الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل حب بعثية لشعب العراق

نزار جاف

2010 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان حزب البعث الذي يشهد تحولا نوعيا في العملية السياسية الجارية بالعراق، يسعى لخوض"حربه الخاصة"، ضد العملية برمتها و بالاسلوب الخبيث و القذر الذي تربى و نشأ عليه هذا الحزب خصوصا بعد أن صار مجرد عصابة او تنظيما لإرتکاب مختلف الجرائم الفظيعة لصالح شخص صدام حسين و عائلته و بطانته الى حد ما.
حزب البعث، الذي يبرع في التمشدق و التغني بالشعارات الوطنية و القومية البراقة و يمتلك باع لايحسد عليه في مجال تحريف الحقائق و تزييفها و قلبها بالشکل و المضمونين اللذين يلائمانه، ألقى بکل ثقله في الحلبة السياسية و الامنية العراقية من أجل إيجاد المزيد من الفسح و الفراغات المناسبة له کي يستغلها و يوظفها من أجل بث سمومه و فتنه داخل أطياف الشعب العراقي بغية إرجاعه الى المربع"الاستبدادي"الاول، ومن دون أدنى شك أن هذه العصابة الحاملة لأسم حزب سياسي بعد أن أفرغ من محتواه تماما، قد نجحت بشکل او بآخر في إختراق المشهد العراقي و إحتلال حيزا"محددا"منه، مثلما نجحت قبل ذلك في إيجاد"قواعد"و"ثغرات" مختلفة تنطلق منها او من خلالها لإنجاز عملياتها الاجرامية بحق الشعب العراقي و معاقبته على إدارة ظهر المجن ضده و تنفسه الصعداء لإنتهاء عهد الظلم و الاستبداد و الدکتاتورية الرعناء.
ولو دققنا النظر في العملية السياسية العراقية ولاسيما ماتمخض عنه المشهد السياسي العراقي بعد السابع من آذار، لرأينا نفسا واضحا من الخطاب البعثي يعود الى الخطاب السياسي العراقي، خطاب يمکن تأويله على أکثر من معنى، خصوصا وان هذه العصابة متمرسة في المناورة و اللعب الخبيث"اوقات"ضعفها و قلة حيلتها، وهي تسعى من خلال بکاء"نفر"من أزلامه المبعثرين هنا و هناك والعائدين ضمن برلمان مابعد السابع من آذار 2010 ومن خلال قوائم متعددة، على مصير الديمقراطية في العراق، لسحب البساط من تحت أقدام القوى السياسية المناوئة اساسا لعصابة الموت و الاجرام البعثية وصولا الى إقصائها، وعلى الرغم من صعوبة و إستحالة هذا الامر خصوصا بعد أن أکتملت الصورة لدى المواطن العراقي عن الماضي الاسود و النتن لهذا الحزب و تلك الزمرة اللئيمة التي تقوده، بيد انه ليس بالامکان في نفس الوقت الاستهانة مطلقا بهذا السعي الخبيث المنظم و المتزامن و بصورة غير عادية مع مسلسل"القتل بالجملة"و التفجيرات المنظمة حيث ان مجرد عملية جمع بسيطة جدا بين الجانبين خصوصا التفجيرات الدموية الاجرامية الاخيرة أمام السفارتين المصرية و الايرانية و مقر السفير الالماني ببغداد والتي کانت رسائل بعثية خاصة لهذه الدول الثلاث ولاسيما بعد تعاظم الدور الالماني و المصري في العراق بسياق يتناغم مع العملية السياسية العراقية و الاوضاع المترشحة عنها، يقودان فورا الى مفترق ذلك الحزب الذي جعل مرحلة مهمة من التأريخ العراقي المعاصر ممخضة بالدم و الدمار و الرعب، والذي ليس هناك أدنى ريب من سعيه المفرط من أجل إعادة العراق الى براثنه الکريهة المتعطشة للوي الرقاب و کتم الانفاس.
ان هذا الصعود"المتألق"للنفس البعثي في المشهد السياسي العراقي، مرتبط بشکل او بآخر بذلك الفشل الامريکي اولا لتنظيم الشأن العراقي، ومن ثم الى الاخفاق المريع للعقلية السياسية العراقية في کبح جماح النفس الاجرامي البعثي و کتمه الى الابد، حيث أن إقرار قانون إجتثاث البعث الذي کان مليئا بالثغرات و العيوب و النواقص والذي صار لاحقا تحت اسم قانون المسائلة، لم يکن بذلك القانون السليم و المرضي الذي يتناسب واوضاع العراق و بإمکانه إستيعاب جرائم و فظائع ذلك الحزب، وانما کان بمثابة إطار مطاطي ملئ بالثقوب وليس من الممکن أبدا الرکون او الاطمئنان إليه، کما ان إنخداع العديد من القوى و الشخصيات الوطنية العراقية بتلك الدعاوي المزيفة التي کان أيتام النظام السابق و عملائه المندسين هنا و هناك ضد هذا القانون و طعنهم المستمر به، قد ساهم في خلخلته و عدم تماسکه حتى وصل في نهاية الامر الى المحطة التي بات فيها ينتظر رصاصة الرحمة!
ان ماأقترفته العصابة البعثية بحق الشعب العراقي و المنطقة من جرائم يندى لها الجبين الانساني بصورة من السهل جدا مقارنتها بما إقترفه هتلر و النازية في المانيا، يدفعنا للتأکيد على ضرورة إعادة نظر متأنية في خطورة عودة ليس البعث وانما حتى النفس البعثي الکريه ذاته والذي سيقود بالنتيجة و الضرورة لعودة الاخطبوط الاجرامي للبعث ذاته، ومن الواجب الوطني البالغ الاهمية تهيأة الارضية المناسبة و الملائمة لإقرار ثمة قانون"عملي"ملائم و مناسب بإمکانه قطع الطريق ليس امام البعث لوحد‌ه وانما أيضا أمام أي"تيار"او"شخصية"عراقية ما تتطوع(رغبا او رهبا)لحمل الراية غير المشرفة لحزب يتباهى بسجله في الجريمة و الارهاب و يراهن عليها کسبيل أمثل و وحيد لتسيير أمور الشعب العراقي.
ان حزب البعث الذي خاض تجربتين سياسيتين دمويتين إجراميتين في العراق عامي 1963 و 1968، وکلفتا الشعب العراقي الکثير الکثير، ليست هنالك في جعبته الخرقاء من شئ مفيد و ناجع للعراق سوى القيود و اعواد المشانق و الرمي بالرصاص و ربط لقمة العيش بالولاء المطلق للإستبداد و الظلم، وان اولئك الذين يراهنون على البعث کمنقذ وحيد للعراق، يجب عليهم أن يدرکوا بأن زمن هذا الحزب قد ولى الى غير رجعة وأصبح بحکم المواد المنتهية الصلاحية وليس هناك من رابط او ثمة علاقة بين الشعب العراقي و هذا الحزب المجرم سوى رسائل الحب الخاصة تلك التي يبعث بها بين الفينة و الاخرى للناس الابرياء العزل من أحفاد(بختنصر و آشوربانيبال)کما يحلو له تسميتهم عندما تکون الدفة بيده، وتلك اللعنات العراقية"النکهة"التي يطلقها العراقيون ضد العصابة البعثية عقب کل رسالة حب دموية مرسلة إليهم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتهامات
كنعان ( 2010 / 4 / 6 - 15:29 )
سيدي الكاتب اليوم كذلك حدثت انفجارات رهيبة فى مناطق سكنية في بغداد
ولا أحد يخالفك الرأي بأن حكم صدام كان دمويأ وبأن الاجرام البعثي معروف للشعب العراقى ولكنني أود أن أسألك أسئلة منطقية - انت اتهمت وثبت الاجرام الحالى على البعث ما هي الاثباتات ؟؟ ثم ما هو عمل الحكومة ان لم يكن حماية ابناء الشعب ؟وتوفير مستلزماته وليس فقط دفن الشهداء ونقل وعلاج الجرحى؟ ثم هل يملك البعثيون ملابس وسيارت حكومية وتنفتح أمامهم السيطرات
للوصول الى قرى عرب جبور جنوب بغداد لارتكاب جائم مخجلة ؟؟ أين التحقيقات فى كل الجرائم السابقة ولماذا السكوت من قبل الحكومة التى لديها الاسرار؟؟ وهل غير المالكى من هدد بالويل والثبور يوم اعلان النتائج ان لم تأتي قائمته الاولى ويصبح هو رئس الحكومة ثم بالله عليك أتلوم البسطاء عل الحنين للماضى بعد 5 سنوات عجاف من حكم حزب الدعو’ ؟؟


2 - تسألني الدليل أخ کنعان؟
نزار جاف ( 2010 / 4 / 6 - 18:51 )
الاخ الکريم کنعان
تسألني الدليل عن کلامي الذي أدرجته في المقال أعلاه، وأعتقد من حقك تماما هکذا تساؤل، ومع انني لاأميل إطلاقا الى منح صك البراءة للنظام الديني الايراني المتخلف المضاد لکل ماهو إنساني، لکنني واثق في نفس الوقت ان اللعب في الوقت الحالي و بهکذا اسلوب عنيف هو من مصلحة أطراف محددة على رأسها حزب البعث، وهذا الرأي متفق عليه بين العديد من الاوساط السياسية و الدبلوماسية في کل من بروکسل و فينا، ناهيك عن آراء اوساط استخبارية عربية نافذة، وفي کل الاحوال فإن البعث يلعب في وقت ليس بدل الضائع وانما ضائع تماما ولن يعود أبدا حتى لو قام بملايين التفجيرات لأنه و ببساطة قد إنتهى


3 - اتهامات من دون دليل تروج للكراهيه
علي النقاش ( 2010 / 4 / 6 - 19:36 )
اتهامات تعودنا على سماعها من دون دليل لمجرد ترويج لغة الكره اتجاه الآخر إن اتهام البعث في كل الإخفاقات الامنيه أو المناكفات التي تجري بين الطبقة السياسية في تقسيمهم المغانم والمناصب تترجم باستخدام الأساليب التي تعودت عليها عندما كانت في المعارضة والتي لم تقلع عنها كأسلوب حوار لا تفهم غيره وان استلمت السلطة فهي تتعامل بنفس الاسلوب ووسائل الخارجين على القانون التي أصبحت قانون حياتها لفترة طويلة من الزمن والذي سيكون المطب الأخير لانحسار هيمنتها مستقبلا بعد ان تكشف جرائمها للعراقيين . لن تكون الحقيقة دوما مغيبه لان الشمس لن تحجب بغربال وعصابات الجريمة لن يستمر تطاولهم على الأبرياء طويلا ,

كل الجرائم التي ترتكب بحق العراقيين ما هي إلا جرائم منظمه من قبل الأحزاب المسيطرة على السلطة وما الزركه واختطاف تجار ألسنك واللجنة الاولمبية و...و الخ الا صور يعرفها الجميع وليست هذه الجرائم ببعيدة عنها والصور التي رسمتها أنت هي نسخه من رسائل الحب التي يراد بهذا الطرح إن تغيب الحقيقة وتلصق هذه الأفعال الاجراميه بعيدا عن مرتكبيها وتلصق بغيرهم


4 - ليس دفاعا عن العراق الجديد
نزار جاف ( 2010 / 4 / 6 - 21:35 )
أخي الکريم علي النقاش
لم أکتب دفاعا عن حزب او فئة ما ولست أطبل لحکومة و ادين أخرى، انما انا أکتب بوحي من المحصلات المتجمعة لدي والتي تشير بأصابع الاتهام للعصابة البعثية المحترفة للجريمة، لکن قطعا ايران ليست بريئة من الذي يجري لکنها تلعب حاليا بحذر شديد جدا بعد الاشارات التي وردت إليها من عواصم غربية، والبعثيون الذين يمتلکون علاقات قوية بدوائر استخبارية عدة يعلمون ذلك ولذلك يسعون لإستغلال ذلك و توظيفه لصالحهم، وقد تکون هنالك مستجدات أخرى قد تدخل إيران من خلالها على الخط مباشرة


5 - العراق الجديد سبع سنوات من القتل المجاني
علي النقاش ( 2010 / 4 / 7 - 09:11 )
الأخ المحترم نزار جاف
إن الاتهامات التي ليس لها دليل لا تؤدي الا إلى إحباط القارئ من سلوك اسلوب التسقيط لتكون اللغة الوحيدة في التعامل من هذه الاحزاب السياسيه (إن صحت التسمية) إن طرح الكلام على عواهنه لا يراد منه إقناع المتنورين وإنما هو للاستحواذ على مجاميع القطعان التي يراد صفها للتحشيد الطائفي والعرقي اتجاه الأخر كما تطرحه أنت وعذرا للصراحة وبعد اتهام الأخر بنفس التهم التي يحملها مهاجميه فهم يصفون البعث بالعنصرية والطائفية وهي كذبه وكذبه كبرى بل الصحيح إن كل أعداء البعث هم من يحمل الطائفية والعرقية عنوانا واضحا لكل أطروحاتهم ودون إن يخفوها حتى ! بل هم يتبجحون بها فتارة بحجه المظلوميه وأخرى الادعاء بالتطهير العرقي وهي ترهات أقوال لا تقنع الا صغار العقول ولتعلم إن لا حياة لهؤلاء الطائفيين والعنصريين الا بهذه العناوين الرخيصة ومن يقتل ألان هو من قام بمذبحه بشتاشان والزركه . إن البعث تنظيم عقائدي لا يمكن إن ينتهج من يؤمن بمبادئه الإرهاب وقتل الأبرياء أبدا وانأ بعثي فهل يحق لك شتمي من دون جريرة الا الإيمان بالمبادئ وعندها سيكون التراشق بالسباب لان ما يحق لك يحق للآخرين


6 - رد على رد ؟
كنعان ( 2010 / 4 / 7 - 16:34 )
أخى الكاتب ردك رقم 2 لم يحتوي جديدأ فالدنيا كلها تعرف ان البعث قد انتهى
ولايمكن أن يقبل الشعب العراقى بأي حكم دكتاتوري ولكنك كذلك اهملت
الاجابة على استفساراتى الاخرى اما من باب عدم أحترام الاخر أو لانك ببساطة
لاتمتلك الجواب ؟؟
وللعلم فحجم هذه الجرائم وتنظيمها والاختراقات الامنية تشير الى ان من يقوم بهذه الجرائم هى منظمات ارهابية تقف ورائها دولة والاصابع كلها تشير الى
الجار الشرقى ولكن الذى لايمكن تفسيره هو الصمت المريب للمحتل الرئيسي
على افعال المقاول الثانوي للاحتلال

اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟