الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحد (الاسود)

حليم سلمان

2009 / 10 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


للتنوية: في هذا اليوم (الاسود) استشهد اكثر من 132 وجرح اكثر من 700 اخرين في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا وزارتي العدل، والبلديات والاشغال، ومجلس محافظة بغداد، واتهم رئيس الحكومة نوري المالكي تنظيمات البعث والقاعدة بالوقوف ورائهما.

لم يكن يوميا عاديا يوم الاحد 25-10-2009 ، يوم اسود، ويوم توقف عنده العراقيون، واستعادوا معه ذكريات (العنف) من الماضي القريب (البشع)، ولم يفوتهم ان يستذكروا شهداء العراق.
هذا اليوم (الاسود) وقبله الاربعاء (الدامي)، يجعل العراق امام منعطف خطير، سيما وان هذا البلد مقبل على ممارسة ديمقراطية (الانتخابات) تتهافت عليها (المؤامرات) من كل حدب وصوب.
التوقعات باستمرار وتيرة العنف اطلقها اكثر من مسؤول امني وسياسي، وربط الجميع الاحداث بموضوعة الانتخابات والتنافس السياسي والتكالب للفوز بغنيمة (الحكم)، هكذا نرى الصورة وربما يراها اخرون من زوايا اخرى .
شدني في نفس اليوم تصريح للسيد قائد القوات البرية العراقية الفريق الركن علي غيدان حيث حذر من "خطر تصعيد العنف خلال الاشهر التسعة المقبلة بسبب اجراء الانتخابات العامة وتشكيل حكومة جديدة في العراق". وعبر الفريق الركن علي غيدان ايضا في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن قلقه ازاء مضاعفات اي تأجيل محتمل لهذه الانتخابات المقررة في كانون الثاني/يناير المقبل.
وقال هذا العسكري البالغ من العمر 48 عاما في حديث اجري معه في مكتبه في كامب فيكتوري -- مجمع عسكري اميركي قرب مطار بغداد -- قبل الاعتداء الارهابي يوم الاحد (الاسود) الذي هز وسط العاصمة العراقية "اذا تأخرت الانتخابات سيكون هناك خلل في الوضع الامني" في العراق. كذلك يخشى قائد القوات البرية العراقية من تجدد العنف حتى نهاية النصف الاول من العام 2010 عندما تتسلم السلطة التنفيذية الجديدة مقاليد الحكم.
وقال في هذا الصدد "نخشى من المرحلة التي سوف يصير فيها فراغ قبل وبعد الانتخابات". واضاف "قبل الانتخابات سيكون فراغ قد يستغل من قبل الارهابيين، وبعد الانتخابات يصبح فراغا سياسيا لتشكيل الحكومة من الان الى تموز/يوليو، لكن بعد تموز/يوليو ستكون حكومة قوية قد تسلمت" السلطة.
هذا الكلام يجرنا كمحللين للاحداث الى منطقة التساؤلات (الحساسة)، ويعطينا القوة الى محاسبة المسؤول الامني الذي تقع علية المسؤولية الكبيرة في توفير الامن والامان للمواطن العراقي.
وايضا يعطينا الحق ان نسال السيد قائد القوات البرية، كيف تجرء على اطلاق مثل هذه التصريحات، هل لديه ادلة، ولماذا لم تستفد المؤسسات الامنية العراقية من هذه المعلومات التي بحوزته. لان خطورة التصريح تكمن في توقيته، ولانبالغ ان قلنا ان دقائق قد تفصل بين التصريح والفعل الارهابي الجبان الذي طال مؤسسات الدولة العراقية ومواطنيها.
ومثله ايضا استمعنا الى تصريحات مسؤولين امنيين اخرين، واغلبهم يؤكد ان هناك معلومات يملكها العراق تدين بعض الدول او ربما بعض من الشخصيات السياسية العراقية المتورطة بموضوعة العنف.
ونتواصل مع قائد القوات البرية الذي اثار موضوع تدخلات دول الجوار حيث يقول: ان "التدخلات من قبل دول الجوار هي التي تخلق لنا الارهاب... لان الارهاب صدر الينا من الخارج".
مشيرا الى وجود كثير من الادلة تم الحصول عليها من الذين تم توقيفهم تشير الى ان "الكثير من الارهابيين تدربوا في سوريا وايران". .
الى متى تستمر الحكومة العراقية في تحويل قضايا البلد المصيرية الى (بوقات) اعلامية تفقد بريقها بمرور الزمن، ... نعم الحكومة تثير القضايا وتتوعد وتهاجم وفي بعض الاحيان (تلاكم)، ولكن للاسف لايوجد اي حل في الافق القريب. هل تنقصنا الشجاعة في قذف الكلام بوجة من يعتدي على العراق، ونحول الكلام الى افعال، ونتعلم كيف نحشد الراي العالمي للنيل من الجهات التي تسميها الحكومة العراقية (المعتدية) على العراق والشعب العراقي.
كل المسؤولين الامنيين ومنهم وزراء الداخلية والدفاع والامن القومي، يؤكدون المعلومة، "ان العراق يملك معلومات خطيرة عن تورط اجهزة مخابرات ودول في دعم الارهاب في العراق"،. طيب ... اشركوا الشعب العراقي معكم واجعلونا نتعرف على هذه المعلومات الخطيرة، وبالتالي هذا يمكنكم من كسب ابناء الشعب العراقي، بدل من ان تاتيكم (اللعنة) وتذهب كل افعالكم (الطيبة) وتصبح في خبر كان.
يبقى ان نمر ايضا على تصريح قائد السلطة الامنية في البلاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تفقد مواقع التفجيرات وقال ان "جرائم البعث والقاعدة لن تنجح في تعطيل العملية السياسية واجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 16 كانون الثاني/يناير المقبل". واكد ان "الاعتداءات الارهابية الجبانة التي حدثت اليوم يجب ان لا تثني عزيمة الشعب العراقي عن مواصلة مسيرته وجهاده ضد بقايا النظام المباد وعصابات البعث المجرم وتنظيم القاعدة الارهابي، التي ارتكبت ابشع الجرائم ضد المدنيين وآخرها اعتداءات الاربعاء الدامي في التاسع عشر من شهر آب/اغسطس الماضي ، وهي الايدي السوداء نفسها التي تلطخت بدماء ابناء الشعب العراقي".
نقول .. دولة الرئيس المالكي .. الى متى سيبقى من تصفهم ببقايا (البعث والصداميون والقاعدة) يعبثون بمصير العراق، اين هي وزاراتكم الامنية التي اهلكت الميزانية العراقية بطلباتها.
المواطن العراقي ينتظر من الحكومة ان توفر الحماية الكاملة له وتقدم الاجوبة المنطقية للكثير من الاسئلة (المحرجة) المرتبطة بالجانب الامني. وكذلك تنتظر القرارات الجريئة بتصفية الاجهزة الامنية من العابثين والمندسين.

ناشط اعلامي عراقي
رئيس مؤسسة الرافدين للاعلام
[email protected]
WWW.ALRAFIDAYN.COM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح