الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تخضعوا للضغوط الايرانية

عودة وهيب

2009 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



يمكن القول إن قيام إيران باحتلال البئرالنفطي رقم( أربعة ) في منطقة( الفكة) الحدودية جاء كرد مباشر على تصريحات الرئيس العراقي( جلال الطالباني) التي قال فيها إن معاهدة الجزائر تعتبر بحكم الملغاة لأنها عقدت بين نظام الشاه ونظام صدام المقبورين. وقد أثارت تصريحات الرئيس الطالباني زوبعة من ردود الأفعال الإيرانية وأسرع وزير خارجية إيران( منوشهر متّكي) للرد على تصريحات الرئيس الطالباني (مشددا ) على أنّ اتفاقية الجزائر «قائمة، ولا يحقّ لأحد إلغاءها من طرف واحد».
ولكن لايمكن اخذ مسالة احتلال إيران للبئر النفطي العراقي كمسألة عابرة أو كرد فعل عابر على تصريح لمسؤول عراقي، ذلك إن أطماع إيران في أراضي العراق، وكما هو معروف، قضية تاريخية تثيرها إيران كلما شعرت بضعف العراق، وماتدخل إيران الواسع في شؤون العراق الداخلية بعد سقوط النظام إلا حلقة في مسلسل العدوان الإيراني التاريخي على العراق.
إيران بعد سقوط النظام الصدامي سعت إلى إضعاف العراق وإفشال تجربته الديمقراطية من خلال دعمها المتنوع للعمليات الإرهابية على الساحة العراقية ، كما سعت إلى إيصال( أصدقائها) إلى مركز القرار العراقي كي تقوم بعد ذلك بسرقة حقوق العراق بطرق ( شرعية ) وبصيغة (اتفاق لترسيم الحدود) أو غير ذلك من المسميات ( الدبلوماسية ) وبمساعدة هؤلاء ( الأصدقاء ).
وفي هذا المقام نذكر (أصدقاء) إيران في العراق بحقيقة ربما خافية عن بعضهم وهي إن إيران لاتساعدهم وتمول نشاطاتهم وتقدم الرواتب لأنصارهم لوجه الله أو حبا (بأهل البيت)، بل لاستخدامهم واستخدام انتمائهم المذهبي لتنفيذ مخططات إيران التوسعية في العراق، ولجعل العراق حديقتها الخلفية، والأدلة على ذلك كثيرة منها معاملة إيران السيئة للعراقيين الذين اختاروا إيران للإقامة هربا من بطش النظام الصدامي اعتقادا منهم إن إيران ستحسن ضيافتهم كونهم( شيعة)، ثم هرب اغلبهم من إيران إلى الدول الأوربية بعد أن اكتشفوا إن إيران دولة قومية عنصرية تستخدم المذهب كوسيلة لخداع الناس.
الدليل الأخر الذي يثبت إن محرك السياسة الإيرانية ليس مذهبها الشيعي بل مذهبها القومي العنصري هو استخدامها لأقسى أشكال التمييز القومي ضد القوميات الايرانية ، غير الفارسية، وخاصة العربية التي تسكن منطقة الاحواز والتي يدين اغلب سكانها للمذهب الشيعي .
إيران القومية التوسعية تحاول استغلال حالة الضعف التي يمر بها العراق لفرض معاهدة أو اتفاقية جائرة على العراق، وقد ظلت منذ سقوط النظام الصدامي تطالب بعقد مثل هذه الاتفاقية.
ونتيجة للضغوط الإيرانية ، المستمرة والمتصاعدة ، استجاب قادة العراق الحاليين لمطلبها ووافقوا على إجراء مباحثات في الشهر القادم كما أكد السيد( محمود حاج حمود) وكيل وزارة خارجية العراق ، وكما صرح الناطق باسم الحكومة العراقية السيد علي الدباغ الذي( دعا إيران للحوار لحل جميع المشاكل العالقة بين البلدين) وهو أمر يشير إلى إن نية الحكومة العراقية تتجه لعقد اتفاقية مع إيران.
إن العدوان الإيراني على البئر النفطي العراقي، وقبل شهر من بدأ المفاوضات بينها وبين العراق، هو محاولة لتصعيد الموقف لتهيئة أذهان العراقيين للقبول بتوقيع معاهدة لاشك أنها ستهدر حقوق العراقيين بسبب ضعف العراق .
لذا فإننا نضم صوتنا لصوت النائب( رشيد العزاوي) الذي حذر إيران من استغلال ضعف العراق الحالي لفرض اتفاقية جائرة على العراق، ونطالب الحكومة العراقية بالإصرار على ترحيل ملف (الخلافات) العراقية الإيرانية إلى الحكومة القادمة، وعدم الرضوخ للضغوط الإيرانية.. .
كما إننا نضم صوتنا لصوت السيد (صالح المطلك) الذي دعا الحكومة العراقية إلى عدم الاستجابة للضغوط الإيرانية المطالبة بترحيل سكان( معسكر اشرف) ذلك لان ورقة مجاهدي خلق ورقة مهمة يجب استخدامها في المفاوضات مع إيران لتحقييق مكاسب للعراق، ولايجوز وطنيا إعطاء هذه الورقة مجانا لإيران مهما يكن رأينا بهذه المنظمة وموقفنا منها .
وفي نفس الوقت فإننا نطالب جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وخاصة أمريكا وبريطانيا إلى أن يتحملا مسؤوليتهما بحماية الأراضي العراقية من أي عدوان خارجي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على