهم الأقوى، للتسلل الى عقلك."

ويمكن الاطلاع على المقالة كاملة في الرابط التالي:

http://www.aawsat.com/details.asp?section=40&article=221966&issueno=9233

والملاحظ أن أهم زبائن الدجالين حسب الدراسة هم من الفنانين والرياضيين والمثقفين ورجال الأعمال والذين يُفترض أنهم نخبة المجتمع وطليعته ولكن يبدو أننا نطلق هذه النعوت على من لا تنطبق عليهم أوصافها الحقيقية.

وهل من نذهب إليه وندفع كل هذا المال في حاجة الآن إلى إرسال جيوشه إلى بلادنا كي يحصل على ما يريد أم أنها مفتوحة بأسهل الطرق وأقلها مجازفة ويكفي إغداق بعض الأموال على بعض الكتاب هنا وهناك وإنشاء قنوات فضائية لحث الناس على التدين الشكلي والإنفاق المحموم على هذه السلع، فضلاً عن خطوط الهاتف التابعة لهذه القنوات لتنزيل النغمات الإسلامية وطلب الفتاوى والتي ينفق عليها المصريون عدة مليارات أخرى.


إن كل ما ذكرته يدل على غياب العقل والافتقار إلى أدنى قواعد المنطق ويبرهن بجلاء على أن نهجنا في الحياة يسير بنا إلى الهاوية بكل اطمئنان. ولا شك أن هذا هو الرابط بين كل هذه الممارسات.

أنا لست ضد أن يحج الإنسان إلى المكان الذي يقدسه ولا ضد أن ينفق كيفما شاء ووقتما شاء ولكن المشكلة أننا شعب فقير لا ينفق المال في موضعه وليس لدينا فائض لهذا الترف.كما أنني ضد استعمال مواد غير معلومة المصدر وتسببت في وفاة البعض ومرض البعض ويتم تداولها دون رقابة حقيقية ونرى إعلاناتها في الصحف والفضائيات دون أدنى رقابة.

كما أنني أشعر بالحزن حين أرى أطفال الشوارع بهذه الأعداد دون مأوى ولا رعاية بينما تذهب أموالنا على ما ذكرته من أمور.

كما أشعر بالخزي حين لا أجد في مصر جامعة للبحث العالمي معدودة بين أفضل خمسمائة جامعة في العالم وأشعر بالأسى حين أجد نظام التعليم لدينا ينتج كل هذه الأعداد من أنصاف الجهلة.

وأشعر بالغضب حين أرى حال الثقافة والمثقف في بلادنا وحين أبذل الجهد كي أجد كتاباً حديثاً جيداً يستحق القراءة.

وأشعر بالاكتئاب حين أرى الغالبية تنظر نظرة ارتياب وتوجس إلى كل من يعارض هذه العادات ويحاول تنوير الناس، من فرج فودة إلى نجيب محفوظ إلى خليل عبد الكريم وغيرهم انتهاءً بسيد القمني.

وأشعر بالحزن والخزي والغضب حين أجدنا نشتكي قلة الموارد ونستجدي المساعدات الخارجية أو نقف مكتوفي الأيدي والعقول أمام معاناة المنكوبين بالكوارث وانهيارات العمارات السكنية بسبب قلة ضمير من بنوها وتقاعس سكانها عن صيانتها وغياب الرقابة الحكومية في كلتا الحالين.

وأخيراً أقتبس النص التالي من الجزء الأول من كتاب فتوح البلدان :

"حدثني عمرو عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: كان عثمان عزل عمرو بن العاص عن مصر، وجعل عليها عبد الله بن سعد. فلما نزلت الروم الاسكندرية، سأل أهل مصر عثمان أن يقر عمرا حتى يفرغ من قتال الروم، لأن له معرفة بالحرب، وهيبة في أنفس العدو، ففعل حتى هزمهم، فأراد عثمان أن يجعل عمرا على الحرب، وعبد الله على الخراج، فأبى ذلك عمرو، وقال أنا كماسك قرني البقرة والأمير يحلبها"

فهل نعرف من الذي يمسك البقرة من قرنيها الآن ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشايخ و الدعاه هم من يمسكون الآن البقره (الوطن)من قرنيها ح
زيــاد كســاب ( 2009 / 10 / 17 - 09:47 )
يكفى العنوان كإجابه للسؤال فى ختام المقال


2 - بدون تعليق
سركون البابلي ( 2009 / 10 / 17 - 20:42 )
السؤال كم من الجنيهات تصرف على محو الامية في بلد الفراعنة , وكم من الجنيهات تصرف على التخطيط العائلي في مصر الشقيقة , فانتاج البشر هو الشئ الوحيد الذي هم يتفوقون به على الغرب .

اخر الافلام

.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش




.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى