الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو العراق ودرس الوحدة الوطنية

سعد الشديدي

2009 / 12 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في خطوة رائعة تنسجم تماماً مع روح الأمة العراقية المؤسَسة على احترام العقائد والأديان و التمازج الإستثنائي بين أعضاء الجسد العراقي الذي نريد له أن يكون واحداً، اذا أشتكى منه عضوٌ تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى، قررت المرجعيات المسيحية إلغاء الإحتفال باليوم الثالث من أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) لمصادفته يوم العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
الى جانب هذا غطّت قناة آشور الفضائية الناطقة باسم المسيحيين العراقيين الشعائر الحسينية في مدينة كربلاء وقدمت برنامجاً خاصّاً عن استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام).

أي تحليل أو تفسير أو محاولة لمعرفة بواعث هذه الخطوة المعبرّة لن يكون مجدياً، دون الإلمام بتاريخ الترابط والتلاحم بين ابناء الأمة العراقية منذ سومر حتى يومنا هذا. لذلك فات على الكثيرين مغزى إلغاء مسيحيي العراق الإحتفال بأفراحهم بولادة المخلّص يسوع المسيح لإبداء تعاطفهم مع شيعة آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في هذا اليوم الحزين.
ومن بين اولئك الذين لم يستطيعوا فهم ذلك كان السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني الذي يبدو أنه فهم خطوة أهلنا المسيحيين فهماً خاطئاً فأدعى أن مسيحيي العراق لم يكونوا قادرين على الذهاب الى كنائسهم للإحتفال بأعياد الميلاد.
نحن العراقيين نفهم لماذا ذهب السيد بعيداً دون أن يتعلم الدرس، فهوَ وبقية القادة السياسيين اللبنانيين دائمي التباهي بالنموذج اللبناني "المتسامح" والمتعدد الطوائف لم يشهدوا يوماً من الأيام، عبر تاريخ بلدهم، عملاً تضامنياً رائعاً كالذي قدّمة مسيحيو العراق، ولا نعتقد أن لبنان أو غير لبنان عاش يوماً مجيداً للتضامن كيوم 27 كانون أول 2009، ولذلك فمن الطبيعي ان لايفهم السيد نصر الله ما حدث في العراق في هذا اليوم على وجه التحديد، ولن يفهمه على الإطلاق.

ولكن هذا هو العراق. وربما لذلك تأتيه السكاكين من كل جانب وتتداعى عليه الأمم بينما هو يشهد ولادة جديدة يرسمها ابناؤه وبناته في لحظات عابرة لحدود الأديان والطوائف والمعتقدات والإنتماءات.
وقد لايعجب هذا الكثيرين ومنهم"أخواننا" في التشيّع من رعايا الوليّ الفقيه في ايران الذين طعنوا العراق بشيعته وسنته، بمسلميه ومسيحييه وصابئته المندائيين وأيزيدييه، حين وجهوا حرسهم الثوري لإحتلال حقل الفكة النفطي. وذلك لايعجب الخوارج التكفيريين الذين قاموا بتفجير عبوات ناسفة ضد المواكب الحسينية السائرة الى كربلاء الحسين.
فياللمفارقة! مسيحيو العراق يتضامنون من مسلميه بينما يهاجم مسلمون من بلدان أخرى مسلمي العراق.

ما قدمّه أهلنا المسيحيون اليوم على طبق المحبة واحترام مشاعر الآخر يقول أن الوطن مازال بخير وأن شمس الوحدة الوطنية العراقية تجدل أولى ظفائرها على أيدي الشرفاء، مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وأيزيديين وشبك، وأن طيفاً كبيراً منهم بات يعرف أن الدين لله والعراق لهم جميعاً ولن يسمحوا لأحد أن يقاسمهم إياه، فهو لهم وحدهم.

سعد الشديدي

المدونة الخاصة – گلگامش 2000
http://alshadidi.blogspot.com/









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغاء الاحتفالات
عراقي ( 2009 / 12 / 27 - 23:31 )
اخي العزيز , دائما كان المسيحيون يبادرون بالغاء الاختفالات في حالة وجود مناسبة حزينة . لم يكن السيد حسن نصر الله مخطأ , لقد وصلت تهديدات الى الكثير من الكنائس كما قام رجال الشرطة بمنع المصلين من دخول بعض الكنائس وقالوا لهم اننا لانضمن سلامتكم كما حذروا كنائس اخرى بانهم غير مسؤولين في حالة وقوع هجوم . علما , وللتأريخ , لم يقم الشيعة , وآسف لاستعمال هذه التسمية , بمهاجمة اي كنيسة على مدى الاعوام السابقة ولكن ليس الكل بنفس الروحية . احترامي


2 - ليكن الفرح أول دروس الوطنيه
مارسيل فيليب / أبو فادي ( 2009 / 12 / 28 - 09:46 )
أولاً .. لم يكن الهدف من قرار المرجعيات المسيحية ألغاء الإحتفال باليوم الثالث من أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) لمصادفته يوم العاشر من محرم، ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) .
حيث ذكرى الميلاد صادفت يوم الجمعه 25 كانون الثاني - ديسمبر الجاري بينما العاشر من محرم ، وقع يوم السبت 26 ديسمبر الجاري ، الى جانب أن مراسيم الحزن يراد لها الأستمرار لأغراض سياسيه ( طائفيه ) وليس بسبب إنسجام روح الأمة العراقية .. ففي البصره والموصل خاصةً ، مورست الضغوط والتهديدات والتصفيات والتهجير بحق المسيحيين والمندائيين بشكل اجرامي سافر، ماذا عن أفراح عيد الميلاد القادم في محرم وصفر لسنة 2011، 2012 .
كنت سأتفق معك لو لم يكن الوضع العراقي بشكل عام ومن خلال محصلة حوالي 7 سنوات ، قد أنحصر باطار ومفهوم ( كمن يبني لنفسه والأخرين كهفاً ليحجب ضوء الشمس ، وفي الوقت نفسه يعتبر الكهف جزءً من شروط ممارسة الحريه ) ... كان الاولى بنا أن ندعوا الجميع للخروج من كهوف الحزن وقيود الممارسات المنتهيه الصلاحيه ... لا الغاء مراسيم الفرح ، لأن طقوس الفرح هي الحبل السري الذي سيربطنا وينقلنا للعالم المتحضر .


3 - اخي العزيز
fadilrammo ( 2009 / 12 / 28 - 11:03 )
اخي العزيز
اريد ان اسألك سؤال واحد ، لماذا لم يشفع هذا الفعل الوحدوي الذي نتفاخر به للمسيحيين في برطلة بعدم تعرضهم لما تعرضوا له من قبل الشبك الشيعة الذين هاجموهم واحرقوا محلاتهم كما يفعل الاخوان المسلمين في مصر بالاقباط ، هل تستطيع ان تفسر كيف يمكن ان تكون مكافئة المسيحين لهذا الفعل بان يقابلهم الشيعة من الشبك بتجاوزات لا اخلاقية ، اهذه هي اخلاق اتباع البيت ؟ يعلقون لافتاتهم امام الكنائس ويزيلون معالم الفرح والزينة في بلدة مسيحية بحتة والى الان يحاصرونها بشروطهم

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة