الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا توقفت وسائل الاعلام السورية عن الحديث عن الاصلاح والتحديث ؟!!

حواس محمود

2010 / 3 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مع بداية تولي الرئيس السوري بشار الاسد سدة الحكم في سورية جرى حديث كبير وواسع عبر وسائل الاعلام الرسمية – وبخاصة بعد خطاب القسم الشهير عام 2000- وكان هذا الحديث يركز على دخول سورية مرحلة جديدة سمتها الأساسية الاصلاح والتحديث ومحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين وتم استجواب بعضهم فعلا ومحاسبة البعض الآخر وطردهم من الوظيفة و تناقلت وتناقشت النخب السياسية والثقافية والاقتصادية كما والجماهير حول امكانية التحول الفعلي نحو التطوير والتحديث وانتشرت االمقالات في الصحف تنتقد المرحلة السابقة وفتحت الصحف الرسمية صفحاتها للرأي و الرأي الآخر وجرى نقاش كبير على صدر هذه الصفحات – وكان كاتب السطور أحد الكتاب الذين كتبوا في هذه الصحف وبخاصة صحيفة الثورة – وأذيعت برامج مباشرة على التلفزيون السوري الرسمي كما وانتشرت النوادي والمنتديات العديدة التي أيضا نشطت للتداول السياسي والثقافي وكانت هنالك مداخلات جريئة ولكن هذه الأجواء التي سميت ب " ربيع دمشق"
لم تستمر طويلا اذ سرعان ما تحولت الامور باتجاه نكوصي وزج خيرة الكتاب والمفكرين في السجون كالخبير الاقتصادي والاستاذ الجامعي عارف دليلة والاقتصادي ورجل الاعمال السوري المعروف رياض سيف ، لكن ورغم هذه الأجواء النكوصية عمليا الا أن الصحافة الرسمية استمرت بالدعوة للاصلاح والتحديث الى سنوات أخر الا ان الحديث عن الاصلاح خفت رويدا رويدا الى أن خلت الصحف من الحديث بشكل كامل ما عدا صرخات بعض الصحفيين تجاه بعض الفاسدين والمفسدين في هذه الدائرة أوتلك وهي صرخات في الفراغ لا تسندها أي جهة رسمية أو قانونية
وهكذا توقف الحديث عن الاصلاح
ويفسر العديد من المفكرين والباحثين السوريين هذا التراجع الى وجود معسكر قديم في السلطة يمنع التحديث للحفاظ على مصالحه ، وهذا المعسكر قد ادرك خطورة الانفتاح على الداخل لأنه لامس حجم الجمهور العاشق للديموقراطية فخشي تحولات ديمقراطية كبرى تؤدي الى ما لا يحمد عقباه بالنسبة له وبالتالي كمحصلة عامة للسلطة أي بالنسبة لها لذلك تراجعت عن ما أعلنته بنفسها وكما قال الروائي السوري نبيل سليمان عبر عنوان أحد مقالاته تعليقا على ما حدث : " عادت حليمة لعادتها القديمة"
وعادت سورية للأحوال التي سبقت مجيئ الرئيس بشار الأسد
لا بل ان وتيرة القمع ازدادت أكثر مما كانت عليه في مرحلة الرئيس حافظ الأسد وهذا التحول السلبي حدا بمفكرين سوريين للتوجه بالنقد اللاذع لما آلت عليه الأحوال في سورية بدءا من برهان غليون ومرورا بعبد الرزاق عيد وانتهاء بالطيب تيزيني
الذي يدعو الى مشروع نهضة ديمقراطي سمته جمع التعددية في اطار الاتفاق والائتلاف ضمن الوطن السوري وذلك أن فئة او حزبا محددا لا يستطيع القيام بمهام انقاذ البلد من أزماته الداخلية والخارجية فكان هذا من الماضي لكن الحاضر بتعقيداته المحلية والاقليمية والدولية في عصر العولمة والتكنولوجيا وانكشاف الفضاءات واختراق الحدود السياسية للبلدان عبر التكنولوجيا المتطورة ، لكن هذا الحاضر يتطلب اشراك كافة مكونات المجتمع السوري في عملية نهضوية تطويرية كبرى بعد ان تحول العالم العربي برمته الى "حطام كلي مفتوح "- بتعبير التيزيني نفسه- وبطبيعة الحال يحتاج هذا الحطام الى اعادة البناء من جديد بعد تهدم الأسس والركائز التي تسند الدولة لتبقى دولة بمؤسسات عصرية قاتدرة على امتصاص التأثيرات السلبية الداخلية والخارجية باتجاه التحول والتطور والتقدم الى الأمام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لعبة حقيرة بحقارتهم
monsef ( 2010 / 3 / 8 - 03:32 )
الانفتاح الذي تتكلم عند استلام الوريث كانت لعبة لتبيان المعارضون وزجهم في السجون بالله ماذا تتوقع من وريث لسلطة قامت على القمع

اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا