الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي الأجندات سننتخب؟

ابتسام يوسف الطاهر

2010 / 2 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


على الأقل عنده أجندة.. وليس مثل قادتنا" قالت ابنتي يوم فاز اوباما وهي تعلق على كلام من يقول بانه لن يختلف عن سابقيه فلهم الأجندة نفسها والهدف نفسه. حيث هتف الكل له خاصة الشعوب المغلوبة على أمرها على أمل أن تغير أميركا سياستها إزاء قضاياهم ومشاكلهم المزمنة خاصة تلك التي لعبت أميركا الدور الكبير باستمرارها.
لماذا يغير الأميركيون أجندتهم ويسعون لاستغلال أية ثغرة بنا لصالحهم؟ أجندتهم هي العمل لصالح بلدهم، اذ يحاولون جاهدين تحقيق ذلك حتى بالحروب على الشعوب الأخرى المغضوب عليها بقادة لايعرفون معنى الأجندة ولا المسؤولية ، قادة همهم بعثرة أموال الشعب على فائدتهم الشخصية وعلى إرضاء أجندة الغير حتى الذين يعادوننا. متى ما ردمنا تلك الفجوات، متى ما سعينا للعمل من اجل وطننا من الوزير الى الخفير، متى ما صارت السلطة من اجل خدمة الشعب وليس من اجل النهب! سيكون لنا أجندة نفخر بها ونفرضها على غيرنا ونجبر الأعداء على احترامها.
فعلى مستوى الواقع توقع الكثيرون أن فوز الحزب الديمقراطي سيحل مشاكلهم المعلقة منذ الأزل، بينما عجوز من كينيا قالت بما يدل على وعي أكثر من وعي الملايين منا، أن اوباما حقا أصله من كينيا لكنهم لا ينتظرون منه أن يعمل شيئا لكينيا فهو أميركي وانتخبه الشعب الأميركي من اجل أميركا، لكنهم فرحون لانتصار ابنهم كأول أفريقي اسود عانى ما عانى من تفرقة وظلم عنصري ليصل أخيرا الى البيت الأبيض، بشكل سلمي بلا انقلاب ولا حراب! ولا تزوير بانتخاب! فقبل عقود كانوا لا يحق لهم ركوب الباص مع الرجل الأبيض!.
أما نحن فمازال حتى المثقفين منا يتحدثون بلغة الأسياد والعبيد! ولغة التعالي، والعنصرية نراها في كل مكان حتى بين الموظفين، فالمدير هو السيد والموظفين عبيد، أما الوزير فهذا سيد الأسياد لا تصله الا بالحلم ولو أردت التحدث معه لابد ان تكون ذليلا محسورا حتى لو كنت أكثر ثقافة منه وأكثر وعيا. أما الحاكم فهذا سلطان السلاطين لا يأتيه الخطأ من يمينه ولا من شماله حتى لو تسبب بكوارث مرعبة لشعبه. متناسين كلام الرسول (ص) "ما أنا الا بشر مثلكم" أي ممكن أن يخطأ وان يحاسب.. أما قادتنا فهم فوق البشر لا يحاسبون مهما تمادوا بالخطأ!.
فالديمقراطية التي نطمح لها لا تتحقق الا بالوعي والإخلاص والإحساس بالمسؤولية والتفكير السليم بما يخدم الوطن والشعب. في الغرب يستخدمون الحرية لمحاسبة المخطئ والمسيء وكل من يستغل منصبه من وزراء أو رؤساء أكثر من محاسبتهم للمواطن العادي ، لان الواقع يؤكد أن خطأ القائد كارثة تشمل الملايين، وان خطأ الوزير يكلف الكثير لان مسؤوليته كبيرة وتحتم عليه القيام بواجبه بأحسن وجه من دون استغلال المنصب للثراء والرفاه الشخصي.
الديمقراطية تعني أن من حق المواطن أن يحاسب المسؤول على تقصيره وعلى سرقته لأموال الشعب، ويحاسب الموظف الذي يستغل منصبه ولا يحترم مشاعر ووقت المواطنين، والاهم أنها تعني أن ننتخب من له أجندة تضع بحسابها الأول رفاهية وراحة المواطن وحمايته بالقانون وحماية مصالح الوطن.
متى ما توصلنا لذلك ومتى ما تخلصنا من عبودية الأصنام البشرية، متى ما فكر قادتنا بخدمتنا وليس العكس، متى ما حرص كل مواطن للعمل من اجل وطنه واعتبر كل مؤسسة هي له وكل شارع ملكه كما هو ملك لغيره، وحرص على كل شيء كحرصه على بيته، سنجبر الكل على احترامنا وسنجبر أميركا برئيسها مهما كان اسمه ولونه وحزبه وأجندته ان يحسب لنا ألف حساب ويسعى لإرضائنا.
فهل سيطول انتظارنا لظهور(مارتن لوثر كنج) جديد من بيننا مفكرا ومسالما وداعيا للحب والسلام؟ ليحلم بما ينقذ أرضنا وإنساننا بما يجعلنا نفخر بقادة مخلصين لهم أجندات وطنية تجعلنا نرفع هاماتنا بين الشعوب.. هذا ما نتأمله من الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم