الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي .. حلفاء الامس.. خصوم اليوم

حليم سلمان

2009 / 10 / 29
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


"وضعت تفجيرات بغداد الدامية الاحد (الاسود) رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في موقف "حساس" وعرضة للانتقادات، خصوصا من جانب حلفائه السابقين الذي قرر "كسر العظم" معهم وخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بائتلاف منفصل".

العد التنازلي بدء للكتل السياسية لخوض انتخابات 2010 ، ونحن نتظر (رحمة) من البرلمان ان يطلقها لاقرار قانون الانتخابات الجديد، القانون الذي ظل مشرعوا العراق (يلوجون) فيه، وفصلوه بمقاسات تتناسب واحجام نواياهم ومصالحهم الحزبية.
واكيد سترافق الحملات الانتخابية "دعابات" سياسية و"مناوشات" اعلامية و"اتهامات" و"تلفيقات" ... والله اعلم كم ستكون ضراوتها. وهي بدءت للتو ، وقبل ان يرى قانون الانتخابات الجديد النور.
اتهام نوري المالكي الذي يفاخر بانه اعاد الأمن الى العراق بعد سنوات من الفوضى مجددا دول الجوار بالسماح لاعداء النظام العراقي السابق بالاعداد للهجمات. اعطى خصومة الفرصة لتحميلة المسؤولية بدل من القاء اللوم على دول الجوار للتملص من المسؤولية.

جاءت الانتقادات من اثنين من أقوى الأحزاب "الشيعية" في العراق، هما المجلس الإسلامي الأعلى في العراق والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر، وكلاهما ضمن الائتلاف العراقي الوطني الذي تشكل اخيرا من دون حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي. وهم حلفاؤه بالامس.. ويبدو انهم خصوم اقوياء لايمكن ان يتجاهلهم تيار نوري المالكي اليوم.
جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي قال ان "اللجوء الى اتهام جهات خارجية بالتفجيرات هو الشماعة لاجل التملص من المسؤولية والتغطية على المقصر الحقيقي". ودعا الائتلاف الوطني العراقي، (خصم).. مجلس النواب الى "مناقشة المالكي لشرح اسباب التدهور الامني" وكذلك استدعاء قيادة عمليات بغداد.
في نفس الوقت، نائبة من التيار الصدري اتهمت المالكي بان مكتبه يضم بعثيين سابقين شملهم قرار اجتثاث البعث في حين لم يحملهم مسؤولية التفجيرات الاخيرة. وقالت النائبة غفران الساعدي في لقاء مع قناة البغدادية الفضائية، ان "مكتب القائد العام للقوات المسلحة (نوري المالكي) يضم بعثيين مشمولين بقانون اجتثاث البعث، لكنه (المالكي) لم يتخلص منهم"، الامر الذي نفاه مكتبه في بيان.
سامي العسكري عضو البرلمان والقريب من المالكي، قال "اننا نتحرك باتجاه انتخابات ومن الطبيعي ان يبحث خصوم المالكي السياسيون عن شيء لتحميل الحكومة اللوم، حتى عندما كانت القوات الاميركية داخل المدن لم يكن باستطاعتها وقف تفجيرات السيارات المفخخة".
هذا شكل الخريطة الجديدة التي ستكون عليها الحملات الانتخابية، ستكون الاتهامات بالجملة... من " يخرب" شغل الاخر؟ .. من يشعل فتيل الفتنة للاستفادة والمناورة؟.. ومن "يلطخ" سمعة الاخر؟ ... كلها متوقعة، ولامجال لحملة انتخابية تحمل طابعا اخلاقيا. ويبدو ان الكيانات السياسية ليس في نيتها توقيع وثيقة (حملة انتخابية اخلاقية). لانه يبدو انها ماعادت تنفع هذه الامور في العراق ، خصوصا في وجود الخصوم القوية.
وقبل هذه التفجيرات، تعرض المالكي لموجة من "الاتهامات" كان اخرها خبر ذكره موقع "براثا" القريب من المجلس الاعلى الاسلامي، مفاده ان سفير العراق في واشنطن سمير الصميدعي تلقى صفعة من احد افراد حماية المالكي خلال محاولته دخول مكتب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن. وعبر مكتب رئيس الوزراء عن اسفه للمعلومات "الكاذبة والملفقة". واكد ان "الخبر الذي نشره موقع "براثا" هو خبر كاذب ينطوي على اساءة متعمدة تعبر عن نوايا غير سليمة".
وسبق قضية صفع حارس المالكي لسفير العراق في واشنطن بايام، حادث تبناه ايضا موقع براثا ويتصل بالاعتداء على الاعلامية "زهراء الموسوي" التي تعمل في فضائية العراقية. وتعرضت الموسوي للضرب من قبل اربعة اشخاص يستقلون سيارة حكومية رسمية في منطقة العرصات في بغداد. واتهم عدد من الكتاب الذين ينشرون مقالاتهم على موقع براثا القريب من المجلس الاعلى نجل المالكي احمد بانه وراء الحادث، لكن الموسوي نفت تورط نجل المالكي في الاعتداء.
وماذكرناه امثلة بسيطة لتاكيد كلامنا اعلاه، من ان الاستراتيجية التي يتبناها "الخصوم" تعمل على الحاق الضرر بالخصم الاخر ومن حوله، بغض النظر عن صحة وصدق الاخبار التي توردها بعض المواقع الاخبارية التي لها علاقة ببعض الاحزاب المتنفذة بالدولة العراقية. وهذا ينسحب ايضا على كلاع الجانبين.
خريطة التنافس الانتخابي.. الكل سيعمل في حزمة خصم واحد ضد خصم لدود، كل المؤشرات تشير الى ان الخصوم جميعا ستعمل للاطاحة ب (خصم) واحد، وهذا يترتب عليه اعتبارت كثيرة، منها ان الاصدقاء سيتحولون الى "اعداء" ، وهنا تكمن خطورة التعامل مع الخصم القوي باسلوب التربص والنيل منه حتى لو كان هذا على حساب "الشرف الاخلاقي".
يعني.. مقابل كل الضجة التي ترافق اقرار قانون الانتخابات، والخطورة الحقيقة من عدم تضمين تطلعات الناس وارائهم في هذا القانون، يجب ان يتبنى مشرعوا الشعب العراقي اقرار (قانون شرف اخلاقي) يرافق الحملات الانتخابية، ينظم عملها ويتضمن عقوبات صارمة بحق الكيانات التي تتجاوز وثيقة الشرف الاخلاقي.
بدون هذا سنشهد "جر وعر" لامثيل له ، وربما سيستنفذ الساسة كل مالديهم من الاعيب للاطاحة بالخصوم، واللجوء الى منطق "القوة" واستعمال السلاح، وهذا مانحذر منه.

ناشط اعلامي عراقي
رئيس مؤسسة الرافدين للاعلام
[email protected]
[email protected]
WWW.ALRAFIDAYN.COM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان