الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذروا غضبة الحليم

ابتسام يوسف الطاهر

2010 / 3 / 29
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


ما بعد الانتخابات

وأنا أتابع المشهد السياسي أو الانتخابي بالعراق ، شعرت بالقلق ولمست خوف الناس من تداعيات الموقف لما لا تحمد عقباه. واكبر الخوف هو من عودة عناصر البعث الموالية لصدام! أو التي لا تختلف عنه كثيرا..
ولوحظ كيف اهتزت صورة المتنافسين حين صاروا يتبارون بتبادل الاتهامات بالتزوير أو التلاعب.. متناسين أن الانتخابات لعبة.. لعبة ديمقراطية سياسية تقوم على ضبط النفس وتقبل الخسارة وعدم الغرور بالفوز. فتلك اللعبة يترتب عليها مسؤوليات ومتاعب لمن رشح نفسه طواعية لخدمة الشعب الذي حصل وانتخبه ليجربه. أما هذا التنافس والتهافت على الاتهامات فهي تدل على أنهم يتنافسون على غنائم المنصب وما يدر من مال وجاه!؟
من الذي بدأ لا يهم.. فنعرف أن الإعلام الموالي للبعث كان وراء التشويش الأول يوم صار بعض المتحدثون باسم القائمة العراقية يتهمون المفوضية بالتزوير والتلاعب، قبل بداية الفرز حتى! ثم تدخلهم المباشر بعمل المفوضية..التي ارتعبت وصارت تعلن نتائج الفرز بالقطارة.
وقد عودنا السيد المالكي على حزمه وحلمه، فلا نتوقع أن يهز تلك الصورة الجميلة عنه وينجرف لتيار البعض من المنافقين الذين لا يهمهم غير مصالحهم الشخصية أو العنصريين من الطائفيين الذي لم تزح العملية السياسية الصدأ العالق بتفكيرهم، وتدفع بالمشهد لفوضى أكثر خطرا من خطأ السابقين ممن تمسك بالكرسي ورفض التخلي عنه!.
فالخطأ الاول كان بقانون الانتخابات الذي كان يجب أن يرفضه الشعب ولابد من العمل على تغييره، حيث مهد للتلاعب الذي حصل، لا محال، فالتجربة العراقية مازالت رضيعا يحبو ديمقراطيا.
الخطأ الآخر هو بعدم الاهتمام بحجم الجهل والأمية التي تعم نسبة كبيرة من الناخبين وهذا لابد ان يفسح المجال لتدخل البعض وتوجيه الأميين حسب اهوائهم، إذ كان يجب تأجيل الانتخابات وعمل إحصائية شاملة.
ولكن الذي حصل أن الشعب كان يتأمل بالانتخابات أن تضع حدا لماساته وحرمانه من ابسط سبل العيش.. فما ذنب الشعب وقد تحدى كل التهديدات والمصاعب.. وهو يعرف أن العراق مستهدف من قبل الكثير من الأطراف العربية والإيرانية وكذلك العراقية البعثية أو المتهافتة على الشعارات القومية خاصة من التي كانت تركب موجة المعارضة للنظام السابق لغاية في النفوس.
إذن الشعب بالرغم من خيبته بقانون الانتخابات.. وخيبته بتوزيع الأصوات "ما قصر.. وياكم، ورحنا وانتخبناكم" فلا تقصروا بحقه عليكم.. فالشعب يستحق منكم أن تشكروه على تحدياته وصبره عليكم.
إذن الشعب يريد أن تخرس الأصوات الداعية للشقاق والنفاق، الأصوات التي تسعى لتمزيق وحدة الأمل بالحرية والسلام. ويريد من الخاسر أن يكون أكثر شجاعة وبطولة ليسمح للآخر أن يجرب مدى صدقه بتنفيذ وعوده بتحسين الخدمات بحل أزمة السكن وأزمة المياه والكهرباء وأزمة البيئة وأزمات العلاقة مع الجيران.
وهي فرصة للخاسر ليربح قلوب الناس، حين يقترب منهم ويتعرف عن قرب على مشاكلهم، فرصة للتأمل وليرقب الأمور من الجانب الآخر ليعترض على هذا التقصير أو ذاك. أو ليعتبرها فرصة لامتحان الآخر أو اختباره بتنفيذ مطالب الناس.
و الأهم ان لا يصيب الرابح الغرور بالفوز ويعتقد انه معصوم من رفض الناس له! أو انه معصوم من الخطأ وانه استحق الفوز بجدارة. فالشعب لم يلمس من أي من الكتل ما يجعله يفضل هذه على تلك.. حيث أغلب الكتل الكبيرة كان لها تقصيرها وعدم وضوح برنامجها. إذن الفوز ربما أتى من قانون الانتخابات الأعرج. أو أتى بسبب أن الأغلبية مازال ولائها الأول للطائفة أو الحزب، لان الكثير مازال جاهلا وفاقدا لأهم عنصر للديمقراطية وهو الروح الرياضية أو الولاء للوطن والعمل على خدمته. فللأسف مازال اغلب العراقيون خاصة من القيادات السياسية يعانون من أنيميا الوطنية.
فلا تجعلوا الحاقدين يشمتوا بنا ولا تخيبوا أمل الشعب وهو كل ما تبقى له فالحكمة الفيتنامية تقول "لا تحرم أحدا من الأمل اذا كان هو الشيء الوحيد الذي يملكه". واحذروا غضبة الحليم. خاصة الذي "ليس له شيء يخسره" كما تقول الحكمة الأخرى.
فالشعب العراقي صبر كثيرا ولم يكن هناك من هو أكثر حلما منه، حتى بحالات يأسه القصوى من الدولة التي خذلته سابقا، اعتمد على نفسه وكيّف الظروف حسب إمكانياته بانتظار القيادة التي سترفع عنه الحيف والظلم وتوفر له ما يستحق من عيش كريم ورفاه، وتحافظ على كرامته. وتكافئه على تضحياته، لعله يمنحها صوته بالمستقبل بلا تردد ولا خوف ودون اللجوء للتزوير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسابق نحو الكراسي
امل العاني ( 2010 / 3 / 30 - 13:31 )
شكرا سيدتي..انه حقا تسابق نحو المناصب فقط..فواضح ذلك الحماس لايختلف كثيرا عما سبق، المشكلة تبدو اللعبة وكأنها وسيلة لتخدير الناس وتاجيل ردة افعالهم ازاء كل التقصير والسرقات والتلاعب باموال الشعب. السؤال الاخر ماذا حل باصوات من انتخب القوائم الاخرى..اتحاد الشعب او الامة العراقية او احرار وغيرهم ! فاتحاد الشعب من غير المنطقي والمعقول ان لايصوت له كل اعضائه ومؤيديه على الاقل! وهؤلاء حسب علمي بالالاف اذا مو ملايين! فاين اصواتهم؟ للاسف انها مهزلة..ولكن نرجو ان تغربل الايام تلك الكتل والامرشحين الذي يتكثرون انشطاريا! ليحظى الشعب في يوم قريب او بضعة سنين بمن هو اهل للترشيح، واهل لخدمته.

اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن