الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف نتعاطى مع تهديدات البعث وكيف نتعامل مع البعثيين
جليل البصري
2009 / 11 / 15مواضيع وابحاث سياسية
ربما يحاول من يريد ان يعيد البعث كقوة سياسية الى الساحة العراقية ان يخلط الاوراق ويثير زوبعة من الافعال والافعال المضادة ليصل الاحباط بالمواطن الى درجة يتخلى فيها عن تاريخ البعث الاسود معه ويقبل بالامر الواقع، لكن الحقيقة التي لا تقبل الدحض هي ان البعث لن يقبل باقل من العودة الى سدة الحكم ولن يقبل عندها باقل من تصفية حساباته مع الجميع، وليس ادل على ذلك من الوحشية التي يمارسها ضد الشعب العراقي منذ سقوط نظامه الاسود وتحالفه مع خفافيش القاعدة الدمويين وعصابات الخطق والبيع والشراء والجريمة المنظمة.
ان ملف البعث ليس ملفا سهلا بسيطا يمكن التعامل معه بسهولة، فالبعث حاول خلط الاوراق لابقاء البعثيين داخل العراق تحت الضغط والمخاوف ومنع اعادة اندماجهم في البنية العراقية بعد ان زال سبب اجبارهم على البقاء خارجها بل وفوقها، لتتوفر له دائما بيئة حاضنة او قابلة للتحول الى بيئة حاضنة وقابلة ايضا للتوريط في سياسات البعث الجديدةز ان البعث يدرك ان قاعدته القديمة هي مطمح الاحزاب والقوى الجديدة سواء التي تشترك معه في بعض الرؤى والسلوكيات او تلك التي تعاديه بشكل مستميت، وان قاعدته تزداد يوما بعد اخر قربا مما يجري وتتبلور لديها مصالح في الاندماج في الواقع الجديد بعيدا عن تأريخها المر الكريه، فيما يجد الكثير من الوصوليون منها الذين كانوا يسعون سابقا الى الحصول على مواقع عليا في السلطة في الزمن السابق يحاولن اليوم الوصول الى مواقع هنا وهناك في هذا الحزب او ذاك وفي هذا الموقع الاداري او ذاك متكئين على امثالهم ممن يجاوروهم في العمل او يشاركوهم فيهن وهذه الفئة الوصولية فئة متذبذبة الولاء قابلة للانقلاب على الواقع والتحول الى ضده وهو ما يعني انها قد تصبح احتياط للبعث الساعي للسلطة وقد تكون الخائن الذي يكسر ظهره فهي كالعميل المزدوج يكون مرفأه النهائي من كان الاقوى فهو يدرك بطبيعته الحذرة واطلاعه على الوضع في الطرفين ما يجري وما هي قوة هذا وذاك اكثر ربما من اي منهما.
ولذلك فان البعث الساعي للسلطة يسعى على طريقته السابقة وبما يتوفر لديه من امكانات مادية هائلة تأتت من استثماراته وشركاته الخفية في الخليج ومدن العالم الاخرى اضافة الى دعم دول عربية تجد فيه العصا التي تطوع بها المارد الشيعي في العراق وتعيد ترويضه وابعاده عن عدوها التأريخي ايران الاسلامية الشيعية، الى زرع قواه باشكال مختلفة عبر تشكيل قوى سياسية كواجهات او عبر زرع عناصره الفعالة في قيادات قوى اخرى تكون بيدها القيادة الفعلية لهذه القوى التي لا تبتعد في طروحاتها ومواقفها بعيدا عن ممارسات وسياسات البعث والنظام السابق وتكون يده التي تعبث في العملية السياسية وتعمل على تأخيرها او زرع العراقيل في طريقها قدر الامكان وقدر ما تسمح به قدراتها والوضع السياسية كما انها تمثل حصان طروادة الذي سوف تدخل به حصن العملية السياسية وتنسفها به. كما انه عمل على خلق العشرات من المجاميع والعصب المسلحة والتنظيمات السرية التي تقوم بتنفيذ اعمال العنف وتنفيذ الاغتيالات الضرورية عند الحاجة لخلق اجواء سياسية تأزم الوضع كما انها تعمل كوسيط لنقل التوجيهات وابقاء البعثيين غير المتعاونين معهم على الحياد خوفا من التصفية مما يحرم العملية السياسية من جهودهم ويبقيها في عزلة عنهم، كما ان هذه المجاميع التي يحلو له تسميتها بفصائل المقاومة تبقى عامل ضغط وذراع مسلح في الظل لا تستغني عنه ستراتيجية البعث على امتداد تأريخة منذ عام 1947 ولحد الان، ذراعه المسلح الذي سيكون عند الحاجة محرك الانقلاب الذي يطيح بالوضع في الوقت الملائم ويحفز القوى المتذبذبة على الاستجابة لنداء قواه المتغلغلة في الجيش بالدرجة الاولى وفي القوى الامنية والمخابراتي ثم الشرطة. كما ان هذا الذراع سيكون الحارس الامين لاي تحرك ويكون القائد والمسيطر على العملية برمتها، والانكى من ذلك ان هذه المجاميع يريد منها البعث ان تكون الطرف الاخر في عملية المصالحة الوطنية غير المبررة في ظل تواجد قوى سياسية سنية كبيرة ولها ثقل واضح في العملية السياسية ايضا. وينتفي هذا المبرر عندما تكون قيادة هذه المجاميع بيد قيادي بعثي سابق مطلوب للعدالة اعدم قائده وعدد من رفاقه وينتظر البقية لحظة تنفيذ الاعدام فيهم.
ان العملية السياسية العراقية وقواها واحزابها تحتاج الى ان تكون اكثر حزما ومسؤولية في التعامل مع البعث وتحركاته التي تمثل خطرا جديا لا يضاهيه فشل وقتي في انتخابات او فقدان وزارة او منصب سيادي لان استفحاله يشكل خطرا على وجودها اولا قبل كل شيئ، وان تبدأ قبل كل شيء بالتثقيف ضد السلوكيات البعثية وابعاد الوصوليين عن مفاصل الدولة والاحزاب الحساسة وتطمين عموم البعثيين في البلد على حياتهم ومالهم وحقهم في خدمة بلدهم وعدم تذكير من نسى منهم قولا وفعلا تأريخه الشخصي وترك امر المجرمين منهم ومن هناك ادلة وشكاوى ضدهم للمحاكم والتشديد على تنفيذ حكم المحكمة بهم دون تاخير وبالاخص في قياداتهم التي ادينت اذ لا مبرر للتأخير غير اضعاف ارادة الشعب للسير نحو القطيعة مع تأريخ البعث الدامي، وهذا الامر يمكن ان يشكل رادعا للمتذبذبين حيث سيدركون ان النظام الجديد جاد في تسامحه وجاد في عقابه لانه يستند الى ارادة الشعب الذي لا بد ان يلقن ظالميه درسا لن ينساه الاحياء منهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - واقع الحال
هادي العلي
(
2009 / 11 / 15 - 19:28
)
واقع الحال ان حزب البعث حزب ذات نظام شمولي واسع حتى في اساليبه الداخليه فضلا عن اساليب ادارته للمجتمع والدوله فسمته الاساسيه هي الضبط رغم ما آل به الى الاستبداد والدكتاتوريه المقيته بينما بلغت الكيانات المشاركه بالعمليه السياسيه في العرق الان حوالي 300 كيان, مما يدل على ان هذه الكيانات تعمل بنظام اخرسواء في علاقاتها الداخليه ام قياداتها للمجتمع والدوله وان هذا النظام تسوده الفوضى و تلاطم موجات من الشرذمه والعصبيه المنحدره نزولا الى العائليه بل الفرديه والشخصانيه الضيقه حتى انها باتت لا تشكل كمجموع الا كنظام توافقي للحرمنه هو اقرب الى نظام المافيه في اوربا فهي منفردة او مجموعه غير صالحه لكي تقود البلد وترسو به الى بر الامان او الى الاستقرار لذلك يبدو لي ان الخوف هو ليس من جور البعث وتسلطه وانما خوفا من ضياع الحصص والنصيب لغالبية الكيانات مهما كانت ادعائاتها او تسمياتها
2 - اتمنى لك الصحه واطالبك بالمقارنه
جعفر الطائي
(
2009 / 11 / 16 - 20:40
)
اتصوركنا نملك رؤيه واضحه المعالم حول البعث حينما كنا في المعارضه واحيلك للرجوع الى صحف المعارضه بدا من نداء المستقبل براستك لتحريرها او صحيفه المؤتمر براسه الاستاذ حسن العلوي او صحيفه الاتحاد ايام الاستاذ عادل مراد او صحيفه رايه الحريه ايام الاستاذ شيرزاد شيخاني -- الخ من صحف المعارضه --- لماذا تغيرت تلك الرؤيه بعد سقوط النظام ؟؟؟ لا اعفيك من الاجابه بالرغم من حبي لك
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر