الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة الأربعينية والعراق الجديد

باسم محمد حبيب

2010 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا نشك في أن للواعز الديني تأثير كبير في سلوك الإنسان وفي تحديد ميوله وأهدافه لكننا ندرك أن هناك قوى تحاول تسخير هذا الواعز لتحقيق أهداف سياسية أو مصلحية بالنظر لهيمنة وقوة الظاهرة الدينية في المجتمع . وما بين هاتين الحالتين المترابطتين تقف واحدة من أكثر الإشكالات التي تقف بوجه مستقبل هذه الطائفة المنكوبة بهيمنة المقدس وارث التاريخ المستغل سياسيا .
أن زيارة الأربعينية التي تعد من الإرث الجنائزي لفئات كثيرة من الشعب العراقي لم تأخذ هذا النسق من ذكرى واقعة كربلاء وحسب ولم تؤسس حقيقتها على أحداث تلك الذكرى التي اختفت الكثير من معالمها تحت سطوة وهيمنة العامل الشعبي الأكثر تأثيرا وقوة من سواه في العراق إنما نمت وارتقت بفعل تطورات الصراع والتنابز المذهبي الذي تصاعد أواره بين الطائفتين و غدى من اكبر الأخطار المحدقة بحاضر العراق وبوجوده .
ورغم أن السياسيين ليسوا مسؤولين مسؤولية مباشرة عن تصاعد هذه الظاهرة ونموها بهذا الشكل الكبير إلا أنهم بحسب ما نرى ليسوا من دعاة العمل على مواجهة ما يمكن أن يترشح منها من سلبيات أو ما تسببه من إرباك للدولة العراقية المغلوبة على أمرها . فهؤلاء يدركون أن أي موقف بإزاء مناهضة هذه الظاهرة هو بالتحديد أشبه بالانتحار السياسي هذا أن لم تكن له عواقب أخرى قد تصل حد التفسيق أو التكفير ومادام هؤلاء لا يتعاطون مع الواقع العراقي تعاطي الجريء الحريص على مصلحة الأمة فليس هناك بالتأكيد ما يمكن أن يضمن خروج العراق من مأزقه وتعاطيه بشكل سليم مع الممارسة الديمقراطية الآخذة بالأفول بفعل ما تواجهه من تحديات .
لقد خلت مؤسسات الدولة من أي فعالية طوال فترة المسيرة الراجلة للزائرين ودب التسيب الأمني في معظم مفاصل الدولة ما انعكس سلبا على تقديم الخدمات وتمشية مصالح الناس ناهيك عن تحول هذه المناسبة إلى وسيلة للترويج السياسي واستغلالها في الحملات الانتخابية للسياسيين كما تحول الزائرون إلى أهداف سهلة للقتلة والمجرمين الذين يبتغون من وراء ذلك تحقيق أهداف طائفية ومغانم دينية .
فزيارة الأربعينية التي يعدها الشيعة ركنا من أركان مذهبهم الديني لم تعد قادرة على البقاء ضمن حيزها الاعتيادي لان ظروف البلد سوف تنعكس بالتأكيد على أداء هذه الشعائر أو حتى على التعاطي معها الذي سينحو تدريجيا باتجاه الغلو والتطرف .
لكن ليس هذا أسوا ما نخشاه في هذا السيناريو المليء بالمرارة بل انحراف المسار السياسي عن مثاباته الديمقراطية لان الحرية التي لا تستغل بشكل صحيح سوف تتحول إلى نكبة حضارية لن يسلم منها ومن نتائجها احد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
ايار ( 2010 / 2 / 5 - 19:30 )
نعم اخي احسنت ولكنك نسيت اوتناسيت با لهذه المسيرات فوائد وارباح انتخابية صرفه تتعلق باصوات الشيعة لهذا تراهم يحرصون كل الحرص على الظهور في المشهد الحسيني بكل تاثر بل وينفقون على هذه المواكب والتعازي لاغراض انتخابية والا اتحداهم واتحدى الحكومة ان تعوض الشهداء اللذين تم استهدافهم في هذا الموسم وغيره انها متاجرة بارواح الناس ليس الا0

اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن