الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين حلم و واقع ... صار مرفأ الحوار المتمدن ميناء يشار له بالبنان

حميد الحلاوي

2009 / 12 / 11
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


منذ قرابة عام آثـرت الإنكفاء والإنقطاع عـن الكتابة في الحوار المتمدن لأسـباب عديدة شـرحتها بالتفصيل في رسـالة خاصة للأخ رئيس التحرير بينت فيها مـدى إعتزازي بالحوار كموقع يساري رصين وبينت فيها أيضا نوع الهجمـة التي تعرض ويتعرض لها منذ زمن من عناصر لا تعرف معنى التمدن لا في الحوار ولا في التعليقات التي كانت تكتبها على مقالات العديد من كتاب الحوار المتميزين والذين آثر البعض منهم الإنقطاع تحسبا ً لعدم الدخول في مهاترات مـع هؤلاء الكتاب والمعلقين والـذين كان معظمهم أيامها من المحسـوبين على قـوى اليسـار التقليدي مـع شـديد الأسـف .
وعندما مضت الأيـام وأنا أطالع الحوار بشكل يومي لاحظت هجمـة من نوع آخر إبتدأت على الموقع ولكنها هجمة مؤدبة لم تنزع إلى ما نزع إليه البعض عندما أخـذ يطنطن كالذبـاب على صفحات مواقع أخرى مؤلبا ً ومحرضـا ً ضد الحوار بصفته موقعا ً شـيطانيا ً للعلمانين المـلاحدة , هـذه الهجمة المؤدبـة , كانت في نفس الوقـت ذكية وعلى قدر عال من الفطنـة , حتى إنها أسـتغلت موضوعة الحوار بين الأسـلاميين والعلمانين (التي فتح الحوار أبوابها واسعة لغرض نبيل هو تقريب وجهات النظر وفي محاولة منه لإيقاف تدهورها لحد القطيعة الدائمـة التي سـوق لها مفكرين تميزوا بالإنغلاق الفكري والتحجر والتقوقع) لتمرر أفكارها المتخلفة على صفحات الحوار والأمثلة على ذلك كثيـرة و لا أعتقد إنها خافية على معظم كتاب الحوار ومن أمنوا على تصفحه يوميا كحالي أنا .
صرنا نطالع على صفحة الحوار الرئيسـية في تلك الأثناء , مقالات لهـذا البعض , وفي إستغلال فظيع لمبدأ إحترام الرأي الآخر حتى وإن كـان (الحوار كموقـع يسـاري علماني) مختلفا معه , هي في وقت تستعرض فيه قمة تخلف الأيديولوجيا والميثولوجيا التي تؤمن بها , صارت تنهش في العلمانية يمينا ً ويسـارا ً وفق أسلوب أدبي مبطـن أحيانا وفي أحيان أخرى إتخذت إسلوب الهجوم المباشـر عليها ولاأريد تصديع الرؤوس الآن بالأمثلة فهي كثيرة لمن أبتلي ( كما قلت في فقرة سـابقة ) مثلي وصار مدمنا على تصفح الحوار يوميـا ً.
هكـذا وبدون مقدمات فرك الحوار المتمدن القمقـم , الـذي كان مرميـا ً علـى الرمال في شـاطئ منسـي وخال ٍ من الرواد , وإذا بالمارد يخرج ملبيـا ً ( شـبيك لبيك .. عبدك بين ايديك ) , وإنهالت مكارم المارد .. الذي شـاءت الظروف أن يكون قد حجر عليه لمدة طويلـة وعلى ما يبدو إنها كانت من عصر سـيادة المجون وقلـة الأدب والأخـلاق التي تميز بها عصر الأدب العباسي ( شـعراء المجون ) في فترة حكم هارون الرشيد المسـماة بالذهبيـة , فصار يتحفنا بمقالات وتعليقات كنت أتابعها تارة بغضب شـديد وتارة بسخرية شـديدة من المسـاجلات التعليقيـة التي وصلت في بعض أحيانها إلى الحد الـذي أجبر الحوار على وضع آلية التحكم بالتعليقات .
وكانت في هذه الأحيـان تصلني على البريد الشخصي دعوات الحوار المتمدن الكريمـة للمشـاركة بالرأي حول ما يدور من حوار بين العلمانين والمتدينين على صفحاته , لكني آثرت الإستمرار في الصيام عـن المشـاركة لقناعتي التامـة بعدم جـدوى مثل هـذه الحوارات التي مهما بلـغ المتحاورين فيها من سـمو ورفعـة في التفكيـر إلا إنهم في النهايـة سـيجدون أنفسـهم غائصيـن في وحـل ٍ هم أبعـد ما يكونون في حاجـة إليه , وذلك عبـر التداخـلات التي سـترد في التعليقات .
سـرني كثيـرا ًرؤيـة رابط مقالة الأخ والرفيق رزكار عقراوي في بريدي الشخصي وبعـد إطـلاعي على مضمونها سـررت أكثر بما ورد فيها من مضامين تؤكـد على يسـارية الموقع وعلمانيته , لكني في نفـس الوقت حملـت في داخلـي تسـاؤلا ً شـابه شـئ ٌ من المرارة في أحيان كثيـرة , لو أن أحـد من الكتاب العلمانين حاول النشـر والتعبيـر عـن آرائه في هـذا السيل العرمرم من المواقع المتدينة , هل ستقوم تلك المواقع بالنشـر له , لقد بعث لي أحد الأصدقاء ملفا يحتوي على شـريط فيديو يمثل لقاء مـع أحد العلمانيين السـعوديين على قناة لبنانيـة , وكان هناك إتصال من السـعودية , نضح فيه المتصل بكل ما أختزنـه عقله القذر المنغلق من إنهيار في منظومة الأخـلاق والتي جسـدها في محضر دفاعـه عـن دينـه الحنيف كما صور لـه عقلـه المريض ... ذهلت المذيعـة التي كانت تقدم اللقاء من سـيل الشـتائم والكلمات القذرة التي تفوه بها المتصل , وحارت في إيجاد كلمات الإعتذار لضيفها عما حصل .
ما أكتبه هنا أرجو أن لايتصـوره البعض من هؤلاء بأنه هجـوم عليهم ودعوة لمصادرة حقهم في التعبيـر عبر نافذة الحوار المتمدن المفتوحـة للجميـع ... وبـلا إسـتثناء للدرجـة التي جعلت من البعـض من كتابـه يتصـورون إن الحوار قد ذهـب بعيـدا في تقديم فسـحة الحريـة لبعـض من الكتـاب العرب المتأمركين أكثر من الأميركان أنفسـهم والملكيين أكثر من الملك وأعني بذلك ما قرأناه من كتابات إبان حرب إسـرائيل القذرة على قطاع غـزة حيث إنبرى بعـض الليبراليين الأعراب ونكايـة بحمـاس وتخلفها الفكري بالزعيق المتشـفي بما يجري هناك , للدرجـة التي صورت الحوار وكأنـه أصبح نافذة متاحـة حتى للصهاينـة .
إننـي وبوصفي واحـد من اللذين أحتضن كتاباتهم الحوار المتمدن أقولها وقد سـبق وإن قلتها في مشـاركتي بمناسـبة ذكرى إنبثاقـه السـابعة , إنه لشـرف كبير لي أن يكون لي موقعي الخاص فيه , لكني ومن منطلق الحرص على يسـارية الموقـع وعلمانيته , أتمنى (وحيث إن آلية التحكم بالتعليقات قد أصبحت نافذة) أن تكون هناك آلية للتحكم بالمقالات نفسـها وخصوصـا ً تلك المتعلقة بما أسـماه الحوار المتمدن - حوارا ً بين العلمانين والمتدينين – والتي يتجاوز فيها الطرفين أحدهما على فكر الآخر ويتحدث عنـه بخلق ردئ مـع الأسـف .
أتمنى وأتمنى وأتمنى ... على الحوار وإذا لم تكن أمنياتي محصورة بمن وعلى أحب وأهوى .. فبمن سـأحصرها .. لكن خاتمـة هـذه الأمـاني هي بالتأكيـد أمنيـة كل يسـاري وعلماني .. أن يبقـى (المنار) المتمدن .. يضـئ السـبل للقادمين .. أجيـالا ً وفـرادى ..الآتيـن من كـل فج عميق .. وعبـر كل السـبل .. برا ًوبحـراً وجـوا ً .. للإلتحـاق بجيـش الخـلاص الكبيـر والآخيـر .. جيش العلم والتقدم الإجتماعي .. جيش الضمانات الإجتماعيـة والصحيـة .. جيش إنهاء إسـتغلال الإنسان لأخيه الإنسـان .. جيش تقويض دعائم التخلف والظـلام .. جيش الإنتقال بالبشـرية إلى مجتمع العدل والمسـاواة .. والتي لا يمكن تحقيقها مجتمعـة إلا بتثـوير العقـل ونشـر رايـة العلمانيـة على كل البقـاع .. وهـذا الأمـر كان ومازال حاملا ً لجزء كبيـر منه .. الحوار المتمدن بكل فخـر وشـرف طيلـة السـنوات السـبع المنصـرمة .
تحيـة من الأعماق لكل من سـاهم في تأسـيس وحمل راية النضال بـلا هوادة في مرحلة ما بعـد التأسـيس لهذا الصـرح الشـامخ أبـدا ً .
ومليـون باقة من الورود الحمراء القانية أقدمها للحوار ولكل البشـرية بهـذا المناسـبة العظيمـة .
عمـرا ً مديـدا ً ورأيـا ً سـديدا ً تتكسـر عنـد شـواطئـه كل الأفكـار الظـلامية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تمدن الحوار
ابو عيسى ( 2009 / 12 / 12 - 06:48 )
سيدي الفاضل
انت تعرف كما غيرك يعلم أن لا ملاذ لنا في بلد الحرف الاول
وأن كل نوافذنا مغلقة ’وأن كنت راكبا في باص النقل (الكية) فلا مناص لك من سماع نغمة واحدة تبكي حسينا
وتحاصرك الكلاب من كل اتجاه ولا فكاك سوى تصفح الحوار المتمدن لتزيد عذاباتنا اصوات منكرة تبكي ماضي تليد ويسار على حافة الهاوية لمن يركض بسرعة البرق ليضخ الدم ليساره الممدد
سيدي الفاضل نصيحتي أن صادفتك مقالة لا تعجبك فأكثر من المزة
مع تحياتي لك ولكل الطيبين
والعمر الطويل للحوار المتمدن

اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل