الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيامة

نواف خلف السنجاري

2009 / 10 / 30
الادب والفن


قصص قصيرة جداً

قيامة
الثلج يتساقط بغزارة خارج الكوخ المتداعي، والفتاة الصغيرة تجلس إزاء جثة والدتها الهامدة، تبكي بصمت وحرقة منتظرة بزوغ الفجر.. لقد قارب الليل على الانتصاف، وبقايا الجمر تحوّلت إلى رماد.. جسد الفتاة البض والمقرور يجثم فوق الكرسي العتيق، وجفونها تسقط تحت وطأة النعاس والتعب.. طيفٌ ينهض من الجثة، يتجه نحو المدفأة يغذيها بقطع الخشب، يحمل بطانية يغطي برفق جسم الفتاة المنكمش فتغطّ في نوم عميق.. حين تسلل الصباح بخيوطه الرمادية، كان الدفء والحياة يغمران كل شيء إلا الجثة المسجاة والمتيبسة كغصن متروك منذ سنين.

فرص
كلّما قرأ خبر تكريم كاتب مشهور، كان الشاعر الشاب يرمي الجريدة جانباً ويقول:
- أنا املك الوقت الكافي للشهرة
تحوّل ربيع عمره إلى صيف وهو مستمر في القول:
- ما زال لدي متسع من الوقت للمجد
أصبح في خريف العمر وهو مصمم على عبارته:
- عندي فرصة أخرى
أمس حين كان يحتضر سُمِعَ وهو يقول:
- الآن حانت فرصتي!!

ومضة
* إلى هيثم بردى

استعصت عليَّ خيوط القصة، ليالٍ طويلة وأنا أفكر في كتابتها، وكلّما حاولت بدأها أشعر أن جبلاً عالياً يفصلني عنها، فقررتُ تركها جانباً...
البارحة حين كنت في مبنى المجلة أعطاني المصوّر ورقة بيضاء وقلماً، وقال مبتسماً:
- اكتب أي شيء (دار، دور، داران ،...) سألتقط لك صورة وأنت في حالة انغماس بالكتابة لأضعها مع الموضوع الذي سننشره لك في العدد القادم.
أمسكت القلم، وبدأ شيء سحريّ ٍيحرك أصابعي وأفكاري.. كتبتُ كلمة، كلمتين، سطراً، سطرين حتى أوشكت أن أملأ صفحة كاملة، حينها لكزني المصور وقال:
- لقد انتهينا.. ماذا تكتب بحق السماء؟!
- اتركني.. لم يبق إلا القليل، وأنتهي من هذه القصة اللعينة التي أرّقتني، ولعبت بأعصابي منذ شهور.!!


جسور
منذ أربعين عاماً وأنا أمشي، وكلّما اجتزتُ جسراً حطمته ورائي! عندما شارفتُ على الوصول إلى خط النهاية، كان هنالك حاجزٌ غريب يفصلني عن الهدف.. اقتربتُ منه فاكتشفتُ انه أول جسر كنتُ قد عبرته قبل سنين طويلة، وأحرقته بيدي هاتين!

سلالة
جدهم لأبيهم كان لصاً محترفاً، جدهم لأمهم اشتهر باسم (راضي الحرامي)، أما والدهم فكان أبناء المحلة ينادوه بــ (جلال النشال).. هم الآن أربعة أشقاء قرروا أن يسلكوا طريقاً مستقيماً..
الأول: صار وكيلاً للوزير، الثاني: مديراً عاماً، الثالث: ضابطاً كبيراً، أما أصغرهم فهو الوحيد الذي يعمل موظفاً بسيطاً.... في هيئة النزاهة!


تشابه أسماء
يُحكى أنني مُتُّ.. نُشر خبر قتلي في الصحف، تحسّستُ وجهي في المرآة، حدّقتُ في وجوه المارين أمامي، صرختُ ملء حنجرتي: أنا حي .. أنا على قيد الحياة.. فلم يسمعني أحد!
ضحكتُ كالمجنون حين قرأتُ اسمي فوق شاهدة قبرٍ ليس قبري!!


العراق / بعشيقة
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خفة الروح و الدم .و الإتقان
محمد بوغابة ( 2009 / 10 / 30 - 23:16 )
ومضات براقة خفيفة الظل و الروح وجهة نظري مودة وتقدير


2 - حياة
jone ( 2009 / 10 / 31 - 05:39 )
يحكى انك عشت كلماتك تنمو في احشائنا دون تدري ثم قل لي تكتب للحياة فكيف تموت والوصول الى نهاية الطريق الجميل من خلال جسورك آمنة تحياتي....


3 - رد
نواف خلف السنجاري ( 2009 / 11 / 1 - 06:52 )
الأخ محمد بو غابة
شكرا لمرورك الجميل
تحياتي


4 - حياة
نواف خلف السنجاري ( 2009 / 11 / 1 - 06:54 )

jone الأخ
شكرا لكلماتك الجميلة
مودتي وتقديري

اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا