الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفير الامريكي في العراق - نيكروبونتي- هل سيحول العراق الى هندوراس الشرق الاوسط؟؟-

عزام محمد مكي
h

2004 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


السفير الامريكي في العراق " نيكروبونتي"
هل سيحول العراق الى هندوراس الشرق الاوسط؟؟
اعداد عزام محمد مكي
لقد اثار تعيين نيكروبونتي كسفير للادارة الامريكية في العراق ليدير اكبر سفارة امريكية في العالم، الكثير من التسائلات والاحتجاجات بين الناشطين في مجال حقوق الانسان. أحد هؤلاء الناشطين هو (اندريس كونتريس) الذي حضر الى جلسة الاستماع في الكونكرس لمناقشة تعيين نكروبومنتي. أثناء المناقشة رفع كونتريس صوته احتجاجا وعلى اثرها تم طرده من الجلسة. يقول كونتريس وهو من امريكا اللاتينية عن سبب احتجاجه:"لقد رفعت صوتي احتجاجا عندما بدأ نيكروبونتي يتحدث عن السيادة. لقد عشت في الهندوراس لمدة 5 سنوات في بداية الثمانينات، وانا اعرف التأثير الذي احدثته سياسات نيكروبونتي هناك في تلك الفترة .. تلك الفترة التي كانت تعرف الهندوراس بحاملة الطائرات الامريكية (حاملة طائرات محتلة). لقد ساهم نيكروبومتي بكل نشاط في تدمير السيادة لدول اخرى عديدة : فيتنام، الفيلبين كما حاول عرقلة سيطره بنما على القناة."
في جلسة الاستماع تلك وجهه احد اعضاء الكونكرس السؤال التالي الى نيكروبونتي: " اذا لم يكن للحكومة العراقية صاحبة السيادة بعد الاول من تموز، صلاحية (الفيتو) على عمليات عسكرية [في حالات مثل] الفلوجة؟ .... اذا كانت للحكومة السيادة ، فماذا تسمي هذا ايها السيد السفير؟......."
يجيب نيكروبونتي:" لهذا السبب انا استخدم مصطلح ‘ممارسة السيادة‘. أنا اعتقد بانه في حالة العمليات العسكرية، فأن قواتهم ستكون تحت أمرة القيادة الموحدة للقوات المتعددة الجنسيات. هذه هي الخطة ......". أن القوات الامريكية يستمر نيكربونتي قائلا " ستكون حرة في العمل في العراق كما يتناسب و وضعها." حالات مثل الفلوجة ممكن ان" تخضع لحوار بين قياداتنا العسكرية، الحكومة العراقية الجديدة وكذلك مع بعثة الولايات المتحدة الامريكيةفي بغداد."

لقد مثل تعيين نيكروبونتي كسفير لاميركا في الهندوراس نقلة نوعية لسياسة امريكا في امريكا الوسطى. لقد خدم نيكرويونتي كسفير لبلاده في الهندوراس في الوقت الذي كانت فيه قوات الكونترا (المعارضة اليمينية المسلحة لنيكاراغوا) متمركزة في الهندوراس، وتمارس نشاطها لقلب نظام الحكم في نيكاراغوا.
لقد تم تعيين نيكروبونتي من قبل ادارة ريغان (1981-1989) في بداية 1981 لتحويل الهندوراس الى قاعدة عسكريه و مخابراتية لمحاربة نيكاراغوا والحركة اليسارية المسلحه في السلفادور، الدولة المجاورة للهندوراس ....تلك المهمة التي استطاع نيكروبونتي من تحقيق جزء كبيرمنها اثناء السنوات الاربع التي قضاها بأدارة ماكانت تعتبر ذلك الوقت اكبر سفارة امريكية في الامريكتين الشمالية والجنوبية. ليتمكن نيكروبونتي من تحقيق ذلك اوجد بالتعاون مع مدير مكتب وكالة المخابرات الامريكية (سي آي أي)، دونالد وينتر، تحالف وتعاون وثيق مع الجنرال كوستافو الفارو ذلك العسكري الطموح والمتعطش للاجرام الذي قام يتطبيق ما كان عرف بتاكتيك "الحرب القذرة" التي تعلمها من الجيش الارجنتيني في نهاية السبعينات. لقد قامت الطغمة الحاكمة في الارجنتين بارسال المستشارين بناء على رغبة الفارو من اجل المساعدة على بناء ما اصبح يعرف بقوات الكونتراس المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
خلال خدمة نيكروبونتي في الهندوراس: ازدادت المساعدات العسكرية الامريكية للهندوراس من 4 مليون دولار الى 77.4 مليون دولار؛ قامت الولايات المتحدة الامريكية باطلاق الحرب السرية ضد نيكاراغوا (التي حصدت ارواح 50000 من مواطني نيكاراغوا) وتلغيم موانئها، وتدريب الجيش الهندوراسي لاجل دعم قوات الكونترا. لقد عمل نيكروبونتي بشكل وثيق مع الجنرال الفارو،رئيس اركان القوات المسلحة في الهندوراس من المساعدة على تدريب الجنود الهندوراسيين على الحرب السيكولوجية، عمليات التخريب والكثير الاعمال التي تنتهك حقوق الانسان كالتعذيب والخطف واغتيال المئات من معارضي النظام.
بعد هذه النظرة السريعه على الخلفية التاريخية لنيكروبونتي، نأتي الى مايمكن ان يتوقع منه عندما يبدأ خدمته الفعلية في اكبر سفارة امريكية في العالم (3000 موظف).
تقول الواشنطن بوست (20 نيسان2004) تعليقا على قرار بوش بتعيين نيكروبونتي كسفير لاميرك في العراق: بان هذا القرارسيشمل تأثيره كل شئ من توجه السياسي وطريقة صرف مبلغ المساعدات البالغ 18 مليون دولار المخصصة لدعم العلاقات الامريكية العراقية، كما صرح للصحيفة مسؤولون امريكيون.
وخلال الاعلان عن تعيين نيكروبونتي، تحدث جورج بوش للصحفيين الحاضرين في المكتب البيضاوي، عن نيكروبونتي كونه مبعوث " صاحب تجربه ومهارة كبيرتين" واستطاع انجاز " عمل جيد" في تمثيل المصالح الامريكية وفي نشر" الحرية والسلام" حول العالم.
فعن اي سلام وحرية يتحدث عنها الرئيس الامريكي التي سيتولى رجل له خبرة وممارسة نيكروبونتي، القيام بتحقيقها ونشرها.
واذا اخذنا بالاعتبار مايسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير ومسعى الادارة الامريكية لنشر "الديمقراطية والحرية" في منطقة الشرق الاوسط، فستتضح اهمية تعيين رجل مثل نيكروبونتي كسفير لاميركا في المنطقة.

عزام محمد مكي
[email protected]
http://www.duiraq.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا