الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برهم صالح .. هل سيكون (صالحا)

حليم سلمان

2009 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



مالذي سيتغير في اربع سنوات... برهم صالح رئيسا لحكومة اقليم كردستان العراق؟
الكثير من الاصدقاء والاضداد بدء يروج لفكرة ان برهم صالح .. رجل "المرحلة" ... مرحلة الشد والجذب بين المركز (بغداد) والاقليم اربيل، مرحلة تغليب المصلحة الوطنية العراقية على النوايا الضيقة.
اكراد متفاؤلون واخرون يعدونه مشروع "فاشل" لنيل الحقوق، في نفس الوقت العرب مرتاحون ويرون في شخص الدكتور برهم انه رجل تستطيع ان تاخذ وتعطي معه.
ليس المهم من يكون برهم صالح... المهم ان يكون "صالحا" في قيادة حكومة الاكراد المحلية للمرحلة الجديدة... مرحلة تساعد العراق على تجاوز الصعوبات الجمة.
هناك عشرات من القضايا العالقة والتي تحتاج الى حل جذري، وهذا بحد ذاته سيكون مشروعا كبيرا سيتبناه برهم صالح في وضع هذه القضايا فوق طاولة الحوار مع الحكومة المركزية والانتهاء منها وفتح صفحة جديدة تجعل من الاكراد العراقيين عنصرا فاعلا في بناء العراق الجديد ومواطنيين من الدرجة "الاولى" لهم حقوق وعليهم واجبات.
يقولون ان برهم صالح رجل ينطلق من رؤية على أن العراق بلد أكبر مما يراه أهله اليوم، ويرى مساحة للعيش المشترك ويسعى إلى تطوير يعجز المتصارعون على الأمتار الضيقة رؤيته مراقبون .
واخرون ينتقدون .. ماذا قدم برهم صالح للعراق .. اذا كان هناك نجاح للرجل ففي اقليمه الكردي الذي يدخله العربي العراقي بتأشيرة وكفيل، فليس في العراق الحالي سياسيون كبار مثلما نتوهم كلهم صنائع "المحتل"..
ومنهم من يراقب ويقول: كان نائبا لحكومة المالكي ، ولم نرى اشياء حقيقية استفاد منها المواطن العراقي جيرت باسم الدكتور برهم صالح. في حين يرى اخرون ان برهم صالح سياسي محنك وصاحب مشروع وطني ، يملك من الثقل وثقة ومحبة العراقيين الكثير بسبب تفانيه وأخلاصه ورؤيته البعيدة . لهذه الأسباب ولغيرها كان خروجه من بغداد خسارة كبيرة للعراق .
ونحن نقول ان هناك مشروع كبير بانتظار هذا السياسي الذي عرف عنه سعة العقل والتدبير والمرونة والديناميكية والحيوية والتي جعلت رصيده السياسي يميل الى كافة الاعتدال.
من اهم هذه المشاريع هو عملية الاصلاح السياسي داخل التجربة الكردستانية، وهذا الإصلاح يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتحريك هذا الملف الحسّاس لإحداث نقلة نوعية في الحياة الحزبية في كردستان وتجاوز حالة تعطيل القرار وشل إرادة الإصلاح. ونحن نعرف ان العراقيل ستكون اكبر من الطموحات، ولكن الارادة القوية هي التي ستضع النقاط على الحروف.
الكل يعرف ان التحالف بين الحزبين الكرديين الكبيرين "بارزاني" و "طالباني" كان أساس الإنجازات التي تحققت للأكراد من العملية السياسية في العراق بعد سقوط صدام في عام 2003، وايضا قد واجه هذا التحالف الكثير من المشاكل وعلى راسها "الفساد المستشري" في مؤسسات الحزبيين، والنفوذية والانتفاع من المال العام. هذ التحالف يشكل بنية حكومة برهم صالح وديمومتها. السؤال كيف سيواجه ملف الفساد، وبتعبير اخر "الفاسدين" في الحزبين؟. وهل يستطيع المواجهة وفتح جبهات متعددة لازاحة هؤلاء؟. وهل يمكن ان يقدم خارطة طريق للإصلاح الإداري والمالي؟
سيكون نجاح حكومة برهم صالح، مرهون بمستوى الانفتاح على الاحزاب و القوى المعارضة الكردية التي لم تدخل فيها، خصوصا ان هذه القوى اصبحت تشكل واجهة وقوة لها نفوذها في الشارع الكردي العراقي . وكذلك تبني حزمة تشريعات قانونية لمكافحة الفساد، وكشف الذمة المالية للمسؤولين، ومراجعة سياقات التعاقدات الحكومية، ومنع التدخل الحزبي في عمل المؤسسات الحكومية.
ماهو الدور الذي سيلعبه السيد برهم صالح في فك طلاسم تعقيدات العلاقة بين حكومة المركز "بغداد" وحكومته المحلية "الاقليم"، والتي تتداخل فيها موروثات الشك وعدم الارتياح؟ وهل سيكون قادر على اقناع الاطراف الكردية الاخرى في تبني مشروعه الوطني في هذا الخصوص، اذا كان فعلا في جعبته مثل هذه الاجندة؟.
نحن بانتظار مبادرات هذا الرجل، وكيف سيتحرك، ومن يعارض، وماهي رؤيته ومرونته، المستقبل كفيل بالاجابة؟.


ناشط اعلامي عراقي
رئيس مؤسسة الرافدين للاعلام
[email protected]
[email protected]
WWW.ALRAFIDAYN.COM








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية