الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يقف على النار أنقذوه قبل أن يحترق

عواطف عبداللطيف

2010 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أيها السادة الذين أثقلتمونا تصريحات وهتافات ليتكم تسكتون وتعملون لقد تركتم بصمة سوداء على أيامنا وأحلامنا ومتاعبنا اليومية الناجمة من عدم توفر الماء الصافي و الكهرباء والغلاء والبطالة والفساد والرشوة والمرض والجوع والأرهاب والدمار وفقدان الأمن والأمان ستحتاجون الى جهود مضاعفة ليتسنى لكم أسترداد ثقتنا بعد ان شرعتم القوانين التي تضمن لكم حياة الرخاء وعشتم بالنعيم لتتركوا لنا التعب والسواد والدموع وكل واحد منا طعماً للتفجيرات التي تحدث كل يوم هذه القوانين التي حذرت وزارة المالية والبنك المركزي من أن الإبقاءعلى ما جاء فيها من المخصصات والامتيازات التي يتمتع بها أصحاب الدرجات الخاصة ومنهم نواب البرلمان على ما هي عليه ستستنزف خزينة الدولة لأنها تبلغ نحو مليار دولار سنويا وسوف تتضاعف كل أربعة سنوات , إن هذه المخصصات هي إرث البرلمان السابق الذي أنتهت ولايته بعد أن قدم للشعب ما لا يعد ولا يحصى من المنجزات سوف يؤرشفها التاريخ ويضعها في سجلاتهم لا ينساها لهم أحد والحمد لله معظهم بين مسافر وموفد أو غائب عن جلساته وجيش الحماية والمستشارين لا يعد ولا يحصى ولم يكن لهم من هم سوى كيفية ملئ السلال قبل المغادرة بأكبر شئ ليصل بنا الحال الى ما نحن عليه.

العراق يقف على النار والشرار يتطاير في كل مكان
الشرارة الأولى :
أن كل الفاسدين ومن باعوا ضمائرهم ومدوا أياديهم إلى أموال الشعب بأي شكل من الأشكال مطلوبين أمام القضاء لمسؤوليتهم عن أذلال أبن الشعب وهو يقف في أنتظار الحصة التموينية التي تبخرت أكثر من نصف مفرداتها لتذهب أقيامها الى الجيوب والعيش في ظلام وخوف ورعب وجيش العاطلين يكبر وعدد الأبرياء الذين تراق دمائهم يزداد يوماً بعد يوم والشباب يضيع بين قارعة الطريق والمخدرات وطرق أبواب الرحيل ولا مشاريع تنفذ وما نفذ لا يفتقر الى المواصفات المطلوبة ولا خدمات ولا العيش كباقي البشر.
أصبح الفساد السمة الرسمية لكافة مرافق الدولة مما سهل للحيتان أن تكبر ولا أحد يحاسب وظائف وهمية وأموال تتبخر وتستثمر خارج القطر وتغسل بأسماء الأبناء والزوجات والأقارب والوكلاء.
أعترفوا باخطائكم وإكشفوا لنا دليل الحرص والنزاهة والغيرة والشهامة التي تدعون
تابعوهم وأحيلوهم الى القضاء واسترجعوا أموال الشعب ليتكم تفعلونها مرة واحدة لنرتاح ولا تدعوهم يهربون في كل مرة والجمل بما حمل خارج الحدود.

الشرارة الثانية:
ان ما يحدث من عمليات أرهابيىة حدث ولا حرج ستصرخ النساء يوماً في الشوارع وأولهن أنا لنطالبكم بدم الأزواج نعم وستعالى معنا أصوات الأمهات للمطالبة بدم الأبناء هذه الدماء البريئة التي سالت لتروي تربة الوطن بدون ذنب ولا جريمة ولن تكمم الأفواه بعد اليوم والمئات من المفقودين الذي لا يعرف عنهم أحد شئ عوائلهم تطالب فقد طفح الكيل والمسلسل الدموي مستمر والجرائم أدناه خير دليل:

1-جريمة اغتيال (25) انسان برئ في منطقة هور رجب ومن طائفة معينة
2-جريمة تفجير السفارات والذي ذهب ضحيتها أكثر من 40 شهيد وعشرات الجرحى
3-تفجيرات البيوت السكنية في الشعلة وغيرها من المناطق التي أستشهد فيها حوالي 50 برئ وجرح العشرات ..
4- الهجمات الارهابية الاخيرة التي استهدفت بيوت الله والمصلين يوم الجمعة الدامي في مدينة الصدر والشعلة والرحمانية

إنها سلسلة عمليات عنف أصابت كل العائلات والأطياف والتكوينات والطوائف والمناطق في كل المحافظات والمدن وتسير بشكل متوازي مع مسار المفاوضات بين القوى السياسية العراقية المتصارعة وكلما زاد جر الحبل كلما أزداد العنف واشتد نزيف الدم وسُمِعت أصوات التهديد متناسين إن ما يحدث من إزهاق لأرواح الأبرياء ما هو إلا جريمة حرب خطيرة بحق الإنسان العراقي الهدف من ورائها هو تمزيق وحدة الشعب وإقناع العراقيين والعالم إن العراق لازال بحاجة الى مساعدة وحماية خارجية وإبقاء العراق هزيلاً هزيلاً أمام بقية الدول وليتحقق الهدف الذي دخلوا من أجله العراق بفكيك الدولة وتوزيعها على فدراليات و تقسيمات تنبنى على الأساس الطائفي والمذهبي لذا فانها عملية لخلط الاوراق من أجل البقاء والأستمرار ومحاولة لإعادة العراق إلى مربع العنف الطائفي من جديد هذه الطائفية التي كانت من أهم الأسباب في تدمير العراق وخسارة مكانته السياسية في المحافل العربية والدولية والإقليمية.

الشرارة الثالثة:
ان فضيحة السجون السرية وتعذيب السجناء شكل آخر من أشكال إنتهاك حقوق الانسان لأن كافة الأعراف تقول أن المتهم برئ حتى تثبت ادانته فلماذا التعذيب ؟؟
ولماذا الأعتداء الجنسي والإجبار على ممارسة اللواط
من سيعيد لهؤلاء السجناء ماء الوجه ومن هو المسؤول عن ذلك
والتصريحات متناقضة بين وزارة حقوق الانسان والداخلية والدفاع وكأن كل واحد منهم يعيش في دولة مستقلة ولا يعرف الأخر ولم تجمعهم طاولة مجلس الوزراء يوماً
لماذا لا يتم الكشف عن كافة الأوراق بشكل صريح وواضح ونبتعد عن التعليق لكافة الأخطاء على شماعة واحدة تلافياً لغلق النوافذ والأبواب عن كل الأيادي الخفية الخارجية التي تعبث بالعراق وبمقدراته ونعلن بصراحة من وراء كل ذلك بعدما أقرت وزيرة حقوق الأنسان بوجود هذه السجون وما فيها إن عوائل هؤلاء السجناء تستصرخ الضمائر الحية في كل العالم للأطلاع على ما يجري.

الشرارة الرابعة :
هل تعلمون إن ما تقومون به من تنفيذ أجندة خارجية يضعف العراق وهيبته , متى أحتاج العراق لأصابع الغير لتتدخل في مقدراته ,لماذا تساعدون هذه الأصابع الخارجية بإبقاء العراق ضعيف وتتركوهم يلعقون رحيقنا بشماتة وهم يتفرجون بفرح.
لماذا إنتخبناكم إذا كانت دول الجوار هي التي تقرر مصيرنا, وهي التي ترسم مستقبلنا وتحدد سياستنا وأكثر حنية على الفرد العراقي منكم عليه وهي أحرص منا علينا.
دعو الكرسي لمن يستحقه من قوائمكم أو من غيرها ممن يستطيع أن يعيد للعراق هيبته وللعراقي كرامته بعد أن أصبح ذليلاً يقف على أبواب الدول يستجدي الدخول ليجدها مغلقة أمامه فبالعراق من المخلصين ما لا يستطيع أحد عدهم يخدمون الوطن بعيونهم من أجل أن يقف من جديد ويكبر ويعود الى مكانته.

لا تتركوا السنوات الأربع القادمة تمر هباءاً كما مرت التي قبلها , فبمجرد تنازلكم عن تشنجاتكم وخصوماتكم وطموحاتكم ونرجسيتكم وأحقادكم تسير الأمور بخير ,سارعوا لنجدته وأنقاذه قبل فوات الأوان فقد طفح الكيل بنا ولم نعد قادرين على تحمل مصائبكم بعد الآن ولن نسامح أحد على أي جريمة نفذت بحق الفرد أو الشعب أو الوطن.

الشرارة الخامسة:
أن عملية إعادة العد والفرز لنتائج الأنتخابات تحتاج إلى خطة عمل متكاملة فضلاً عن مخصصات مالية جديدة، ومئات الموظفين وقرطاسية ومراقبين ومندوبين وكل دينار يصرف هو من حق أبن الشعب المحروم من كل شئ ومن أبسط حقوقه بالعيش كأنسان في بلد هو أساس الحضارة الأنسانية في المعرفة والتنظيم والعمران ومن أغنى بلدان المنطقة إقتصادياً ويمتلك من خيرات وثروات زراعية وبترولية تغذي حاجات الأسواق والشركات مما يسيل لها اللعاب وتدر عليه عائدات كبيرة إضافة الى السياحة الدينية.

فبالاضافة الى الوقت الذي ستستغرقه العملية قد تبرز طعونات أخرى لمحافظات أخرى وهذا يعني أننا سنصل الى نهاية العام بدون حكومة أختارها الشعب وسار من أجلها إلى صناديق الأقتراع ويبقى الفراغ السياسي القاتل المطرقة التي ستأتي على جماجم الجميع ليزداد الحال سوء يوماً بعد يوم.
لا نعلم ما فائدة الفرز وزيادة المقاعد ما دام قرار المحكمة الإتحادية ينص على إن الكتلة النيابية الأكبر عدداً هي وحدها من يحق لها تشكيل الحكومة وليس القائمة الاولى ومن جديد سنعود الى تشكيل الأئتلافات وهذا بحد ذاته ضياع للوقت وهدر للأموال ولكل شئ إضافة الى إحتقان الشارع السياسي ولا نعلم هل أن النتائج الجديدة إن أختلفت سوف يتم العمل على تفسير القرار بشكل مغاير ..فما جدوى الأنتخابات واللوائح إذا كان الكرسي هو الهدف الرئيسي .

إن مصلحة المحتل تكمن في تشكيل حكومة شراكة غير متجانسة يكون كل طرف فيها بحاجة الى الدعم متى ما ضاقت به الأمور وتعسرت ليبقى هو المحرك الأساسي والموجه الرئيسي للسياسة العراقية.
وإن التصريحات المتضاربة التي نسمعها والايفادات التي يتم صرف الالاف الدولارات عليها الى دول الجوار جعلتنا ندور في حلقة مفرغة وينطبق علينا المثل القائل (شليلة وضايع راسها) فأين ظل طريقه والكل يسارع ليجده قبل الآخرً ليكون هو المنتصر.

أيها المتصارعون الراكضون إن العراق يمر في أصعب مرحلة لأن إستمرار الخلافات السياسية والفراغ السياسي بالسلطة سيزيد الأرهاب يوماً بعد يوم وما يحدث اليوم من وزارات شبه معطلة مقابل رواتب ومخصصات كبيرة تجعل الميزان يميل بكل ثقله الى جهة اليسار .

متى يكون العراق هو الهدف
متى تتحرك الضمائر بوطنية وإخلاص
متى تتناسون التوزيع والأتفاقات المسبقة وأنتم تقفون على جثث الأبرياء لتقدمون أنواع التنازلات من أجل الجلوس على الكرسي .
متى تتناسون المحاصصة وتنفذون لوائحكم التي كتبتموها وخدرتم الشعب بها ليعطيكم صوته.
أتقوا الله في خلق الله
هل تريدون قتل كل العراقيين؟
هل تريدون حرق العراق؟
سيحاسب التاريخ كل من كان وراء ما حدث ويحدث

يامن أنتخبكم الشعب لتكونوا ممثليه
أجلسوا على طاولة الحوار لا من أجل كرسيكم أو حزبكم أو طائفتكم أو قوميتكم
أجلسوا من أجل العراق
بقلوب صافية نقية
تحالفوا دون أية شروط تضعف العراق
لتنقذوا دمعة أم و شهقة طفل و صرخة أب وترفعوا الأرملة من مكانها وتمدوا يدكم الى الشباب
تحالفوا وأجعلوا العراقي يشعر أن هناك من يسمعه و هناك من يشعر به.
وليكون تشكيل الحكومة وتسليم السلطة سلمياً هدف سريع يسعى الجميع للعمل من أجله
أعملوا لتحقيق المصالحة الوطنية بين أطياف الشعب العراقي حقناً للدماء والإبقاء على ما تبقى .

وأعلموا إن زعامة العراق ليست حكرأ على أحد وهناك شخصيات عراقية وطنية قادرة على فعل الكثير لشعب العراق وللعراق شاركوها في البناء وفي القضاء على الأرهاب والفساد مدوا أياديكم الى الطيبين الى الخيرين من أبنائه .

نظفوا الدوائر والوزارات والمؤسسات من الجهلة ومزوري الشهادات والفاسدين والمفسدين والعملاء
تصالحوا مع أنفسكم قبل أن تتصالحوا مع الغير
هي صرخة من قلبي الذي يئن وجرحه ينزف
هذا العراق بلد الرافدين , بلد الحضارات والأمجاد
أنقذوه
أنقذوووووووووووووووه
لأنه يقف على نار جمراتها ( الطائفية والحزبية والقومية والأرهاب والخيانة والفساد والمحاصصة )
أنقذوه

قبل أن يأتي الشرار على الجمر وتتصاعد ألسنة الحريق ولن يرحمكم أحد بعد ذلك
لا والله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو