الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصيق للجلاد

محمود المصلح

2010 / 4 / 21
السياسة والعلاقات الدولية


أن يقتلنا أو يذبحنا او يسحلنا او يسلخنا أو .. العدو او البغيض او المحتل او المتجبر والمتحكم فتلك من طباعه ، ولكن ان لا نرد او نجابه او نصرخ ولو صرخة داخلية مكتومة معدومة .. فهذا قمة الخنوع والذل والرذيلة والهزيمة ..أن ننهزم في المعركة .. امر وارد حيث ان المعركة اما خاسر او رابح منتصر او منهزم .. وهذا امر معروف .
ولكن ان نبادر الى تقبيل يده ، ومسح حذائه من دماء اطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشهدائنا .. او ان نبادر الى مباركة فعلته وايهامه بأنه المنقذ الاعظم .. وان ما قام به من فضائع يندى لها جبين الانسانية عموما .. ولا يقبلها كل ذي شرف او ضمير او حس من انسان او حيوان .. ان نقوم بكل هذا .. طائعين مختارين وبرضى وقناعة .. فما تفسير ذلك ..وما دوافع من قام بمثل هذا .. وماذا يطمح ان تقول عن الشعوب قاطبة وشعبه خاصة .. وبماذا يحدث نفسه في منامه .. او في حمامه الخاص وقت خلوته بنفسه . اتراه يبصق قي المرآة عندما يصادف صورته البشعة ومحياه القبيح .. أترى يدرك مغبة ما فعل وما اجترح .. اتراه يندم كسائر البشر اذا ما فعلوا فاحشة ندموا بعدها .. لان النفس لوامة بطبعها .. ام تراه يستمري ذله وهوانه ويرى في ذلك خلاصه .
رأيت صورة في صحيف لرجل عراقي يقف في باب بيته ، بلحية غزاها الشيب ، وظهر احناه الدهر، وعمر قد افناه فيما لا ينفع ، رأيته يقبل يد جندي امريكي ،
والله انني وضعت احتلال العراق ، وما جرى لاهله الاحبة ، وما نهب منه وضعت كل هذا في كفة ، وتلك الفعلة والصورة في كفة .. ربما انا مبالغ في احساسي ، وربما ارى الامور بعكس ما يراه العامة من البشر .. ولكن تلك حقيقة راسخة في ذهني وقلبي ..
شربت ما الفرات ودجلة ، واكلت السمك المسكوف .. وجزء مني عراقي بالفطرة والفضل ..فما برحت الصورة لا تفارق خيالي ، وهذا الغر الامريكي من الجنود من حثالة امريكايمد يده كسلطان ليقبلها واحد من سادة سادته اي والله .. ولكن لله في خلقه شؤون .. وكما يقولون هي الايام دول بين الناس يوم لك ويوم عليك .
تلك صورة اثارة ما فيه ، واستدعت هذا النصف من الموضوع .. اما الموضوع الاخر .. والذي يصب في الخانة ذاتها من الانحسار والهزيمة والانكسار ..وشي ما يحرقني من الداخل والخارج هو :
بالامس وعلى شريط الاخبار السفلي في قناة الجزيرة خبر يفيد :
الرئيس المصري حسني ( مبارك ) يبعث برسالة تهنئة الى المدعو ( شمعون بيرز ) رئيس ما يسمى اسرائيل .. يهنئه فيها بالذكرى الثانية والستين للاستقلال .
الى هنا الخبر .
اقسم ان هذا الخبر اقلق مضجعي ، وعكر صفو ليلتي ، وبت في غضب ، وقهر ، فنحن مقهورون حتى النخاع ، منهزمون حتى الموت بأبشع صورة ، وتاتي صور القهر باكثر من صورة .. ترى ماذ كتب السيد الرئيس : عزيزي ، حبييي ، أخي ، صديقي، حليفي ، نصيري ..وهو اذا يبارك هل درى انه يصفعني ويرجمني ويسبني و..هل درى انه يوجه طعنة ضاربة قاتلة الى كل ضمير وكل شهيد وكل حر وكل مناضل ومقاوم وكل عربي وكل فلسطيني وكل مصري ..وكل اسير وكل معتقل وكل مغتصب وكل مهان في العالم الحر ..
اين ما فعل من السيد الرئيس من الاف الشهداء المصريين الاحرار ، اين هو من الاف الايتام ، اين هو من ابناء الشهداء ..اين هو من الارامل .. اين هو من صرخات الاستغاثة للقتلى والجرحى والشهداء والمغتصبين والمغتصبات تحت سمعه وبصره ... اين هو من المحاصرين .. أينة هو من نفسه امام المرآة ..
اين هو من أقوال العامة والخاصة والصحافة .. والتاريخ ..
ماذا سيخلف عهذا في نفوس الامة .. والاحرار
ما الذي يدفع برئيس عربي كبير ..ان يبادر الى هكذا فعلة .. خانته فيها الحكمة والذكاء ..
لم يقدر عاقبة الامر ..
وسلام سيدي الرئيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث