الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات بينة للناس

محمد علي الحلاق

2010 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


كلمات بينة للناس
الشيوعيون العراقيون بين النضال الوطني والعمل السياسي
بعد ان اسفرت نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت في يوم الاحد الموافق 7/3/2010، عن عدم حصول الحزب الشيوعي العراقي (اللجنة المركزية) على اي مقعد في البرلمان القادم.
كتبت العديد من المقالات والاعمدة الصحفية التي تناقش هذا الموضوع، ففتحت (صحيفة المدى) الغراء تقاشا حول ذلك ابتدأه الزميل سامي سهيل نادر، وعقب عليه الزميل عواد ناصر، وكان آخر من كتب حوله هو الصديق والزميل احسان الياسري، ابن المناضل الكبير والكاتب الرائع الراحل شمران الياسري (ابو كاطع).
لم أقرا ماكتبه الزميل (سامي) غير اني عرفت من مقالة الكاتب (عواد ناصر) بان جوهر مقالته كان ينصب حول ان سبب النتائج (الكارثية) التي حصل عليها الحزب الشيوعي تعود الى تمسك الحزب بثوابت عفى عليها الدهر ومنها بشكل خاص ورئيس الفكر الماركسي، وقد ايده الكاتب (عواد ناصر) في ذلك واضاف له ان اقترح على الحزب تغيير منهجه السياسي بشكل كامل وصولا الى تغيير حتى اسم الحزب، طالباً منهم وكـ(صديق)!؟ عدم التمسك وحسب رأيه بافكار تعود الى (انبياء)!؟، تجاوز الزمن منذ فترة طويلة ارائهم وافكارهم ونظرياتهم.!؟
اما الصديق احسان الياسري فكان متساهلا بعض الشئ اذ انه لم يقترح شيئا مما قاله الاول او طرحه الثاني، لكنه وبلغة (المحب) تمنى لو ان الحزب قد تحالف او انضم الى ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، كما فعل عندما تحالف مع (العراقية) بانتخابات عام 2005، لكان قد حصل على مقاعد تتراوح بين 5 – 6، (ماذا فعلوا في البرلمان السابق)!؟ (غير الصمت المريب)!؟.
لا اريد هنا وفي هذه الاسطر القليلة ان ابحث بشكل معمق في هذا الموضوع الخطير والحساس، وهذا الحدث السياسي الكبير الذي صار حديث الساحة السياسية العراقية الراهن، بين متشفي وساخر، وبين محبط وحزين، لاني ساقوم بكتابة دراسة شاملة ومفصلة حول هذه القضية التي تهم حياة الوطن وناسه المحرومين والمستغلين كافة، في الحاضر والمستقبل.
لكني سوف اختصر هذا الكلام باسطر قليلة، اذكر فيها السبب الرئيسي الكامن وراء ما حصل، حسب رايي المتواضع، فاقول ما ياتي:-
لقد كانت النتائج التي حصلت عليها قائمة (اتحاد الشعب) متوقعة جدا، كونها ذات النتائج التي حصلت عليها نفس القائمة بتسميات مختلفة اخرى بانتخابات مجالس المحافظات التي جرت عام 2009، وهي تمثل بكلتا الحالتين الحجم الحقيقي لجماهير القائمة او الحزب.!؟
والاسباب الرئيسية في ذلك براي (المتواضع) بسيطة جدا، وواضحة وبينة جدا كذلك، وهي ان الحزب الشيوعي العراقي (اللجنة المركزية) بقيادته الحالية قد تحول ومنذ زمن طويل وخاصة بعد الاحتلال الامبريالي البربري للعراق (مهندس وراعي ومراقب ما سمي بالعملية السياسية) التي كان من افرازاتها (المريضة) الانتخابات وما سمي بـ(الديمقراطية) على طريقة ماكولات (ماكدونالد).
اقول ان ذلك التنظيم قد تحول من شيوعي (ماركسي، لينيني)، اسس وباعتراف اعدائه قبل اصدقائه الحركة الوطنية، الثورية، التغييرية في العراق، وصار وبجدارة فصيلها المقدام (فصيل راس الحربة) والمناضل الصلب والقوي في سبيل وطن حر وشعب سعيد، والمدافع الحقيقي الذي لايعرف المساومة والمهادنة (كما يحصل اليوم) عن مصالح شغيلة البد والفكر من الكادحين، تحول الى حزب (موظفين)، مجرد حزب (سياسي) وفق النظرية البرجوازية لهذا المفهوم اي (حزب ليبرالي) اكثر يمينية من الاحزاب الشيوعية الاوربية التي سارت وفق ما سمي ب(الاورو-شيوعية) والتي انتهت الى الفشل والخسران.
اقول تحول الحزب الشيوعي من حزب (مناضلين) الى حزب (موظفين) يبذلون جل جهدهم للحصول على فتات (الكعكة) السياسية كما يسمونها، حزب رفع قادته الحاليون، وحال وصولهم الى بغداد بعد الاحتلال شعار (كفانا تضحيات)، حزب تحول فيه احد كوادره الشابة من قائد احد اهم تنظيماته الجماهيرية (اتحاد الطلبة) الى مجرد (ساعي بريد) و(عداد اصوات) في ما يسمى بالبرلمان.!؟
كل ذلك حصل في وطن محتل من قبل اعتى الدول الامبريالية واكثرها همجية ووحشية، جعلت من عراقنا ساحة لحربها القذرة على ما تسميه بالارهاب.
فاضحى مدمرا، منهوبا، مستباحا، وصار فيه شعبه الطيب الصبور، مذبوحا، مشردا، على ايدي وكلاء المحتلين وعملائهم ومرتزقتهم من فرق الموت التي شكلها (جون نيغروبونتي) وعصابات القتل والجريمة من البعثيين والرجعيين (الطائفيين) والمرتزقة العرب والاجانب. ومحروما من ابسط متطلبات العيش الامن الكريم. يعم فيه الجهل ويتفشى باوساطه الفساد والمرض.
لقد امتلك الشبوعيون العراقيون ، عقول وقلوب الغالبية العظمى من ناس هذا الوطن، وبالخصوص منهم الشغيلة والكادحين، من العمال والفلاحين والجنود والضباط الاحرار والمثقفين الثوريين (العضويين)، وحيث صارت المرجعية السياسية لفقراء اهل الجنوب والوسط وكردستان، واحياء المحرومين من العمال والحرفيين والكسبة في بغداد العاصمة، في مناطق الشاكرية وخلف السدة و(العاصمة)، والمجزرة (الميزرة)، الذين يسكنون اليوم مدينتي الثورة (الصدر) والشعلة، وكذلك في احياء الحرية والشواكة والكريمات والاسكان والوشاش والكاظمية والبياع وحي العامل، ولاننسى شارع الكفاح و(عكد الاكراد) وساحة السباع (قلعة الشيوعيين الصلبة).
اقول صارت المرجعية السياسية والثقافية والاخلاقية (قوة المثل) هي الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين، وليست (اية مرجعية) اخرى في اي مدينة اخرى من مدن العراق.!؟
مع كل احترامنا وتقديرنا وتبجيلنا لتلك المرجعيات، التي صار فيها عدد من ابنائهم وحتى شيوخ العشائر، كآل ازيرج وحجام والبو عامر ليس من الانصار فقط بل ومن المنظويين تحت لواء هذا الحزب المجيد، الذي غدى كذلك وبسبب تقدم قادته قبل اعضائه وانصاره،!؟ الى سوح المعارك الوطنية الكبرى التي خاضها الشعب العراقي في سبيل حريته واستقلال بلاده وسعادته على امتداد اكثر من ستة وسبعين عاما من (العقب الحديدية)، يتسابقون للموت في سبيل قضية الشعب والوطن وهم يهتفون باسمه، وبكل بسالة وبطولة وشجاعة (اسطورية) وايثار وتضحية لامثيل لهما، ولانهم قدموا حياتهم، التي يعيشها المرء لمرة واحدة (دون منه، وحتى دون انتظار جنة)!؟.
لكل ذلك احبهم الناس وتبعتهم العشرات بل الآلاف من خيرة بنات وابناء هذا الوطن، ومشوا تحت رايتهم الحمراء، المخضبة بدماء الشهداء، حد الموت بكل فخر وعنفوان وهم يرددون مقولة قائدهم الشجاع، الشهيد الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) حين اعتلى منصة الاعدام في 14 شباط 1949 (الشيوعية اقوى من الموت واعلى من المشانق).
اولئك الذين قال فيهم الجواهري الراحل الكبير:-
سلاما على جاعلين الحتوف جسرا الى الموكب العابر.
وبكلمات اكثر اختصارا فانا ارى وعلى العكس تمام مما قاله وطرحه الزملاء الاخرون حول هذه المسالة اقول ان هذه النتيجة جاءت طبيعية جدا وهي حصيلة سياسة اتبعتها قيادة (اللجنة المركزية) للحزب الشيوعي العراقي قبل سنوات عديده، حيث تخلت عن الثوابت المبدأية التي قام وتاسس من اجلها هذا الحزب العظيم ومن تلك الثوابت الاساس النظري (الآيدلوجيا) للحزب وهي النظرية الماركسية ومنهجها العلمي النقدي الثوري في تحليل واستقراء الاحداث، وبناء الاستراتيجية والتكتيك وفق ذلك ومنها كذلك سياسة التحالفات.
ولقد بلغت تلك السياسة التحريفية ذروتها منذ الاحتلال وحتى اللحظة حين تخلت قيادة (اللجنة المركزية) عن مقارعة الاحتلال والاستعمار الكونيالي – الامبريالي) وادواته من القوى الاجتماعية الرجعية التي اعيد انتاجها لمصلحة مشروع المحتل.
وعلى العكس من ذلك فقد انخرطت تلك القيادة وبكل طاقتها في ما سمي ب (العملية السياسية) (الطائفية – التقسيمية – التدميرية) للوطن والشعب، وهو ما اكده لي شخصيا احد اعضاء المكتب السياسي للحزب عندما سالته عن موقف الحزب من الولايات المتحدة الامريكية وفيما اذا لم تعد هذه الدولة ، دولة امبريالية معادية لتطلعات الشعب العراقي، وفيما اذا صارت هذه الدولة، صديقة لنا ومحررة للشعوب!؟ اجابني وبالنص (نحن شركاء في عملية سياسية احد اطرافها الولايات المتحدة).!!!؟
فاي حزب شيوعي يقودونه، وباي ثوابت من المبادئ التي قام عليها الحزب وتاسس من اجلها يعملون.!؟ انهم ليسوا شيوعيين ولايعرفون كيف يصيروا (ليبراليين) (فاضاعوا المشيتين)!؟ لقد آن الاوان لأن يتخلوا عن قيادة الحزب.
وللحديث بقية.

محمد علي الحلاق
كاتب وباحث وطني عراقي
17-نيسان-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس