الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة ضد العنف

عاطف الكيلاني

2010 / 4 / 10
المجتمع المدني


لست في صدد ان اكتب مقالا او دراسة او بحث ... ولكني في صدد ان اصرخ ... في صدد ان أهيب بكل ابناء الوطن الشرفاء أن يشاركوني الصراخ ... الى متى هذا السكوت المريب ؟ الى متى نترك الحبل على الغارب لمجاميع المنحرفين وقليلي التربية ( العائلية والوطنية ) والزعران ليفرضوا على كل المواطنين في هذا البلد الطيب الإنغماس في دائرة جهنمية قذرة للعنف الإجتماعي ؟ أما آن للمجتمع بكافة مكوّناته أن يقف في منتهى الجدّية لهذه الحثالات ؟ لا يمكن القبول بهذا الوضع الشاذ ... لا يمكن ان تتعطل الحياة في إحدى المدن الكبرى والرئيسية في بلادنا بسبب إقدام أحدهم على قتل زميل له ... لا يمكن قبول أن ( تنجرّ ) عشيرتان كبيرتان من أطيب عشائر أردننا العزيز الى مواجهات بسبب جريمة واضحة مكتملة الأركان ارتكبها فلان أو علاّن ... الكل في هذه الحالة مدان ... لا تطلبوا المستحيل من قوى الأمن ... لن تستطيع الأجهزة الأمنية حراسة كل مواطن وتوظيف شرطيّ خاص ليرافقه ... أين دور المدرسة والمعهد والجامعة ؟ أين دور المسجد والكنيسة ؟ أين دور الأحزاب والنقابات والجمعيات وكافة مؤسسات المجتمع المدني ؟ لماذا لا يخرج شعبنا الى الشارع في مسيرات صامتة احتجاجا على كل هذا العنف ؟ لماذا لا نعتصم رافضين الإستسلام لمشيئة الزعران ؟

ويسألونك عن أسباب العنف اٌجتماعي الذي يجتاحنا ... نعم هناك أسباب ... ولن نكون كالنعامة ... بل إن الشجاعة الحقيقية هي في تحديد هذه الأسباب ومحاولة التغلب عليها ، أو التخفيف من وجودها ما أمكننا ذلك ... تتداخل الأسباب فيما بينها لتؤشر الى الإخفاقات الحكومية المتوالية والمتتالية على كل المستويات ( السياسية والإقتصادية والإجتماعية ) ، فالفقر والبطالة من أهم الأسباب التي أوصلت شباب الوطن الى هذه الحالة المزرية من السلوك الإجرامي والإنحراف الأخلاقي ... لا مكان هنا للإستماع الى الحكماء المزيّفين الذين تسببوا في إفقارنا بعد أن نهبوا وسرقوا وأجرموا بحق الوطن والمواطن ... سيقولون : الفقر ليس عيبا ، ولا يمكن للفقر أن يكون سببا لانحراف الشاب ؟؟؟!!! وانا اقول ان الفقر ليس عيبا عندما يكون قدرا من السماء , ولكن عندما يكون الفقر ناتج عن نهب وسلب البعض لمقدرات الوطن ، من المؤكد أنه في هذه الحالة سيكون أحد الأسباب الرئيسية والمهمة للإنحراف ... مقاومة وكافحة الفساد وتفعيل القوانين الخاصة بذلك ، هي الخطوة الأولى على طريق الحد من هذا العنف المخيف ...تعزيز وتضخيم دور العشيرة على حساب مؤسسات المجتمع المدني أيضا من الأسباب ... كلنا نسمع بعض الجمل والمقولات التي اصبحت على لسان الكثيرين والتي تؤشر الى نوع جديد ( قديم ) من الثقافة الإجتماعية السائدة هذه الأيام .... يتباهى الشاب احيانا بقوله : والله لو قتلت فلان وقسّمت ديّته على العشيرة لما دفع الفرد اكثر من ( بريزة ) !!!! في إشارة الى أن عزوته ( افراد عشيرته ) كثيرون وذوي مهابة ونفوذ ( يعني مدعومون ) !!! يجب ألاّ نغالط أنفسنا ... كلنا سمعنا ونسمع مثل هذه التعابير تصدر عن شباب وكهول.. وللأسف ، قد يكون البعض منهم متعلما ويدعي الثقافة والتمدّن .... إخفاق الحكومات المتوالية في تعزيز دور ومكانة مؤسسات المجتمع المدني ايضا من الأسباب الرئيسية في هذا العنف ... الصوت الواحد في الإنتخابات مثال حيّ على ما ذهبت إليه ... المحسوبية والرشوة والواسطة ، وتعطيل القانون لصالح الجاهات العشائرية والعرف والتقليد المتوارث ... كل هذه أسباب .... والكلام يطول ويتشعّب حول المسببات والحلول والآليات .... ولكن يبقى ، أن الخطوة الأولى والأهم ، هو أن نرفض ما يحدث من عنف ... أن نعبر عن رفضنا بكل الطرق والأسليب الحضارية والسلمية المتاحة قانونا ودستوريا ... فليتكاتف الجميع لإنقاذ وطننا ومواطنينا من هذا البلاء ....

* عاطف الكيلاني
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش