الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المصرية كانت على علم بما سوف يحدث للجمهور المصري في السودان لكنها اعتبرت التحذيرات تهويل للأمور

عماد فواز

2009 / 11 / 22
السياسة والعلاقات الدولية


القيادة السياسية تلقت إشارة من السلطات السودانية يوم الإثنين 16 نوفمبر الجاري تفيد بأن المشجعين الجزائريين قد توافدوا بأعداد كبيرة إلى الخرطوم منذ صباح يوم الأحد وأنهم قاموا بشراء أسلحة بيضاء بمختلف أشكالها وأنواعها، كما أنهم – الجمهور الجزائري – قاموا بآستئجار سيارات ووسائل مواصلات أخرى لإستخدامها في تعليق الأعلام والتنقل عبر شوارع الخرطوم لدراسة الشوارع والمداخل والمخارج، وأنهم يستعدون لشن هجوم دامي ضد الفريق والجمهور المصري في حالة الفوز أو الخسارة.

وفي صباح يوم الثلاثاء 17 نوفمبر الجاري تلقت السلطات المصرية أشارة أخرى من السلطات السودانية بالإضافة إلى المصادر المصرية الخاصة تؤكد ما جاء بالإشارة الأولى بل ويضاف عليها توافد أعداد غفيرة جدا من الجمهور الجزائري وصل إلى ستة آلاف مشجع وأنهم جميعا قاموا بشراء أسلحة بيضاء بشكل هستيري من الخرطوم وهو الأمر الذي أستغله تجار الأسلحة وقاموا برفع سعر الأسلحة البضاء إلى ضعف ثمنها بل وعرض تجار السلاح على بعض المشجعين الجزائريين أسلحة نارية حية وبالفعل قام بعض المشجعين بشراء أسلحة نارية، كما أشارت الإشارة إلى أن بعض الجزائريين قد أعتدوا على بعض المصريين الذين قاموا بتعليق أعلام مصرية في شرفات مساكنهم وأنهم قاموا برشق منازلهم بالحجارة مما أحدث بها بعض التلفيات إلا أن الشرطة السودانية تمكنت من السيطرة على الوضع.

وفي صباح يوم الأربعاء أكدت المصادر المصرية بالسودان على أن أعداد الجماهير الجزائريين في تزايد وأنهم فاقوا العشرة آلاف مشجع وأنهم يتوعدون المصريين بشكل إنتقامي وهستيري، وطالبت المصادر من السلطات المصرية إرسال قوات تأمينية لحماية المشجعين المصريين أو عدم إرسال أعداد أخرى من المشجعين حتى تتمكن الشرطة السودانية من حمايتهم.

وفي تمام الساعة الثالثة من مساء يوم المباراة – الأربعاء- وصلت إلى السلطات المصرية - بحسب ما أكدته المصادر معلومات مؤكدة عن أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قام بإرسال مسجلين خطر ومجرمين تم إخراجهم من السجون للتعدي على الجمهور المصري في السودان وهو ما يستوجب تحرك سريع تجاه هذا الأمر، وأشارت المصادر أن طائرات جزائرية حربية قامت بنقل المشجعين ولم يستبعد المصدر المصري في السودان أن يكون من بين المشجعين عسكريين جزائريين مدربين على القتال.

وفي تمام الساعة الرابعة مساء إجتمع رئيس الوزراء بوزير الطيران المدني ووزير الداخلية ووزير الخارجية وتم طرح الأمر للنقاش خلال ربع ساعة وانتهى الإجتماع إلى أن المصادر ضخمت أمر المشجعين وأن الحكاية سوف تمر بهدوء وأنه في أسوء الحالات سوف يتم إلقاء حجر أو حجرين على الباصات التي تنقل الجماهير المصرية من المطار إلى الإستاد.

وفي الساعة الخامسة وصل نجلا الرئيس "جمال وعلاء" إلى الخرطوم على طائرة خاصة تحمل 200 فرد من أفراد القوات الخاصة بوزارة الداخلية يرتدون الزي المدني وهم ضباط وأمناء مدربين ومستعدين للقتال بدون سلاح ومهمتهم الأساسية حماية أبناء الرئيس من أي إعتداء عليهم.

وفي تمام الساعة السادسة والنصف تقريبا وصل نجلا الرئيس إلى الإستاد وأحاطتهم القوات الخاصة من جميع الجهات وشغلت جميع المقاعد المحيطة بهم وامنت المقصورة من الأمام والخلف في حين تولت الشرطة السودانية تأمين الجمهور المصري خاصة بعد أن بدا إعتداء الجمهور الجزائري على الجمهور المصري يقينا أثناء مرور الباصات التي تقل المصريين من المطار إلى الإستاد مما تسبب في إتلاف عدد كبير من الباصات وهو الأمر الذي أثر على عملية عودة الجمهور مرة أخرى عقب المباراة إلى المطار.

وتؤكد المصادر على أن الأوامر صدرت أثناء الشوط الثاني من الرئيس مبارك لأبنائه ولقائد قوة الحراسات الخاصة بنزول جمال وعلاء عقب المباراة نهائيا إلى أرض الملعب وأخذهم ومعهم أفراد الفريق والجهاز الفني إلى غرفة تبديل الملابس بالإستاد للإحتماء بها وتأمينها من قبل قوات الحراسات الخاصة لحين خروج جميع المشجعين من الإستاد نهائيا ثم نقلهم بواسطة مدرعات إلى المطار في تمام الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس الماضي.

في تلك الأثناء تطايرت أخبار الإعتداءات على الجمهور المصري إلى القاهرة وهو ما دفع الرئيس مبارك إلى إستدعاء رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والخارجية والإعلام وتم مناقشة الحلول السريعة معهم،وتسبب الوزير أنس الفقي في خروج الرئيس مبارك عن شعورة عندما علم منه أن رئيس الوزراء ووزيري الخارجية والداخلية كانوا على علم بما سوف يحدث بناء على التحذيرات التي تلقوها من المصادر المصرية في السودان وقام بتوبيخهم وحملهم المسئولية كاملة وطالبهم بسرعة وضع الحلول الفورية، وهو ما دفع الوزير أنس الفقي إلى إصدار بيان إعلامي موجه للحكومة السودانية قال فيه "إن لم تكونوا قادرين على حماية الجمهور المصري على أرضكم فنحن على أتم الإستعداد لذلك" بعدها نزل الجيش السوداني إلى شوارع الخرطوم وقام بنقل المصريين إلى المطار لتنتهي الأزمة كما تنتهي جميع الأزمات في مصر بتوبيخ الوزير ومواساة الرئيس لأسر الضحايا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا