الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الانسان في ادب الشعارات
علي عبد السادة
2010 / 1 / 6مواضيع وابحاث سياسية
أصيبت أجيال عراقية بالتخمة من الشعارات الرنانة المحشوة بالأوهام على مدى عقود. وفيها ترتقي "الأحلام" إلى درجة التقديس، بينما تهبط، دونها، قيمة الإنسان إلى درجات مأساوية.
وكنت أفكر عما سأكتبه في العام الجديد، وخجلت من اجترار أمنيات كل عام، وان أتماهى مع أدب الشعارات الذي لا يعتبر الإنسان قيمة راقية. وكنت أخاف، أيضا، من أن نردد مقولات بعض النخب السياسية، تلك التي تورطت في تحويل تجربة التغيير وبالبناء الى معركة نفوذ ومصالح ضيقة.
وهذه الخشية متأتية من قرف شديد تجاه الاستهانة بالإنسان. لم أجده حاضرا في زمن العتمة عندما كنا نسمع – او أُريد لنا ان نسمع - :"كلنا فداء للوطن"، "نموت ويحيا ..."، و"بالروح ..بالدم نفديك يا صدام".
لاحقا، تحررت الأحلام من سجنها وصرنا نترقب فعلتنا الإنسانية في الحياة، لكن محاولة صياغة "الشعار" منيت بفشل ذريع، وعدنا الى مربع الخيبة:" بالروح بالدم ..نفديك يا عراق". أي وطن يقوم ودونه الإنسان قيمة ساذجة رخيصة مهيأة للتضحية في أي وقت، وبأي ثمن. وها أنا اليوم ابحث عنه، "الانسان". وما زلت أجده رمزيا مبذولا من اجل ....، أي شيء.
مع هذا العام الجديد، وبعد تجربة معقدة شائكة من اجل دولة ذات هوية إنسانية، ارتاب، مجددا، من شعارات بلباس جديد. الجميع، ذلك المتورط بتحريف مسار الحرية والديمقراطية، يطالبنا بفداء الشعار:"كلنا من اجل المشروع الجديد".
والمشروع الجديد مقولة ملتبسة، يمكنك ان تفسرها بما شئت، ربما ستكون مشروعا لدولة الطوائف، وسماسرة السياسية ووسطاء وعرابي الموت والفساد واللعب بمصير "الإنسان" بالبيضة والحجر.
أرشيف خساراتنا يؤكد ان مشاريع مشبوهة مثل هذه لا تحترم الإنسان ولا تهتم لقيمته، وهي التي تشعل في نفوس الخائفين والحيارى لوثة شعارات ملتهبة ساخنة تقدس المشروع وتهين الإنسان.
أثمة عراق لا يطلب منا الموت من اجله؟ هل من مشروع لا يتطلب تحقيقه رمينا في المنافي؟ هل من عراق ذي صوت مدوي لا يطلب منا دفن أصواتنا في التراب؟ هل من عراق لا يطلب من التنازل عن "الإنسان" ليرقى، هو، رمزا مقدسا.
أمنية العام الجديد:
هل من عراق نفتديه بفعلتنا الإنسانية البيضاء، وحسب؟
علنا نرقى معا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجمعية الوطنية الفرنسية تدين -مذبحة- 17 أكتوبر 1961 بحق جزا
.. سامي الطاهري: الاتحاد العام للشغل أصبح مستهدفا من قبل السلطا
.. الجزائر تعين قنصلين جديدين في الدار البيضاء ووجدة
.. لبنان: هل بدأ العد العكسي للحرب مع إسرائيل؟ • فرانس 24 / FRA
.. هجوم بسكين يثير حالة من الذعر في قطارات لندن | #منصات