الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهمة تدوين تاريخ الحزب الشيوعي العراقي2

ناجي نهر

2010 / 1 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


5 - منهجية كتابة التاريخ : كتابة التاريخ الرائعة والمشوقة لأي مؤرخ هي التي تستند على منهجية علمية وموضوعية صادقة سواء كان المؤرخ فردآ او مجموعة مختصة متعاونة فى تحقيق هدف كتابة التاريخ وتبقى المنهجية العلمية هي المقياس الدقيق على مدى صحة احداث التاريخ والفيصل فى تقييمها وتزكيتها وموثوقيتها ،أما البرهان المقنع للمتلقي على صحة ما يقرأ فيبقى فى الغالب متعلقآ فى مكانة المؤرخ العلمية وسعة اطلاعه ومهارته فى استخدام الللغة وشهرته الأجتماعية ومعايشتة لواقع الأحداث.
فللتاريخ كما هو معلوم أهمية قصوى في تطور حياة ومنذ القدم أولته الأمم والشعوب رعاية بالغة وسعت إلى جمعه في شكل مدونات تجريبية تحكي مسيرة تطور الحياة واحداثها ودورالشعوب والأفراد فيها بغية الأستفادة منها كمُعين لتدوين الأحداث اللاحقة وتفسيرها والأهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية التي تجمع اسبابها وتفاعلاتها ومؤثراتها المتبادلة وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات متفاعلة الجزئيات تصلح الى ان تكون فيما بعد سلاحآ فكريآ مجربآ للتحاور والمحاججة مع الآخر تظل ممتدة مع الزمن وتصب فى خدمة الناس والبيئة والأجيال اللاحقة .
وتعد المنهجية على اسس علمية من المتطلبات الأساسية لعملية البحث العلمي بكل أصنافه وتعدداته لانها تضفي الكثير من الدقة العلمية والبحثية التي ينبغي أن يتحلى بها المؤرخ والباحث الرصين ،ولذا كانت منهجيات العمل الناجحة هي الملتزمة بهذه الشروط برغم انها تتنوع وتختلف بتنوع واختلاف الأعمال والمصالح والأدوات والوسائل التنفيذية والأهداف العامة والخاصة لكل عمل . فقد بات من الحقائق المسلم بها الاعتراف باختلاف افكار الناس فيما بينهم بسبب اختلاف مصالحهم ,وتبدو ملموسية هذا الاختلاف جلية فى نصوص الافكار النظرية وتطبيقاتها واختلاف تفسيراتها وتأويلاتها النظرية المتناقضة ,على ان اختلاف الناس فى الفكر أو الممارسة بات فى عصر الديمقراطية لا يفسد للود قضية .
ان المؤرخ والباحث المبدع هو القادر على توظيف عدد من المنهجيات فى تصديه لبحث محدد او ظاهرة محددة شغلت الناس والمباشرة بتفكيكها وتحليلها بغية التوصل الى اأستنتاجات وتوصيات مقنعة للأكثرية . يوصف الباحث المبدع بأنه القادر على توظيف عدد من المنهجيات ثم اختزالها واستقطابها ولملمتها فى منهجية واحدة من اجل التوصل الى معرفة التوافقات والتناقضات النقدية والتحليلية التي تكتنف علاقات جزيئآتها بما يؤرخ له بأقتدار ونجاح .
تتنوع المنهجيات البحثية المتداولة فى الزمن المعاصر على وفق نوعية البحوث المطلوبة ومسمياتها الشائعة الأستعمال وابرزها : [المنهجية الوصفية التحليلية ، المنهجية التجريبية ، المنهجية المسحية ، منهجية المقارنة ] .
6 - النقد والتقييم: لذا اضحى من الأهمية بمكان معرفة ابعاد ومقاييس كتابة التاريخ وتقييم مضامينه اونقد كتابه بأسلوب حضاري وليس بمثل ما جرى فى تقييم ونقد ما كتب من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي لحد الساعة حيث جرى التقييم والنقد بشكل استعلائي ينم عن حب الظهور والتعالي المربك من دون ان يأتي للمتلقي بجديد مفيد . 7 - مقايبس كتابة التاريخ وشروطه كعلم : ينبغي أن تكون مقايبس كتابة التاريخ كعلم متطابقة مع شروطه من خلال خطة المؤرخ ومنهجيته فكتابة التاريخ ليس تعداد لحشد من الحوادث والمرويات وترديداً لها فحسب بل الأمر الأهم هو تعليل وتحليل الحوادث وإيجاد الخيط الرفيع الذي يربط بين الأحداث على امتداد الزمن المؤرخ بهدف الوصول الى استنتاج ُعينات تساعد على فهم مجرى التاريخ والحوادث المؤثرة فيه وهو ما حققه وانتبه للأهميته ابن خلدون في فلسفة التاريخ ووضع علومه في التسلسل والمكان المناسب بها ،وقد ازدادت أهمية التاريخ ودراسته في العصر الحديث بل واستخدِم كأداة مؤثرة سلبآ وايجابآ فى مجمل عملية التطور ،فاستخدم ايجابيآ فى زيادة الوعي وتراكم المعرفة والخبرة وتطور ثقافة الشعوب وزيادة تلاحمها وتعاونها من اجل تقدم الأنسانية وترسيخ مبادئ الحرية والمساواة ،واستخدم(التاريخ) استخدامآ سلبيآ فى تفكيك لحمة الشعوب وزيادة تخلفها واقتتالها بأثارة النعرات القومية الشوفينية والدينية الطائفية والقبلية المتخلفة ونبش كل ما اندرس فى ثقافتنا السلفية الغابرة من مشعوذات وترهات مثيرة للحقد والكراهية والجمود وبعث وثنيات بائسة .
ستبقى أهمية التاريخ متقاطعة بأيجابيتها مع كل ما يوصف بالتحيزالى المصلحية الفردية غير المشروعة او فى الأستعانة في تأييد فلسفات ومذاهب تجاوزتها الحضارة الأنسانية الحديثة ،او فى الخروج عن حدود المساحة المسموح بها لتجنب اشكالية تناقض الأجتهادات .
8 - ملاحظات متفرقة :
من المزايا المساعدة للمؤرخ تحاشي الوقوع فى مطبات الأجتهاد الذاتي ويستحسن ان يكون مناضلآ لكي لا يبخس دور منظمات الحزب القاعدية ومجساته الحساسة المتحركة فى اعماق الشعب بمختلف مكوناته ، تلك المنظمات المتجسدة فى اللجان المحلية وفروعها القاعدية ومبادرات مناضليها وتضحياتهم الفردية والهيئوية التي تستحق من المؤرخ المنصف الأشارة لمنجزاتها النوعية بالأسم وجعلهما على قدم المساوات والمنزلة النضالية مع هيئآت الحزب القيادية فى السكرتارية اوالمكتب السياسي اواللجنة المركزية وقادة المنظمات المناطقية ،
ولذا تمتحن قدرات المؤرخ وبراعته فى تصوير ما تحملته منظمات الحزب ومناضلوه من ويلات تفوق التصور بخاصة فى أنظمة العالم الثالث الدكتاتورية المتخلفة على النطاقين الذاتي والموضوعي بالأضافة الى ضعف الوعي العام وصعوبة هظم الجماهير للفكر العلمي ومحاربة الأنظمة والقوى الرجعية وما لعبته الأنتهازية المحلية العميلة من مكائد ودسائس واختلاقات وتصفيات جسدية وتصورات بعض القادة التعبويين فى الحزب بان وعي المنظمات التي يقودونها مساوي الى وعيهم فيحملونها ما لا طاقة لها به فتختنق وتتمرد وتسيربعكس التيار .
ان العمل الأجتماعي صعب للغاية بسبب من تفاوت الوعي والخبرة الفكرية والتنظيمية وفقدان الحرية وهيمنة الدكتاتورية وارهابها وملاحقاتها وما يفرز من تعقيدات متناقضة مع مقتضيات تطور الحياة ، والذي يزيد الأمر تعقيدآ لجؤ الحزب الى العمل السري المربك لقيادته فيجعل اهتمامها بقضايا ثانوية على حساب قضايا أهم منها.
ومهما كانت الأسباب فلا تجوز المبالغة فى جلد الحزب وكوادره تجنبآ لأستغلال انصاف المثقفين الشوفينين المعا دين لفكر الحزب لهذا الجلد واضعاف مكانته النضالية والتمادي فى تشويه الحقائق التاريخية .
9 - أهمية تاريخ الحزب الشيوعي العراقي :
إن تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بما يتضمنه من تجارب نضالية ثرية ومبادئ ونظريات واقعية ومنهجيات موضوعية صالحة لبناء دولة الديمقراطية المؤسساتية الحديثة على وفق منظومة قوانين وقواعد ومحددات ثقافية عامة معاصرة .
لقد بات متفقآ عليه بين الأعداء والأصدقاء بأن الحزب الشيوعي العراقي يتميز بخصائص نوعية نقية من نوع خاص فكرآ وممارسة اكدها بما يزيد عن سبعة عقود ونصف من التضحيات المذهلة المطهرة بالأمانة والوفاء والشعورالعالي بالمسئولية وترجمتها الى جميع لغات العالم بلوحة علمية وانسانية متحركة نحو التقدم والرفاهية وحب الناس المنتجين وقيادتهم بأقتدار نحوالأفضل اينما كانوا من دون تمييز عرقي او مذهبي وبلا مغالاة او تحيز او تقديس للأفكار او الجمود عليها حتى اضحى يتردد على لسان الشعب بأنه اول المضحين وآخر المنتفعين . ولذا كان سادة الأستغلال ورجعية الأفكار تعد الحزب الشيوعي العراقي العدو الأول وقائد التمرد ضد مخططاتهم المدمرة وكانت مهمة تدوين تاريخه بمثابة البوصلة الدقيقة التي تنظم مسيرة الشعب فى الطريق السليم نحوتحقيق طموحاته وآماله بنجاح ويسر وسلام .
= = =








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمت يمينك
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 23 - 10:39 )
الأستاذ الكريم ناجي النهر
لا ريب أن ما طرحته هو الحق الصراح فتاريخ الحزب بحاجة الى ا‘ادة كتابته وفق المحصلات الجديدة المتوفرة من علنية وسرعة أـصال ولا بأس من تكليف لجنة لهذا الغرض وعرض ما تتوصل اليه على الباحثين والقراء للأدلاء بما لديهم من معلومات نافعة في هذا المجال وليكن ما كتبه سباهي أو الحلوائي وغيرهم من قادة الحزب في مذكراتهم ومقالاتهم معوانا للجنة في أعادة كتابة التاريخ وفق المنظور الماركسي وأضافة الحقائق كما هي أستنادا للوثائق المتوفرة لدى الحزب أو المؤرخين المعنيين بتاريخ تلك الفترة وليكن هذا التاريخ بمتناول الجميع لأخراس الأبواق المأجورة والمتصيدين بالماء العكر ممن أسهموا في تشويه التاريخ وتسخيره لخدمة مصالحهم ولا بأس بالأستعانة بأكاديميين متخصصين لهذا الغرض ممن عرفوا بالمصداقية والحيادية

اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا