الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلقة في عين المجتمع العربي

روعه عدنان سطاس
اعلام وصحافه ،ناشطه في مجال حقوق الانسان ، ،باحثه في الفكر الاسلامي الجديد

(Rawa Stas)

2010 / 2 / 8
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


ان بعض المجتمعات تنظر إلى المرأة المطلقة نظرة مختلفة عن مثيلاتها من النساء وهي مرتبطة بأسباب الطلاق ويتعاملون معها على إنها امرأة سهلة المنال والوصول إليها وأنها تفتقد إلى إشباع غرائزها بأي طريقة بعد طلاقها ولا تستطيع ان تكبت تلك المشاعر للأسف هذه هي النظرة التي يرونها بالمرأة المطلقة أو الأرملة على حد سواء 0
تلك المرأة التي تلجا إلى طلب الطلاق أو ربما طلقت رغما عنها لا ترتاح حتى بعد الانفصال وخاصة اذا عادت إلى بيت أهلها فنرى الأهل يفرضون عليها حظر منع التجول والخروج وأي علاقات اجتماعية حتى يتم تزويجها فهم يسعون جاهدين إلى تزويجها بسرعة خوفا من الشائعات والقيل والقال رغم ان هذه الشائعات مجرد شائعات لا صحة لها 0
ونرى في بعض الأحيان ان المرأة المطلقة ان كانت عاملة وانخرطت في المجتمع نراها غير مرتاحة في تصرفاته لان كل حركة وتصرف محسوب عليها كأنها سجين خرج من سجنه إلى الحياة لفترة محدودة لمراقبة تصرفاته فهناك المراقبة والحراسة الدائمة التي تكون اشد إيلاما لها مع الانتقادات اللاذعة من الأهل والمجتمع المحيط بها تصل أحيانا إلى الإساءة بكرامتها وأخلاقها دون الرجوع إلى السبب الرئيسي والظروف التي دفعتها للطلاق وأحيانا لا يدركون ان المرأة لا تلجا إلى الطلاق إلا بعد أن تصل إلى ذروة اليأس والفشل والألم فهي ليست سعيدة او مرتاحة بترك بيتها وأولادها بعد سنين مضت من حياتها تبني وتربي من اجل سبب بسيط والمجتمع لا يدرك انه ربما تكون هي مظلومة والزوج هو الذي طلقها رغما عنها لأسباب تخصه وحده فنحن من هنا يجب ان نقتنع ونؤمن ان الزواج مشروع شراكة بين شخصين ضمن شروط حقيقية متفق عليها الطرفين ربما ينجح هذا المشروع او يفشل وهو أمر يحصل مثل أي عملية مشتركة بين شخصين وليس اذا فشل هذا المشروع تنتهي الحياة او تتوقف ساعة الزمن عنده وهناك عدة أسباب عديدة للفشل ربما تكون المرأة السبب او الرجل ونحن نيقن أن ابغض الحلال عند الله الطلاق ولكن إذا استحالت الحياة بين الزوجين فالانفصال هو الحل الأمثل والأسلم فالشرائع كلها أباحت الطلاق وحللته في الحالات الضرورية البحتة وليس جريمة ندفع ثمنها طوال حياتنا وتصدر بنا عقوبة السجن المؤبد طوال حياتنا وأكيد هناك حياة جديدة بانتظار كلا الطرفين وربما تكون الأفضل 0ورغم كل هذه المحن التي تمر بها المرأة المطلقة من اتهامات من المقربون والمجتمع بأسره بدعوى لولا أنها امرأة سيئة وافترقت عملا مخلا للآداب والأخلاق لما طلقت مما أصبحت بعض النساء تخشى الطلاق وتسكت ن الظلم والهوان والعنف بشتى أنواعه مقابل المحافظة على الأسرة وخوفا من انتقادات المجتمع العدائية لها0
ورغم نظرة المجتمع إليها نظرة اتهام سلبية هناك وعي ثقافي اجتماعي عالي لدى بعض النساء في بعض الدول وخاصة النساء اللواتي يدخلون المجتمع وينخرطون فيه بجميع مجالاته وازدياد مستوى تعليمهم فهي تصبح أكثر وعيا بحقوقها وصنعت لنفسها قوة وقدرة على حل الخلافات الناتجة عن الانفصال فهي تنظر إلى نفسها أنها ذات مكانه عالية وفعالة في مجتمع هي نصفه وبعض الدراسات تشير إلى ان الطلاق في كثير من الأحيان هو الخلاص والحل لكثير من المشاكل العائلية الذي يكون فيه الراحة للزوج والزوجة والأولاد طبعا سيكون هناك أزمة أو فترة مؤقتة للعائلة كلها في أول مراحل الانفصال فهي مرحلة صدمة واضطراب وجداني وقلق عاطفي مع توتر واكتئاب وتشاؤم وضعف الثقة بالنفس وبكل الناس وعدم الرضا عن الحياة وستزول تلك المرحلة مع مرور الوقت وتعود الحياة إلى ما كانت نحن لا ننكر إن تلك الظاهرة ستترك آثارا سلبية على الأسرة وخاصة إذا كان هناك أطفال وأنا أناشد جميع النساء والرجال المطلقون بالتواصل الدائم وأن يكون هناك رابط بينهم للتعاون في تربية وحل مشاكل الأولاد ونترك الانفعالات والحقد والكراهية وتأكدي ياسيدتي حتى ولو تزوجني أفضل من زوجك لن يكون أب رحيم أفضل من الأب الحقيقي لأولادك وأنت ياسيدي الرجل حتى ولو تزوجت من أفضل النساء لن تكون أما حنونة لأولادك وليأخذ كلا الطرفين دورهما في تربية الأولاد وليكن هناك تعاون وصداقة بينكم من اجل هؤلاء الأطفال فهم بحاجة إليكما حتى ولو افترقتما وذلك سيوفر لهما لاستقرار والأمن النفسي والاجتماعي والانسجام السريع في بيئة جديدة والخروج من الأزمة بسرعة مما يؤدي إلى حياة ناجحة لجميع افراد الاسرة0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 2 / 8 - 13:19 )
الأخت مروة المحترمة ، شكراً لك على إثارة هذا الموضوع الهام الذي يستحق التصدي له . في مجتمعانتا العربية المرأة المطلقة هي نصف امرأة لسوء الحظ ، شكراً لك .

اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل