الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتْ مع الريح

عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)

2009 / 12 / 20
الادب والفن


طلائع الشغف غزت جوانحي منذ كلمتها الأولى معي فما عدت أطيق الانتظار لأبوح بما أصابني من حنين إليها, هالات من قزح حامت حول عيوني وأنا أرى روحها الحيرى تجثو كناقة سمراء على ركبتيها أمام قلبي في غفلة من الوقت, اختزلت المسافات والسنين والحروف ودون أن انطق , أخبرتها بحاجتي إليها ,, حكيت لها ما علق في ذاكرتي من حكايا الحب التي صغتها بدموعي , قالت لي لحظتها : أنها بحثت عن وجهي بين الوجوه , وغادرت قلوبا عاشقة من أجل أن تعثر على قلبي , أخبرتها : إنني هنا الآن ولن اتركها بعد هذه اللحظة ,, تكلمنا كثيرا دون أن تنبس ألسنتنا ببنت شفة , واتفقنا على غدنا الحلم ( الوهم ) ,, صادرنا أحزاننا ورميناها في سلّة النسيان ,, مر وقت طويل على لقائنا الأول هذا بقيت على وعودي وعهودي لها ,, لكنها تلاشت كسراب من عالمي دون أن أعي سر رحيلها المفاجئ ,
هكذا ببساطة غادرتْ عالمي المتواضع إلى عوالم صارخة مليئة بالهتاف والأضواء والسحر , غادرتني وتدفقت كشلاّل هائج لم استطع تحجيمه والسيطرة عليه في زاوية هادئة بعيدة عن التيه والضياع , غادرتني كلبوة دون أن تمنح روحي المسكينة متّسعا من الوقت لترويضها ومنحها جرعات الحب والأمان , كثيرا ما أمازح عقلي المتعب محاولا سرقة سر الحياة من ثناياه المتشعبة دون أن أحظى بإجابات حقيقية تروي ظمأي ,, وتشعرني بالسكينة ,, يعتريني القلق والضحك أحيانا عندما احسب عدد مرات مشاريعي العاطفية ومحاولاتي المليونية في إيجاد حب حقيقي يوازي هوسي اللا طبيعي في اكتشاف القلب النابض بالدهشة والتجدد الذاتي الغير قابل للتغيير تحت أي ظرف كان وأية إغراءات كانت , ولكني دائما أعود إلى نقطة الشروع حين اكتشف شتات الآخر في عالم متشعّب باهت اللون لا طعم فيه ولا رائحة , عالم يقسّم نفسه إلى قسمين لا ثالث لهما , عالم مليء بالحروب والمآسي والصراع الأجوف حول أمور بديهية إذا ما حاولنا التفكير قليلا لإيجاد حلول سلمية لها وعالم آخر حافل بالمغريات والغرائز واللذة المفتعلة التي سرعان ما تزول حين ينتهي مفعولها , وبين هذا وذاك يضيع العمر كعقد تناثرت حباته وسط عاصفة هائجة في صحراء قاحلة , فلا الحروب تنتهي ولا الغرائز تموت , ونبقى بينهما عالقين إلى أن يحين الأجل , وندور بينهما كرحى نسحق به بذور إنسانيتنا الناصعة , لتصبح هشيما تذروه الريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بذور انسانيتنا
فاطمة العراقية ( 2009 / 12 / 20 - 11:46 )
نعم ياكيلاني .دوما هناك من يسحق انسانيتنا ويدمي القلوب والمشاعر
تبا لزمن لاينصف ولايقيم وزنا لاهل العشق السرمدي .
محبتي واحتراماتي


2 - علها لم تغادر سيدى
فاتن واصل ( 2009 / 12 / 20 - 19:03 )
علها فى مكان ما ترصد وجودك .. تنتظر إشارة من ريشتك .. علها مسجونة الروح وتحتاج أن تحررها .. معشوقتك الأبدية هناك فى إنتظارك لتمنحك الإجابات .. فتفاءل سيدى .. من لديه روعة قلمك وسمو روحك .. لن تغلب الريح حبيبته وستعود .. يوم ما ستعود .. حتما ستعود


3 - ابن العم الغالي
محمددامس كيلاني ( 2009 / 12 / 21 - 10:30 )
الله الله في حياننا التي اخذت كل مابنا و فينا ومننا ولم تترك لنا حتى انفاسا بدون حشرجة ولا دقات قلبة بدون اضطرابات ولاحركة بدون ارتجافات تقرقع البطون وتخامر العقول وتضيء للرائي شيبنا0
اشكرك و واضح احساسك المرهف و رومانسيتك الجميلة ابن الغم الطيب

اخر الافلام

.. أشرف زكي: أشرف عبد الغفور كان من رموز الفن في مصر والعالم ا


.. المخرج خالد جلال: الفنان أشرف عبد الغفور كان واحدا من أفضل ا




.. شريف منير يروج لشخصيته في فيلم السرب قبل عرضه 1 مايو


.. حفل تا?بين ا?شرف عبد الغفور في المركز القومي بالمسرح




.. في ذكرى رحيله الـ 20 ..الفنان محمود مرسي أحد العلامات البار