الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحذر فالذئب يغير شعره ولا يغير طباعه

عواطف عبداللطيف

2010 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


توقفت عند مثل صربي قاله لي زميل لي في الهم والوجع والغربة والحنين للوطن (أن الذئب يغير شعره ولا يغير طباعة ) فسارعت وبحثت وتعرفت على مزايا وصفات الذئب أدرج المهم منه لعلها تفيد :

1-أن الذئب هو ذلك الحيوان الخبيث الذي يظهر الكرم وهو يكن الغدر وهو من أشرس الحيوانات .
2-- قال ابن عبد ربه الأندلسي في كتاب العقد الفريد من طبع الذئب محبة الدم ويبلغ طبعه أن يرى ذئباً مثله قد دمى فيثب عليه ويمزقه.
3-الذئب أشد السباع مطالبة وإذا عجز عوى عواء استغاثة فتسامعت به الذئاب فأقبلت حتى تجتمع على الإنسان أو غيره فتأكله وليس في السباع من يفعل ذلك غيرها وأنه عندما يفترس الضحيه يقوم باستخراج الاحشاء أولا أو مايسمى عند الباديه ((بالشواء)) وهي الاعضاء الطريه داخل الجسم مثل الكبد والكليتين والطحال والامعاء فيلتهمها اولا ومن ثم باقي الجسم .
4-له تاريخ دون سائر السباع ـ بالغدر والعدوان وشدّة البأس والبراعة في الفتك.. وإن الأمر لكذلك، وإلا لما خافه يعقوب على ابنه يوسف، عليهما السلام.. فلم يذكر أسداً ولا نمرا وإنما قال عنه ربه "إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"(1).. فيالها من سطوة سطوته منذ تلك العصور الغابرة ,أما تحت بند (ما يقال) فحدّث ولا حرج، فلكثرة إسرافه في القتل تصوروه جائعا أبداً، حتى قيل في الأمثال " أجوع من ذئب".
5- مضرب الأمثال في الدهاء والفطنة والحذر.. وبالغوا في حذره حتى تصوروه ينام بعين واحدة ويترك الأخرى مفتوحة تحرسه وفي ذلك قال حميد بن ثور قولته المشهورة :
ونمتُ كنوم الذئب في ذي حفيظةٍ = أكلت طعاما دونه وهو جائع
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي بأخرى= الأعادي فهو يقظان هاجـــع

6-رمزا للصوص وقطاع الطرق والمارقين والدهاة.. وفي القاموس: ذؤبان العرب لصوصهم ورعاعهم.. وتعني كلمة ذؤبان أيضا صعاليكهم وشطارهم أو قطاع الطرق وقراصنة الصحراء.. وقد عُرفت هذيل بين العرب بالصعاليك الذؤبان .
7- وضربوه مثلا للغدر ومعايشة النفاق، ورمزوا به عن الأشخاص الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة، قال الدوادي:

وإذا الذئاب استنعجت لك مــــرة = فحذار منها أن تعود ذئابا
فالذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى= من جلد أولاد النعاج ثيابا

8-قال القزويني عن سلوكه في كتابه "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" : الذئب حيوان كثير الخبث ذو غارات وخصومات ومكابرة وحيل شديدة وصبر على المطاولة وقل ما يخطئ في وثبته وهو نموذج للغدر والدهاء والمكر الذي يمارسه بعض بني البشر في حياتهم اليومية .
أنا لست هنا بصدد كتابة مقال عن الذئب ولكن من أجل ما جاء أدناه :
أن العراق يقف هذه الأيام في مرحله حرجة ونحن نرى أنواع المكر والغدر والخداع خاصة وأن الأستعدادات لخوض الانتخابات النيابيه قائمة على قدم وساق والأحزاب العراقيه والقوائم شرعت بحملاتها الدعائية وبدأت أموال العراقيين المسروقه وأموال الدول الخارجية الداعمة تبان بشكل كبير على البعض منهم من خلال حجم الأعلانات التي صرف عليها ملايين الدولارات إضافة أستخدام طرق جديدة في المكر والحيلة بأستغفال المواطن والضحك عليه عن طريق الهدايا والوعود الكاذبة والكرم الوقتي المزيف الهدف منه شراء الأصوات مبتعدين عن كل ذمة وضمير ليراهم الناخب العراقي بشخصية المنقذ والأمين والوطني الحريص على وطنه والذي لم تمسه جاهلية الفساد ولا طائفية المذاهب ولم يسعى خلف مصالحه الخاصه لا من بعيد ولا من قريب .
إنها تقريباً نفس الوجوده التي فشلت مع سبق الأصرار في إدارة مسيرة الحياة في العراق نتيجة مشاركتها في العملية السياسية سواء في الحكومة أو في البرلمان وعجزت أن تقضي على الأرهاب وتقف مع حامل الشهادة والكفاءة بوجه المزور والجاهل وتكون مع حقوق المرأة وتساهم في كتابة القوانين والتشريعات والقوانين التي تركتها معلقة ولم تعمل على تعديل الدستور ومساعدة الشباب والمحافظة عليهم من الضياع وعن إيقاف نزف الدم وعن دمار البلاد أقتصاديا وتجاريا وزراعيا وصناعيا وعدم متابعة طريقة تنفيذ العقود من أجل أستعادة الأموال المسروقة والمحافظة على ثروات الوطن وخيراته ومحاسبة السراق والفاسدين والمرتشين واحالتهم الى القضاء للقصاص وكذلك عجزت عن توفير أبسط أنواع الخدمات الضرورية للمواطن للعيش كما يعيش بقية مواطني بلدان العالم بأمواله ومن خيراته وبدون معونات وصدقات أحد والأهم من كل ذلك هو بقاء الوطن تحت سيطرة المحتل.

وأن الأفتقار الى المواجهة والشفافية بشكل واضح جعل الأمور تختلط وتتشابك وتصبع العقدة كبيرة من الصعب أن يجدون طريقة لتفكيكها,, متناسين بأنهم جميعاً يتحملون المسؤولية عن كل الأخفاقات التي رافقت العملية السياسية وطريقة الأداء والفساد والترهل والتعقيد في العديد من الأجراءات وعرقلة المئات من القرارات ,,إنها نفس الوجوه التي أوصلت البلاد الى أن يكون من أكثر دول العالم فساداً فيه يعيش اللصوص وقطاع الطرق والمرتشين والمزيفين بكل حرية وفخر ,,ولكنهم تحولوا من قائمة الى أخرى وبقيت الممارسات واحدة لأن الأخلاق هي نفسها الأخلاق والأختيار هو نفس طريقة الأختيار بدون الأحتكام على معايير الاستقامة والكفاءة والفاعلية والمواطنة الصحيحة بل تم الأعتماد على محاصصات طائفية وحزبية ومكاسب شخصية وتنفيذ أجندة لدول خارجية أمتدت أياديها بشكل كبير داخل العراق لتعبث به كما تشاء وكما تريد فلا زال في القوائم من المزور للشهادة والمرتشي والمفصول في السابق لأغراض مالية وظفها ليكون مناضل يستحق التعويض ليصعد الى أعلى المناصب بشكل غير شرعي ولا قانوني حاله حال المئات ممن عادوا الى الوضائف بدون وجه حق بأعلى المراكز؛ ولأن الشعب أخذ يدرك ما حدث ويحدث وفهم الكثير من الأمور أصبح كل منهما يريد أن يرمي الكرة في ملعب الآخر مستخدمين اشكال من الكذب والتلفيق لأستغفال المواطن مبتعدين عن مصلحة الوطن والمحزن هو عمليات التشهير والتسقيط العلني التي تتم بين الكتل بكافة الوسائل فنراهم يتراشقون بالكلمات مع انواع الأتهامات والأدلة والوثائق وما نراه في الفضائيات وعلى شبكة الأنترنيت يصيب القارئ بخيبة أمل وهو يتابع على مضض والمرار يقطعه من الداخل وفي حيرة من الصادق ومن الكاذب ومن السارق ومن النزيه ومن الوطني ومن الخائن وأين ذهبت أموال وخيرات الشعب في هذا الصراع وبين هذه الكيانات وكيف وصل البلد لما هو عليه ولا أحد يعلم كيف يعود هؤلاء من جديد للترشيح ولأستلام دفة الحكم أربع سنوات أخرى ما الذي سيتغير لن يتغيير شئ بل على العكس سيجرون البلاد الى الهاوية بشكل أكبر والخوف في القادم من الأيام نتيجة الأتفاقات التي تتم وتدور في الخفاء من أن تحدث تصفيات جسدية وعمليات أرهابية يكون ضحيتها المواطن الغلبان وكما يحدث الآن من عمليات أستهداف للمسيحين في الموصل من أجل زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد .

وعندما نتابع التصريحات الحالية وتزايد الطموحات الأنتهازية نراهم جميعاَ يحاولون التصرف بكل دهاء وحكمة وحذر مرددين شعار الوطن فأين كان الوطن خلال هذه السنوات هل كانوا في سبات عنه أم أن الذاكرة عادت أليهم فجأة ليتذكروا إن هناك وطن وعليهم القيام بخدمته,ولكننا لو دققنا فيها لوجدناها تصب في هدف واحد هو كيفية الوصول إلى المنصب والسلطة ولا نعلم ما الذي يجعلهم يرشحون بكل هذه الثقة وعن أية منجزات حققوها يتعكزون وعلى أية مشاريع نفذوها يستندون وعن أي أهداف يهتفون ,ونحن نعلم علم اليقين أن همهم الوحيد هو التشبث بالكرسي الذهبي الذي من وراءة تم شراء العمارت والفلل والشقق خارج العراق وداخله والحصول على العديد من الأمتيازات.

أن المسالة العراقية في بعدها الأخلاقي والأنساني هي ندبة عار في وجه من سولت له نفسه بيع العراق وتفريغه من كفاءاته بالقتل والتهجير فما الذي جناه العراقيون لكي يعاقبوا بما هم عليه الآن , ما الذي جناه الأطفال لتغتال من وجوههم البراءة وأصبحوا لا يسمعون سوى صوت الرشاش والبندقية ولا يشاهدون سوى نهر الدم , ما الذي جنته النساء ليزداد عدد الأرامل ولا أحد يلتفت لهن ما الذي جناه الشباب ليفترش الشوارع فعلاً أنها عملية تفريغ العراق من العراق لمصالح مرسومة وليدفع الثمن من لا دخل له في كل ما يدور لا من قريب ولا من بعيد في المشهد المحزن من المسرحية ليقف على أبواب الدول يسترجي ويتوسل الدخول ليعيش على مساعداتهم أويبقى يضمد جراحه نتيجة فقد عزيز والقلب يقطر دماً وأفواه الجياع تتزايد.

وعلى الرغم من حجم الأموال التي صرفت لتغطية حملات الدعاية للعملية الأنتخابية إلا انها تبقى عاجزة عن أقناع الناخب بالذهاب الى صناديق الأقتراع فخيبة الأمل تلازم الجميع والهتافات أصبحت مفردات لا يتلفت أليها أحد بعد أن كشف اللعبة وأكل العلقم وتجرع المُر نتيجة أختياراته السابقة.

ومع كل ذلك وما دامت الأنتخابات قائمة فعلى الجميع الأهتمام بأن تكون الأنتخابات نزيهة وشريفة والوقوف بوجه كل أنواع التزوير الذي ممكن أن يحدث في العملية الأنتخابية حتى لا نسمع من جديد أن الأنتخابات كانت مزورة بعد أن ينتهي كل شئ ليطعن أحدهم بالثاني والعمل على التأكد والتحقق بشكل مستمر من سلامة ودقة عمل برامج الحاسوب التي تم برمجتها لتتعامل مع أصوات الناخبين وكذلك برامج أدخال البيانات والتحقق من انتماءات مدخلي البيانات وتدقيق كافة المدخلات بأعتماد عناصر فنية كفوءة نزيهة غير مسيسة وان تكون خاضعة الى الرقابة المستمرة لأن أضافة واحدة على شروط البرنامج وخطواته ستؤدي الى تغيير النتيجة بالكامل وفق ما يتفق عليه وتصبح أصوات الجماهير الانتخابية بين يد اللجان الانتخابية التي يقودها المحركون للعملية السياسية والمسيطرين عليها أعتماداً الى الولاءات محسومة النتيجة، وكذلك أن يتم التأكد من سلامة عملية الأنتخابات في المراكز الأنتخابية خارج القطر.

أن شرعية ونزاهة العملية الانتخابية تعطي القوة والاندفاع للعملية السياسية بالشكل الصحيح من أجل خدمة الوطن والمواطن بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية والطائفية.

أن النتائج الانتخابية سوف لن تعبر عن طموح الشارع العراقي لأن نتائجها واضحة من الآن لصالح الأحزاب والكيانات السياسية الماسكة بزمام الأمور وأن تغيرت بعض الوجوه والأسماء الا أن المسيرة واحدة والطريق واحد والمحرك واحد ولن يتغير.

لذا فعلى المواطن الذي سيشارك في العملية الأنتخابية الاحتكام الى ضميره عند ذهابه إلى صناديق الأقتراع قبل أن يضع أصبعه في الحبر من جديد ليبصم وأن يعطي صوته بكل أمانة ويسير بخطوات ثابته مرفوع الرأس بدون خوف وتأثير من أحد ويضع أمام عينه مصلحة وطنه مبتعداً عن كل المغريات والوعود الكاذبة والحذر الحذر من أن يسير خلف الشعارات والهتافات الرنانة وعليه أن يفهم جيداً معنى المثل القائل ( الذئب يغير شعره ولا يغير طباعه ) وأن ما حصل بالسابق فيه من الدروس والعبر العديد ليعرف من يختار وكيف يختار وهل سيختار وإلا فسيحصد ما جناه بيده ولا داعي للندم بعد ذلك عندما يقع الفاس بالراس لأنه هو من أختار وهو من أراد ذلك وهو الذي يمتلك القرار.

عواطف عبداللطيف
25/2/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة