الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية تحلق بعيدا عن ألكوته الانتخابية وباستحقاقها

حمزه الجناحي

2010 / 4 / 1
ملف مفتوح -8 مارس 2010 - المساواة الدستورية و القانونية الكاملة للمرأة مع الرجل


بعد ان انتهت الانتخابات العراقية واظهرت النتائج مرشحي دورة البرلمان العراقي القادم والبالغ عددهم (325) عضوا يمثلون العراق بكافة اطيافه من شماله الى جنوبه بينت هذه الانتخابات وبامتياز ووضوح منقطع النضير رغبة المواطن وباصرار على تغيير المشهد السياسي واول مابدأ بتغييره هو استبدال الوجوه التي كانت ولفترة ماضية مهيمنة على البرلمان وانعكست هيمنتها على الحكومة والاشخاص الذين يديرون الدفة وهم يعتقدون وحسب حساباتهم انهم الباقين على الرغم من دخولهم بقوة الى الانتخابات الاخيرة مستفادين من قوتهم المالية والاعلامية ووعودهم وربما تسخير اموال الدولة لكل تحركاتهم ناسين ان المواطن العراقي في العام 2010 ليس هو المواطن قبل اربع سنوات او اكثر وبذالك قرر ذالك المواطن ان يستبدل هؤلاء بوجوه جديدة يعتقد ان الاكثر تأهيلا وقدرة على القيادة للمرحلة القادمة وفعلا لم يعد الى البرلمان من تلك الوجوه الا ستين وبضعة اشخاص معهم لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة وهذه الرسالة الاولى التي ارسلها الناخب وبوضوح ان العراق اختلف ولاوجود للأحلام قبل ان يقرر المواطن مدى اهمية ذالك الحالم من عدمه عادت فقط وجوه قليلة ولو قارنا ان عدد اعضاء البرلمان هذه الدورة قد ازداد الى 325 وليس كما كان سابقا فقط (275) وهذه بالحسابات المتواضعة ان هؤلاء لا يشكلون شيئا مهما ..
وهناك اشراقة اخرى رائعة في حساب الوضع العراقي والمجتمع العراقي الذي يميل الى العشائرية منه الى المدنية والمراة فيه لازالت تلك التي يعتقد البعض انها عورة ولا يصح ان تخرج وتتعلم ولا مكان لها الا البيت وتربية العيال وهذه النظرة التي تمثل وبقوة ان المراة هي المكون المتاخر وليس لها في المجتمع العراقي الا ما جبلت عليه من عادات وتقاليد بالية اكل عليها الزمن وشرب في شعوب قطعت المراة فيها مراحل طويلة في مشاركة الرجل في كافة متطلبات الحياة السياسة والبيتية الاجتماعية والتعليمية حتى صارت سيدة المجتمع الراقي وصارت الشعوب يقاس تمدنها على مدى المساحة التي تغطها المراة في تلك المجتمعات ..
وصار البون شاسع بين المرأة الشرقية وتلك في غرب الخارطة الارضية حتى ان التغيير الذي حصل في العراق وكخطوة لزج تلك المراة في عالم السياسة كبادرة اولية نحو انطلاقها باتجاه افاق المراة الاخرى في العوالم المتمدنة اشترط المشرع بعد التغيير ان يضع القانون نسبة للمراة العراقية لجعلها شريكة في العملية السياسية وبنسبة 25% ولمدة دورتين وحسب الدستور المادة 49 رابعا والتي فيها يشير ان المراة العراقية يجب ان تكون نسبة وجودها في البرلمان 25 % ولو ان لهذا الراي مباركين ومعارضين لكنه حصرها بفترتين انتخابيتان فقط أي ان الدورة المقبلة التي جرت انتخاباتها في السابع من الشهر الفائت هي الدورة الاخيرة للمراة وما عليها الا ان تثبت وجودها كسيدة مجتمع تزاحم الرجال في كل مناحي الحياة ومنها السياسية في الدورات المقبلة ...
لكن وقبل ان ينقضي مفعول الكوتة في القانون بادرت تلك المراة ومن مصدر قوتها وتفهمها للوضع الجديد اولا وما ادركه المواطن العراقي ان المراة ليس رقما مهمشا ثانيا وثالثا مااثبتته تلك المراة طيلة عملها في البرلمان انها قادرة وجديرة ان تقود المجتمع وهي فعلا اشارات استلمها الناخب العراقي المتابع الجيد لعمل البرلمان وهو يشاهد التزامها بالحضور وكذالك بعدها عن الفساد الاداري ومن ثم رغبتها واصرارها على تقديم المفيد للمجتمع وكذالك مناقشاتها وتصديها لأخطر الظروف وهي تخرج منتصرة لا بل ان البعض من تلك لنساء اثبتن جدارتهن افضل من الرجل وفي مواقع ومواطن كثيرة ...
الذي جرى في الانتخابات الاخيرة ولاول مرة ان عدد لايستهان به من تلك النساء اللواتي خاضن غمار الانتخابات عدد منهن تسلقن الى البرلمان دون الاعتماد على سلم الكوتة النسبية بل صعدن الى قمة القوائم وهن يتفوقن على الرجال في عدد الأصوات وهناك نساء منهن تفوقن على رؤساء بعض القوائم وهذه بادرة ليست عادية ولا ينبغي المرور عليها مرور الكرام
المتتبع لنتائج الانتخابات يجد العجب في تفوق تلك النساء وهن يتوجهن لناخبيهن بمشروعهن الى البرلمان وجلسن في مضايف وتجمعات الرجال وهن ينشرن وجهة نظرهن نحو المرحلة القادمة وهذا التحرك الكبير في مجتمع شرقي للتو بدأ يتلمس دور المراة في العمل السياسي عمل اقل مايقال عنه انه تحول وانعطاف في الجو السائد نحو النظرة الضيقة عن المراة العراقية التي تشهد السنين عن المها وتهميشها في مجتمعاتهن اكثر من عشر نساء او ربما العدد يقل او ينقص بواحدة اواثنتين هن تلكم النساء اللواتي ذهبن الى البرلمان دون الاعتماد على منحة الكوتة والاصوات من الغير ..
والغريب في الامر ان بعض من تلك النسوة الصاعدات خرجن من مجتمعات اصلا هي لازالت مجتمعات عشائرية قياسا بالمجتمعات الاخرى في بعض المدن من العمارة والديوانية والكوت وبابل وهذه ايضا تحسب الى تلك النسوة اللواتي نحتن مسيرتهن على الحجر الاصم ليخرجن بقوة نحو المجد ..
هكذا هي المراة اليوم وتوقعاتنا ان الدورات القادمة ستنبثق منها المفاجئات العظام نحو التطور بقيادة العراق الى امل واعد .

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص