الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول مشروع الجهوية الموسعة بالمغرب مع الباحث السياسي أحمد الخنبوبي

أحمد الخنبوبي

2010 / 3 / 18
مقابلات و حوارات


أجرى الحوار/الصحفي أحمد موشيم

1-ما هو تعريفكم لورش الجهوية الموسعة الذي نادى به جلالة الملك في خطابه ليوم 3 يناير 2010؟

بالفعل ،فقد أعلن العاهل المغربي يوم 3 يناير الماضي بمدينة مراكش أمام رؤساء بعض الأحزاب السياسية و المسؤلين الحكوميين ،عن تعيين لجنة ملكية للجهوية الموسعة ،أوكل اٍليها اٍعداد مشروع عن الجهوية بالمغرب. وبالتالي أنا أتحفظ على مصطلح ورش للحيثيات التالية :أولا مفهوم الورش يتطلب تعيين لجنة أو مجلس موسع يضم المئات من المعنيين و المهتمين بشأن الجهوية و الحكم الذاتي ، ثانيا كون الورش يتطلب تعبئة شاملة تشرك جميع المواطنين و تعبء الرأي العام في البلاد .وهذا ما م نلمسه اٍلى اليوم،فاللجنة محدودة جدا ،ثالثا أنه لم تعطى لهذه المسألة أولوية في الأجندة السياسية الوطنية، فهناك أولويات أخرى تلقى اهتماما رسميا كبيرا كمسالة المفاوضات مع جبهة البوليزاريو مثلا. ثم تجب الاشارة اٍلى أن اللجنة منزوية على نفسها و لم تفتح قنوات اتصال مع الأحزاب السياسية أو الجمعيات المدنية أو المهتمين بمسألة الجهوية.

2-ما الذي جعل المغرب يقترح الجهوية الموسعة في الظروف الراهنة؟

في اعتقادي فاٍن طرح الجهوية الموسعة في هذا الوقت بالذات ،أملته مجموعة من المستجدات على الساحة السياسية و الاقتصادية الوطنية و الدولية ،فكما تعلمون فالمغرب حسب تصنيفات و اٍحصائيات المنظمات الاقتصادية العالمية،يمر من أزمة اقتصادية و اجتماعية خانقة،وهو ما يحاول المسؤولون الحكوميون التستر عنه،هذا من جهة .من جهة أخرى فالمركز الاداري للمملكة أي الرباط لم يعد يحتمل الاحتجاجات الاجتماعية التي أضحت يومية في شوارع العاصمة، و أمام مرافقها الادارية، و السيادية كالبرلمان، و مقرات الوزارات، بل و حتى أمام بعض المؤسسات الملكية،أضف اٍلى ذلك التهديدات التي تصل من الهوامش لتنظيم مسيرات احتجاجية شعبية نحو العاصمة، كم حصل مع سكان فكيك و أنفكو و اٍيفيي، فهذا كله أصبح يؤرق بال المسؤولين . و بالتالي فمن العاجل اٍعلان الجهوية الموسعة، و حصر المشاكل في مناطقها حسب تصورهم للأمور.كما أن الوضع في الصحراء و الذي لم تعد مسألة الوقت فيه لصالح المغرب ، حيث أصبحت هناك اليوم علاقات قوية بين انفصاليي الداخل وجبهة البوليزاريو العسكرية،هو ما يهدد وحدة المغرب و استقراره ،هذا بالاضافة اٍلى ظهور بعض الأصوات و الحركات الشعبية التي تطالب بالحكم الذاتي لبعض المناطق المغربية كحركة الحكم الذاتي لسوس،وحركة الحكم الذاتي بالريف،و بالجنوب الشرقي . هذه العوامل و المعطيات اٍذن كلها سرعت بِاٍعلان مشروع الجهوية الموسعة.

3-في نظركم أين تكمن أهمية الجهوية الموسعة؟

في نظري، فاٍن أهمية الجهوية الموسعة المغرب،سوف تتبين اٍذا كانت هناك اٍرادة سياسية حقيقية من أجل اٍنجاحها،و بالتالي فنجاح هذه المبارة رهين بالارادة و بحسن النية.وكما يعلم الجميع فاٍن أنظمة الحكم المسماة في القانون الدستوري بالفدرالية (أي دولة الجهات أو الفيدراليات)،تتمتع بديموقراطية سياسية، مادامت ترتكز على اٍشراك المواطنين في تدبير شؤونهم ،كما أن هذه الأنظمة تتمتع برفاهية اقتصادية حيث أن المواطنين يدبرون و يستفيدون من ثرواثهم الطبيعية و خيراتهم.اٍلا أن ما يخشى في المغرب هو أن تتحول الجهوية اٍلى مجرد شعار أو اٍلى جهوية صورية و شكلية ،تبقى الصلاحيات الحقيقي فيها بيد الحكومة المركزية ،كما هو الحال بالنسبة للجهوية المطبقة الأن في ظل الستة عشر جهة.

4-ركز الخطاب الملكي على ضرورة اٍحداث جهوية مغربية صرفة،هل بالامكان فرز هذه الأخيرة دون الاعتماد على التجارب الأجنبية؟

اٍن التاريخ المغربي يظهر بجلاء أن المنطق المغربية كانت تتمتع بنوع من الاستقلال الذتي عن الحكم المركزي،فكل تجمع قبلي أو ما يعرف "اللف"،كان يعتمد على قانون خاص به يسمى "اللوح"،يدبر به أهل الحل و العقد داخل القبيلة "اٍنفلاس" شؤونهم و يطبقون بنوده دون للجوء اٍلى المركز،وقد أثبتت هذه الأعراف اليوم جدارتها و أهميتها بفضل الأبحاث و الدراسات الأكاديمية.وبالتالي فمن الخطأ تجاوز التجربة التاريخية المغربية في نظام الجهوية و الحكم الذاتي عند وضع أي تصور و مشروع حديث في هذا الشأن .وهذا لايعني بالطبع تجاوز ما وصلت اٍليه بعض الاجتهادات القانونية و السياسية الحديثة في هذا المضمار ، وكذا بعض التجارب القريبة كالتجربة الاسبانية و الألمانية.

5-في اعتقادكم هل يمكن لورش الجهوية الموسعة ان يعزز الديموقراطية المحلية ؟وهل سيفرز هذا الوش خبا قادرة على خدمة الجهوية؟

كما سبق أن قلت،فاٍن الجهوية الموسعة أو الحكم الذاتي للمناطق ،يمكن أن يعطي اٍضافة نوعية للمشهد السياسي بالمغرب ،و أن يعطي دفعة للديموقراطية ،اٍذا توفرت الارادة السياسية.أما عن النخب المحلية ،فما أخشاه على هذا المشروع،هو أن يكرس نفس الأعيان "صحاب الشكارة" الذين يسيطرون الأن على تدبير الشأن العمومي بالأقاليم و الجهات،و هؤلاء يعرف الجميع كيفية وصولوهم اٍلى المجالس المنتخبة عن طريق استعمال المال الغير مشروع و استغلال النفوذ.ومنه فلانجاح مشروع الجهوية الموسعة ،لابد من فسح المجال أمام النخب المحلية الجديدة و المثقفة ،و هو ما من شأنه بلورة المشروع بشكل جيد.

6-تم جعل الصحراء في صدرة الجهوية ،في نظركم ألن تغلق هذه الخطوة باب المفاوضات من أجل حل الزاع المفتل حو الصحراء؟

اٍن مشكل الصحراء في الأونة الأخيرة بدأ يتازم بشكل سريع و خطير ،مما سيجعل الوضع ينفلت من يد المغرب ،وهذا بطبيعة الحال ما سرع بطرح مشروع الجهوية الموسعة ومنه فاٍن الصحراويين و كذا السوسيين و الريفين و غيرهم من المغاربة ،لن يقبلوا بجهوية صورية و شكلية ،فهم لن يقتنعوا اٍلا اٍذا كانت هناك جهات تتمتع بصلاحيات حقيقية ،و تنتخب برلماناتها و حكوماته الجهوية في اٍطار مغرب موحد بطبيعة الحال.

7- ما هي المرتكزات الأساسية لانجاج ورش الجهوية ؟

لانجاح الجهوية بالمغرب أول شرط لذلك في اعتقادي هو اٍشراك جميع التيارات و الحساسيات الفكرية و السياسية و جميع الباحثين و المهتمين بمسألة الحكم الذاتي و الجهوية بالمغرب ،وهو معرفون لدى أعضاء اللجنة الملكية المعينة قبل غيرهم.اٍذن فهذا هو الشرط الأساسي لنجاح المشروع.ثم لابد لهذه الجهوية أن تراعي الخصوصيات الثقافية و التاريخية للمناطق ،لا فقط أن يتم التقسيم الخرائطي من المكاتب المكيفة بالرباط كما يحصل الأن في الجماعات و الأقاليم و الجهات،فالمغرب عبر التاريخ يتكون منسبع مناطق لكل واحدة خصوصيات تاريخية و ثقافية و بشرية و جغرافية و لغوية مميزة وهي:1- الصحراء،2- سوس الكبير،3-تامسنا،4- زيان، 5-الريف 6-سايس 7- الصحراء الشرقية. وستأتي فرصة مقبلة كي أفصل أكثر في هذا التقسيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا وجود لجهوية بدون شفافية
شهير الدخمان ( 2011 / 5 / 27 - 18:08 )
عرف المغرب اصلاخات وليس اصلاحات
عرف الطالح ونسى الصالح

اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف