الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الطغمة التي لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة
شاكر حسن
(Shaker Hassan)
2010 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية
لأول مرة في تأريخ العراق القديم والحديث تجري في العراق انتخابات شبه حرة ونزيهة باعتراف الامم المتحدة ودول العالم المتحضر. ولأول مرة في تأريخ العراق القديم والحديث يشكل برلمان وحكومة وطنية تمثل جميع اطياف ومكونات الشعب العراقي الرائعة والزاهية. ولأول مرة تشكل مئاة الاحزاب وتصدر مئاة الصحف والمجلات وتفتح عشرات القنوات التلفزيونيه والمحطات الاذاعية. الا ان اعداء العراق الجديد، اعداء الديمقراطية والمساواة لايروق لهم ذلك .
فالطغمة التي حكمت العراق منذ تأسيسه عام 1921 هي نفسها التي كانت تتمتع بكافة الامتيازات والمناصب العليا والمهمة خلال فترة الاحتلال العثماني . وبعد سقوط الدولة العثمانية وسيطرت الانكليز على العراق، سارعت هذه الطغمة الى تقديم الولاء والطاعة لهم وتسلموا اهم المناصب والمراكز المهمة مرة اخرى . وبعد اندلاع ثورة العشرين ضد الانكليز وتكبيدهم خسارة فادحة ، غادروا العراق وسلموا الحكم الى هذه الطغمة الانتهازية لتخدم مصالحهم. واستمروا في الحكم لغاية قيام ثورة 14تموز 1958 بقيادة الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم والذي استمر في الحكم لغاية 1963 . وقد حاول عبد الكريم قاسم كسر المعادلة السابقة والعمل على تحقيق المساواة بين افراد الشعب العراقي، الا ان هذه الطغمة كانت له بالمرصاد وتم القضاء عليه بعمل جبان بعد ان عفا عنهم بعد محاولة اغتياله.
وعادت هذه الطغمة لحكم العراق مرة اخرى وبثوب جديد هو ثوب القومية العربية والوحدة العربية عن طريق حزب البعث، وبشعارات رنانه هي الوحدة والحرية والاشتراكية، ودخل العراق في عصر الظلام 40 عاما من قتل وتشريد وحروب واقصى انواع التمييز الطائفي والعنصري والمناطقي على يد هذه الطغمة . وتم تصفية خيرت ابناء العراق من علماء ومفكرين ووطنيين ومناضلين ومن مختلف المكونات والاتجاهات امثال الشهيدين الصدر الاول والثاني والشيخ عبدالعزيز البدري والمناضل سلام عادل وآلاف غيرهم . ونفس الطغمة هي التي قامت بتفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري(ع) في سامراء وخلق الفتنه الطائفية والتي راح ضحيتها عشرات الالوف. وهي نفسها التي قامت بتفجيرات الاربعاء الدامي والاحد الدامي وغيرهما من التفجيرات الدموية التي شهدها العراق الجديد .
وبعد سقوط الصنم وهروب القادة الميامين الى الجحور عند ظهور اول دبابة امريكية بعد ان ملأوا الدنيا صراخا ونباحا بانهم سيجعلوا بغداد مقبرة للغزاة، وتشكيل مجلس الحكم واجراء عدة انتخابات وتشكيل برلمان وحكومة وطنية يمثلان جميع اطياف الشعب العراقي الزاهية، عادت هذه الطغمة من جديد وبوجوه جديدة وبأسم مقاومة المحتل بقتل المدنيين الابرياء في الشوارع والاسواق والمساجد والحسينيات وضرب محطات الماء والكهرباء لافشال العملية السياسية ولزرع اليأس والاحباط
في نفوس الشعب العراقي، ومع الاسف نجحوا في ذلك الى درجة معينة .
أن هذه الطغمة لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة ولا تريد ان تتنازل عن الامتيازات الهائلة التي حصلت عليها سابقا وتنظر الى بقية افراد المجتمع نظرة استعلاء واستهزاء وتصفهم بشتى الاوصاف غير الانسانية وغير الاخلاقية كالعجم والهنود والعملاء والخونة والشروك والصفويين والشعوبين وغيرها من الاوصاف الغير لائقة. وانهم اشراف واصحاب عزة وكرامة وانهم عرب اقحاح وغيرهم اجانب اقحاح مرتزقة جاؤوا من ايران والهند لسرقة خيرات العراق والقضاء على عروبته وتأريخه وامجاده. وخير مثال على ما اقول المقالات التي نشرت بعد قمع الانتفاضة الشعبانية ضد النظام البعثي الصدامي عام 1991 في جريدة الثورة والشعارات التي كتبت على الدبابات في الوسط والجنوب (لاشيعة بعد اليوم) .
ان هذه الطغمة هي التي ساعدت عناصر القاعدة في الدخول الى العراق وهم الذين اعطوهم السكن و المأوى ووفروا لهم السلاح والعتاد وسهلوا لهم حرية التنقل ووفروا لهم كل ما يحتاجونه للقيام بأعمالهم الاجرامية ضد الشعب العراقي، حتى ان البعض منهم زوج ابنته او اخته بهم . فأغلب عناصر القاعدة غرباء ولا يعرفون عن جغرافية العراق اي شئ فدلوهم على الاماكن المهمة والحساسة لتخريب الاقتصاد وترهيب الناس .
خلاصة القول ان هذه الطغمة المصلحية والانتهازية تبدل ثوبها حسب المتغيرات والظروف وبأسماء احزاب ووجوه جديدة بين فترة واخرى لمحاولة ارجاع مجدها الغابر ولو على حساب خراب العراق وجثث الملايين من ابناء الشعب العراقي الصابر، وهي لا تحمل اية اخلاق او مبادئ وطنية او انسانية.
لقد خاب ظني عندما توقعت ان تعترف هذه الطغمة بعد سقوط آخر معاقلها والمتمثل بنظام البعث الصدامي عام 2003، بجرائمها بحق الشعب العراقي وشعوب دول الجوار وطلب العفو والصفح من هذه الشعوب ، ولكن يبدو ان ذلك كان سرابا .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - مقالة طائفية بأمتياز
حسين محيي الدين
(
2010 / 1 / 21 - 08:13
)
هذا حوار متمدن بين مثقفين أبتعدوا بأنفسهم عن كل مايثير ال نعرات الطائفية والعنصرية وما يمزق وحدة الصف العراقي من أجل بناء عراق ديمقراطي تعددي يضمن التساوي بين كل أبنائه وطوائفه وقومياته وأن نبش الماضي وما يحمله من مساوئ أو تهميش لابناء الوطن الواحد ليس من مصلحة الجميع فلنفكر بالمستقبل وما يحمله الينا من مفاجئات قد لا تكون سارة ونحن بأمس الحاجة لضمان مستقبل أفضل
2 - واقعي بامتياز
فيصل البيطار
(
2010 / 1 / 21 - 10:47
)
بل مقاله واقعيه بامتياز .... اشد على يديك سيدي ، استمر بنبش ماضيهم الدموي الاسود فالعراق لن يصلح حاله الا بانصاف من ظلم من شعبه . دمت وكل التحايا لك .
سلام .
3 - ماء الرافدين أطيب من دم العراقيين!!
سعدي صبيح سعد
(
2010 / 1 / 21 - 10:50
)
تحية طيبة
هل من المعقول كل الذين قصدتهم في موضوعك البائس هذا!!. و منذ اول حكومة عراقية و لحد يومنا هذا هم طغمة فاسدة و لا تؤمن بالمساواة و لا بالديمقراطية!! يا أخي التعميم خطأ هناك قادة شرفاء و هناك وطنيون حقيقيون و هنالك شهداء كرام. ماذا تريدون؟ ألا تكفيكم الدماء التي سالت بسبب الحرب الطائفية؟! ألا تكفيكم الحرائق المشتعلة؟! يا أخي نحن شعب واحد فلنعزز مبدأ الهوية الوطنية العراقية و نعمل على قوة العراق و شعبة. فالطائفية بغيضة و مقيتة و هي سلاح الأعداء. أكتب لنا عن التسامح و احترام الآخر أجعلنا نتفائل بالمستقبل أكتب من أجل قوة الهوية الأعلى حتى نلتقي جميعا على المباديء الإنسانية فالأعداء كثيرون فلا تكون منهم من حيث تدري أو لا تدري!! مع مودتي لك أيها العراقي
4 - طغمة ام طائفة ؟؟؟
صبحي حسين
(
2010 / 1 / 21 - 18:44
)
الطغمة في اللغة تعني : اراذل الناس وأوغادهم .
اذا كان هذا مايعنيه كاتب المقال فمن السهولة بمكان ان يعثر المرء على هكذا نماذج في كل الأطياف وفي كل الأديان وفي كل الأحزاب وفي كل زمان ومكان.
اما اذا كان المقصود طائفة بعينها ،
فهذه كارثة وطنية كبيرة ، فمن المؤكد ان تعداد هذه الطائفة بالملايين
فاذا كان الوطن العراقي فيه هذا الكم الهائل من الأراذل والأوغاد
فطز بهكذا وطن
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله