الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماعة سيدي رضوان تستغيث...

احمد اسريفي

2010 / 2 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بعد أن عزلتها الأمطار عن العالم الخارجي
جماعة سيدي رضوان تستغيث...
يسكن جماعة سيدي رضوان نحو 25 ألف نسمة وهي تابعة لإقليم وزان المولود حديثا، هذا المولود الجديد الذي لا يزال في المهد صبيا، بعد إلحاقه بجهة الشمال.. قبلها كانت تابعة لإقليم سيدي قاسم التابع بدوره لجهة الغرب.
تمتلك جماعة سيدي رضوان أربع مسالك طرقية رئيسية تربطها بالعالم الخارجي، الأولى إلى مدينة وزان عبر دوار تكسرت وتعتبر الشريان الرئيسي بحكم قربها من مدينة وزان(20كلم)، والثانية تمر عبر عين الأربعاء وترتبط بالطريق الوطنية الرابطة بين وزان وجرف الملحة في اتجاه مكناس، والثالثة تمر عبر دوار الخرب وتربط الجماعة بجماعة سيدي بوصبر، أما الرابعة فهي التي تربط الجماعة بسد الوحدة ومدينة وزان، وتعتبر من أول وأقدم المسالك الطرقية لجماعة سيدي رضوان بحكم أنها من مخلفات الاستعمار، وبالرغم من قدمها فقد قاومت بشدة وبقيت كمتنفس لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لجماعة سيدي رضوان وجماعة زومي، قبل أن تصبح الآن في خبر كان.. وتستسلم في النهاية، وتعلن القطيعة، وأنها لا تقبل أن تكون مجرد معبر يتم اللجوء إليه بعدما تسد كل المعابر والطرق... لتصبح جماعة سيدي رضوان في عزلة تامة عن العالم وعلى الراغب في الدخول إليها أو الخروج منها البحث عن طائرات ف16.. مما كان له انعكاس كبير على الوضع التعليمي والصحي بالمنطقة.. ولا يزال...
هذا دون الحديث عن المسالك الطرقية التي لا يتم الاهتمام بها والتي لا نحتاج للحديث عنها لان المسالك الرئيسية مقطوعة فما بالك بالمسالك الثانوية والتي تهم الدواوير الهامشية والتي لا يرى فيها المسؤولون سوى خزانا انتخابيا بامتياز..
فجميع الطرق التي تربط الجماعة بالعالم الخارجي أنهكتها الأمطار، وأظهرت مدى تفاني المسؤولين والمقاولين في إتقان أعمالهم وعلى الخصوص منها القناطر التي عزلتها المياه من كل جانب وأظهرت هشاشة الأعمال.. والتنمية المغشوشة "هادي غير سيدي رضوان، غير كور وعطي اللعوار".
لم يحرك ذوي الاختصاص والمسؤولية أي ساكن في اتجاه البحث عن حل أو مخرج لبناء قنطرة جيدة بمواصفات حديثة، ومحاسبة الذين قاموا ببناء تلك القناطر المقنطرة التي لا ترقى إلى أدنى مستوى مطلوب، بل لو كانت العدالة لكان بانيها وحاميها في السجن الآن.. فلم ينفع المواطنين سوى أن "شمرو على سواعدهم" معتمدين على أساليبهم وأدواتهم البدائية من فؤوس وغيرها ، وبدؤوا في إصلاح وترميم القنطرة بالأتربة والرمال حتى يتمكن الداخلون إلى جزيرة سيدي رضوان من دخولها وعلى رأسهم رجال التعليم والموظفون وليتمكن أيضا الزائرون والطلبة وذوي الحاجات من مغادرتها لقضاء مآربهم وحتى لا يبقوا محاصرين هنا والآن وأغراضهم ومواعيدهم في مهب الريح...
إن الكوارث العميقة التي عانت منها جماعة سيدي رضوان على جميع المستويات وبالخصوص المسالك الطرقية الرئيسية تتكرر كل سنة ولا يلجأ السادة الكرام أصحاب القرار والمسؤولية بعد هدوء الأمطار إلا إلى مسح وجهها بقليل من الرمال والاسمنت والأحجار، حتى إذا جاءت الأمطار مرة أخرى كشفت محتوى التنمية التي نتغنى بها في العالم القروي، وهذا السلوك يشبه إلى حد ما تلك المرأة التي تتزين بالماكياج ومختلف أنواع الدهون والكريمات، حتى إذا رأيتها حسبتها حورية من حوريات الجنة.. وما أن تزول تلك الدهون حتى يظهر لك بالفعل جمالها الحقيقي، وأن ذلك الجمال السابق ماهو إلا قناع وتنكر.. هكذا هي التنمية في عالمنا القروي، قائمة على المكر والنفاق والخداع والتزييف..
إننا بالفعل أمام استهتار الجهات المسؤولة بالمواطن القروي.. إننا أمام تنمية ننشدها دوما كتنمية حقيقية لكنها تظل دوما معطوبة ومؤجلة، والى متى؟؟؟ وفي انتظار المجهول؟ والتنمية المجهولة.. والمعطوبة.. التي لا تجعل من الإنسان محور اهتمامها، وإنما المادة والمدخول والريع والربح على حساب الضعفاء؟؟
والى أن ينعم سكان جماعة سيدي رضوان بتنمية حقيقية.. دمتم في انتظار المجهول...


أحمد اسريفي
طالب سوسيولوجي
وزان في 21/02/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي دائما تستغيث
redounie ( 2010 / 2 / 23 - 16:26 )
سيدي رضوان دوما غارقة وهي تستنجد ولا من يحرك ساكنا.. للاسف حتى مجلسنا الذي علقنا عليه أمالا كبيرة في سبات عميق؟؟؟؟؟ الله يحفظ وصافي
شكرا...


2 - بني كللة
نبيل براضي ( 2010 / 12 / 25 - 20:57 )
لن أقول شيء لأن ما قاله الاخ أكثر من الكافي

اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال