الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحوّل النهر الذي تعمّد فيه المسيح الى جدول - والصراع -الجيوسياسي- على المياه في منطقة الشرق الأوسط

ليلى كوركيس

2010 / 2 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


(صورة)
نهر الأردن اليوم

في روايته "ذاكرة غانياتي الحزينات"، يقول غابرييل غارسيا ماركيز : "العالم يتقدم ... ولكن بالدوران حول الشمس ...".
أثناء زيارتي لنهر الأردن وجمودي أمام إحتضاره، عادت الى ذهني عبارة ماركيز هذه الإستنتاجية والتي تشير حسب مفهومي الشخصي الى أن الإنسان مسجون في دائرة بالرغم من كل التطور الذي حققه في شتى أنواع العلوم .. مسجون في دوامة غالبا ما تخسره أغلى ما عنده من ثروات إنسانية، طبيعية وحياتية.
فمثلما يدور العالم حول الشمس، تدور الحياة حول المياه التي سُميت في عصرنا "بالذهب الأزرق".
في وقت ظلت فيه حياة الإنسان لغزاً واختُصِرت بكلمتي "حياة وموت"، إرتبطت دورة الحياة بوجود المياه كدليل وكتفسير علمي على حياة الإنسان وبقية الكائنات الحية على الأرض، الكوكب الوحيد المأهول من ضمن كواكب النظام الشمسي.
نعلم ان كل الحضارات القديمة قدَّست المياه وحملَ كل نهرٍ عظيم أسطورة "إله" مثل نهر الغانج في الهند، النيل في مصر، دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين وغيرهم... وأثبتت الإكتشافات الأركيولوجية ان المياه في المدن السومرية القديمة كانت تُرفع في علو 10 أمتار عن مستوى النهر. كذلك كشفت مخطوطات هيرودوت وديودور دي سيسيل عن إستغلال المياه "كمحركات للطاقة" لدى المصريين، البابليين والفرس.
من المعروف أيضاً ان بلاد ما بين النهرين كانت مزدحمة بقنوات الوصل بين دجلة والفرات لتسهيل عمليات ري يابسة الرافدين، فالملكة سميراميس ملكة بابل الأسطورية قد حولت سير نهر الفرات ليصب في وسط بابل وشيّدت نفقاً يربط ضفتي المدينة وقصريها المشيدين كلً على ضفة، كي تتمكن من التنقل تحت النهر دون أن يراها أحد، هذا وبالإضافة الى جنائنها المعلقة العجيبة التي كانت تُروى من خزان هائل الحجم مبني من القرميد والأسفلت وعلى إمتداد 300 مدرج (مساحة 53 كلم) من الجوانب وفي عمق 10 أمتار. تُسحب المياه من الخزان وتصعّد لري الجنائن المعلقة بواسطة معدات وآليات مخفية عن الجميع. وظلت بابل تنعم بجنتها المائية الى أن بدّد الملك الفارسي سيروس مياه الفرات حين أمر بحفر 180 خندقاً لتوزيع المياه في 360 قناة ليتمكن بعد ذلك من إقتحام المدينة. إن أسطورة سميراميس ومدينة بابل مثال على دور المياه في تاريخ الشعوب. فمثلما أُستغِلت في الري والحياة وإزدهار المدن والأمم كذلك أستُخدِمت كأداة شر وحيلة في الإحتلالات والحروب عبر التاريخ القديم والمعاصر.

هكذا وهبت المياه الحياة للإنسان وكانت سبباً في تطوره مثلما خلقت له أيضاً نزاعات "جيوسياسية" أدت غالباً الى حروب طاحنة بين الشعوب والدول للسيطرة على الروافد المائية المهمة في العالم.
أجمعت التحقيققات على أن أهم أسباب النزاعات والحروب هي الأنهر الحدودية والآبار الجوفية المشتركة.
بالإضافة الى ذلك فإن علماء العصر يحذرون من إرتفاع الحرارة على الأرض، من الفياضنات التي ستغمر جزءاً كبيراً من الباسطة ومن الجفاف الذي سيصيب الجزء الآخر منها.
بعد الإطلاع على لائحة الدول المهددة بأخطار الصراعات والحروب بسبب الموارد المائية، نجد ان لمنطقة الشرق الأوسط والخليج حصة كبيرة من تلك النزاعات. أما الموارد المائية المتنازع عليها في المنطقة فهي: دجلة والفرات، مياه شط العرب، الحاصباني، الوزاني، الليطاني، اليرموك ومنابع نهر الأردن في جبل الشيخ والجولان...
لا شك أن مشكلة المياه في الدول العربية ترتبط بجغرافية المنطقة وموقعها في نقطة شبه جافة من العالم، كما وأن مصادرها المائية تأتي من الأمطار، الأنهر والمياه الجوفية. تمثل الصحراء نسبة 43 % من إجمالي مساحة المنطقة لنسبة سكانية بلغت 300 مليون نسمة مما يفسر عجز الموارد المائية عن تلبية الحاجة السكانية.
بسبب هذا العجز تناحرت دول المنطقة للسيطرة على مياه الأنهر والآبار الجوفية فكانت لإسرائيل وتركيا الحصة الأكبر إذ تتحكم تركيا الواقعة في شمال المنطقة بمنابع دجلة والفرات وتسيطر إسرائيل على منابع نهر الأردن في الجولان وجبل الشيخ إضافة الى المصادر المائية في أراضيها والأراضي المحتلة.


دور تركيا "الجيوسياسي" في المنطقة

يتحكم بالعلاقة العربية-التركية ميراث تاريخي يسوده النفور والجفاء بسبب القطيعة الحاصلة بعد سقوط الحكم العثماني التاريخي في المنطقة إضافةً طبعاً الى علاقات تركيا الأمنية الإستراتيجية مع إسرائيل إذ تحاول الدولتان بتحالفهما إستغلال حاجة الدول العربية الى المياه كورقة سياسية وإقتصادية بيئية في مختلف المفاوضات الإقليمية والدولية.
إن نهري دجلة والفرات ينبعان من جبال تركيا الشمالية مروراً بسوريا وصولاً الى العراق. أما دجلة فيمر مفي تركيا وصولاً الى العراق مباشرةً.
لوفرة المياه فيها، بنت تركيا سدوداً عديدة ولا زالت تخطط لبناء 22 سداً بين عام 2015-2020 للتحكم بنهري دجلة والفرات. تقدر الدراسات انه عند الإنتهاء من بناء تلك السدود ستسيطر تركيا وحدها على ثلث مياه الفرات.
هذا يعني انها ستتحكم كلياً بعطش سوريا، ايران والعراق مثلما سيكون في يديها أيضاً قرار طوفان العراق وغرقه اذا ما قررت بفتح سدودها مرة واحدة.
إضافةً الى السدود المصيرية التي بُنيت والتي لا يزال يُخطط لها في المستقبل القريب، يتردد في ما وراء الكواليس السياسية-الإقتصادية وفي مجال الخطط الأمنية الإستراتيجية عن نية تركيا في بيع نسبة معينة من مياه نهر الفرات لإسرائيل خاصة اذا اضطرت هذه الأخيرة الى الإنسحاب من هضبة الجولان التي تمثل مصدراً مائياً مهماً لها. إن مشروعا من هذا النوع قد يمثل للعالم الغربي إنفتاحاً استراتيجياً سياسياً قد يدعم مفاوضات تركيا مع الإتحاد الاوروبي، مثلما هو مورد مالي إقتصادي مهم جداً للدولة التركية


دور إسرائيل وحروبها في المنطقة

صحيح ان هدف اسرائيل، كدولة عبرية، هو تقبّل الدول لوجودها الكياني والسياسي في المنطقة. أما الأصح فهو الحفاظ على هذا الوجود في طرقٍٍ دفعتها الى إجتياحات وإحتلالات عديدة سُـمِّـيَت "بالأمنية" ولكنها كانت أيضاً إحتلالات "مائية" بسبب خوفها من نقص تلك الموارد في أراضيها.
إن الخلاف الإسرائيلي-اللبناني هو من النزاعات الإستنزافية التي طالت لبنان حين إتهمته إسرائيل بضخ مياه نهر الوزاني، وهو أحد روافد نهر الحاصباني، وبتحويل مجراه. ينبع نهر الحاصباني من لبنان ويصب في نهر الأردن الذي يستمر بجريانه ليصل بدوره الى بحيرة طبرية التي تمثل الثروة الأساسية للمياه العذبة في إسرائيل. لقد سيطرت إسرائيل، ضمن حزامها الأمني في لبنان ولطوال 22 سنة على شريط حدودي في جنوب لبنان يضم نهري الحاصباني والوزاني، بالإضافة طبعاً الى سحبها لمياه الليطاني الى داخل أراضيها مما أدى الى تعرض عدد كبير من القرى الجنوبية اللبنانية الى الجفاف والعطش. لبنان ذلك الوطن الصغيرالذي لا يملك البترول ولا الذهب وليس له الا طبيعته الخضراء ومياهه، قد إمتصت إسرائيل أنهره الجنوبية طيلة إحتلالها له.
أما بالنسبة للدول العربية الأخرى وصراع إسرائيل المائي معها فأشير على سبيل المثال الى نهر الأردن الذي ينتظر تنفيذ إتفاق وادي عربة منذ عام 1994 كي يُنقذ النهر من الجفاف. كانت قد وافقت إسرائيل في هذا الإتفاق على أن تزوّد الأردن ب 50 مليون متر مكعب من مياه نهر الأردن، لكن يبدو ان التنفيذ أتٍ على سلحفات عجوز قد تصل وقد تموت على الطريق...
أصبح معروفاً أيضاُ ان إسرائيل لا زالت تحاول إقناع مصر بفكرة تحويل نسبة واحد بالمئة من مياه النيل لإرواء صحراء النقب ولا زالت مصر متمسكة برفضها لهذا المشروع لحاجتها الى تلك المياه.
وما تمسّك إسرائيل بمنطقة الجولان الا طريقة لسيطرتها على الليطاني واليرموك ومنابع نهر الأردن في جبل الشيخ. هذا علماً ان أزمة المياه قد تصاعدت في إسرائيل بعد إنسحابها من لبنان وإثر إنفاقها حوالي 55 بالمئة من مياه نهر الليطاني إثناء إحتياحها للبنان في عام 1982.


نهر الأردن "المغطس" المنكوب مهدد بالجفاف

(صورة)
هذا ما بقي منه وهو مهدد بالجفاف خلال عامين

بذلك أصل الى نهر الأردن المنكوب الذي حولته الصراعات السياسية الى جدول حزين مصاب بالتلوث بسبب الإهمال ومهدد بالجفاف بسبب تحويل مياهه وإستغلالها في برامج الري، خاصة بعد أن إعتمد الأردن على بناء السدود لري أراضيه وإستغلت إسرائيل ثلث حاجتها للمياه منه لأغراض زراعية أيضاً.
في تحقيق لجمعية "أصدقاء أرض الشرق الأوسط" تبين ان 90 بالمئة من مياهه تحوَّل الى الأردن، إسرائيل وسوريا. كما وتشير الدراسات الى انه اذا إستمر الحال بهذا الشكل سيجف نهر الأردن خلال سنتين فقط، اي ان عمره قد بات قصيراً جداً. لا شك ان جفاف نهر الأردن يعني خسارة فادحة لمعالم معنوية دينية يعتبرها المسيحيون رموزاً أساسية في معتقدهم الديني، مثل "عمادة" المسيح التي إعتمدتها الكنيسة سراً من أسرارها السبعة.

ينبع نهر الأردن من جبل الشيخ المحاذي للحدود اللبنانية-السورية حيث تُنزح مياهه مما يسبب جفاف النهر عند ضفافه المنخفضة. أما الجزء الأدنى منه يتدفق من مخرج بحيرة طبرية ويجري في الوادي المتصدع متجهاً الى بحر الميت. تنبع روافده، الحاصباني، الوزاني، بانياس واللدان من جبل حرمون وهضبة الجولان ومن ثم تلتقي بنهر اليرموك حيث تصبح مياهه غزيرة ومورداً أساسياً للري في المنطقة.

(صورة)
في زيارتي لنهر الأردن

لم تكن زيارتي له مهمة إستقصائية ولا إستطلاعية. هي نشاط من ضمن برنامج إجازتي في الأردن والأمكنه الأثرية والتاريخية فيه. بمعنى آخر لم أكن أفكر بمشكلة المياه في الشرق الأوسط يوم قررت أن أضع نهر الأردن أو "المغطس" مثلما يسمونه الأردنيون على لائحة زياراتي هناك. كان هدفي زيارة الموقع الذي عاش فيه يوحنا المعمدان والمكان الذي تعمد فيه المسيح ولتنفيذ هذه الزيارة اضطررت ُ أن أنسق مع المكتب السياحي لتنظيم هذه الرحلة بصورة مخصصة لنا فقط كون "المغطس" ليس من الأماكن الشعبية أو المزدحمة كبقية المأماكن الأثرية والسياحية الأخرى في الأردن.

كانت حشريتي الثقافية والتاريخية تكبر كلما قرأت عن الآثار المسيحية في منطقة الشرق الأوسط وذُهلت حين علمت ان للأردن حصة كبيرة من هذا التراث.
منطقة المغطس ليست كثائر المناطق السياحية الصاخبة في الأردن. الحركة فيها بطيئة جداً وحركة المرور على الطريق شبه مشلولة. حاجز تفتيش للشرطة الأردنية في مدخل المنطقة جعلني أتذكر بعض الشيئ رهبة الحواجز العسكرية أيام الحرب في لبنان.
لدى وصولنا الى مدخل منطقة "المغطس" ومكتب الإستعلامات هناك إستقبلنا مرشد سياحي ليرافقنا الى الباص المخصص لنقل السواح الى موقع النهر. على الطريق شرح لنا عن أهمية نهر الأردن التاريخية والدينية إذ صُنف كمكان مقدس ووُضع على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي بعد أن عاش على ضفافه القديس يوحنا المعمدان وتعمد فيه السيد المسيح.

(الصورة)
جانب من الترميمات للموقع الذي تعمد فيه السيد المسيح والدرح الذي نزل عليه

نزلنا من الباص واذا بالمرشد السياحي يقول لنا "تتبعوني ولا تذهبوا يميناً ولا يساراً، إن المنطقة مزروعة بالألغام" وبالرغم من حرارة الشمس وحدة الحر الشديد، قشعريرة من البرد إجتاحت جسدي لتنسيني رهبة "المكان المقدس" المفروش بغابات الزيتون على مد النظر الى ان يرتطم تحليق عينيك بنهر الأردن البعيد والعلم الإسرائيلي المرفرف على ضفته الغربية.

(صورة)
(العلم الإسرائيلي على الضفة المقابلة للأردن)

الطريق الى النهر مبلطة ومحددة بحبالٍ قوية تفصل درب "المغطس" عن بساتين الزيتون "والألغام".
خلال سيرنا الذي إستغرق أكثر من ساعة ردد المرشد كل الآيات المذكورة في الأنجيل والتي تتناول نهر الأردن وحياة القديس يوحنا المعمدان على ضفافه بالإضافة الى عمادة المسيح في مياهه.
سكون غريب سرقني الى عالم ضبابي وكأني كنتُ أحلق في السماء بالرغم من إلتصاق قدمي بالتراب. بدا لي صوت المرشد وشرحه عن المكان والزمان كغيمة تمطر خلف تلال بعيدة ولم أعد أسمع سوى زقزقة العصافير "المعشعشة" بين أغصان الزيتون والأشجار البرية على ضفاف النهر "المحتضر".

(صورة)
الكنيسة البيزنطية للقديس يوحنا المعمدان

في منتصف الطريق تقريباً تمتشق كنيسة كبيرة ذو قبة ذهبية اللون بناها البيزنطيون لذكرى القديس يوحنا المعمدان. لم نتمكن من زيارتها بسبب وصولنا المبكر (وقت الظهيرة). تابعنا السير الى أن وصلنا الى الآثار المتبقية من الكنائس الثلاث التي كانت بناها البيزنطيون في موقع المغطس والتي بسبب الترميمات، نراها اليوم موزعة في الجهات الأربع لموقع عمادة المسيح "المغطس".


كُتِب عن تلك الكنائس ما تنقله لنا هذه الصورة في موقع الكنائس :"أُقيمت على الجانب الشرقي من نهر الأردن خلال العصر البيزنطي (القرن الخامس والسادس الميلادي) وتتكون من ثلاث كنائس أُقيمت فوق بعضها البعض ذات أرضيات فسيفسائية ملونة ورخامية ويصلها درج من الرخام. في منطقة نبع يوحنا المعمدان مع نهر الأردن، حيث وُجدت قاعدة حجرية ذكرها الرحالة والمؤرخون وُضع عليها عامود رخامي مثبت عليه صليب معدني كدلالة على مكان تعميد المسيح. كما يوجد بقايا قوس حجري وكنيسة ذُكِر انه المكان المكان الذي خلع فيه السيد المسيح رداءه قبل النزول الى المياه ليتم تعميده على يد يوحنا المعمدان."

(صور الكنائس)

في موقع الكنائس و"المغطس" إلتقينا بثلاثة رجال أجانب ومرشد سياحي آخر يرافقهم. بدا لي المكان وكأنه فعلاً مهجور بالرغم من الترميمات الجارية والتي تعكس إهتماماً واضحاً من قِبل الجهات الرسمية بالمكان وبأهميته الأثرية-التاريخية والدينية.
تراءى لي ان المكان بسكونه هو ملكنا وحدنا وفي طريق العودة أصرّيتُ على المرشد أن يسمح لنا بالإقتراب الى حافة النهر وبقطف سعفة صغيرة كذكرى لزيارتنا هذه. بعد إلحاحي "المُتعِب" سمح لنا أن نأخذ صورة سريعة ونزل هو بنفسه الى حافة النهر وقطع لنا بعض السعف.

(صورة)
على ضفاف النهر مع المرشد السياحي

في لحظة وبثوانٍ قليلة حضر أمامنا شرطي .. كأنه سقط من السماء أو خرج من الأرض، ليطلب منا الصعود الى المكان المخصص والمسموح به فقط للسياح.
طيلة سيرنا ونحن نظن اننا وحدنا في رحابة المكان! من أين حضر ذلك الشرطي وكيف علم اننا نزلنا الى حافة النهر؟!
وكانت عودتي الى أرض الواقع ... من جديد، لفحتني نسمة رطبة لتغلف جسدي بآخر رمق من مياه نهر الأردن الحزين، أحملها معي صورة لواقعنا وواقعه الأليم. إن الأمن قد طغى على كل شيئ والسياسة قد حولت كل عنصر جميل وهَبتهُ الطبيعة لنا الى لعنة نرتطم بها كلما حلمنا وحلقنا ووعدنا أنفسنا بعالم أفضل وبوئام مع الأرض والطبيعة.
منذ ألفي سنة إلتجأ يوحنا المعمدان الى هذا المكان وارتمى بين أحضانه ليغسل آثام "البشر" ويطهرها بالمياه فجعل والسيد المسيح من نهر الأردن أداةً لثورتهما ضد الباطل ونصرةً للتغيير .. اليوم إجتاح التلوث النهر وأصبحت مياهه عكرة بسياسات أنظمتنا الملونة تارة بالبطش وتارة أخرى بالإرتخاء .. بالفلتان .. والإستسلام.

قد يكون الإنسان ظالماً وجاحداً أحياناً. لطالما إعتبر نفسه ذكياً ومتطوراً يوم إجتاح السماء وكواكبها ...
ولكن الويل له يوم تغضب منه الطبيعة وتقنط منه الشمس ومن دورانه من حولها. إن كل ما حققه لن يكون الا حفنة من الغبار في أسرار كون لا بداية له ولا نهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميل
هشام آدم ( 2010 / 2 / 20 - 17:51 )
مبحث جميل، استمتعت بقراءته للغاية شكراً جزيلاً

اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام