الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمة تدوين تاريخ الحزب الشيوعي العراقي1

ناجي نهر

2010 / 1 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



ان مهمة تدوين تاريخ الحزب الشيوعي العراقي مهمة متحركة ومعقدة وصعبة للغاية بخاصة حين يتصدى لها فرد واحد ،ولكي تتيسر وتنجح هذه المهمة نجاحآ مقبولآ كان بمقدور الحزب الشيوعي العراقي تكليف هيئة حزبية بأشرافه للتصدى لهذا العمل الأنساني العظيم تضم مجموعة اختصاصات فى [ الفلسفة والتاريخ والأقتصاد والاجتماع والسياسة بقسميها الآيديولوجي والتعبوي .] وهوما اضحى اليوم ميسورآ لهذه الهيئة الحزبية اوغيرها وذلك بالأستفادة مما تيسره وسائل الأتصال المذهلة كالنترنت لتحقيق مثل هذا الهدف بدقة تجنب الحزب تداخل وحشر الأفكارالفردية الديماغوجية والأدعاءات الأنتهازية الذاتية المشوهة لأهمية تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضاله وتضحياته ومكانته واسراره ،تلك الأفكار البائسة التي تبدو واضحة وبينة بجلاء لما يقرأ فى بعض ما كتب ونشر حول هذا التاريخ المجيد سواء كان بتكليف من الحزب او بغيره ، وسيجد الذين تعمقوا فى قراءة ما كتب حول تاريخ الحزب الشيوعي العراقي قراءة نقدية ان من السهل عليهم أسنتاج واستخلاص ملاحظات اخرى أضافية كالتالي : -
1 - كان المفروض على المؤرخ التأكد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي اولآ حول حسم اجابته عن السؤآل المركزي الذي يسأله من يهمهم الأمر بهذا الشأن عن مدى ضرورة كتابة مثل هذا التاريخ عن نضال الحزب الشيوعي العراقي ، وهل هو ضروريآ حقآ ؟ ام ان الأفضل هو الأكتفاء بأرشفة مراحل نضالية متعاقبة من هذا التاريخ كلما كان ذلك ضروريآ وممكنآ فصفحات تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بقيت وستبقى منقوشة فى ذاكرة المناضلين الأحياء ولا تنسى كونها صفحات ما زال اوارها مشتعلآ فى خضم الكفاح الباسل لمنظمات الحزب وجماهيره بغير انقطاع وستبقى مفتوحة على مصاريعها ما دام الصراع الطبقي وظلم الأكثرية قائمآ ،فتاريخ الحزب الشيوعي العراقي هو الجزء الأهم من تاريخ الشعب العراقي العظيم والأهم فى تاريخ منتجي خيراته المادية والروحية الذين من أفضال عملهم نحيا ومن نتاج كدحهم ّتنمو الحياة بكل ما عليها من احياء ويتجدد خضار زرعُها وتزدهر عملية تطورها بالأفضل المتجدد .
2 - أمانة الأقتباس واهميته : تحتم أمانة الأقتباس على الباحث والمحقق والناقد وكاتب التاريخ الألتزام بشروط الأقتباس على وفق الشروط ألأكاديمية الممنهجة والأمينة فى مسألة الأقتباسالنصي وحصرالمقتبس بالأقواس من دون زيادة ونقصان واعطاء المقتبس رقمآ فى آخر القوس يدل القارئ على تفاصيل مصدر الأقتباس وتاريخه ومكانه واسم مترجمه ان كان مترجمآ وكل هذه التفاصيل تدون بحسب ارقام الهوامش فى نهاية الفصول وفى الأنتهاء من كل مرحلة من مراحل التاريخ المبحوث او المححقق ،مع التأكيد على ان ليس من حق كاتب التاريخ التعليق على الأحداث اذا كان مؤرخآ ولكن من حقه كباحث ابداء اراءه ومواقفه فى الأحداث اوفيما اقتبسه بأمانة وحيادية تامة وبدون انحياز.
3 - كان المفروض فى المؤرخ عند تناوله الأحداث مراعاة ضرورة وصفها وصفآ دقيقآ وتصويرها وكأن القارئ يعيشها اثناء القراءة من ثم تحليلها تحليلآ علميآ وتركيبها كحدث ظهر بصورته المنقولة بأمانة مع الأشارة الموثقة الى كيفية قرأة اكثرية الناس لتلك الأحدث فى حينها وكيف كانت قرآئتها اثناء كتابة التاريخ مع بيان اثر الوعي فى الحالتين واثر تطور الوعي فيما بعد ذلك ثم ولكون التاريخ المكتوب هو صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي فلا بد اذن من التركيز على اسباب ولادة أفكاره ونطفتها الماركسية وترعرها وحداثتها وبيان ما جاءت به من جديد واسباب نجاحها عند ظهورها وامتدادها فى زوايا الكوكب البعيدة ثم اسباب فشلها دفعة واحدة وبيان كيف يدخل الوعي عقل الأنسان حسيآ كرد فعل لأنعكاس واقع الاشياء المتحركة امامه قبل ان تتحول الى وعي فاعل في وقت آخر يعقبه ويسخره كمحرك للتقدم الاجتماعي على وفق منهجية وأداة ادارة الصراع المتوفرة فى الزمانكية وتحليل ما يحدثه من اختلاف الوعي بين القديم والجديد وبين الوعي الموضوعي و الوعي التأملي ،حيث نقل ماركس على سبيل المثال ولأول مرة فى تاريخ الأنسانية الفلسفة من دائرة التخمينات و "علم الكلام" إلى دائرة العلوم. فحرر الإنسان من مفازات واجتهادات الفلسفة الدينية السماوية الذي هو مما يعد الأصل فى وجود الفلسفة وإلى الأستناد الى واقع ما يجري على الأرض فقط ، واثر كل ذلك على مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ووحدته وانشقاقاته ونجاحاته واخفاقاته ، من هنا فبأمكان المؤرخ الجيد ان يتخذ من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي مادة علمية لتدريس الفلسفة والأقتصاد والسياسة وعلم الأجتماع وعلوم اخرى غيرها ،كتاريخ الشعب العراقي وتاريخ حركة تطور الأنسانية وتراثها ،ففي صفحات تاريخ الأنسان نماذج لا تحصى من قدرة الأنسان على أجتياز المحن والتضحيات وبما يوحي تمرده على الظلم والتخلف ، كما نجد في الحياة صفحات من تاريخ الأنسانية مغايرة توحي بالخنوع والجمود وبعدم القبول بالتجديد والتقدم والأفتاء بتكفيره كونه لم يصدر عن الله ، ولكن سنة التطور غالبآ ما كانت تفرض ضرورتها مستندة فى هجومها الكاسح على ردة فعل وجع الظلم والتخلف وعلى دوافع موضوعية كانت هي الأقوى تحريضآ على التمرد والانتفاض على الثقافة السائدة، والتطلع الى تأسيس ثقافة جديدة ، تبدأ اولآ بأقلية واعية وحالمة وساعية الى الحداثة والتجديد والتقدم بكل ما تصطحبه من تداعيات وازدواجية المواقف الناتجة عن ازدواجية الوعي وتخلفه وما تجره من نجاحات مفتخرة حينما تكون قيادة التنظيم واعية وبارعة التطبيق وبعكسه من تداعيات مأساوية مدمرة حينما تكون القيادة غبية وانانية وبيروقراطية فردية .
4-ان مهمة تدوين تاريخ الحزب الشيوعي العراقي تقتضي التأكيد دائمآ على حقيقة ان فى كل تاريخ تطور الأنسانية لا يكون الخلاف والصراع الفكري حول الاحداث نفسها وانما حول تفسيرها واستنتاجاتها وما يقترح ويجتهد لها من معالجات مفيدة بنظر البعض او ضارة بنظر البعض الآخر والتأكيد على ان هذا الأختلاف ناتج عن الأختلاف الفكري الطبقي فعلى سبيل المثال ما توصل اليه ماركس وانجلز من أفكار كان يراها بتصوره صحيحة ، بينما كان يراها مفكرون رأسماليون اخرون اجتهادات خاطئة واستنتجوا لها تفسيرات اخرى لها مناقضة لتفسيرات ماركس العلمية .
وبديهي فأن انتاج الانسان الفكري والتقني المفروز بجهد السواعد السمر والأدمغة التي يعز عليها التوقف عن الحركة لحظة واحدة سيكون هو الهدف والفيصل فى استمرارعملية التطور نحو الأفضل ،وهو بالضرورة سيكون مختلف عن انتاج الكسالى المدللين فالانسان العامل بعكس غيره وبحكم تفاعله المباشر مع المادة سيكون هوالمكتشف الأول لاسرار الطبيعة والمتأثر والمؤثر فيها والمستفيد منها والمكتشف لأسرار جديدة تعقبها بهدف استمرارية المساهمة في النشاط الإنتاجي وديمومة تطوره من أجل الوصول لحل مشاكل الحياة المادية والروحية وهو ما برهن على صحته ماركس وغيره من المفكرين الماديين الذين اعقبوه .
يتبع - - - - -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رشفه ام كتابه تاريخ ؟
ابو نور ( 2010 / 1 / 18 - 22:16 )
ارشفه ام كنتابه تاريخ الارشفه لايختلف عليها اما كتابه التاريخ هنا المشكله


2 - أخي الكريم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 19 - 08:03 )
التاريخ يب أن يعتمد على الوثائق والوثائق هي التي تتكلم،ودور المؤرخ هو تهيئتها وأثباتها وترك الأمر للدارسين للخروج بالنتائج التي يستخلصوها من هذه الوثائق،وما كتب من تاريخ الحزب هو هوامش ونتف تحتاج للكثير من المراجعة واعتقد أن تشكيل لجنة تعتمد الأصول الموجودة والوثائق المتوفرة وأن تعرض النتائج التي توصلوا اليها على بساط المناقشة والبحث لأإراض الأضافة والتعديل والتصحيح والأرشاد سيخرج لنا تاريخا كاملا متكاملا وخصوصا أن الظروف مهيئة لكتابته في ظل ثورة المعلومات وتوفر طرق الأتصال الجديدة المتطورة

اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب