الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة القادمة ...طريق أبو الخصيب ... مساعدة صديق... لعبة الكراسي...!

عادل اليابس

2010 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


قبل الاستفتاء على الدستور في 2005 ، وبعد تشكيل لجنة من خمسين ممثلا عن الكيانات والأحزاب السياسية لكتابته ،هؤلاء لم يكونوا من الخبراء في القانون والفقه الدستوري ، بل استنفروا لكتابته ، تحت أجنداتهم الحزبية السياسية المغلفة بالمصالح الفئوية والشخصية ، أي ليس تفصيل الدستور وفق مصالح وطنية مطلقة بل مجموعة قياسات لكل ما سمي جزافا" " مكون " ،فجاء دستور معوق كبل العملية السياسية برمتها فيما بعد ولازال هناك ، من المتشدقين ووعاظ السلاطين ممن يحرف شفتاه ويقول بمنافقة علنية " الشعب صوت عليه". بتاريخه كتبت مذكرة عنوانها " كتابة الدستور وطريق ...أبو الخصيب " ، وهو طريق في البصرة من أكثر الطرق في العالم اعوجاجا وانحرافا " ، ويعود التعويق في هذا الشارع ، أن البساتين التي تقع على جانبيه كانت لذوي القوى والنفوذ ،فكانوا يفرضون سحب الشارع لمحاذاة أراضيهم ، وحصل ما حصل ، فولد الشارع على صورة ثعبان ضخم يتلوى .
بإسقاط نتائج كتابة الدستور ، على ما بعد انتخابات 2010 ، والمبشرة بالقائمة المفتوحة ، بقي الحال على ماهو عليه ، أربع قوائم احتلت البرلمان ، كل منها يسحب وفق سطوته ، تشكيل حكومة المحاصصة القادمة ( يسموها تارة بالمشاركة ، وبالوحدة الوطنية ،وبالتوافقية وحقيقة بطانتها المحاصصة ) ، ولا يبدوا في الأفق محلل سياسي أو استراتيجي عتيد ، يضرب أخماسا باسداسا" ويقول وجدتها ، ويعلن الثوابت التي ستتشكل عليها الحكومة القادمة ، ولن يفيدنا حلم منتصف ليلة صيف ،عند حسن العامري ، بلقاء علاوي والمالكي ، فالمرجعية السياسية له بعد سقوطه في الانتخابات يحوطها الكثير من الريبة وعليه أن يريح نفسه ، لاسيما وقد سمعناه لمرات عديدة ، يشكو علة شديدة بقلبه ، ومن بحاله ، لايفيدة غير الراحة التامة للجسد والروح ، وعودة على بدء لن يحيد برلماننا القادم ولا حكومتنا المنتظرة ، عن هيكلية طريق أبو الخصيب وسنقول بعدها ماكر رناه دائما لكم الله ياعراقيين .
واحدة من النتائج الكبيرة التي حققتها هذه الانتخابات ، سقوط الشرعية عن كتابة الدستور ، فاغلب المشاركين في كتابته ، ومنهم على سبيل المثال ، الدكتور همام حمودي ، والدكتور فؤاد معصوم ، والمحامية مريم الريس ( مستشارة رئيس الوزراء السابقة ، وعدوة مثال الالوسي وحزب الأمة )، هؤلاء لم يحصلوا على عتبة الأصوات التي تؤهلهم للحصول على مقعد في البرلمان القادم ، وبات بعضهم يستجدي المقعد التعويضي ، بل أن احدهم لم يحصل على عدد أصوات رجال حمايته .
بعد هذا المطب ، لم يعد أمام الأوصياء علينا من سياسينا الذين حطوا بعد التغيير ، سوى تطبيق أحدى وسائل المساعدة في برنامج من يربح المليون ، وهذه لن تكون سوى طلب مساعدة صديق ، فهرعوا للهرولة شرقا" وغربا ، شمالا وجنوبا ، كل يعزز أجندته ونحن لانعرف من الصحيح ، غير أن الأصدقاء المطلوب النجدة منهم هم الإخوة الأعداء ، وهم يستقبلون الوفد العراقي تلو الوفد ، ولسان حالهم ، يعبر عنه أبو الطيب بقوله " إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تحسبن إن الليث يبتسم " ، ويعود أبو الطيب ليهمس في إذن جماعتنا بحكمته " فيكم الخصام وانتم الخصم والحكم ".
زميلة عمل لي ، حملتها الحياة ، مصاعب جمة ،من كدر وتعب ، في جلسة دار الحديث عن تشكيل الحكومة ، علقت بميلودراما " انصحهم بتشكيلها وفق لعبة الكراسي ، كما كنا نلعبها في الابتدائية ، أي يهرولوا حول كراسي اقل بواحد من عدد المرشحين للوزارة وفي كل مرة يرفع كرسي ويخرج خاسر ، والذي يجلس على الكرسي الأخير يكون هو رئيس الوزراء المنتخب ، ثم أطلقت ضحكة خفيفة وخجولة وعقبت " ولكن لبعضهم أوزان ثقيلة ".
المعروف عنا نحن العراقيين ، بأننا فطرنا على القيادة والسياسية ، ويصعب علينا الاستماع للآخرين ، وبمتابعة ، من يظهر في الفضائيات من المحللين والمنظرين وفقهاء السياسة والاجتماع ، وكل يدلوا بدلوه ، يصول ويجول " يحوي النار لكرصته إذا كان حزبيا " بالكلام ويسهب بالحديث ، ووصل بنا الحد ، إننا يمكن أن نتابع أي ندوة حوارية على أي فضائية ومهما اختلف الضيوف ، وسنعود بخفي حنين آذ ، سنستمع لنتيجة واحدة ، لاتغنني من
جوع ، تقول هكذا جرت العملية السياسية ، ولكن من أجراها هكذا فكلنا أبرياء منها ، هذا يقودني لاقتراح من تاريخنا العربي والإسلامي ، فكلنا يعرف قصة الحجر الأسود في مكة ،وكيف أن الفرقاء من قريش ، احتكموا في النهاية للعقل وليس للقوة ، وارتضوا أن يكون أول القادمين لدار الندوة هو من يحتكمون إليه وكانت بشارتهم كبيرة عندما دخل الرسول (ص) ، وهو المعروف بأمانته وصدقه ، فاوجد حل الرداء ووضع بنفسه الحجر الأسود ، وطلب من كل زعيم مسك طرف من الثوب ، والسؤال الآن هل يرتضي زعمائنا بنفس الحل ويوكلوه، لشخص ما نزيه وقادر وعينه وقلبه على العراق " أجندته تتطابق مع الزعيم عبد الكريم قاسم ، ونوري السعيد ، وعبد الرحمن البزاز ) ، ويجنبوا أنفسهم والشعب ،مآسي وكوارث ، لم يعد في النفس طاقة لحملها .
عادل اليابس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ