الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين، وجه آخر للخرافة

رندا قسيس

2010 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نتشدق كثيراً بالكلام عن الخرافة و السخرية منها و كأنها اصبحت من ذكريات الماضي، فكثير منا لا يعي وجود الخرافة حوله و استحوازها على ممارساته اليومية و ذلك يعود بالطبع الى ارتداء الخرافة زياً دينياً، فقد حافظ الدين عليها بل حولها الى بعض من اعاجيبه الالهية.
الا انه علينا ذكر افضال الخرافة على المجتمعات في مرحلة ماضية، فقد ساهمت الى حد كبير في تطوير مفاهيم تتعلق بادارة المجتمع و خاصة بما يتعلق باحترام الملكية الخاصة، فقد اسست لتنظيم الجماعة و الاسرة، فكانت المحرك الاساسي و الدافع في تقييد الانسان بقوانين جماعية، مع العلم ان الخرافة قد فتكت باشخاص كثر. و من الخرافة ظهرت الاساطير و المحرمات و الاديان فمنها ولد الاله و ترعرع على اسسها، لتتأقلم الالهة و قوانينها مع عادات الشعوب كما حصل في المسيحية على سبيل المثال عند اعتناق الرومان لها، فميلاد المسيح هو احتفال وثني بميلاد الشمس، لتقرر الكنسية فيما بعد الاحتفاظ به كميلاد له، و نجد ايضا تشابه طقوس عيد الفصح مع طقوس ادونيس، كما ان هناك الكثير من الاحتفالات المسيحية المستمدة من الوثنية.
سأتطرق الى صورة العذراء في الدين المسيحي الحاملة لطفلها من دون اي اتصال جسدي مباشر، لنجد مبدأ الحمل من دون ربطه بالرجل عند قبائل " البانجاداس"، و ذلك لجهلهم في ذلك الوقت بعلاقة الرجل بتلقيح البويضة و ظنهم ايضاً بتكاثر الحيوانات و النباتات من خلالنا، حيث كان الاعتقاد السائد ان لحظة حصول الحمل مترافقة بشعور ينتاب المرأة عند احساسها بارتعاش في الثدي، فكان عليها ان تستذكر في تلك اللحظة عما اكلته او رأته او فكرت به كنبات او حيوان كي يتم اعطاء الطفل لاحقاً طوطمه و لهذا يعتقد ان الخرافة البدائية هي اصل الطوطم على حسب ما شرح "فريدزر"، اذاً نرى ان فكرة الحمل من دون رجل قد تواجدت عند الكثير من القبائل الا ان المرحلة الروحانية التي تبعتها، اضفت عليها بعداً عجائبياً و هذا ما نراه في اعجوبة العذراء.
لا تحتكر الخرافة ديناً واحداً بل تمتد الى جميع الاديان، الا انني تطرقت قليلاً الى الدين المسيحي و ذلك خشيةً من الحساسية المفرطة الموجودة عند المسلمين و خشيةً من اتهامي بالعدوانية ضد اليهود في حال تطرقي الى الخرافات المتواجدة عندهم، لهذا رأيت انه من الاسلم ان اعطي الامثلة عن دين لا يملك اليوم اية سلطة سياسية او قانونية كما ان عدم شعور مؤمنيه بالاضطهاد يسهل عملية النقد لتوضيح مدى تشعب الخرافة بالدين.
نلاحظ ان جميع الاديان استلهمت قوانينها و فروضها من معتقدات قديمة لاستحالة نسف كل ما تؤمن به الجماعة من قبل، فنرى ان كل دين يعكس عقلية و ثقافة و اخلاق جماعته المؤسسة على تلك العملية التاريخية المعقدة المازجة لمؤثرات محيطية و مناخية، و كما قال "ويل ديورانت" " يدعم الدين الاخلاق بوسيلتين اساسيتين و هما:الاساطير و المحرمات، فالاساطير تخلق العقيدة فيما وراء الطبيعة". اذاً في كل قانون و معتقد جديد، نرى شيئاً من الرواسب القديمة للشعوب و من هنا نستطيع استكشاف الماضي البعيد و الوصول الى الحقبات البدائية من خلال العناصر القديمة الموجودة في كل قانون او معتقد.
اعود الى الخرافة و الى القرابين التي قدمت ارضاءً لارواح ظناً بقدرتها على التحكم بالظواهر الطبيعية، اما في مرحلة لاحقة فقد نسبت مسألة التحكم الى الهة قادرة على كل شيئ، حتى اننا نلاحظ انه و ليومنا هذا مازالت الاضاحي تقدم لارضاء اله نهلل له و نلقبه بالاله الاعظم او الاكبر. خشي الانسان البدائي قوى الطبيعة و بعد فشله بالتحكم بها قام بعبادتها لتجنب غضبها، فقدم لها القرابين لتتحول مع مرور الوقت الى الهة، فكان لكل مجتمع رؤيته الخاصة بما يخص الهه. لنرى عند بعض القبائل المكسيكية ذات الديانة (الازتيك) بقيامها بقتل الهها الممثل ببعض الاشخاص بطريقة وحشية ليتم سلخ جلودهم و هم احياء للاحتفاظ بأبديتهم و شبابهم الدائم بعد الموت، اي ان الموت عبارة عن بوابة عبور نحو الخلود.
سعى الانسان، على مر العصور، الى تخليد نفسه خوفاً من الفناء، فسطر ابدية ادم و حواء في سفر التكوين و عكس موته عليهما من خلال حرمانهما للابدية التي وهبها الله لهما اما عقابهما بالموت فاتى نتيجة للخطيئة الاولى العاصية لارادة سيدهم و صانعهم عند تجرئهما في اكتساب المعرفة، فالاله الذي رسمناه و خلقناه لايريد الا عبيداً كي يمارس ممثليه على الارض سطوته، من هنا نجد ان الانسان كان مدركاً في اعماق ذاته لقدرة المعرفة على قتل الاله و الاوهام و الخرافات المرافقة له، الا ان اعدامه للاله يرافقه اعداماً لفكرة الابدية و الخلود التي سعى الانسان البدائي اليها فقد كان رافضاً للموت باحثاً عن ادوات تسمح له بابدية خالدة فكان السحر، و الشعوذة، و التابو و قوانينه للحد من فراق الروح للجسد او لعودة اخرى للروح في حياة ثانية، الا ان عجزه في صنع الابدية جعلته يطرح رغباته الى الخارج و يوكل الطبيعة هذه المهمة ليخلق قوى خارقة اخذت اشكالاً عديدة مع مرور الزمن ليعكس بعدها غرائزه الغير مباحة له من قبل الجماعة الى جنات و آهات في ارض الله الخصبة بالممنوعات و المحرمات (كأنهار الخمر و العسل و اللبن و الحوريات ...).
الا انه ما يثير الدهشة هو انجراف عدد هائل من البشر وراء الخرافة المتمثلة في الدين من دون تفكير او تحليل، فمن الطبيعي فهم و استيعاب عبودية الانسان البدائي لامواته، وارواحه و لاعراف جماعته لعدم امتلاكه الوعي الكافي و الناتج عن العلم، فكان من السهل حكم الافراد المتميزين لافراد جماعتهم و ذلك لعدم امتلاك الفرد البسيط اي كفاءة لتعلم سلوكيات متجددة، الا ان ما يصعب فهمه هو حالة الكثير من المجتمعات المنقادة بشكل اعمى وراء الخرافات الدينية و وراء قادتها العاجزين عن اعطاء اي شيئ مميز لها، فهل افترينا على انفسنا عند توحيدنا للالهة و مزجهم باله واحد، لتصبح طريقة تفكيرنا احادية، لنعلن عن تشبثنا باله واحد، وفكر موحد، وقائد اوحد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العلم يتقدم يعني الدين يتراجع
رعد الحافظ ( 2010 / 2 / 22 - 22:00 )
سيأتي الزمان القريب الذي يفهم فيه الغالبية أن المعتقدات الدينية هي محض أوهام نشأت في أوقاتها لحاجة البشر إليها لسدّ نقص في نفوسهم أو توفير الأمل في المستقبل
بتقدم العلم والمعرفة وخصوصاً الانترنت , سيكون بعد بضعة أجيال , المؤمن بتلك الخرافات
كالطفل الذي توقف عقلهِ عن النمو في سنيّهِ الأولى , بينما إستمر جسمهُ ينمو ويكبر
تحيّاتي للكاتبة


2 - هذا الشرق الخرافي
المعري ( 2010 / 2 / 22 - 22:02 )
لعلها من أهم المقاربات لفهم بسيكولوجي موضوعي لمجتمعات الاسستلاب و الاستبداد في هذا الشرق الخرافي.هذا التداخل و التشابك الديني-الطائفي- النفسي-الذهني-السلوكي-السياسي-الاجتماعي وحتى البيئوي و الاقتصادي في صياغة شخصية الفرد االمنعدمة و قطيع الجماعة الحاوي, يمكن أن يشرح أوجهآ متعددة من الواقع البائس حكامآ و محكومين, عنف, فصام,عصاب, غش, تبعية, بربرية.....لعل مصطفى حجازي ممن تناولوا جزءآ من هذا الموضوع بجرأة رائعة في كتابه سيكيولوجيا القهر الاجتماعي. دمت يا سيدتي نافذة من نوافذ النور الحقيقية في هذا البلد المظلم.


مع المودة و الاحترام
د.المعري



3 - امراة أشجع من الرجال
صلاح الدين محسن ( 2010 / 2 / 22 - 23:07 )
راندا قسيس .. أحيي شجاعتك
ولا نامت اعين الكتاب ال.. من أبناء طائفتك و الذين يدعون العلمانية والليبرالية
استمري . لا تتراجعي
ولا تهتمي بوجود أو عدم وجود تعليقات ، ولا تهتمي بدرجة التقييم التي يضعونها . ولا بعدد من قرأوا المقال . لا تلتفتي نحو القراء الذين يركون سعيا وراء مقالات دينية فقط ! ومن النوع الذي علي هواهم .... فهؤلاء لا يغيرون التاريخ . بل في حاجة لمن يغيرهم .. سوقا .
والذين يغيرون التاريخ هم قلة .. قد يكفيك اثنين أو ثلاثة أو حتي واحد منهم يقرا مقالك .. وغالبا ما لا يهتم هؤلاء - من الصفوة الرائدة- بمنح درجة للمقال ولا بكتابة تعليق . الا أن فكر المقال واسم كاتبته يبقيان بالذاكرة
تحياتي اليك


4 - العلمانية تؤمن بالخرافة ؟؟
زائر ( 2010 / 2 / 22 - 23:28 )


الغريبة انه في وكر العلمانية المتشددة والراديكالية فرنسا اقيم مهرجان للتبصير وقراءة الفنجان والبنورة المسحورة واوراق الكوتشينه الشده على راي اخوانا الشوام ، وحضرة اكثر من عشرين الف فرنسي
وكشف التقرير المرافق للحدث ان سياسيين واقتصاديين توجهوا لقراءة البخت
الحقيقة ان الخرافة لم تختف من المجتمعات العلمانية
فلا زالوا يتطيرون من الرقم 13 ومن القط الاسود ويضعون التماثيل امام بيوتهم وعلى ابوابهم لطرد الشياطين والاوراح الشريرة الخ
والمتحضرون جدا منهم يعتقدون في سكان العوالم الاخرى من الكواكب والرجال الخضر الذين سيغزون الكوكب الخ


5 - الاديان نزلت في عصور التدوين مما ينفي اسطرتها
زائر ( 2010 / 2 / 22 - 23:33 )

الحقيقة ان الاديان السماوية نزلت في عصور التدوين مما ينفي عنها الخرافة ولها كتب معتمد لدى كل دين تتفاوت في صدقيتها بالطبع اصدقها القرآن الكريم كما ان اخبار الرسل وسيرهم مدونة مما ينفي الاسطورة
وعجبا لناس يؤمنون باشياء حصلت قبل ملايين السنين ولايؤمنون باشياء حصلت من فترة قريبة نسبيا


6 - كلام على عواهنه
زين العابدين ( 2010 / 2 / 22 - 23:59 )
من السهل أن يتخيل الإنسان حركة ما للأحداث التى تمخض عنها أى بناء فكرى للإنسان ولكن أن يعتبر أن نتاج تصوراته وتخيلاته هى حقائق دون أن يقدم دليلا علميا يبرهن على صدق هذه التصورات فهذا نوع من التهريج الفكرى
وعندما يعتبر الكاتب نفسه أنضج فكرا وأوفر عقلا من- عدد هائل من البشر-انجرف وراء الخرافة المتمثلة في الدين من دون تفكير او تحليل- بما يعنى أنه يفوقهم تفكيرا وقدرة على التحليل بالرغم من أن كلامه يفتقر الركيزة العلمية فهذا تجاوز فكرى غير مقبول


7 - انهما شئ واحد
محمد البدري ( 2010 / 2 / 23 - 02:44 )
شكرا للكاتبة وتحية واجبه لها علي شجاعة طرحها للعلاقة بين الدين والخرافة ، واحب ان اضيف ان الربط بينهما له اصل معرفي واحد يضعهما ضمن تصنيف المعرفة فيما بين ما هو علمي / عقلاني غائب عنا وبين ما هو غيبي / خرافي حاضر فينا.. ولاننا نعيش في عصر جاهلية عربية استمرت معنا لاكثر من 1400 عام دون اي ذنب لنا فيها فان الدين والخرافة اصبحا هما الحقيقة بالنسبة لكثير من مواطنينا. وفي غياب نظام تعليم راقي ستظل الامور علي ما هي وخاصة لو ان القيميين عليه من السلطة من الصنف الحاكم حاليا. شكرا مرة اخري.


8 - أحسنت ولا فض فوك
سوري ( 2010 / 2 / 23 - 05:11 )
بل الأديان هي اليوم الحامل الرئيس للخرافة


9 - خزعبلات
تاج الدين النوبي ( 2010 / 2 / 23 - 06:28 )
تحياتي أخت رندا, موضوع شيق ولقد ناديت لو أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي, هؤلاء الذين يؤمنون ويعملون بهذه الأساطير والخرافات وضعوا عقولهم في جيوبهم واستبدلوه بهذه الخزعبلات فارتاحوا هم ولكن اتعبوا غيرهم فدفع الملايين وآلاف الملايين حياتهم ثمنا لهذه الأساطير, والأعجب من ذلك أنهم يشكلون عبئا على أنفسهم , المسيحيون ضد المسلمون, والمسلمون ضد اليهود , والبروتستانت ضد الكاثوليك, والشيعة ضد السنة,أكثر من أن يكونوا ضد الملحدين أو اللاديينين, فترى معظم نقاشاتهم وكتاباتهم ضد بعضهم البعض ونقد أديناهم فيما بينهم, مما بدأ يقنع الكثيرون منهم بعبثية هذه الأديان وخاصة في شرقنا العربي, والذي مازال يعيش حياة العصور المظلمة من ناحية الدين والمتدينين. تحية لك مرة ثانية وعسى أن يفهم النصارى ومسلمو العصر الطباشيري مضمون رسالتك ويضعوه ضمن المساحات الخالية من أدمغتهم وعقولهم المظلمة.


10 - اؤيدك بقوة
سكر ( 2010 / 2 / 23 - 07:33 )
شكرا للكاتبة الرائعة على هذه المقالة المميزة وانا اؤيدك واتسائل دائما مثل تساؤلاتك فكيف للاشخاص المتعلمين والمثقفين ان يؤمنوا بالخرافات؟
انا اعرف شخص يحمل درجة التكتوراة في ادارة الاعمال حصل عليها من جامعة عريقة في الولايات المتحدة الامريكية وعندما يتحدث عن الدين او اي خرافة غير معقولة ولا مقبولة يقول : كل ما يتعلق بالدين هو من المسلمات التي لا يجب ان نخوض فيها .

فيا عزيزتي رندا التفكير حرام حرام حرام ولهذا لا يفكرون خوفا من النار وطمعا في الجنة والحور العين والغلمان المخلدون.


11 - المؤمنون بالله بالمليارات بما فيهم الجمادات
زائر ( 2010 / 2 / 23 - 10:34 )
الحقيقة ان المؤمنين بالاله يعدون بالمليارات على هذا الكوكب بما فيهم الجمادات والطيور والكائنات ولاقيمة هنا لشوية ملاحدة لا يؤمن بالاله ان الملاحدة يشبهون نقطة في محيط ا وشعرة بيضاء في جسد بغل اسود او العكس


12 - الى المعلق زائر
رعد الحافظ ( 2010 / 2 / 23 - 12:46 )
وجود مليارات من المؤمنيين في هذا العالم كما تقول , لا يعني أنّهم على حقّ جميعاً
فمقابلهم مليارات أخرى غير مؤمنه
ثم أنّ هؤلاء المؤمنين أنفسهم , وأنا وغيري كنّا منهم الى وقت قريب ( فلم نولد كفاراً ),ا ) ,
خرجنا من إيماننا وقوقعتنا , عندما إطلعنا على كتب ومعارف متنوعة
لاتنسى أن المليارات التي تقول عنها من المؤمنين ليسوا على رأي وقلب واحد
بعضهم يكفّر الآخر , وكل منهم يعتبر نفسهِ هو الحقّ المبين , والآخر هو الضلال المبين
لاتنسى أيضاً في داخل الدين الواحد ( الإسلام مثلاً ) , بعض الطوائف تكفّر الأخرى
راجع أقوال وكتابات كبار المشايخ الوهابية مثلاً لتتأكد من ذلك
قراءتكَ لكتب الآخرين توصلكَ بأنّ لهم بعض الحقّ فيما يدعون
وقراءتكَ لمعارف مختلفة كالفيزياء والكيمياء والجيلوجيا والارثولوجي , ستمكنكَ من فهم كثير من الظواهر الطبيعية , ولن تعود بحاجة لإسنادها لقوة غيبية مجهولة لم يراها أحد
العقل البشري ليس محدوداً جداً كما علمونا في صغرنا
يقولون لنا : لا تسألوا عن أشياء إنْ تُبدَ لكم تسؤوكم
تبيّن أن خلايا دماغ البشر غير المستغلة , تكوّن النسبة الأعلى عند حتى آينشتاين
تحياتي لكَ أخي


13 - ان من يعملون بالعلم هم اكثر ايمانا
ahmed ( 2010 / 2 / 23 - 13:07 )
ان من يعملون بالعلم والتقنية هم اكثر ايمانا من غيرهم وهؤلاء لا تنقصهم الرؤية التحليليه كما تدعي الكاتبة ولكنهم لا يستخدمون عقولهم لتبرير تحررهم من الدين وعبادة الله فما اسهل ادعاء ان الدين خرافة وان الله غير موجود لكي يرتاح ضمير الملحد فلا يكون مسئولا امام احد الا القانون وضميره
فالملحد لا يستسيغ ان هناك من يراقب اقواله وافعاله وسيحاسبه عليها حتي وان افلت من العقاب في الدنيا


14 - وماذا عن خرافة العلمانية والالحاد
علي حسين العلي ( 2010 / 2 / 23 - 13:34 )
المشكلة الاولى في هذا المقال انه يسقط في ما يدينه اي القطع في خرافة الدين لصالح خرافة العلمانية علما ان احدا اليوم لا يستطيع القطع علميا بمسائل من هذا النوع والاستشهاد بعدد من المؤلفين الاجانب لا يعفي النص من السقوط في الخرافة التي يدينها فالمؤلف الاجنبي ليس مقدسا وليس الها صالحا لنفي اله اخر والمشكلة الثانية في هذا المقال ان الكاتبة تقدمه وكانه لم يطرق من قبل نعم لقد طرق الاف المرات ومازال يطرق والذين يكافحون الاديان لديهم الحجج بالالاف وهم معروفون وبالتالي لا بد من التاكيد ان ما كتبته الكاتبة هو استمرار لوجهة نظر معروفة وموجودة بل اميل الى الاعتقاد بان النص مستعاد من افكار متداولة وبالتالي ليس جديدا تماما الا بتوقيع الكتابة والمشكلة الثالثة ان هذا النص لاينقلنا مترا واحدا الى الامام فمشكلتنا نحن العرب ليست هنا وانما في مكان آخر ماذا لو اعتمدنا هذا النص كدليل عمل وبدات ثورة عل الاديان فالى اين نصل ؟ والمشكلة الرابعة ان الخرافات الحقيقية في عالمنا العربي هي خرافات سياسية مستوردة سكنت عقولنا وبها ننتج نصوصا ضدنا.لا ليس محاربة الاديان شرطا للنهضة عندنا لقد نهض الغرب بدينه
تابع


15 - ألخرافة
الأب الروحى للأميين ( 2010 / 2 / 23 - 13:41 )
سيادة الكاتبة لم تأتى بجديد ويبدو ان الموضوع لايزال يتم اجتراره هنا وهناك ان حركة الفكر الأنساني تتصف بأنها قابلة للأجترارحيث يساعد الزمن والظروف المحيطة بحركة التاريخ على أعادة صناعتها وانتاج صيغ يفلح مستهلكوها على الترويج لها, والكاتبة وغيرها من المؤمنين بذلك هم مجرد مستهلكين الموضوع أكبر من أن يحتوى فى مقال قصير.


16 - تابع التعليق اعلاه
علي حسين العلي ( 2010 / 2 / 23 - 13:44 )
تابع التعليق السابق
لقد نهض الغرب بدينه وصار علمانيا من بعد وليس كله علماني وليس كله ملحد
وفي تقديري ان الكنيسة الكاثوليكية ابتعد عنها الناس لانها كانت تبارك ظلم الملوك وتتحالف معهم لذا انتشر الشعار الفرنسي الشهير ابان الثورة عام 1789 شنق اخر ملك بمعاء اخر قسيس وليس في الامر اي ايحاء للاستاذة قسيس اذن هذا يفيدنا بان النهضة الغربية ما قامت على الضد من الدين وانما بواسطته لقد انتقلت علوم العرب الى العالم الغربي عبر رجال الدين المسحيين وابرزهم الراهب توما الاكويني واختزنت الكنيسة الكاثوليكية علوم العرب ونشرتها دون مرجعيتها العربية اذن رجاء من اخواننا العلمانيين لا تقولوا لنا
ان نهوضنا شرطه ضرب الدين لا هذا ليس صحيحا خصوصا في هذا العصر السيء الذي يعتبر فيه غلاة التفكير العنصري في الغرب ان صراع الحضارات هو بين الغرب والاسلام


17 - إلى المتدينين
سامية الحشاش ( 2010 / 2 / 23 - 17:18 )
المتدينون يؤمنون بوجود الله لكن اثنين منهم لا يتفقان على صورة وجوده. هل هو شخص له رأس وبطن وفقار يجلس على العرش يأكل كما حكى عنه محمد يأكل الفواكه من سدرة المنتهى في حكاية المعراج ، ويفضل اللحم المشوي كما رأى أنبياء اليهود؟ هل هو روح تتواجد في الأكوان القصية التي تبعد عنا 12 مليار سنة ضوئية،روح وتملك جهازاً عصبياً يعي ويسجل على الخلق أفعالهم. إن اتفق اثنان على صورة لله فساؤمن معهما


18 - كلاكيت مرة أخرى
تاج الدين النوبي ( 2010 / 2 / 23 - 17:27 )
كما توقعنا جاء الهجوم والانتقاد من الجانبيين, الذين باعوا عقولهم,- معذرة لا انوي الازدراء بأحد- جاءوا يتلاومون موجهين الألسنة الحداد للكاتبة والملحدين فهم العدو المشترك للصليبين من أهل الشرق ومسلمو عصر الديناصورات, فقد صدق الناطق باسم إلههم عندما قال هذا ما وجدنا عليه آباؤنا الأولين!! احد المعلقين استند إلى كثرة المؤمنين لصحة الأديان ووجود الإله, فلو استندنا إلى الأغلبية لكانت البوذية والهندوسية هي الدين الحق, احدهم ذكر بان العلماء هم أكثر الناس إيمانا,, نعم هم أكثرهم إيمانا بان لا وجود لهذا الشبح السادي القابع في السماء إلا في عقول الجاهلين, العلماء الحقيقيون هم قادتنا من الظلمة إلى النور, من جاليليو إلى كوبرنكس , من ابن عربي إلى طه حسين , من المعري إلى نجيب محفوظ, أما علماء السوء, من أهل الأديان فهم قادتنا إلى ظلمات الجهل ومستنقع الأديان النتنة...


19 - الاديان حقا تجارة لاتبور
ابومودة ( 2010 / 2 / 23 - 19:39 )
عمتم مساء جميعا
صدق من قال ان الاديان تجاره لاتبور
الاديان خرافة من خرافات اساطير الاولين كل نبي نقلها لمن حوله بطريقته الخاصة وان جميع الانبياء هم عباقرة عصورهم والا لما استطاعوا نشر افكارهم هذه بالرغم من المعارضة الشديدة التي واجهوها من اقرب الناس اليهم
ان قصص الكتب الاديان متشابهه في مواضيغها وبأختلاف بسيط في الاسماء فمثلا قصة نوح جاءت من قصة الطوفان في اساطير بابل وسومر وقصص اخرى مأخوذه من اساطير الاولين
وكل دين يكفر دين من بعده وهكذا
واخيرا التمسكم الدعاء عند الهة الحب والسلام بان يعم ربوع الكون السلام ولكم جميعا مني سلام


20 - إلقاء الأحجار في الماء الآسن
محمد المصري ( 2010 / 2 / 23 - 19:40 )
من الرائع إلقاء الأحجار في الماء الراكد, الآسن..
بالفعل تحتاج البشرية إلى التحرر من عبودية الخرافات الدينية, التي تفسد العقول بنبذ التفكير العلمي السليم , وتبذر الكراهية والعنصرية والدمار..
اللادينيون في العالم العربي بحاجة للمزيد من التكاتف البناء والعمل في الحد الادنى على دعم المطالبة بدساتير علمانية حقيقية تجعل من الإيمان الخرافي الديني أمرا فرديا دون أن يتطور إلى نسق فاشي قاهر كما في النفطية الوهابية السعودية...
أنبه ختاما إلى الدور الرائد الذي يبذله اللاديني الإنجليزي المرموق , وعالم البيولوجي التطوري -ريتشارد دوكينز- في التنبيه إلى خطورة الفكر الديني الخرافي على البشرية , وأوصي بقراءة كتبه , ومشاهدة أفلامه التسجيلية المترجمة, لفائدتها الكبيرة في هذا السياق, وهذه الأفلام متاحة من خلال هذا الموقع ..
أختم بتحية تقدير واجبة إلى كل لاديني لاسيما في عالمنا العربي إخترق بعقله صدأ الخرافة السميك والرهيب الجاثم على العقول في عصر العلم!

تحياتي وتقديري
لاديني مصري.


21 - رعب الاديان
alsaid ( 2010 / 2 / 23 - 20:06 )
يكفى الكره الذى سببته الاديان بين البشر المسلم يكره المسيحى واليهودى والعكس صحيح لماذا وهل الله كان يعلم بما سيحدث ام لا
هل الله كان يعلم ان الدين الذى سيرسله للبشر سيفرق بينهم وسيكون سبب حرب وقتل
هل كان يعلم ان الانسان المخلوق سوف يحرف هذا الدين بل وسيقتل الرسول او النبى المبعوث بأسم الاله
هل الله كان يعلم ان اخلص واعظم ملائكته سيعصى امره امام باقى الملائكه فأين هيبة هذا الاله
كيف الله يأمر الانسان بقتل اخيه الانسان لانه لم يؤمن بالدين الجديد الذى ارسله هو نفس الاله
ارجو من يعرف اى رد ان يرسله لى رجاء
وشكرا


22 - تحية للأستاذة و المفكرة رندا
د.راشد حسن طه ( 2010 / 2 / 23 - 22:44 )
شكرا من القلب على هذا المقال القيم.
ولاشك أن البشرية سوف تحث الخطى في عصر الملتيميديا نحو المزيد من الوعي وتبني الأسلوب المنهجي العلمي في التفكير والإستقراء، على الرغم من وجود قوى كبيرة تحاول حاليا الإرتداد الى عصر الظلمات .فالتفكير العلمي يأتي نتيجة حتمية لتراكم المعلومات وهو تطور لايمكن وقفه .والمهم هو أنه يجب على الأجيال أن تحاول التخلص من الخوف الذي زرع في الأذهان بقوة منذ الطفولة من عقاب- الأله- وحرقه لمخلوقاته المسكينة بنار جهنم وبعضهم خالدين فيها أبدا . وحتى لو وجد الإله فلا بد له من صفات الرحمة والغفران وسعة الأفق والعقل لأنه من ا لمفترض أن يكون أكبر بكثير من أن ينزل الى مستوى هذه المخلوقات الصغيرة التي خلقها هوبنفسه وهو الذي فرض عليها أن تكون كما هي ولايمكن أن يجعلها ندة له وهي نثرات صغيرة بالنسبة له اذا أخذنا بعين الإعتبار سعة هذا الكون أو الأكوان الموجودة والتي تتمدد باستمرار والتي رصدنا حتى الآن نجوما ومجرات عملاقة على بعد أكثر من 15 مليار سنة ضوئية والسنة الضوئية تقارب 10 آلاف مليار كيلومتر وإذا كان لابد لهذا الكون العظيم من خالق عظيم فلابد من خالق أعظم لهذا الخالق .


23 - الالحادية والعلمانية قتلت من البشر اكثر
عامر ( 2010 / 2 / 24 - 05:08 )

الحقيقة ان الرعب الذي اوجده الالحاد والعلمانية اكبر بكثير من رعب الاديان ؟! بالكوكب معرض للتفجير عدة مرات بسبب القنابل الهيدروجنية التي صنعها عقل انشتاين ؟! الملحد وكانت قراءات انه مؤمن في اوخر حياته ،
كما ان العلمانيون ذهبوا بالحروب الى اشواط غير مسبوقة واخترعوا الابادة العامة للبشر والشجر والحجر ورمي الفيتناميون مثلا بالمادة البرتقالية التي نتاجها حتى اليوم اطفال مقصوصي الاطراف ومشهوين بشكل مخيف ولا افلام الرعب
ان ضحايا الحرب العامة الاولى عشرون مليون والثانية ستون مليونا فكيف لوقامت حرب عالمية ثالثة كم سيتبقى من البشر ؟!


24 - الكثرة لا تعني شيئاً، للمعلق زائر
سوري ( 2010 / 2 / 24 - 05:22 )
لو كانت كثرة المؤمنين بشيء تؤكد وجوده فمعنى ذلك أن الأرض مسطحة!!! هذا ما حصل بالضبط قبل كم مائة سنة حيث كان كوبرنيكوس وربما بعض الناس لا يتجاوز عددهم العشرة يؤمنون بكروية الأرض في حين كان مئات الملايين يؤمنون بتسطيحها
وماذا حدث بعد ذلك؟ أنت تعلم

ثم من أين أتيت أن الطيور والحيوان والجماد يؤمن بالله؟ تكذبون الكذبة ثم تنفخون بها ثم تصدقونها وبعدها تستشهدون بها كحقيقة راسخة، هل هذا منهج علمي؟؟

ولأحمد وأمثاله: كل هذا الإيمان لم يغير شيئاً من ارتكاب الجرائم، وثبت فشل الرقابة الإلهية، وأجزم من معرفتي الشخصية أن اللادينيين أكثر التزاماً بالأخلاق العامة بكثير من أقرانهم المؤمنين، حيث عند المؤمنين المغفرة الإلهية جاهزة وحسب الطلب، لأن كل منهم عنده الله يعمل لحسابه ويحبه ويعرف عن (طيبة قلبه) في حين اللاديني يعلم أن فعله إنساني حصراً ولا إله يغفر له إن أخطأ بحق أخيه الإنسان

فكرتكم عن اللادينيين طفولية متخلفة، وأكاد أجزم أن كل لا ديني هو إنساني بالضرورة

تحياتي للكاتبة المبدعة وإلى المزيد