الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-اللاتمركز و جهوية موسعة- ابرز ما جاء في خطب العرش
اقريش رشيد
2009 / 12 / 8الادارة و الاقتصاد
"لعل ابرز ما أثار انتباهي ، في خطب العرش الأخير ، انه جاء محملا بدلالات عميقة على مستوى التنظير السياسي ، الموجه ، الذي تحكمه بالطبع متغيرات داخلية و خارجية ، فالملك حين طالب بمؤسسات دستورية قوية، و مؤسسات حزبية فاعلة ، و مجتمع مدني " كشريك حقيقي" ، و مقاولة مواطنة ، كان يريد أن يشرك الجميع في مسلسل التنمية المستدامة ، إيمانا منه ، بان الديمقراطية تبقى عقيمة ، في ظل غياب مشاركة حقيقية للمجتمع المدني ، عقيمة إذا لم تفعل آلية الحكم المباشر للشعب ، من خلال آليات المجتمع المدني ، و هي إشارة ملكية ، تأتي في سياق عزوف سافر عن الهيئات الحزبية و النقابية التي اتسمت مساراتها بالروتينية ...
المستوى الأول:
آلية المجتمع المدني ، الذي يضم الجمعيات الوطنية ، و المحلية ، و جمعيات الأحياء ، و منظمات غير حكومية ، و غيرها ، تعتبر شريكا حقيقيا للتنمية ، و جماعة ضغط جديدة ، يمكن أن تلعب بمقتضى القوانين الجاري بها العمل ، أدوارا طلائعية ، ديناميكية من خلال تأطيرها للمواطنين ، و مساعدتهم ماديا و معنويا . من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ولقد أبات معظم الجمعيات مند عقد من الزمن ، على مستوى جد ملموس من خلال مشاركتها في تخفيف العبء الذي تعاني منه بعض الأسر الفقيرة إما بالتأطير التربوي ، أو التكوين الحرفي ، لخلق مقاولات فتية ، تساهم في التنمية المحلية .
نجد أن فلسفة الملك ، تؤمن بالمسالة الاجتماعية ، و تكفي الإشارة إلى أن مؤسسات تحمل رموزا ملكية كافية للتدليل على ذلك ، منها مؤسسة محمد الخامس للتضامن ، صندوق الحسن الثاني للتنمية ، مؤسسة محمد السادس للبيئة ، و إحداثه للمجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج ، و غيرها من المؤسسات التي تدل على الفلسفة الاجتماعية و الإنسانية التي يوليها الملك في هذه الظروف التي يجتازها المغرب.
خطاب العرش كان عنوانا لكيفية تسيير القضايا التي لها علاقة بالتنمية المحلية، و الوطنية، إذ ركز على أهمية التشارك و الاندماج، كأسلوبين حقيقيين من اجل توضيح أي مسار نعمل فيه.
المستوى الثاني:
المستوى الثاني الذي ورد في خطاب العرش ، و جاء بجديد لخطاب العرش السنة الماضية ، انه في هذا الأخير ، تحدث عن الجماعات المحلية بما فيها الجهة على أساس ،" جهوية متدرجة " و تكريس اللامركزية ، أما الخطاب الجديد ، لهذه السنة ،فان جاء محملا بدلالات سياسية كبيرة جدا حين أعطى لمفهوم الجهة و الجهوية تفسيرا آخر بان جعله " جهوية موسعة " ، و تفعيل جيد " للأسلوب للاتمزكز ".
فالخطاب ليس عاديا ، حين يطالب الحكومة، بجهوية موسعة تخضع لمنطق الملاءمة و التوازن سوسيو اقتصادي , كما أن تأكيده على اللاتمركز ، إشارة إلى جعل الجهات حكومات محلية تتحمل مسؤوليتها في التنمية المحلية .
و هكذا يتضح أن خطاب العرش لهذه السنة كان تنظيرا سياسيا موجها ، لكيفية تحقيق ميكانزمات الديمقراطية أولا ، ثانيا تحديده لعناصر مهمة في إنجاح التنمية المستدامة التي أراده الملك ، و هم الجماعات المحلية ، و الجهات ، و الأقاليم و العمالات ، و باقي الشركاء المحليين في التنمية المحلية ، و المجتمع المدني .
إذن يمكن القول أن الملك استطاع ، أن يضع الأمور في نصابها ، و يعطي لكل مؤسسة نصيبها الحقيقي في التنمية ، بعد أن استقرأ ، أن الدولة لا يمكن لها أن تقوم بكل شيء ، في زمن تتأكد فيه آليات الحكومات المحلية ، و أن الحكم المركزي للقرارات ، و التسيير و التدبير لا يساهم في التنمية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صندوق النقد الدولي يجتمع الجمعة لبحث قرض مصر بقيمة 8 مليارات
.. بيونغ يانغ وموسكو... علاقات تتوسع أمنيًا واقتصادياً
.. المستشار| ما مدى فاعلية المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل وداعميه
.. صناعة السُبَح اليدوية في مصر تعاني من الأزمة الاقتصادية
.. سعر جرام الذهب يفقد جزءا كبيرا من مكاسبه بمستهل تعاملات الخم