الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلاقفوها!!!

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2009 / 11 / 9
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


صمّ المقرّرون (من هم!؟) بالشأن العراقي آذان مواطنيهم زعيقاً بالديمقراطية، فيما تسفح دماء العباد هدراً، بلا أي وجه حق، في الكثير من بقاع البلاد المنكوبة ارهاباً، مستكملاً بالفساد الاداري والمالي والسياسي بأبشع صوره.
لتكذّب مصادقة غالبية النواب العراقيين، أمس، على تعديل قانون انتخاب مجلسهم الجديد، مزاعم الحرص على بناء عراق جديد(!)، بعد ان اُفتُعلت عقدة كركوك، بصراخ كبت انفاس العراقي المفجوع، وأوحى بالقضاء على الضرع والزرع، تغطية لتمرير القانون من القوى المتنفذة.
لتثبت هذه القوى، بما لا يقبل الشك، ان بكائها الكاذب لم يكن على استشهاد الحسين (ع) وإنما على الغنيمة، التي تلاقفها مؤثريها، ويتلاقفوها وسيتلاقفوها، ليسجل العراق أكبر سرقة في التاريخ.
فأية ديمقراطية تحوّل أصوات اكثر من مليونين وربع المليون ناخب لمنافسيهم، كما شهدت انتخابات مجالس المحافظات بداية هذا العام، وهو ما نصت عليه مادة تعديل القانون – الفضيحة الثالثة؟ بعد ان منحت مادته الأولى اكثر من 10% من العراقيين المجبرين على العيش في الخارج، قسراً ام طوعاً، تمثيلاً لا يتجاوز 3%، في أحسن الأحوال.
وبهذا ذهب مقرّروها لأبعد من انتهاك الديمقراطية، ليضمنوا سيطرتهم للسنوات القادمة، عبر سرقة الجمل بما حمل، نهاراً جهاراً، وعلى عينك يا تاجر!
وربما تهون المصيبة إن اقتصرت على السرقة، فقد تُعاد او تعوّض. ولكن كيف تعوض دماء مئات آلاف العراقيين الأبرياء، منذ سقوط الدكتاتورية المقبورة؟ وهناك مقرّر اقترح، كتابة بخط يده، ديّة لاطلاق سراح محكومين من بعض القتلة لقسم من أولئك الآلاف! وليصدق مجنون ان العراق يبني دولة، دع عنك بقانون، وزد عليها ديمقراطي فيديرالي موحد!
وهنا تتحمل الملايين المسروقة أصواتها قانوناً (!) المسؤولية كاملة، عبر قواها الفاعلة، للتصدي، بكل الوسائل الممكنة، لهذه السرقة الفاضحة. فالعراقي، ولا زعم بتمثيله، شبع قتلاً وتدميراً وتهجيراً وحرماناً وجوعاً، وقائمة المآسي الفظيعة طويلة حقاً. وآن وقت أخذه لمصيره بيده، معتمداً على من أثبت اخلاصه لأمانيه وطموحاته بالعمل والتضحيات الغالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا