الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على مسطبة الاحتياط!!!

نواف خلف السنجاري

2010 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


* أيها المثقف تنحَ جانباً!!

المتابع للبرامج الانتخابية لأغلب مرشحي البرلمان العراقي الحالي، يستغرب خلّوها من الإشارة من قريب أو بعيد أو إبداء أي نوع من الاهتمام بالمثقف والثقافة والإبداع بكل أشكاله!
فالأدباء والكتّاب والمبدعون العراقيون يعيشون في عصر تهميشهم الذهبي! والكتاب (بكسر الكاف) والمكتبات أصبحت أشبه بالكماليات التي لا يعيرها أحد أي اهتمام! والكثير من أقضية العراق ونواحيه ( إن لم نقل أغلبها) تفتقر إلى مكتبات عامة، يرتادها الناس لاستعارة الكتب أو حتى المطالعة ومتابعة ما يستجد على الساحة الثقافية.
أغلب المدارس( الابتدائية، المتوسطة، والإعدادية) تعاني نقصاً أو انعداماَ تاماً لوجود مكتبة صغيرة يستفاد منها الطلبة في دراستهم أو كتابة بحوثهم.. الغالبية العظمى من المدارس تعاني شحة في الأجهزة والمختبرات اللازمة للتطبيقات العملية التي يحتاجها الطلاب لترسيخ المناهج والعلوم النظرية في أذهانهم ومحاولة الاكتشاف والاختراع! المسارح والسينمات صارت من التابوات (الممنوعات) التي قد يحاسب المواطن ويدفع حياته ثمناً إذا حاول التقرب منها أو دعى إلى ارتيادها! هذا الهبوط المريع لمستوى ثقافة الفرد، أحدث فجوة عميقة في نفسية المواطن العراقي باتت تهدد إنسانيته الملطّخة (بالماديات) وتفاصيل الحياة الصغيرة والمملة! والتي طغت على اهتماماته وسعيه لزيادة درجة وعيه وإدراكه لقيمة الحياة.
النتيجة الطبيعية لتهميش وطمس دور المثقف والفنان والمبدع العراقي وتحجيم تأثيره و فاعليته في حياة المجتمع، كانت هجرة هذه النخبة إلى أقاصي الكرة الأرضية ليحصلوا هناك على ما يحتاجونه من حرية ورعاية واهتمام بمنتجهم الإبداعي، إنهم أشبه ما يكون (بالأسماك) التي تموت وتندثر إذا أخرجتها من الماء!!
إن المثقفين والفنانين والمفكرين المبدعين الذين يعكسون الوجه المشرق للثقافة والحضارة العراقية، يتجرعون سموم الغربة في المهجر دون أن ينتبه إليهم أحد، والكثير منهم يموتون في الغربة ويسقطون كأوراق الخريف بصمت، ولكن بوحشة وحرقة وألم.
في المقابل نرى سيطرة الساسة على كل تفاصيل الحياة الصغيرة والكبيرة، والتنافس المحموم من اجل الحصول على كرسي البرلمان الذي (يخدمون !!) بواسطته مصلحة المواطن المغلوب على أمره، وعندما يصل (السياسي) المغوار إلى مبتغاه – أقصد – (كرسيه) يتحول بأعجوبة إلى فرعون! يجب أن يسير كل شيء بأمره ورضاه.. التعيينات في دوائر الدولة لا تتم إلا بتزكية من قلمه المقدس! المراكز والمنتديات الثقافية يجب أن تطيع أمره كالوالي! بل المضحك في الأمر أن إجازات السوق أو تملك سيارة أو قطعة أرض أو دار سكنية لا تتم إلا بمباركة سيدنا المعظّم! لم يبق سوى قسيمة الزواج أن تمر تحت أيدي ساستنا المبجلين ليوقعوا عليها!!
أما آن الأوان لردم هذه الهوة السحيقة التي تفصل بين المثقف والمبدع من جهة، وبين الساسة من جهة (أسمى)!!

عبارة أخيرة: بعد نجاح الثورة الروسية قال أحد قادتها:
(- الآن مهندس واحد خيرٌ من عشرين سياسياً)!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را