الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أبو مازن يفتضّ بكارة كرسي الرئاسة
سعد الشديدي
2009 / 11 / 5القضية الفلسطينية
بشكل غير متوقع أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) أنه لن يترشح للإنتخابات الفلسطينية القادمة. وإنه سيترك المجال مفتوحاً لغيره من السياسيين الفلسطينيين لتولي مسؤوليات المرحلة القادمة.
وبغض النظر عن مواقفنا الشخصية تجاه هذا الرجل الذي ناضل في صفوف حركة فتح مذ كانت مازالت حركة ناشئة، فإن موقفه المُعلن هذا اليوم يعكس، في حال إصراره عليه، حدثاً ليس له أي سابقة في التاريخ السلطوي العربي الحديث، والقديم ايضاً، سوى تنّحي المشير عبد الرحمن سوار الذهب عن منصب الرئاسة في السودان ومحاولته إعادة بعض الروح للحياة السياسية في بلده.
الملفت للنظر، والذي اصبح قانوناً من قانون الحياةالسلطوية العربية، أن من يجلس على كرسي الرئاسة ينظر الى المنصب كما لو كان ثوباً ألبسه إياه الله ولن يخلعه ما حيا. فمن جهة يقرع الرئيس – أي رئيس لافرق – الطبول على إيقاعات السامبا والرومبا والوحدة ونص متغنياً بالديمقراطية رافعاً خلفه يافطة فائقة الإناقة مخطوطة بالخط الديواني الرشيق للآية القرآنية: وأمرهم شورى بينهم. بينما هو في يركن في تفاصيل الحياة اليومية المحيطة بالمنصب الى رأيه الخاص دون غيره.
حكامنا، لاسامحهم الله ولاغفر لهم، ينبت لهم بعد توليّ الرئاسة أظافر وأسنان إضافية يستعينون بها على التشبث بالكرسي وكأنه ملك آباءهم من قبلهم. الجمهوريات في عالم العرب تحولت منذ زمن بعيد الى إمارات وسلطنات وممالك لايحق للمواطن فيها أن يتساءل فيها عن شرعية الأنظمة وشرعية جلوس الرؤوساء لعقود وعقود دون وجود أيّما إمكانية لتغييرهم سلمياً أو بإستخدام العنف.
لاندري إن كان (أبو مازن) جادّاً فيما يقول. ولانعرف إن كانت خطوته هذه مستمدة من قناعة شخصية راسخة أو مجرّد جزء من لعبة سياسية. كل شئ جائز فطاولة السياسة في عالم العرب خضراء تشبه طاولة البوكر ولاتختلف عنها سوى بأن لاعبي البوكر يقامرون بأموالهم أما قادة العرب فأنهم يقامرون بمصائر شعوبهم.
هل ينوي السيد ابو مازن أن يُعيد مافعله الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد هزيمة الخامس من حزيران بإعلانه آنذاك الأستقالة من جميع مناصبه؟ هل يعتقد بأن الشعب الفلسطيني سوف يخرج الى الشوارع هاتفاً: حنحارب... حنحارب؟!
هل توّصل رئيس السلطة الفلسطينية الى قناعة مفادها أنه لم يُنجز ولن ينجز أياً من مهماته التي وعد شعبه بها. لذلك أعلن عن عدم قدرته على الإستمرار في السيناريو الذي رسمه لنفسه وإدارته؟
من جانب آخرهل يعتقد السيد (أبو مازن) بأن المنظمات والأحزاب الفلسطينية ستمارس عليه ضغطاً شديداً للتراجع عن قراره فيعود بعدها الى منصبه اقوى مما كان ويخطو خطوات لم يكن يجرؤ على إتخاذها بغياب إجماع وطني فلسطيني؟ هل يريد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أن يحصل على إجماع وطني لايستطيع الحصول عليه بشكل آخر غير إعلان الإستقالة؟
كل شئ ممكن، وما علينا سوى الإنتظار أياماً قليلة ونرى ما إذا كان السيد محمود عباس وصل الى قناعة لم يصلها قائد عربي آخر في العصر الحديث أم أنه يناور واضعاً "السولد" كله على طاولة السياسة العربية الخضراء؟
بغض النظر عما إذا كان ينوي حقاً ما أعلن عنه وأنه ينظر بجدية وإحترام إلى إعلانه عن عدم الترشيح الى الإنتخابات القادمة، أم أنه يناور بمهارة السياسي العربي البرغماتي الذي يريد الوصول الى هدفه مهما كلّف الأمر، الأمر الذي نفاه بشدّة في خطابه هذا اليوم، فإن مجرد الإعلان عن التنحي عن الرئاسة حتى لو كانت رئاسة سلطة ليس لها سلطة، كالسلطة الفلسطينية، هو أمر يستحق التوقف عنده لأنه يعني أن قائداً عربياً لايريد الإلتصاق بالكرسي حتى الموت. مجرد هذا الإعلان يعني أن جزءاً من قدسية الكرسي قد إنتُهكت، وأن قائداً عربياً، ربما دون وعي وقرار، قدّ إفتض بكارة لقب الرئيس مدى الحياة.
ننظر أن يتوصل قادة عربٌ آخرون الى ما توّصل اليه السيد محمود عباس وأن يعلنوا، ولو لمرة واحدة، ولمجرد الإعلان لاأكثر أنهم لاينوون ترشيح أنفسهم للإنتخابات القادمة.
وكل إستقالة رئيس عربي وأنتم جميعاً بخير.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ليس المسكلة في الحكام فقط
ايليا دعيبس
(
2009 / 11 / 5 - 20:22
)
شكرا سيدي العزيز على هذا المقال الطازج جدا :( و لكن انا لا ارى فقط الخلل في الحكام وحدهم
بل الخلل الاكبر و الاعظم هو في الشعب حيث يركضون مغمضين الاعين وراء الرئيس او وراء من هو مسؤول خزبهم دون التفكير . يوجد جهل كبير من هذه الناحية
خيث يجب ان يكون الانتماء للوطن اولا و للرؤساء ثانيا و الاحزاب
2 - ذاكرتك ضعيفة
سوري
(
2009 / 11 / 5 - 21:05
)
وهل نسيت الموقف المشرف للرئيس اليمني الشهم علي عبدالله صالح حين أصر على عدم الترشح، وقرر الإعتزال؟؟؟ إلا أن إصرار الرفاق عليه أن لايتركهم في منتصف الطريق، وحتى لدرجة إجباره على أن يعود لصوابه وللتراث، قد أسقطت الحجة من الرئيس واضطر غير باغ ولا عاد إلى استمرار مسيرته الأبدية و....أمره لله
وأنا قد أصدق ما حدث في اليمن، وهو شبيه بحال كل الدول العربية، حيث علي بابا يترأس، و40 حرا.... أقصد مناضل يساعدونه، وإذا أراد الإعتزال فمن الصعب على أي مناضل أن يقبل بقيادة أي من رفاقه، لأن ولاءه هو لعلي بابا شخصياً، وإذا لم يكن لأسباب إلهية، أي إذا رحل الزعيم الخالد بعد عمر طويل جداً، فلا بأس بإبنه حيث إبن علي بابا هو أيضاً علي بابا ويجمع شمل الحرا... عفواً على هذه الزلات... أقصد الرفاق المناضلين
وأول من سن سنة التوريث العلي-بابي في القرن العشرين هو معاوية الأسدي وهو نفسه أستاذ المغفور له مكيافيللي
وغالباً سيحافظ إخواننا الفلسطينيين على هذا التراث
3 - اذا
محامى شريف
(
2009 / 11 / 6 - 08:49
)
اذا قرر ابن اختنا الكهل رؤؤل كونزالس لاعب ريال مدريد الاسبانى الاعتزال ولم تخرج جماهير النادى مطالبه بعزله وطرده لن يعتزل طوعا والامر نفسه ينسحب على كل رؤساء العرب وقسما سوف اوزع الحلوى عندما يترك ابو مازن وكل رئيس عربى يتخلى عن كرسيه سوف اوزع على الفقراء ماقيمة الف دولار بس بشرط مايكون لابنو
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة