الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجرة الثقافة

ابراهيم سبتي

2010 / 2 / 3
الادب والفن


هل للثقافة هجرة موسمية كما للطيور ؟ الثقافة يصيبها ما يصيب الكائن الحي ! انها تعاني الامراض والعلل والبغض والسعادة والحسد والحر والبرد .. هي تتنفس كما الكائن الحي .. تتنفس هواءا نقيا ان كانت في سعادة وتتنفس هواءا آخر ان كانت في حزن ويأس .. في العراق ، الثقافة رهن للمتقلبات السياسية . فلا ثقافة ان كان الوضع السياسي قلقا وتسوده سحب سود كثيفة .. ولا ثقافة ان كان الفرقاء على خلاف من أمرهم ..
الثقافة تتعطل اذن ..
في مواسم الانفراج السياسي ، تنعم الثقافة بربيع مزدهر وسعادة غامرة ..
أي وضع هذا ؟
انها محنة ان نرى المثقفين يهاجرون الى حيث لا يسمع لهم صوتا .. يهاجرون الى الصمت المطبق .. يهاجرون خروجا من البلد .. كان كل شيء جائزا .. اما وبعد الاطمئنان الأمني والسياسي ، هل يواصل المثقف هجرته ؟ وهل تتمتع الثقافة بعطلة مفتوحة ؟
لانهم بعيدون ؟ الموجودون في البلاد يحملون عبئا هائلا .. إنهم يعيدون تأسيس الثقافة بعد خراب ..
كم من المثقفين حلم ان يعود .. وكم منهم حلم بالسعادة وهو يكتب ويقرا ويساهم في المشهد .. وكم منهم من حاول ان يفعل شيئا ولكنه لم يستطع لانه بعيد ..
بعيد خارج البلاد ..
الثقافة فعل جمعي .. المشاركة الجماعية كفيلة بانجاح أي مشروع ثقافي ..
اقولها ، بان كل محاولة للم الشمل الثقافي تساهم في رص بنيان البلاد .. وكل محاولة للإجماع الثقافي هي محاولة للنجاح .. هذا هو المثقف العراقي ، كطائر لا يحب ان يغرد لوحده .. انه يغرد مع شاكلته لانهم يعرفوه جيدا وهو يعرفهم ..
حدث في البلاد ما حدث في بلدان شبيهة .. ولكن ان نصنف الادب الى صنفين ، داخل وخارج فهذا مرفوض .. اما لماذا ؟
لان الثقافة وحدة واحدة وجسد واحد .. الثقافة العراقية تنهل من جذر واحد .. والثقافة هي مفتاح التطور والسعادة في البلاد ..
ادباء الخارج ، فرضت عليهم الظروف الطارئة وضعا جعلتهم يختارون المنافي والبلاد البعيدة والاصقاع النائية .. ولكل وضع مداراته ومنجذباته .. ولا فرق بين اديب واديب الا بما يقدمه من منجز يسجل له ولبلاده .. وليفرح الجميع باي منجز .. وليسعد كل اديب ومثقف عندما يسمع ان كتابا صدر او ابداع ظهر ، لانه يعود على الكل وليس على احد ما الا ببراءة الابداع ليس الا ..
انها حكمة ان تكون البلاد واهبة كل هذا العطاء والتميز .. انها محنة ان تكون البلاد غنية بالنفط وتعيسة في الحياة .. وانها محنة ان تكون غنية بالمبدعين ولكن اكثرهم يهاجرون الى حيث يفرض عليهم .. انها محنة ان تكون البلاد غنية بالثقافة وتراثها الخالد ، ولكنها تصاب بامراض البشر وعللهم .. ولنكن متفائلين حين نسمع بعودة عزيز الى دياره بعد غربة ، لانه بداية الأمل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج