الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقرير الصحفي لمؤسسة ابن رشد للفكر الحر

مؤسسة ابن رشد للفكر الحر

2009 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 3 ديسمبر 2009 بدأت رسميا احتفالية تقديم جائزة ابن رشد للفكر الحر لعام 2009 عن الاقتصاد التنمية، وقد ازدحمت صالة المحاضرات التابعة لمؤسسة روزا لوكسمبورغ في برلين بحضور ملفت ضم مزيج عربي والماني متميز من الشخصيات العامة السياسية والأكاديمية والاجتماعية، التي أتت للمشاركة في تكريم الاقتصادي والمفكر المصري الأستاذ سمير أمين. أفتتحت السيدة عبير بشناق رئيسة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الاحتفال بتحية الحضور وخصت بتحيتها ممثلي الجامعة والسفارات العربية والصحافة العربية والالمانية كما ووجهت التحية للبروفيسور سمير أمين والبروفيسور ديتر زينغهاس.

بعد الترحيب عزف السيد سيف كرومي قطعتين موسيقيتين من تأليفة حيث أدخل من خلالهما الحضور الى أجواء الموسيقى الشرقية، تلاه تقديم السيدة هايديفج حديدي Heidewig ElHadidi (بالألمانية) والدكتور حامد فضل الله (بالعربية) لكلمة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، والتي جاء فيها شكر المؤسسة وترحيبها بالحضور، والترحيب بالمفكر والاقتصادي المصري الأستاذ سمير أمين وكذلك بعالم الإجتماع الاستاذ ديتر زينغهاس الذي جاء من بريمن مع السيدة زوجته للمشاركة بالتكريم وشكرت مؤسسة روزا لوكسمبورغ صاحبة المكان.

تطرقت كلمة المؤسسة الى عيش البلدان العربية أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية حادة، وأوعزتها الى فشل نمط التنمية الحاليّ في بناء هياكلَ اقتصادية واجتماعية متينة لصالح الشعوب تستطيع الصمود أمام الهزات والصدمات الخارجية، كالأزمة المالية العالمية الحالية. واعتبرت أن هذه الاوضاع كانت الحافز وراء تخصيص جائزة هذا العام للمجال الاقتصادي، ومنحها لشخصية اقتصادية من البلدان العربية تركزت أبحاثها على قضايا التنمية نظرياً أو تطبيقياً. واضافت الى أن هذه هي الجائزة الحادية عشر التي تقدمها مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، ووجهت الشكر بهذه المناسية لعضوات وأعضاء المؤسسة والأصدقاء على تقديمهم طاقاتهم وخبراتهم التطوعية طوال السنوات الآثني عشر من حياة المؤسسة. كما وشكرت كل الذين ساهموا بتقديم الترشيحات للجوائز وخصت بالشكر لجنة التحكيم التي ضمت في هذا العام أساتذةً مرموقين في علم الاقتصاد من الأردن، سوريا، لبنان، مصر واليمن، والتي توجت عملها باختيارها للأستاذ سمير امين من بين تسعة مرشحين توزعوا على ست بلدان عربية. (اضغط على الرابط لمعرفة اعضاء لجنة التحكيم)

واعتبرت المؤسسة بأنها تكرم اليوم مفكراً رائداً وخبيراً اقتصادياً عالمياً. وناشطاً سياسياً جسوراً. وقد أشادت بمواصلته لمسيرته العلمية، ونوهت الى مضيه في متابعة نقـده وتحليلـه للنظام الرأسمالي المعولم، ومراجعتـه التجارب الاشتراكيةَ، ودراساتِه وأبحاثـه الميدانية والاجتماعية الملموسة في العالم العربي والإفريقي، وتطرقت الى دعوته لتنمية متمركزة على الذات وفك الارتباط الذي لا يعني الانعزال عن المجتمع العالمي، ودعوته لنشوء حركات شعبية عالمية تضامنية من أجل نظام دولي متعدّد المراكز، نظام يحقق السلم والمساواة والعدالة الاجتماعية. (للاطلاع على كلمة المؤسسة اضغط على الرابط التالي كلمة المؤسسة)



استهل البروفيسور ديتر زينغهاس Prof. Dr. Dieter Senghass عالم الإجتماع والمتخصص في دراسات السلام والأستاذ في معهد دراسات الثقافات المتداخلة والدراسات الدولية في جامعة بريمن كلمة التكريم باستعراض رحلة سمير أمين الفكرية واصفا اياه بالمفكر اللامع الذي يمتاز بأفق واسع وإنتاجية كبيرة. مشيراً الى أن انجازاته البحثية تشهد على هذا الرأي كونها بعيدة عن منهج منظري ومخططي التنمية ضيقي الأفق. وقد اعتبر زينغهاس ان سمير أمين يتميز بقدرة نادرة على ممارسة البحوث في الخبرات الميدانية مقرونة بالمنظور التاريخي والمقارن. واشار ان الألمام بمعطيات البنى الاجتماعية وواقع السلطات السياسية وكذلك بالمخططات والإيديولجيات والذهنيات أساس يعتمد عليه في ابحاثة وهو ما يجعل منه على حسب زينغهاس مفكراً مبدعاً ومنبعاً فكرياً لا ينضب في الدفاع عن نهج المادية التاريخية. كما ونوه زينغهاس بحرص سمير امين الدائم لاكتشاف الاتجاهات الجديدة في التطور وبمقدرته على المراجعة النقدية لمواقفة وإخضاع آرائة للحوار والجدل الدائم. واشار الى وجود دافع فكري وسياسي يشحذ همة سمير أمين في عمله إضافة الى فضوله الدائم وولعه بالجدل السياسي. هذا وجرد زينغهاس اسهامات سمير أمين وكثفها في تقديمه بأنها مساهمات تحليلية عن التطورات التاريخية العالمية ما قبل الرأسمالية، إلى تأملات في مشاريع التنمية الراهنة في أقاليم محدودة. وتابع زينغهاس بأنها تكشف عن نقد جذري للرأسمالية قائم على التجربة الميدانية بالإضافة إلى طرحه رؤى تخطيطية تتلمس مستقبل منشود. وأعتبر ان منظوره العالمي الشامل في مجمل انجازاته على امتداد سته عقود هو أهم ما يميزه عن باقي منظري ومحللي التنمية في العالم. ولم تفت زينغهاس الاشادة به كواحد من أهم مفكري العالم الثالث وأكثرهم تأثيراً. واشار في هذا الصدد بتحول أنموذج سمير أمين في التحليل إلى خصم تحليلي وسياسي لمعظم التوجهات السياسية والتحليلية السائدة للتنمية، المنتمي منها إلى الكلاسيكية الجديدة (نيوكلاسيكية) أو الى الماركسية السوفييتية.

وتعرض زينغهاس لنظرية سمير أمين التي انفرد بتقديمها عام 1957 القائلة بأن التخلف ناتج عن الرأسمالية، وركز بأن هذا التحليل البالغ الوضوح لم يكن قد سبقه عليه أحد من قبل. خاصة الفكرة الأساسية التي تقول أن "الاقتصاد المتخلف" لا يمكن اعتباره حقيقة قائمة بذاتها وإنما هو جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الرأسمالي العالمي وأن مجتمعات التخوم تخضع باستمرار لتكييف بنياتها لدينامية تقليد مراكز الرأسمالية العالمية أي البلدان الصناعية الرأسمالية المتقدمة. وأضاف زينغهاس أن ما يدعو إلى الدهشة عدم الالتفات لهذا الطرح المبكر من سمير أمين وبأنه كان لابد من مضي عشر سنين إلى عشرين سنه حتى يتم تبني هذا التحليل على نطاق واسع حتى من خصومه ايضاً. واستفاض زينغهاس شارحاً أن نقد سمير أمين لم يطل النظام الرأسمالي فحسب بل طال الماركسية السوفييتية وبرنامجها للتنمية "اللحاق والتجاوز" أيضا. ونوه زينغهاس بتنظيم سمير أمين للعديد من المؤتمرات الكبيرة خلال رئاسته للمعهد الإفريقي للتنمية والتخطيط(IDEP) ، وهو ما فسح المجال لنسج العلاقات بين المفكرين العاملين في قضايا التنمية من العالم الثالث، وأشار الى مشاركته هو ايضاً في احدها وبتعرفه عن قرب الى ممثلي نظرية التبعية في امريكا اللاتينية، ما حفزه لاحقاً لنشر كتاب "رأسمالية التخوم - تحليلات التبعية والتخلف". وتابع زينغهاس بأن جل اهتمام سمير أمين تركز على قيام المعهد بتأهيل قرابة ألف شاب من المفكرين الأفارقة لتمكينهم من التعاطي بذهنية نقدية في أحكامهم على برامج وسياسات التنمية. وأضاف مع انتقال أمين لادارة منتدى العالم الثالث في داكار، تابع تحقيق طموحه في دعم وتنسيق الحوارات على الصعيد العالمي عبر مشاريع ومؤتمرات ومنتديات مشتركة لتعزيز التواصل ودفع رؤى التنمية من منظور بلدان أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا قدماً. وتطرق الى تواصل نشاط سمير أمين مع ترؤسه للمنتدى العالمي للبدائل الذي يقف في مواجهة مؤتمر دافوس للاقتصاد العالمي. كما استعرض زينغهاس دعوة أمين لدعم ودفع المشروع الأوروبي في خلال كتابه "هيمنة الولايات المتحدة ومواجهة المشروع الأوروبي لها" عام 2000، الذي رآه كعنصر توازن في مواجهة الهيمنة المطلقة للولايات المتحدة الأمريكية، وأشار الى تعبير سمير أمين لاحقاً عن أسفه لفشل هذا المشروع المنشود وبأنه لم يضف أية مؤشرات ذات أهمية عن توجهاته الخاصة في السياسة العالمية. كما وأشار الى تحليل سمير أمين لعلاقة المركز الرأسمالي مع باقي اطراف العالم أي التخوم، ففي رأي أمين هي عبارة عن بؤر خارجية ملحقة بالمراكز الرأسمالية ومجبرة على الانضواء تحت تقسيم دولي لعمل غير متكافئ في النظام الرأسمالي العالمي، وهو ما أدى إلى نشوء علاقات تبعية هيكلية غير متوازنة. وهذا بحد ذاته اسس لتثبيت ملامح ظاهرة التخوم، التي اعتبرها أمين ستبقى مصدرا احتياطيا دائما لا ينضب للقوى العاملة الرخيصة. فدينامية التراكم بهذه التخوم مشوهة منهجياً كونها تكتسبها من اقتصاد التصدير المهيكل للجيوب التابعة، يقابلها وجود قطاع الاستيراد "للسلع الاستهلاكية الكمالية"، الذي يُعرّف بأنه طلبٌ يمول من أجزاء الأرباح. أما ما ينقص دينامية التراكم في التخوم فهو إعادة ربط قطاع إنتاج السلع الاستهلاكية الجماهيرية وقطاع الإنتاج الصناعي من أجل ضمان تنمية ذاتية مستقلة (الإنتاج الذاتي للآلات) مع افتراض زيادة حيز الإنتاج الزراعي على نطاق واسع. ( للاطلاع على النص الكامل لكلمة أ. د ديتر زينغهاس اضغط على الرابط التالي كلمة التكريم )

مع انتهاء أ.د زينغهاس من كلمة التكريم قام د. جون نسطة الرئيس الثاني لمؤسسة ابن رشد للفكر الحر بشكره وتقديم باقة من الورد عربوناً عن اعتزاز المؤسسة بمشاركته.

تقدمت السيدة عبير بشناق رئيسة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر وقدمت الجائزة لسمير أمين وضجت القاعة بتصفيق الحضور. ومع عودة الهدوء مجدداً الى القاعة تقدم سمير أمين لالقاء كلمته.

انطلق سمير أمين في كلمته من عنوان ذو دلالة واضحة يتناغم مع رؤيته الاقتصادية وهو أن الرأسمالية مرحلة عابرة في التاريخ، حيث مهد لفكرته من خلال شرحه بأن مبدأ التراكم بلا نهاية الذي هو أساس الرأسمالية والمرادف للنمو الأسي المتسارع، وشبهه بالسرطان الذي يؤدي للموت. واعتبر في معرض طرحه لسؤال كيف يمكن فرض التجاوز الضروري للرأسمالية بأن ماركس، بفهمه للدور الجوهري لصراع الطبقات، قدم لنا الفهم للكيفية التي يمكن قلب سلطة الطبقة الرأسمالية، المركزة اليوم في أيدي فئاتها العليا وتابع بأن التراكم المرادف لعملية الإفقار، نفسه يرسم لنا الإطار الموضوعي للصراع ضد الرأسمالية. هذا الصراع الناشيء عن التباين المتعاظم بين رفاهية مجتمعات المركز المستفيدة من الريع الإمبريالي، وبين بؤس التخوم المسودة. وعرج الى أن الأزمة الحالية ليست أزمة مالية، ولا هي مجموع الأزمات المتراكمة لنظام، ولكنها أزمة الرأسمالية الإمبريالية للاحتكارات، التي تتعرض سيطرتها العليا المنفردة للمساءلة من جانب شعوب وأمم التخوم المسودة. واعتبر بأن التحدي الحقيقي يكمن فيما هو قادم، متسائلا عما اذا كانت ستتقابل هذه الصراعات لتفتح الطريق – أو عدة طرق – أمام الانتقال الطويل للتحول للاشتراكية العالمية؟ أو بأنها ستبقى متفرقة، بل هل ستتعارض الواحدة مع الآخرى فتفقد فاعليتها، وبذا تترك المبادرة لرأس المال الاحتكاري؟

وبشرحه لبداية تكوين الرأسمالية على أساس التناقضات في الأنظمة السابقة عليها ("الأنظمة الخراجية")، اعتبر نفسه يقف مع الأقلية من المفكرين الذين لا يؤمنون بأن الرأسمالية قد نتجت عن "المعجزة" الأوروبية، أو "الاستثناء الأوروبي". مؤكداً على العكس بأن التناقضات الأساسية ذاتها كانت موجودة في داخل جميع الأنظمة الخراجية السابقة على الحداثة، وأن تجاوزها عن طريق الرأسمالية كان في سبيله للحدوث في البلدان غير الأوروبية. خاتماً الفكرة بأن الأمر لا يتعلق بالتاريخ (الماضي الذي جرى تجاوزه) وإنما بالحاضر (وبالمستقبل طالما بقينا في إطار الرأسمالية التاريخية)، وبالرأسمالية القائمة – التي لا يُتصوّر قيام غيرها. وشدد على أولوية دارسة جميع تناقضات الرأسمالية – في أشكالها القديمة والجديدة – والتحديات التي تمثلها – في تعبيراتها القديمة والجديدة. وقدم مفهومه للعولمة التي لم يعتبرها جديدة، بل قد بدأت مع تدمير الأمريكتين وإعادة تشكيلهما وفق متطلبات التراكم عن طريق النهب، والذي تم في القرن التاسع عشر، منذ عام 1850 تقريباً. وبأنه يرى فشل هذه العولمة "المنتصرة" في فرض وجودها بشكل مستقر، فقد اهتزت قوائمها مرة تحت تأثير الثورة الروسية، ومرة أخرى في الصراع المنتصر لتحرير بلدان آسيا وأفريقيا الذي شغل تاريخ القرن العشرين. وشدد على حمل الرأسمالية التاريخية لكم من الصفات فيما عدا الثبات والبقاء، واعتبرها لا تعدو كونها مرحلة عابرة من التاريخ.

عاد وتناول الانهيار المالي في سبتمبر 2008 واشار بأنه ربما قد فاجأ الاقتصاديين التقليديين "للعولمة السعيدة"، وأربك بعض مخترعي خطاب العولمة المنتصرة منذ "سقوط جدار برلين"، لكنه لم يفاجئه، فقد كان ينتظر وقوعه، مضيفاً لأنه ببساطة يدخل ضمن تطور الأزمة الطويلة الأمد للرأسمالية الشائخة التي بدأت منذ أوائل سبعينات القرن الماضي. وأضاف بضرورة تحديد الشكل الجديد للعولمة الرأسمالية التي تقابل هذا التحول من نظيرتها في "المرحلة السعيدة" الأولى، مقدماً التعريف الذي يقول بتحول الإمبريالية من صيغة الجمع (أي القوى الإمبريالية المتصارعة باستمرار فيما بينها)، إلى الإمبريالية الجماعية للثالوث (الولايات المتحدة وأوروبا واليابان). وبأن الطبيعية المالية لهذا النظام، ترتبط حسب تحليله بطبيعته الاحتكارية المؤكدة، فهي علاقة عضوية أساسية. وقدم نقداً حاداً على طريقة معالجة الأزمة النظامية للرأسمالية التي تعزل الأبعاد المختلفة للتحديات بعضها عن البعض. وقد اعاد تسمية "الأزمات" المختلفة بوصفها الأوجه المتعددة لذات التحدي وهو الموجه لنظام العولمة الرأسمالية المعاصرة (لبرالية كانت أم لا)، القائمة على أساس أن الريع الإمبريالي يُجبى على المستوى العالمي لصالح رأسمالية الاحتكارات. وتجري المعركة الحقيقية على هذه الأرض الحاسمة بين الاحتكارات التي تعمل على إنتاج وإعادة إنتاج الظروف التي تسمح لها بالاستيلاء على الريع الإمبريالي، وبين ضحاياها جميعاً وهم العاملين والشعوب.

وبدل اعتبار النيولبرالية المالية المعولمة "نهاية التاريخ"، قام بتحليلها كنظام شائخ غير مستقر محكوم عليه بالانهيار ابتداءً من بعده المالي ووصفه بكعب أخيل. وانتقد الاقتصاديين التقليديين الذين القوا آذاناً صماء لكل ما يمس أفكارهم الجامدة الدوجماطيقية، للدرجة التي جعلتهم لا يتصورون وقوع الانهيار المالي لعام 2008. وتابع بأن الكوارث الاجتماعية التي سببتها اللبرالية – الجنة الدائمة للرأسمالية- دفعت البعض للحنين الى الماضي القريب أو البعيد. وهو لم يره يشكل الرد على التحدي، لكنه ناتج عن غياب الفكر النظري الانتقادي مما سمح بعدم فهم التناقضات الداخلية، وحدود أنظمة ما بعد الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل التآكل والتخبطات ثم انهيار هذه الأنظمة تبدو وكأنها كوارث غير متوقعة. وتابع اليوم تعمل السلطات القائمة التي لم تتوقع ما حدث، لإعادة النظام ذاته كما كان. واعتبر ان نجاحهم في ذلك، لن يؤدي إلا إلى مضاعفة عنف التناقضات التي أدت للانهيار المالي في عام 2008. واشار الى ان الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين (في لندن في أبريل 2009) لا يعني بالمرة "إعادة بناء العالم"، وليس من المصادفة أن تبعه فوراً قمة الأطلنطي الذراع المسلح للإمبريالية اليوم، وما أكدته من تعزيز جهدها العسكري في أفغانستان، فالحرب الدائمة للشمال ضد الجنوب يجب أن تستمر.

ولم يقلل في أشارته من خطورة اعتقاد اقتصاديي اليسار بمرونه الرأسمالية، وبأنها تتكيف مع متطلبات التقدم التكنولوجي (وحتى الاجتماعي إذا فُرض عليها ذلك). وانتقدهم بقوله فاقتصاديو "اليسار" هؤلاء لم يكونوا على استعداد لفهم أن الأزمة التي انفجرت كانت حتمية، وهم أقل استعداداً لمواجهة التحديات التي تواجه الشعوب بسبب هذه الأزمة. واعتبرهم بأنهم مثل بقية الاقتصاديين الشائعين، يعملون على تخفيف حدة الأضرار، دون أن يفهموا أنه لتحقيق ذلك يجب اتباع طريق آخر، وهو تجاوز المنطق الأساسي للرأسمالية. وبدلاً من محاولة الخروج من الرأسمالية المتأزمة، يتصورون أنه من الممكن الخروج من أزمة الرأسمالية.

(للاطلاع على النص الكامل لكلمة أ. د سمير أمين اضغط على الرابط التالي كلمة سمير أمين )

أعلنت السيدة عبير بشناق الانتهاء من الطابع الرسمي للجائزة ودعت الحضور الى الاستمتاع بتجاذب اطراف الحديث مع شرب الشاي وتناول البقلاوة.

تضمن جدول أعمال سمير أمين بمناسبة أخذه لجائزة ابن رشد للفكر الحر اجراء عدد من المقابلات الصحفية والتلفزيونية المطولة مع مندوبين عن الصحافة العربية والألمانية والفرنسية. كما وقامت مؤسسة ابن رشد بتنظيم مؤتمر صحفي موسع في احدى قاعات مؤسسة روزا لوكسمبورغ للصحفيين الذين لم يتمكنوا من اجراء مقابلات منفردة مع الاستاذ سمير أمين حيث تمكنوا من طرح اسئلتهم وتابعوا تغطية المناسبة من خلال حضورهم لحفل استلامه الجائزة.

سيرة حياة سمير أمين

صورة الفائز

أعضاء لجنة التحكيم

عن المؤسسة باختصار

جوائز ابن رشد للفكر الحر

أنظر صفحة ابن رشد



Ibn Rushd Fund for Freedom of Thought

Christofstr. 5

76227 Karlsruhe

Germany

Tel.: +49 (0) 721-1517745

Fax: +49 (0) 721-9158750
E-Mail: [email protected]













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك التقدير
هيما4000 ( 2009 / 12 / 6 - 19:27 )
الصحافة المصرية تعاملة وكأنة من مخلفات العصور البائدة متعة اللله بالصحة وامد فى عمرة والدكتور الامام ورحم الله اسماعيل صبرى عبالله وفؤاد مرسى

اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE